الشيعة في الجزائر

مراجعة ١٨:١٢، ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات)


الشيعة في الجزائر تواجد الشيعة في الجزائر منذ القدم، حيث بدأت أول دولة شيعية في التاريخ العالمي بعد العراق، وبهذا التاريخ بقيت آثار حب مذهب اهل البيت (عليهم السلام) لحد اليوم، ورغم مرور عدة توجهات دينية وسياسية، فالأمازيغ أو البربريون هم السكان الأوائل في شمال أفريقيا، بما فيها الجزائر، وكانوا من محبي أهل البيت عليهم السلام، وكذلك بعض زعماء المسلمين، ومن بينهم موسى بن ناصر، واصلوا غزوات في أفريقيا بما في ذلك الجزائر، وقيل أن موسى بن ناصر وأبوه كانا من محبي أهل البيت (عليهم السلام) أيضاً، وكذلك على مدى خمسة قرون (من نهاية القرن الثاني إلى نهاية القرن السابع)، كانت المنطقة الإفريقية، بما فيها الجزائر، منطقة نفوذ لبعض حكام محبي أهل البيت. ففي فترة حكم الرستمية (776-908م) التي أسسها شخص من أصل إيراني يدعى عبد الرحمن بن رستم، كان مذهب الشيعي حاضر بشكل جدي في الجزائر، وتمكنت الحكومات الإدريسية والفاطمية والموحدون من نشر حب أهل البيت في هذه المناطق.[١]

التمذهب في الجزائر

سكان الجزائر مزيج بين عدة اجناس، رغم ان الاصل امازيغ بربر، وكذلك غالبية الاصول العربية المتواجدة فيها ينتسبون لذرية الامام علي ابن ابي طالب وفاطمة (عليها السلام) وكذا بعض الهاشميين وعرب من اليمن والعراق والشام مرورا بمصر الى اقصى المغرب العربي.[٢].

تاريخ التشيع في الجزائر

تواجد الشيعة في الجزائر منذ القدم، ويقول المؤرخين ومن بينهم ابن خلدون، فإن أول حكومة أنشأها الشيعة في تاريخ الجزائر كانت في سطيف، وتحديدا في بني عزيز بالجزائر. ويرى هؤلاء المؤرخون أن دخول الشيعة إلى القارة الأفريقية كان مبررا بأمر الإمام جعفر الصادق عليه السلام حيث كلّف اثنين من أتباعه على الذهاب إلى المغرب العربي ونشر الأفكار والأيديولوجيات الشيعية هناك، ودخل هذان الشخصان إلى الجزائر وذهبا إلى قبيلة قطامة، وفي المناطق المجاورة لهذه القبيلة كانت هناك قواعد كبيرة في الفلمة وسوق أهراس، وأنشأوا القلعة وعنابة وسكيكدة والعقل وجيجال والقسطنطينية وسطيف، وبالإضافة إلى هؤلاء بنوا قواعد أصغر في نواصير الأوراس وأقجان وغيرها. وهذا معناه أنّ أول حكومة شيعية قامت هي الحكومة الفاطمية (909 م - 1171 م) في شمال أفريقيا، وهي أول خلافة إسلامية في منطقة المغرب الكبير (تونس، الجزائر والمغرب). وكانت تابعة للمذهب الشيعي وعاصمتها من سنة 909م إلى نهاية سنة 920م كانت القيروان بتونس.[٣].

أسباب انتشار التشيع بشكل عام

  • إتباعهم لآل الرسول ( صلى الله عليه و آله ) الذين تنتهي أحاديثهم إلى الرسول ( صلى الله عليه و آله ) و لا سند أقوى من ذلك في التشريع بلا خلاف حيث لا يشكك أحد في نزاهتهم و علمهم .
  • إنهم أقدم المذاهب على الإطلاق ، بل يقولون بأن التشيع و الإسلام واحد .
  • وجود أئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) بين ظهرانيهم حتى عام 260 هـ .
  • معاداة السلطات الحاكمة لهم ـ رغم أن ذلك أعاق انتشار مذهبهم ، إلا أن الحاكم الظالم بمعاداته هذه يزيد من مصداقية الطرف الآخر .
  • قِدَم تدوينهم للحديث و التفسير و الأحكام فقد كان علياً ( عليه السَّلام ) أول الرجال المؤلفين في تاريخ الإسلام كما كانت السيدة فاطمة ( عليها السلام ) أقدم النساء .
  • مبادرتهم في العلوم الإسلامية و غيرها و تعمقهم فيها و سبق تدوينهم فيها .
  • التمسك بمقاومة الظلم و السلطان الظالم بالوسائل المشروعة و المتاحة و لذلك كثرت الانتفاضات في صفوفهم منذ أوائل القرن الأول الهجري .
  • فتح باب الاجتهاد و التمهيد لذلك من قبل أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) و إنشاء المؤسسة المرجعية . و الذي يواكب العصر و يلبي حاجة الأمة .
  • وجود العتبات المقدسة لأهل البيت ( عليهم السلام ) في مجمل الأقطار الإسلامية .
  • هجرة الطالبيين و الموالين إلى أقصى البلاد الإسلامية و غيرها مع التمسك بوجوب تحمل نشر الدعوة الإسلامية .
  • إقامة عشرات الدول منذ اليوم الأول في مختلف البقاع بسبب الاضطهاد فقد انشأوا دولاً في الأندلس وشمال إفريقية والسودان والحبشة وغيرها من المناطق في القارة الإفريقية ، وفي الجزر الإيطالية ، وفي بلاد ما وراء النهرين و شبه القارة الهندية ، و في تركيا و شمال العراق و جنوبه ووسطه و شبه الجزيرة العربية ، و الصين ولبنان وسوريا و إيران إلى غيرها .
  • عقد عدد من المناظرات العامة في إيران وباكستان والهند والعراق وغيرها.

إلى غيرها من العوامل التي أدت إلى انتشار المذهب، فإن نسبة الشيعة هي الأعلى في قِبال كل واحد من المذاهب الإسلامية الأخرى ، والحاصل فإن النسبة الإجمالية هي الثلث من أصل المسلمين ويمكن لمس ذلك من تواجدهم في دول المهجر الخليط من الجاليات المختلفة ، وأما في الدول القائمة فتختلف نسبة كل مذهب إلى آخر، وأتذكر بالمناسبة خطاباً للرئيس المصري السابق محمد أنور السادات ذكر فيه بالمناسبة أن الشيعة هم أكثر الفرق الإسلامية عدداً وفي إحدى اجتماعاتي السنوية مع رئيس رابطة العالم الإسلامي بمكة المرحوم الشيخ صالح القزاز ذكر لي : بأن إحصاءاتنا تدل على تفوق الشيعة في العدد على سائر الفرق الإسلامية .والله لن تمحوا ذكرنا ولن تميت وحينا .[٤].

حب الجزائريين لآل البيت

حب الجزائريين لآل البيت ولأحفاد الرسول صلى الله عليه وآله أمر لا يخفى على أحد, ففي دراسة اجتماعية أجرتها السلطات الاستعمارية في الجزائر عام 1958 م قبيل زيارة ديغول الشهيرة للجزائر, خلصت إلى أنه بعد إسم محمد فإن أكثر الأسماء تداولا في الجزائر هي علي والحسن والحسين, وأكثر أسماء النساء تداولا هو إسم فاطمة الزهراء, وإذا كان للعهد الفاطمي في الجزائر دور في وجود الكثير من العادات العاشورائية فإنها بالتأكيد من صميم أعمال أهل السنة التي ينتمي إليها المذهب المالكي رغم أن في بعضها بدعا ما أنزل الله بها من سلطان ?! وأن الجزائريين يرفضون الزواج في يوم عاشورا, إلا في النادر من العائلات, خاصة أن الزواج لم يعد مقتصرا على فصل الصيف فقط, وترفض الكثير من العائلات إقامة ولائم الأعراس في أيام عاشوراء وفي كامل شهر محرم, ولا يوجد في الشريعة الإسلامية ما يحرم أو يمنع ذلك. كما أن زوار أضرحة أولياء الله الصالحين تتضاعف زياراتهم في شهر محرم وبشكل كبير في يوم عاشوراء, خاصة في غرب البلاد أثناء زيارات أضرحة سيدي الهواري في وهران الذي تشد إليه الرحال, خاصة في السنوات الأخيرة, منذ أن أصبحت الفضائيات العربية والعالمية تنقل مظاهر زيارات أهل الشيعة لقبري الحسين وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما في كربلاء والنجف في قلب العراق. إذ تقوم النسوة القادمات من مختلف مناطق الغرب بزيارة ضريح سيدي الهواري أو ضريح سيدي الحسني بالمدينة الجديدة بوهران والتضرع والدعاء لأجل رفع المرض أو الرزق بالولد, كما تقام \ “الوعدات \” في أيام عاشوراء أمام ضريح سيدي الحسني.[٥].

حملة السلفيين ضد الشيعة

نقلت تقارير صحفية جزائرية محلية قيام مجموعة من أهالي محافظة وهران أمس بإغلاق أحد مساجد المحافظة، احتجاجا على ما قالوا إنه نشر للمذهب الشيعي، ويتزامن الحادث مع إعلان حركة الصحوة السلفية عن حملة ضد حركة التشيع في الجزائر. وكشف المالكي أن هناك من المتشيعين من ترشح لعضوية البرلمان، ومنهم من فاز بعضوية المجالس المنتخبة محليا، وأوضح أن هؤلاء يمارسون طقوسهم في الحسينيات سرا.

وفي الآونة الأخيرة أعلنت جبهة الصحوة الحرة السلفية عن حملة ضد ما أسمته خطر التشيع على الجزائر. ويشير مسؤول الجبهة عبد الفتاح زرواي حمداش للجزيرة نت أن الحملة أزعجت كثيرا شيعة إيران والعراق، من خلال دعوتهم إلى حماية شيعة الجزائر مما يصفونه بـ"جرائم الوهابيين" في الجزائر.

وحسب حمداش فإن التشيع "خطر شديد" يهدد بلاده، لأن إيران، كدولة باستخباراتها واقتصادها القويين، هي التي تقف وراء حركة التشييع، من خلال سفارتها التي "تغري"، على حد قوله، الجزائريين بالمال، وتؤمن لهم منحا دراسية في الحوزات العلمية للتشبع بالمذهب والعمل على نشره".[٦]. بينما يرى الآخرون بأن الشيعة الجزائريين اغلبهم ممن استبصروا مثقفين واطارات فقل ما نجد منهم ذوي المستوى المحدود، الكثير يعتقد ان ظهور الشيعه في الجزائر منذ الثورة الاسلامية الايرانية، وهذا خطأ بل من التاريخ الفاطمي فهناك شيعه امامية الاعتقاد رغم انتمائهم لصوفيه، وكذا الصوفيه الذين هم في تواد مع الشيعه الجزائريين حيث الكثير منهم يحافظ على زيارة الاولياء الصالحين الذين ينتشرون في كل ربوع الوطن، ما يميزهم انهم عقلاء في التعامل والحذر الشديد ليس خوفا وانما اجتهادا لعدم التصادم مع الاعلام المدعوم … كي لا تحصل تجاذبات خطيرة من المكفرين[٧].