مدينة رفح

مراجعة ٢٣:٠٤، ١٣ فبراير ٢٠٢٤ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'{{صندوق معلومات بلاد | العنوان = مدينة رفح | الصورة = فلسطین 4.jpg | صورة الخریطة = شهر رفح -2.webp | الإسم الشائع = | الإسم الکامل = | العاصمة = | عدد السکّان = 250000 | الدین = إسلام | اللغة = عربي }} مدينة رفح هي مدينة فلسطينية حدودية، تقع في أقصى جنوب قطاع غزة، وتبعد عن القدس ح...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

مدينة رفح هي مدينة فلسطينية حدودية، تقع في أقصى جنوب قطاع غزة، وتبعد عن القدس حوالي 107 كم إلى الجنوب الغربي، قُسمت إلى شطرين بعد اتفاقية كامب ديفد، شطر فلسطيني وآخر مصري، وظلت -بحكم موقعها الحدودي ونشاط فصائل المقاومة الفلسطينية فيها- بؤرة توتر بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال تعتبر المدينة أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، حيث تبلغ مساحتها 55 كم2، وكان عدد سكان محافظة رفح يقدر بنحو 250 ألف شخص قبل بدء الحرب الإسرائيلية الحالية، ونزح إليها أكثر من 600 ألف طفل وأسرهم قسرا، والكثير منهم هجروا أكثر من مرة نتيجة للحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي اي بعد طوفان الاقصى ووصل الآن إلى 1.4 مليون بسبب اضطرار عدد كبير من سكان المناطق الأخرى في القطاع إلى النزوح.

مدينة رفح
فلسطین 4.jpg
شهر رفح -2.webp
عدد السکّان250000
الدینإسلام
اللغةعربي


موقع مدينة رفح

تقع رفح في أقصى جنوب السهل الساحلي الفلسطيني على الحدود الفلسطينية المصرية، وتبعد عن ساحل البحر الأبيض المتوسط تسعة كيلومترات، وعن مدينة غزة 38 كيلومترا، وعن خان يونس 13 كيلومترا، وعن قرية الشيخ زويد في سيناء 16 كيلومترا، وعن مدينة العريش المصرية 45 كيلومترا. وترتفع المدينة عن سطح البحر 48 مترا، وتتميز بأرضها الرملية، حيث تحيط بها الكثبان الرملية من كل جهة، ومناخها شبة صحراوي بالرغم من قربها من البحر المتوسط، ويتراوح متوسط درجة الحرارة فيها ما بين 30 درجة صيفا، وعشر درجات شتاء. [١].

تاريخها

مرّت رفح بأحداث تاريخية هامة منذ العصور القديمة وذلك لتميز موقعها الذي يعتبر البوابة الفاصلة بين مصر والشام. وفى عهد الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد حدثت فيها معركة عظيمة بين الآشوريين والفراعنة الذين تحالفوا مع ملك غزة، وآل النصر في هذه المعركة للآشوريين. وفي عام 217 قبل الميلاد حدثت معركة في رفح بين البطالمة حكام مصر والسلوقيين حكام الشام ،وبذلك خضعت رفح وسوريا لحكم البطالمة مدة 17 عاماً إلى أن عاد السلوقيون واسترجعوها. أما في العهد المسيحي؛ فقد اعتبرت رفح مركزاً لأسقفية إلى أن فتحها المسلمون العرب على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة بن الخطاب. إلا أنه في القرن السابع للهجرة لم يعد لرفح عمران فأصبحت خراباً ثم عادت للازدهار بعد ذلك. وقد مرّ بها نابليون عام 1799 في حملته الفرنسية على بلاد الشام، كما زارها كل من الخديوي إسماعيل، والخديوي عباس حلمي الثاني الذي رسم الحدود بين سوريا ومصر من خلال عمودي غرانيت وضعه تحت شجرة السدرة القديمة.

وفي عام 1906 حدث خلاف بين العثمانيين والبريطانيين حول ترسيم الحدود بين مصر والشام. وفي عام 1917 خضعت رفح للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين. وفي عام 1948 دخل الجيش المصري رفح وبقيت تحت الإدارة المصرية إلى أن احتلها اليهود في عام 1956م، ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957م حتى عام 1967م، حيث احتلها اليهود. وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد استعادت مصر سيناء ووضعت أسلاك شائكة لتفصل رفح سيناء عن رفح الأم. وتقدّر مساحة ما ضم إلى الجانب المصري حوالي 4000 دونم وبقي من مساحة أراضيها 55000 دونم اقتطع منها حوالي 3500 دونم للمستوطنات قبل إخلائها في عام 2005.[٢].

معبر رفح

يقع معبر رفح البري جنوب قطاع غزة في أقصى جنوبي محافظة رفح بين مدينة رفح وشوكة الصوفي، وعلى الجهة الغربية من فلسطين بين الحدود الفلسطينية المصرية، التي تم الاعتراف بها بموجب معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979. ويعد المعبر منفذا دوليا يصل قطاع غزة بشبه جزيرة سيناء المصرية. يعمل المعبر وفق اتفاقية المعابر بالشراكة بين الإدارتين الفلسطينية والمصرية، وتُشرف عليه من الجانب الفلسطيني هيئة المعابر والحدود التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني، ويتم ذلك تحت رقابة الاتحاد الأوروبي. وترتبط أراضي قطاع غزة بمصر من خلال معبرين: "معبر رفح" و"بوابة صلاح الدين"، ولا يخضع أي منهما رسميا لسيطرة إسرائيل، لكنها تمارس ضغوطها بشكل مباشر أو غير مباشر للتحكم في فتحهما وإغلاقهما. [٣].

بعد احتلال إسرائيل للقطاع خلال حرب 1967، أغلقت الحدود وقطع الاتصال بين القطاع ومصر، ومن حينها ضيّق الاحتلال الخناق على الغزيين الذين عانوا من حصار إسرائيلي صارم. وأعيد تشييد "معبر رفح البري" رسميا عقب الاتفاق المصري الإسرائيلي للسلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء عام 1982. ثم بموجب اتفاقية أوسلو عام 1993 تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر للأفراد والبضائع. وبقيت هيئة المطارات الإسرائيلية تسيطر عليه وتديره حتى انسحابها من القطاع وإغلاق مستوطناتها يوم 11 سبتمبر/أيلول 2005، ونشر مراقبون أوروبيون لمراقبة حركة المعبر بمشاركة مصر.

بعد أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع في يونيو/حزيران 2007، بدأ الخلاف والتغييرات الإدارية بشأن من يتحكم في المعبر ويسيطر عليه. فقد عارضت حماس مشاركة إسرائيل في تشغيل المعبر، كما توقفت الرقابة الأوروبية بسبب غياب قوات السلطة الفلسطينية، ورفض الأوروبيون التعامل مع الموظفين المحسوبين على حماس، الأمر الذي أدى إلى إبقاء المعبر مغلقا. وطالبت حماس بفتح معبر رفح من دون قيد أو شرط، وجعلت ذلك أحد شروط التهدئة مع إسرائيل أو الدخول في مصالحة مع السلطة، كما طالبت مصر بتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن بغض النظر عن موقف السلطة الفلسطينية وإسرائيل. واعتبرت مصر أن المعبر في ظل غياب السلطة الفلسطينية والرقابة الأوروبية لا تتوافر فيه الشروط الواردة في الاتفاق، ومن ثم اعتبرت نفسها في حِلٍ من تشغيله بشكل طبيعي، ورغم أن مصر لها القدرة الفعلية على فتح معبر رفح، ولكنها أغلقته نتيجة الضغوط التي تُمارس عليها. ونتيجة للصراع الدائر بين الجهات المعنية؛ تعددت على مدار السنوات عمليات فتح المعبر وإغلاقه، وفقا لمسار العلاقات بين مصر وحماس، وكان ينظر له كوسيلة ضغط في يد مصر على حماس، ولكن مصر كانت عادة تفتح المعبر للحالات الإنسانية أثناء الحروب بين إسرائيل وغزة، بما في ذلك دخول المساعدات الإنسانية.

وضع المعبر بعد الطوفان الاقصى

وتعرض معبر رفح لقصف إسرائيلي عدة مرات خلال عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستهدف القصف المنطقة العازلة بين البوابتين المصرية والفلسطينية للمعبر، مما أدى إلى وقوع أضرار أدت إلى إغلاقه. وهددت إسرائيل بقصف شاحنات وقود ومواد إغاثية من مصر كانت متجهة إلى قطاع غزة، الأمر الذي اضطرها للعودة من معبر رفح إلى سيناء. وأعلن الاحتلال يوم التاسع من أكتوبر/تشرين الأول فرض حصار شامل على القطاع ومنع "الماء والكهرباء والغذاء والوقود". وطلبت الحكومة المصرية يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول وقف الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من المعبر لتستطيع فتحه، ورفضت فتحه إن لم تتلق ضمانات لحماية موظفيها. وطالبت عدة دول غربية بفتح المعبر لسماح مرور حاملي الجوازات الأجنبية في غزة. [٤].

قصف وهجموم الإسرائيلي على رفح

قالت هيئة البث العبرية الرسمية، السبت، إنّ المؤسسة الأمنية في إسرائيل تدرس "بدائل" لعملية إجلاء الفلسطينيين من رفح، لتمكين تنفيذ العملية البرية المحتملة في المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة. وقالت الهيئة الإسرائيلية، إن "المؤسسة الأمنية تدرس بدائل أخرى لإجلاء أكثر من مليون من سكان غزة لتمكين تنفيذ عملية عسكرية على الأرض في مدينة رفح". ولم تتطرق الهيئة إلى ماهية "البدائل الأخرى" لإجلاء أكثر من مليون نازح فلسطيني هُجِّروا من وسط وشمال قطاع غزة، بسبب الحرب. وأشارت الهيئة، إلى أنّ تل أبيب معنية بالتحرك في رفح عسكريًا، قبل شهر رمضان بدعوى أنه يمثل احتمالا للتصعيد. ومن بين أهداف عملية الجيش الإسرائيلي في رفح، وفق الهيئة، "تحرير الأسرى المحتجزين، والقضاء على قادة حماس، وتدمير أنفاق التهريب إلى مصر، والبنية التحتية لحركة حماس". وقالت الهيئة، إن المشكلة الأكبر التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في العملية البرية برفح هي إخلاء السكان المدنيين. جدير بالذكر أن إسرائيل أبلغت عددا من دول المنطقة والولايات المتحدة أنها تستعد لنشاط عسكري في منطقة رفح، بحسب هيئة البث، الأمر الذي لقي رفضا دوليا واسعا. ووفقا للهيئة، فإن العملية البرية في رفح "نظرا لمطالب مصر والولايات المتحدة لن تبدأ إلا بعد استيفاء شرطين: الأول إخلاء واسع النطاق للمواطنين من رفح ومحيطها، والثاني؛ اتفاق بين إسرائيل ومصر بشأن نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي ضد الأنفاق في محور فيلادلفيا". [٥].

تحذيرات من حمام الدم في رفح

دخلت الحرب في غزة يومها الـ126، حيث شهدت رفح جنوب القطاع قصفا عنيفا، تزامن مع تحذيرات من كارثية عملية عسكرية إسرائيلية في هذه المنطقة التي نزح إليها أكثر من نصف سكان غزة.

بوريل يحذر من كارثة إنسانية في رفح

حذر مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يوم السبت من أن هجوما محتملا للجيش الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة سيشكل "كارثة إنسانية تفوق الوصف". وقال جوزيب بوريل: "أكرر تحذير العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية تفوق الوصف وتوترات خطيرة مع مصر". وأضاف أن "استئناف المفاوضات للإفراج عن الرهائن ووقف الأعمال العدائية هو السبيل الوحيد لتجنب وقوع مذبحة". ويشعر المجتمع الدولي بالقلق بعد أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش بـ"تقديم خطة" شن هجوم على رفح، الملاذ الأخير للنازحين بسبب الحرب في قطاع غزة. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم لم يروا أي استعدادات تشير إلى "هجوم كبير أو وشيك"، في حين حذروا من وقوع "كارثة"، خشية سيناريو مماثل لما حدث في شمال القطاع.

الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يحذر

قال إغلاند في حديث لقناة "سي إن إن" الأمريكية، إنه إذا قررت إسرائيل ملاحقة مقاتلي حماس في مدينة رفح الحدودية مع مصر، فإن ذلك سيؤدي إلى "حمام دم"، وأضاف: "إذا فعلوا في رفح ما فعلوه في خان يونس ومدينة غزة وأماكن أخرى، فسيكون حمام دماء بين الأطفال والنساء وبين الأبرياء". وتابع قائلا "لا أستطيع أن أرى كيف أن الولايات المتحدة هي التي توفر الأسلحة لهذا، وأن الدول الأوروبية الأخرى هي التي توفر الأسلحة لهذا القصف على السكان المدنيين". وأضاف: "نعم، اندمج هؤلاء المسلحون المتهورون مع السكان المدنيين، ولكن هذا لا يبرر بأي حال من الأحوال الهجمات العشوائية على النساء والأطفال". وشدد على أنه "لا يمكن السماح بحدوث هذا الأمر، سيكون ذلك بمثابة حمام دم وسيكون وصمة عار على الضمير، ليس على إسرائيل، ولكن على حلفاء إسرائيل". [٦].

يحذر ابو غيظ عن وقوع الكارثة الإنسانية

حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من التبعات الخطيرة لقيام إسرائيل باستهداف منطقة رفح بقطاع غزة، رافضا كل نوايا التهجير المهددة للاستقرار الإقليمي. ونقل المتحدث الرسمي باسم الأمين العام جمال رشدي عن أبو الغيط قوله: "نوايا الاحتلال بفرض واقع النزوح على مئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين لجأوا إلى رفح كملاذ أخير من الهجمات العشوائية على المدنيين، هي خطة مكشوفة ومرفوضة على طول الخط وتنطوي على تهديدات خطيرة للاستقرار الإقليمي". وأضاف: "إن دفع مئات الآلاف للنزوح من القطاع هو انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فضلا عما يمثله من إشعال خطير للموقف في المنطقة عبر تجاوز الخطوط الحمراء للأمن القومي لدولة عربية كبيرة هي مصر". وشدد أبو الغيط على أن "العالم عليه أن ينتبه لخطورة الممارسة الإسرائيلية المدفوعة بأجندة يمينية متطرفة تريد إفراغ القطاع من سكانه، وتحقيق تطهير عرقي متكامل الأركان لا ينبغي أن يكون له مكان في هذا العصر".[٧].

الهوامش