هيئة تحرير الشام

مراجعة ٠٨:٥٣، ١٠ ديسمبر ٢٠٢٤ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات)

هيئة تحرير الشام حركة سياسية وعسكرية منظمة إسلامية سنية شاركت وما زالت تشارك في الحرب الأهلية السورية. تأسست هذه المنظمة في 28 يناير 2017 من اندماج بين جيش الأحرار، جبهة فتح الشام، جبهة أنصار الدين، جيش السنة، لواء الحق، وحركة نور الدين الزنكي. تم تنفيذ عملية اتحاد هذه الجماعات بمبادرة من أبو جابر الشيخ، أحد القادة الإسلاميين الذي كان ثاني قائد لجيش الأحرار. القائد الحالي هو أبو محمد الجولاني. في 29 نوفمبر 2024، شنت الحركة هجومًا على سوريا وبعد 11 يومًا تمكنت من السيطرة على الأوضاع في سوريا بما في ذلك قصر الرئاسة، المطار، الإذاعة والتلفزيون، والبنك المركزي.

خلفية

عملت جبهة النصرة وأحرار الشام معًا في معظم سنوات 2015-2016. كان أبو جابر الشيخ، رجل الدين البارز في أحرار الشام، ينتقد منذ فترة طويلة ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة، معتبرًا أنه عقبة أمام تقدم المتمردين. كما بذل جهودًا كبيرة من أجل توحيد عناصر المتمردين الإسلاميين. كان يقود جناح أحرار الشام الإسلامي والوطني، جيش الأحرار، الذي دعم اندماج أحرار الشام مع جبهة فتح الشام. جرت مفاوضات الاندماج في أواخر عام 2016، ولكن هذه المفاوضات لم تثمر. في أوائل عام 2017، انخرطت هذه المجموعة في صراع مع الجماعات الإسلامية المنافسة في إدلب، وخاصة أحرار الشام، لكن جيش الأحرار انفصل عن أحرار الشام ليتوحد مع جبهة فتح الشام في كيان جديد.

الأيديولوجيا والأهداف

تستند أيديولوجيا هيئة تحرير الشام إلى الجهاد وإسقاط نظام بشار الأسد. تسعى هذه الجماعة إلى إنشاء دولة إسلامية وفقًا لتفسيرها الخاص للشريعة الإسلامية، وتشارك في الحرب الأهلية السورية باستخدام تكتيكات عسكرية متنوعة، بما في ذلك الحروب العصابات، الهجمات الانتحارية، وزرع الألغام. على الرغم من أن هذه الحركة تدعي أنها ابتعدت عن القاعدة، إلا أن أيديولوجيتها لا تزال متوافقة مع الأيديولوجيات الجهادية المماثلة مثل القاعدة وداعش. ترفض هذه الجماعة بشدة وجود القوات الأجنبية في سوريا، خاصة القوات الأمريكية والإيرانية.

بيعة الموت

الجماعة الإرهابية التكفيرية جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، في مايو 2018، نشرت مقطع فيديو بعنوان "لن نخفض رؤوسنا إلا أمام الله"، حيث تم عرض القوات الخاصة لهذه الجماعة لأول مرة. أظهر هذا المقطع كيف كانت هذه القوات ترتدي جميعها عصابات حمراء، وتتعلم مهارات قتالية خاصة. بعد عدة سنوات، تبين أن العديد من العمليات الإرهابية الانتحارية في مناطق مختلفة من سوريا، بما في ذلك ضواحي إدلب، حلب، حماه، واللاذقية، كانت مرتبطة بهذه الجماعة. يُقال إن مجموعة "عصابات الحمراء" قد أطلقت اسمها على نفسها نسبة إلى "أبو دجانة" صاحب النبي الذي كان معروفًا بشجاعته، وكان يرتدي عصابة حمراء في ساحات المعارك. في أوائل عام 2020، تم نشر مقطع لأبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، يظهر فيه وهو يربط عصابة حمراء على رأسه بجانب مجموعة من الإرهابيين الذين كانوا جميعًا يرتدون عصابات حمراء، وأصبح هذا المقطع معروفًا باسم "بيعة الموت"، حيث أقسم الإرهابيون أمام الجولاني على أن يضحوا بأرواحهم في سبيل أهداف الجماعة.

منذ تأسيس هذه الجماعة في عام 2012 تحت اسم "جبهة النصرة" من قبل تكفيريين متطرفين قدموا من العراق إلى سوريا، وقبل قطع العلاقات الشكلية مع تنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى "هيئة تحرير الشام"، اعتمدت هذه الجماعة في معظم هجماتها على عمليات "نوعية" تجلت في تفجيرات استهدفت مراكز تابعة للحكومة السورية، وكانت هذه التفجيرات تُنفذ من قبل أفراد ذوي خبرة، وغالبًا ما كانوا أعضاء في وحدة "عصابات الحمراء". لم تقتصر العمليات النوعية لهيئة تحرير الشام على التفجيرات، بل كانت الميزة الأهم لهذه القوات هي "الانتحارية"، لذا عندما كانت العمليات تصل إلى طريق مسدود ولا يتحقق الهدف، كان يُطلب من "عصابات الحمراء" أن يتوغلوا في صفوف القوات السورية ويفجروا أنفسهم.

اندماج أحرار الشام مع حركة نور الدين الزنكي

«هيئة تحرير الشام» هي جماعة ثورية في سوريا تشكلت في 18 فبراير 2018 من اندماج جماعتي أحرار الشام وحركة نور الدين الزنكي؛ لكن بعد ذلك انضمت إليها جماعات متمردة أخرى. حاليًا، يُعرف أبو محمد الجولاني كزعيم رسمي لهذه الحركة، ولكن هيكل هذه الجماعة معقد ويشمل عدة مجالس قيادية وقادة عسكريين. تلعب هذه المجالس دورًا في اتخاذ القرارات الكبرى والاستراتيجية. بالإضافة إليه، هناك أفراد رئيسيون آخرون في هيكل قيادة تحرير الشام يلعبون أدوارًا في أماكن مختلفة، ومن بينهم:

  • المجلس الشرعي: هذا المجلس مسؤول عن تفسير القوانين الإسلامية وإصدار الفتاوى.
  • المجلس العسكري: هذا المجلس مسؤول عن التخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية.
  • القادة العسكريون الكبار: هؤلاء القادة يعملون في مناطق مختلفة تحت سيطرة تحرير الشام ويتحملون مسؤولية العمليات العسكرية في تلك المناطق.

السيطرة على الأوضاع في سوريا

في أواخر عام 2024، قامت هيئة تحرير الشام بتحركات واسعة في مناطق مختلفة من سوريا. بدأت هذه الجماعة بالسيطرة على حلب. ثم سقطت مدينة حماة في وسط سوريا بالكامل بيد تحرير الشام. بعد 11 يومًا من بدء الهجمات، نجحت هذه الجماعة في الاستيلاء على دمشق وإسقاط حكومة بشار الأسد. سقطت مدينتا حمص ودمشق تقريبًا دون مقاومة، وأعلن المتمردون أنهم سيتعاونون مع حكومة الأسد لتحقيق تغيير في الحكم.

المقالات ذات الصلة