السيد بدر الدين الحوثي
السيد بدر الدين الحوثي من أبرز مرجعيات الطائفة الشيعية الزيدية في اليمن، والزعيم الروحي والأب المؤسس لحركة الإسلامية انصار الله، وكان من المناصرين للثورة الإسلامية في إيران، ومن رائد الوحدة الإسلامية، والمدافعين عن فلسطين، وقف أمام مدّ الوهابية في اليمن، ولد في 17 جمادى الأولى سنة 1345 هـ في مدينة ضحيان، ونشأ في صعدة في ظل أسرة علمية، وله مؤلفات ورسائل وكتيبات كثيرة-مطبوعة ومخطوطة- في شتّى العلوم الإسلامية، وألف في ردّ أفكار الوهابية، وقد جمعت في مجموعة بعنوان"السلسلة الذهبية في الرد علي الوهابية" توفى يوم الخميس 19 ذي الحجة سنة 1431 هـ. الموافق 25 نوفمبر 2010م، عن عمر ناهز 86 عاماً.
السيد بدر الدين الحوثي | |
---|---|
الإسم الکامل | بدر الدين بن أمير الدين الحوثي |
التفاصيل الذاتية | |
الولادة | 1345 ق، ١٣٠٥ ش، ١٩٢٧ م |
مكان الولادة | يمن |
الوفاة | 2010 م، ١٤٣٠ ق، ١٣٨٨ ش |
مكان الوفاة | يمن |
الدين | الإسلام، الشيعة الزيدية |
النشاطات | أبرز مرجعيات الطائفة الشيعية الزيدية في اليمن والزعيم الروحي والأب المؤسس لحركة الإسلامية انصار الله |
مولده ونسبه
وُلد السيد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي في 17 جمادى الأولى سنة 1345هـ في مدينة ضحيان بمحافظة صعدة أقصى شمال اليمن، ينتهي نسبه إلى الإمام الهادي إلى الحق يحي بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام . نشأ في أسرة كريمة مشهورة بالعلم والورع والتقوى والزهد والعبادة ، فوالده السيد أمير الدين بن الحسين الحوثي وجدّه السيد الحسين بن محمد الحوثي فهو أول من هاجر من مدينة حوث إلى مدينة ضحيان وإليه تنتمي أسرة آل الحوثي الحسنيون في محافظة صعدة. وفي لأجواء الإيمانية والمحافل العلمية عاش السيد الراحل متنقلاً بين حلقات العلم والمعرفة مرتشفاً من معين التقوى والعرفان حتى وصل إلى مستوى يُشار إليه بالبنان ، عاش مع القرآن وحفظه عن ظهر قلب وسبر أغواره وارتوى من معينه حتى لُّقَّب بفقيه القرآن ، كما تعمق في اللغة والأدب والفقه والأصول، والسِّيَر والتاريخ وبالأخص تاريخ أهل البيت عليهم السلام ، حتى برع في كل مجال وارتقى الصدارة بكل جدارة ، فكان الفقيه المحقق والمطّلع المدقق [١].
مشايخه وأساتذته
ومن مشائخه، والده السيد العلامة أمير الدين الحوثي المتوفي سنة1394 هـ، وعمه العلامة الحسن بن الحسين الحوثي المتوفي سنة 1388هـ، وجل قرائته عليهما. أجازه عدد من العلماء ذكرهم في كتابه (مفتاح أسانيد الزيدية)، وفي مقدمة كتابه (شرح أمالي الإمام أحمد بن عيسى بن زيد بن علي)، عكف على التدريس والتأليف، وتتلمذ على يديه عشرات من العلماء وطلاب العلم، وله العديد من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة، منها تفسيره للقرآن الكريم، وله اجتهادات معروفة، وامتاز طول حياته بالورع التام، والزهد والعبادة، والتواضع. أثنى عليه علماء عصره ، وعلى رأسهم السيد العلامة المجتهد مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي وقال في ترجمة له : هو السيد العلامة رضيع العلم والدراسة ، وربيب العلم والهداية ،وهو من العلم والعمل بالمحل الأعلى، وله من الفكر الثاقب والنظرالصائب الحظ الأوفر والقدح المعلى [٢].
مؤلفاته
وله عدة مؤلفات ورسائل وكتيبات: 1- تفسير جزء تبارك وجزء عم. 2- التيسير في التفسير وجودة نظره، طبع منه تفسير الفاتحة والبقرة وآل عمران في مجلد. 3- تحرير الأفكار عن تقليد الأشرار، طبع سنة 1414هـ، وهو في الرد على شبهات الوهابيين المتمسلفين، وضمنه مباحث هامة في الأصول والحديث. 4- الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز (طبع). 5- الزهري أحاديثه وسيرته (طبع). 6- الغارة السريعة في الرد على الطليعة (طبع). 7- شرح أمالي الإمام أحمد بن عيسى بن زيد بن علي عليهم السلام (مخطوط). 8- طرق تفسير القرآن الكريم 9- كشف الغمة في مسألة اختلاف الأمة (مخطوط). 10- المجموعة الوافية في الفئة الباغية (مخطوط). 11- القاضب الخافض لهامات النواصب (مخطوط). 12- التحذير من الفرقة (طبع). 13- أحاديث مختارة في فضائل أهل البيت عليهم السلام.
رسائله وكتيباته
1- إرشاد الطالب إلى أحسن المذاهب. 2- إيضاح المعالم في الرقى والتمائم. 3- بيان الرهان من القرآن على تخليد أولياء الشيطان في النيران. 4- التبيين في الضم والتمين. 5- آل محمد ليسوا كل الأمة. 6- الجواب على الحكمي. 7- الزيدية في اليمن. 8- الفرق بين السب والقول الحق. 9- من هم الرافضة. 10- من هم الوهابية. 11- المطرفية. 12- النصيحة المفيدة.[٣].
دوره في التصدي للوهابية
حين وصل المد الوهابي إلى اليمن وبدأ بالتغلغل فيه، كان العلامة بدرالدين الحوثي أول من تصدى لهذا الفكر الدخيل بقلمه ولسانه، حيث كتب عشرات الردود ما بين كتب ورسائل وأشرطة كاسيت، على الرغم من التحديات الأمنية والسياسية والفكرية التي كانت تحاول فرض حالة من الصمت أمام المد الوهابي ومحاولاته إفساد العباد واستهداف اليمنيين في هويتهم الإيمانية.
أصبح تداول مؤلفات العلامة الراحل آنذاك من الممنوعات، إلا أنه لم يكن يلتفت لكل تلك الضغوطات، حتى أن البعض من العلماء كان ينصحه بالحد من ذلك النشاط خوفا على حياته، لكنه واصل دوره التنويري فكان من أبرز مؤلفاته في هذا الجانب، (الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز)، و(تحرير الأفكار عن تقليد الأشرار)، و(الغارة السريعة في الرد على الطليعة).
كما أن له الكتابات والمؤلفات الكثيرة في مواجهة ضلال وبدع الوهابية، والدفاع عن مبادئ الحق، وإثبات الحقائق المهمة، وكل ما يمكن الاستفادة منه ويشكل حصانة ثقافية، ويعزز لدى الإنسان مفاهيم ومبادئ الإسلام، إلى جانب مؤلفاته في الفقه والعقيدة وغيرها. [٤].
نفيه خارج البلاد
روى القائم بأعمال المكتب التنفيذي لأنصار الله قاسم الحمران تفاصيل لقاء العلامة بدر الدين الحوثي مع المرشد الأعلى للثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي. واوضح الحمران في تغريدة في صفحته الشخصية على موقع تويتر : "يوم ضاقت الأرض بما رحبت على العالم الرباني السيد المجاهد بدرالدين الحوثي رحمة الله تغشاه ونفي أيام الهالك عفاش إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية . والتقاه حينها الإمام القائد علي الخامنئي واحتضنه وأقسم له ثلاثا قائلا : - (فالله لننصرنكم ،،، فالله لننصرنكم ،،، فالله لننصرنكم)"[٥].
موقفه من الثورة الإسلامية في ايران
بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران، برز إعجاب السيد الحوثي بالإمام الخميني، كما هو حال الكثير من اليمنيين. حاكى الإمام الخميني بواقع مسيرته القيَم التي تربى عليها زيديو اليمن. كان اليمنيون ومنهم عائلة الحوثي يتطلعون إلى الامام الخميني كمحرر لهذه الأمة، وأنه أعاد مصاديق القرآن للناس، وأعاد للأمة الأمل بقيام دولة اسلامية عادلة، بعيداً عن الهيمنة الدولية الشرقية أو الغربية. ومن أبرز مقولات السيد بدر الدين بشأن الثورة الإسلامية: "كل من وقفوا ضد الثورة الإسلامية في إيران في أيام الإمام الخميني رأيناهم دولة بعد دولة يذوقون وبال ما عملوا، من وقفوا مع العراق ضد الجمهورية الإسلامية، والتي كانت ولا تزال من أشد الأعداء للأمريكيين والإسرائيليين، حيث كان الإمام الخميني (رحمة الله عليه) يحرص جداً على أن يحرر العرب، ويحرر المسلمين من هيمنة أمريكا ودول الغرب، ويتجه للقضاء على إسرائيل، لكن الجميع وقفوا في وجهه، ورأينا كل من وقفوا في وجهه كيف أنهم ضُربوا من قِبَلِ من أعانوهم، ومن كانت أعمالهم في صالحهم، الكويت ضرِب، والعراق ضُرِب، أليس كذلك؟ والسعودية أيضاً ضربت من قِبَل العراق، وضربت اقتصادياً أثقل كاهلها من قِبَل الأمريكيين، اليمن نفسه شارك بأعداد كبيرة من الجيش ذهبوا ليحاربوا الإيرانيين، ليحاربوا الثورة الإسلامية في إيران. الإمام الخميني كان إماماً عادلاً، كان إماماً تقياً، والإمام العادل لا ترد دعوته، كما ورد في الحديث. من المتوقع أن الرئيس، وأن الجيش اليمني لا بد أن يناله عقوبة ما عمل." [٦].
دعمه لقضية فلسطين
كان يهتمّ بقضية فلسطين ومواجهة إسرائيل الغاصب، ويرى بضرورة نصرة المظلومين في العالم، وهو كذلك كان يدعم موقف ابنه الشهيد السيد حسين وتصرفاته ضد أمريكا وإسرائيل من خلال ترديد شعار صرخة ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية. [٧].
وفاته
توفي السيد بدر الدين الحوثي يوم الخميس 19 ذي الحجة سنة 1431 هـ. الموافق 25 نوفمبر 2010م، عن عمر ناهز 86 عاماً فاصدر ابنه السيد عبد الملك الحوثي بيانية وجاء في بيان النعي الذي وصلت العالم نسخة منه: بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً ) ننعي إلى أبناء الشعب اليمني وإلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية وفاة السيد العالم الكبير فقيه القرآن ربانيُّ آل محمد المجاهد المظلوم / بدر الدين بن أمير الدين الحوثي رحمه الله رحمة الأبرار. وكانت وفاته صباح يومنا هذا الخميس 19 من ذي الحجة 1431هـ الموافق 25 نوفمبر2010م عن عمرٍ ناهز (86) عاما عاش باذلاً حياته كلها لله ، حياةً حافلة بالعطاء اللا محدود في سبيل إقامة الدين وإيقاظ الهمم وتبصير الناس بمنهج الله المتمثل في كتابه العظيم القرآن الكريم ، وأمضى جُلَّ أيامه مع القرآن حليفاً ، وقائداً ، ومنهاجاً ، في علمه ، وجهاده ، وثقافته ، وتربيته ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر.
وقد تميز في حياته وخلال أدائه العلمي والرسالي والتربوي بالتزام الطريقة القرآنية الناجحة في بناء النفوس فتخرج على يديه من يحمل روحية القرآن الجهادية ويحمل الشعور بالمسؤولية تجاه قضايا المسلمين وسطعت في الأفق نجومُ لامعة إثر تلك التربية وأمةُ قرآنية مستبصرة دفعها ذلك إلى القيام بالواجب الذي يمليه عليها القرآن والواقع المظلم في هذه المرحلة العصيبة.
وقد كان أكثر علماء عصره معاناةَ وصبراً وتلقى المتاعب ، والاستهداف ، والنفي ، ومحاولات القتل المتعددة ، والمنع من السفر حتى لتلقي العلاج ذلك أنه كان يعاني طويلا من مرض مزمن ( الربو ).
كان هذا كله لأنه اختار المواقف القرآنية العملية التي يصدع فيها بالحق لا يخاف في الله لومة لائم فكان بحق العالم الذي حمل مواصفات العلماء في القرآن (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً ) مجسداَ بذلك روحية أنبياء الله وأوليائه وورثة كتبه في الاهتمام بأمر عباد الله وملامسة واقعهم المرير فكانت تصدر عنه المؤلفات الهامة إضافة إلى البيانات التي تدعو إلى تبني المواقف المطلوبة تجاه المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية وما يتطلبه الصراع بمختلف أنواعه.
وفي سبيل ذلك ناله ما ناله من المتاعب ، والتشرد في الجبال ولم يعامل كعالم من علماء الأمة بل ولا كرجل كبير طاعن في السن مثقلٌ بآلام المرض فتحمل صابراً محتسباً ذلك لوجه الله حتى توفاه الله على ذلك تاركاً للأمة الإسلامية القدوة والأسوة والمثل العظيم لمن يمثل دين الله وفق منهجه القرآن الكريم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على محمد وأله الطاهرين وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي، 19 / ذو الحجة / 1431هـ [٨].