السيد محمد الصدر

آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر، فقيه ومفكّر بارز، ومرجع التقليد، تلمّذ عند كبار الفقهاء والمفكرين كالامام الخميني، والشهيد محمد باقر الصدر ، وآية الله الخوئي ، وآية الله الحكيم، تصدى للمرجعية الدينية بعد وفاة السيد عبد الأعلى السبزواري، وذلك عام 1993م، وكان له الكثير من الأنشطة السياسية والاجتماعية، منها: دوره البارز في قيادة الانتفاضة الشعبانية عام 1991م في مواجهة السلطة الحاكمة في العراق، وإقامته لصلاة الجمعة التي ذهب إلى وجوبها التعييني، وترك بين يديه العديد من المؤلّفات أبرزها: موسوعة الإمام المهدي، وما وراء الفقه، وفقه الأخلاق، وأضواء على ثورة الإمام الحسين (ع)، تعرّض للكثير من الاعتقالات من قبل نظام صدام حسين، إستشهد هو ونجليه (مصطفى ومؤمل)إثر عملية اغتيال غادرة وجبانة قامت بها الاجهزة القمعية التابعة للنظام البعثي المباد مساء الجمعة 4 ذي القعدة الموافق 19 شباط 1999، وعلى إثر انتشار خبر استشهاده شهدت مناطق جنوب العراق والعاصمة بغداد، غضباً شعبياً عرف بانتفاضة الصدر، والتي قاومها النظام البعثي بالقتل والاعتقالات والمطاردات، وعلى إثر انتشار خبر استشهاده شهدت مناطق جنوب العراق والعاصمة بغداد، غضباً شعبياً عرف بانتفاضة الصدر، والتي قاومها النظام البعثي بالقتل والاعتقالات والمطاردات.

السيد محمد الصدر
الإسم الکاملالسيد محمد محمد صادق الصدر
التفاصيل الذاتية
الولادة1943 م، ١٣٦١ ق، ١٣٢١ ش
مكان الولادةعراق
یوم الوفاة1999 م
مكان الوفاةعراق
الدينالإسلام، الشيعة
النشاطاتفقيه ومفكر بارز، ومرجع التقليد ومن تلامذة الامام الخميني، والشهيد محمد باقر الصدر، والسيد الخوئي ، والسيد الحكيم.


مولده ونسبه

ولد آية الله العظمى الشهيد السيد محمد الصدر بن محمّد صادق بن محمّد مهدي بن إسماعيل بن صدر الدين بن صالح بن محمّد بن إبراهيم شرف الدين وصولاً إلى موسى (أبو سبحة) بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى بن جعفر (ع)في 17 ربيع الأول سنة 1362 ـ 23/ 3/ 1943، في مدينة الكاظمية المقدسة وعاش في كنف جدّه لأمه آية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين وهو كان من كبار مراجع آنذاك. تزوّج من بنت عمه السيد محمد جعفر الصدر ورزق بأربعة أولادهم: (مصطفى ـ مقتدى ـ مؤمل ـ مرتضى) تزوّج الثلاث الأوائل منهم من بنات السيد أبي جعفر وله بنتان، هُنَّ زوجات لأولاد الحجة السيد محمد كلانتر. [١].

دراسته الحوذوية

بدأ سماحته بدراسة المقدمات في سن مبكرة على يد مجموعة من الأفاضل منهم السيد طالب الرفاعي، الشيخ طراد العاملي ووالده السيد محمد صادق الصدر، حيث تعمم وهو ابن (أحد عشرة سنة)، دخل كلية الفقه (1379 ـ 1960) وتخرج منها سنة (1383 ـ 1964) ضمن الدفعة الأولى من خريجي كليّة الفقه. ارتقى سيدنا إلى مدارج البحث الخارج فحضر بحث الخارج الأصول للسيد الشهيد محمد باقر الصدر، كما حضر أيضاً بحث الخارج عند المُحقق الأستاذ الخوئي وباشر سماحته بتدريس الفه الاستدلالي ( الخارج) أول مرة في عام 1978م ، وكانت مادة البحث آنذاك من ( المختصر النافع) للمحقق الحلي ، وبعد فتره باشر ثانيه بالقاء أبحاثه في الفقه والاصول ابحاث الخارج عام 1990م واستمر في ذلك متخذا من مسجد الرأس الملاصق للصحن الحيدري الشريف مدرسه وحصنا روحيا لأنه أقرب بقعه من جسد مولانا أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام له إجازة من عدّة مشايخ أعلاها من جناب آية الله ملا محسن الطهراني الشهير. [٢].

إجازته بالاجتهاد

أجيز بالاجتهاد من قبل أستاذه السيد الشهيد محمد باقر الصدر في سنة (1396 ـ 1977) وكان عمره الشريف 37 سنة، حيث اتفق أن الطلبة الفضلاء طلبوا من السيد محمد الصدر أن يباحثهم خارجاً، وقد سألوا السيد أبو جعفر عن ذلك فبارك لهم ذلك وشجعهم عليه وذكر لهم تمام الأهليّة لسماحة السيد محمد الصدر. ثم بتسديد وعون من الله

أساتذته

لقد درس الشهيد الثاني عند الامام الخميني ، والشهيد محمد باقر الصدر ، وآية الله الخوئي ، وآية الله الحكيم وآخرين ، فنحن عندما نتجاوز المشترك الفقهي لهولاء الثلاثه رضوان الله تعالى عليهم ، يمكن لنا القول انه رحمة الله عليه استلهم الفكر الثوري من تجربة ودرس استاذه الامام العظيم الخميني قدس الله نفسه الزكيه ، واستلهم هم المشروع التغييري في العراق من تجربة ودروس ونظريات استاذه آية الله شهيد القرن محمد باقر الصدر، كما تتلمذَ في مادة الأخلاق والعرفان على يد المربي الفاضل العارف(الحاج عبد الزهرة الكَرعاوي ) والذي يَعتبرهُ سماحته أرقى شخص معاصر في هذا المجال. [٣].

تصّديه للمرجعية

في عام 1993 تصدى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر للمرجعية الدينية بعد وفاة المرجع الاعلى آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري، وسعى للحفاظ على الحوزة العلمية في النجف الأشرف فقام بخطوات عديدة أهمها إرسال المبلغين إلى أنحاء العراق كافة لتلبية حاجات المجتمع. وبسبب دعواته الإصلاحية وجرأته أصبح السيد الصدر مصدر إلهام روحي لأغلب العراقيين لاسيما الشباب، الأمر الذي جعل النظام البعثي يشعر بخطورة السيد الصدر على بقائه، فأقدمت الأجهزة القمعية التابعة لدوائر الأمن باغتيال هذا العالم الرباني الكبير الذي وضع بصمة في ضمير الأمة.[٤].

إقامته الصلاة الجمعة

كانت الحكومة في العراق تمنع التجمعات الدينية وبالأخص بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وخوف النظام السابق من الشيعة في العراق بالقيام بثورة مسلحة بقيادة رجال الدين واقامة دولة إسلامية في العراق على غرار ما حصل في إيران، وفي هذا الظرف الحرج بادر الشهيد الصدر الثاني وهو لابس كفنه لإقامة صلاة الجمعة التي أفتى بوجوبها التعييني، حيث اعتبر صلاة الجمعة هي الوسيلة الراجحة في إيقاظ الأمة، وبثّ فيها روح الشجاعة والثقة بالنفس بإمكانية التغيير وعدم القبول بالواقع الذي هم فيه مهما كانت الطريقة التي يحكم بها النظام في ذلك الوقت. وقد وفق السيد الصدر في ذلك الأمر بسبب عدّة عوامل، منها: إعلان الحكومة العراقية أنها بصدد حملة إيمانية وطنية، فاستغل الشهيد الصدر هذه الأجواء لإقامة صلاة الجمعة، التي كان يقيمها أهل السنة في عموم العراق، وعلى هذا الأساس فإن الحكومة لا يمكن أن تمنع صلاة هي كانت قد شجعت على أداءها. صلاة الجمعة كانت دينية ولم تكن سياسية، ومنع هكذا صلاة يتعارض مع ما تدعو إليه الحكومة من حملتها الإيمانية المزعومة. كذلك تمتاز فريضة صلاة الجمعة بوجود خطبتين لا تصح الصلاة من دونهما، وهذا العامل قد ساعد الشهيد الصدر أن يتواصل مع الناس بشكل مباشر مما له الدور في قيادة حركة دينية إصلاحية شاملة. إنَّ صلاة الجمعة كانت تعالج كل حالات الانحراف في المجتمع العراقي، وحركة السيد الصدر كانت إصلاحية تعالج الكثير من الأمراض الاجتماعية بشكل عام، وليست مقتصرة على الجانب السياسي. [٥].

أبرز تلامذته

درس على يديه مجموعة من فضلاء الحوزة، منهم:

* الشيخ محمد اليعقوبي
*  الشيخ قاسم الطائي
*  السيد رحيم الشوكي
*  الشيخ علي أل سميسم
*  السيد أحمد اليعقوبي
*  السيد محمود الحسني
*  ولده السيد مقتدى الصدر
*  السيد جعفر محمد باقر الصدر. [٦].

مؤلفاته وكتبه

يُعتبر سماحته شخصية موسوعية لذا كانت كتاباته متنوعة وعميقة وواسعة عاكسة بذلك إمكانياته العقلية الجبارة التي حَباهُ الله بها إضافة إلى اجتهاده الكبير في التحصيل الذي أوصله إلى مرتبة في التكامل العلمي قل نظيرها لدى بني البشر: 1- نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان2- فلسفة الحج في الإسلام.3- أشعة من عقائد الإسلام.4- القانون الإسلامي وجوده، صعوباته، منهجه.5- موسوعة الإمام المهدي، صدر منها.أ- تاريخ الغيبة الصغرى ب- تاريخ الغيبة الكبرى ج- تاريخ ما بعد الظهور د- اليوم الموعود بين الفكر المادي والديني.6- ما وراء الفقه( 10 أجزاء).7- فقه الأخلاق(جزئين).8- فقه الفضاء.9- فقه الموضوعات الحديثة.10- حديث حول الكذب.11- بحث حول الرجعة.12- كلمة في البداء.13- الصراط القويم.14- منهج الصالحين( 5 أجزاء).15- مناسك الحج.16– منبر الصدر(مجموع خطب صلاة الجمعة).17–منهج الصدر(مجموع القاءات المسجلة معه(قدس)).18- أضواء على ثورة الإمام الحسين (ع).19- منّة المنان في الدفاع عن القرآن.20- منهج الأصول(5 أجزاء).21- الإفحام لمدعي الاختلاف في الأحكام.22- مسائل في حرمة الغناء.23- شذرات من فلسفة ثورة الحسين(ع).24- بين يدي القرآن.25- الرسائل الاستفتائية(3 أجزاء).26- مسائل وردود(4 أجزاء).27- الصوم بين السائل والمجيب.28- الخمس بين السائل والمجيب.29- رفع الشبهات عن الأنبياء.31- بيان الفقه.32- فقه المجتمع.33- منية الصائمين.34- الأسرة في الإسلام.35- فقه العشائر 36- تعليقة على منهاج الصالحين. 37- بحث حول الاستخارة.38- المواقيت الإسلامية.39- فقه الطب.40- بحث حول الغِيبة.41- الحجاب. إضافة إلى ثمانية عشر كتاب مخطوط غير مطبوع إلى ألان.[٧].


مواجهته للسلطة الظالمية

تحول الصدر الثاني إلى رمز يقود ظاهرة إسلامية، وجرّاء هذا الأمر حدث تصعيد بينه والسلطة الحاكمة، حيث حاولت السلطة أن تتدخل في شؤون صلاة الجمعة، في الكثير من المدن العراقية، فقد مارست الضغط على وكلاء السيد الصدر في جميع المحافظات العراقية من خلال الطلب المتكرّر منهم بالدعاء إلى صدام حسين، ولم يكن هذا الطلب جديداً، بل حاولت السلطة مرات عديدة دون جدوى، وعندما فشلت السلطة في انتزاع الدعاء لصدام، ذهبت إلى اسلوبها التهديدي، لمنع صلاة الجمعة والتي أصرّ الصدر الثاني على إقامتها وأوصى بإقامتها حتى بعد استشهاده، وبعد رفض الدعاء لصدام بهذه الصلاة مهما كان الثمن، تطورت المواجهة بعد ذلك إلى صدامات سبقت اغتيال الصدر الثاني في عدد من المدن العراقية، منها الناصرية حيث سقط عدد من الشهداء واعتقلت الدولة عدد من وكلاء الصدر الثاني، وطالب السيد الصدر ومن خلال منبر صلاة الجمعة في مسجد الكوفة بإطلاق سراح المعتقلين من خلال هتافات أمر جمهور المصلين بترديدها (نريد.. نريد.. فوراً.. فوراً.. إطلاق سراح المعتقلين)

في ظل رفض السيد الصدر الثاني ووكلائه المتكرّر لطلبات السلطة الدعاء لرئيس الدولة، طالبت السلطة الصدر الثاني بمنع المسيرة السنوية التي يقوم بها عشرات الألوف من المشاة إلى كربلاء من مختلف مدن العراق، لكن السيد أصدر أمراً إلى الناس بالتوجه إلى كربلاء وذلك خرقاً للمنع الذي أصدرته السلطة الأمنية، وقد استجاب الزوّار لطلب الصدر الثاني وتوجهوا إلى كربلاء، لكن السلطات سرعان ما طلبت من الصدر التراجع عن موقفه فرفض ذلك، ثم هُدد بالقتل وطُلب منه أن يكتب أن الظروف لا تسمح بمثل هذه التظاهرة فرفض أيضاً، فصدر أمر بوضعه في الإقامة الجبرية، واعتقل وكلاءه في المدن العراقية، لكن الصدر الثاني خرق أمر الإقامة الجبرية مع ولديه مصطفى ومؤمل وذهب إلى الكوفة وصلى آخر صلاة جمعة وهي الجمعة مما أغضب السلطة فقرّرت التخلص منه ودبرت له عملية الاغتيال. [٨].

إعتقالاته

قام نظام صدام باعتقال السيد الصدر الثاني عدة مرات، ومنها: في عام 1972 م قام النظام باعتقال السيد محمد الصدر مع الشهيد السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق. في عام 1974 م قام النظام باعتقاله في مديرية أمن النجف وعندما احتج على سوء معاملة السجناء نُقل إلى مديرية أمن الديوانية والتي كانت أشد إيذاء للمؤمنين من بقية مديريات الأمن، وقد بقي رهن الاعتقال عدة أسابيع. عام 1998 م قام النظام باستدعاء السيد محمد الصدر والتحقيق معه عدة مرات. عام 1999 م قام النظام بالتحقيق مع السيد الصدر مرات عديدة وتهديده قبل اغتياله. [٩].

إستشهاده من قبل أزلام النظام

وبسبب دعواته الإصلاحية وجرأته أصبح السيد الشهيد مصدر إلهام روحي لأغلب العراقيين لاسيما الشباب، الأمر الذي جعل النظام البعثي يشعر بخطورة السيد الصدر على بقائه، فأقدمت الأجهزة القمعية التابعة لدوائر الأمن باغتيال هذا العالم الرباني الكبير الذي وضع بصمة في ضمير الأمة ونقش على جبينها كلماته الثلاث المشهور( كلا كلا أميركا.. كلا كلا إسرائيل.. كلا كلا للشيطان) وفي يوم الجمعة الرابع من ذي القعدة الموافق التاسع عشر من شباط عام 1999 تعرض السيد الشهيد لعملية ملاحقة من قبل سيارة مجهولة بعد خروجه من الصحن الحيدري الشريف باتجاه منزله في منطقة الحنانة برفقة نجليه السيدين الشهيدين مؤمل ومصطفى، فأطلقوا النار على السيارة التي كان يستقلها مع نجليه وسرعان ما اصطدمت العجلة بشجرة قريبة، فترجل المهاجمون من سيارتهم وبدأوا بإطلاق النار بكثافة على السيد الصدر ونجليه فاستشهد السيد مؤمل فورا، أما السيد الصدر فقد تلقى جسده رصاصات عدة، ولكنه بقي على قيد الحياة، وعند نقله إلى المستشفى تم قتله برصاصة بالرأس من قبل أزلام النظام المباد، أما السيد مصطفى فأصيب بجروح ونقل إلى المستشفى من قبل الأهالي وتوفى هناك متأثراً بجراحه.[١٠].

الهوامش