رمضان عبد الله شلح

مراجعة ١٥:٠٥، ١٢ فبراير ٢٠٢٤ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات)

الدكتور رمضان عبد الله شلّح قيادي بارز في جبهة المقاومة الإسلامية ومن مؤسسين لحركة الجهاد الإسلامي، تولى منصب الأمين العام للحركة عام 1995 بعد استشهاد قائدها فتحي الشقاقي، واستمر في رئاسة الحركة حتى أيلول من العام 2018، بعد أن منعه المرض من ممارسة عمله، أدرجه في نهاية عام 2017 مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي"FBI"، على قائمة المطلوبين لديه، إلى جانب 26 شخصية حول العالم، وسبق أن أدرجت السلطات الأمريكية شلح على قائمة "الشخصيات الإرهابية" بموجب القانون الأمريكي، وقامت الإدارة الأمريكية عام 2007 بضمه لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" وعرضت مبلغ 5 ملايين دولار مقابل المساهمة في اعتقاله، وفي السادس من حزيران عام 2020 توفي ودفن في سوريا إلى جانب جثمان الشهيد فتحي الشقاقي، ووصفته حركة الجهاد في بيانها بـ "القائد العظيم".

رمضان عبد الله شلّح
الإسم الکاملرمضان عبد الله شلّح
التفاصيل الذاتية
الولادة1958 م، ١٣٧٧ ق، ١٣٣٦ ش
مكان الولادةفلسطين
الوفاة2020 م، ١٤٤١ ق، ١٣٩٨ ش
مكان الوفاةسوريا
الدينالإسلام، أهل السنّة
النشاطاتقيادي سياسي وعسكري وامين عام لحركة المقاومة الإسلامية الجهاد الإسلامي.

مولده ونشأته

وُلد الدكتور/ رمضان عبد الله شلَّح في الأول من كانون الثاني (يناير) 1958م في أسرة محافظة. والتزم من صغره فرائض الصلاة. وبما أنه كان من المرابطين في المسجد ويتمتع بصوت جميل، كان يؤذن في مسجد الحي مذ كان في العاشرة من عمره. وبقي هذا التدين ملازمًا له خلال مراحل دراسته، إلى أن أضيف إليه البعد السياسي والوطني في المراحل الأخيرة من المرحلة الثانوية، فبدأ يكتب الشعر الحماسي، كان يتقن لغتي الانجليزية و العبرية.

دراسته وتعلميه

تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في قطاع غزة إلى أن حصل على شهادة الثانوية العامة. أمّا دراسته الجامعية فأكملها في مصر حيث درس الاقتصاد في جامعة الزقازيق وحصل على شهادة بكالوريوس في علم الاقتصاد في سنة 1981. بعد تخرجه عاد إلى غزة وعمل أستاذاً للاقتصاد في الجامعة الإسلامية، وقد اشتهر بخطبه الوطنية التي أثارت غضب الكيان الصهيوني ففرضت سلطات الاحتلال عليه الإقامة الجبرية ومنعته من العمل في الجامعة. غادر شلّح فلسطين في سنة 1986 إلى لندن لإكمال الدراسات العليا وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد في سنة 1990، وقد واصل نشاطه السياسي هناك لفترة ثم سافر إلى الكويت وتزوج، وعاد إلى بريطانيا، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث عمل أستاذاً لدراسات الشرق الأوسط في "جامعة جنوبي فلوريدا" بين سنتَي 1993 و1995. في أثناء الدارسة في جامعة الزقازيق المصرية تعرّف إلى الدكتور فتحي الشقاقي، على الرغم من أنهما لا ينتميان إلى التخصص نفسه، فقد كان الشقاقي يدرس الطب في السنة الثانية. وأسفرت صداقتهما عن إهداء الشقاقي للدكتور رمضان كُتباً لقادة الإخوان المسلمين كالبنّا وسيد قطب. وفي سنة 1978 اقترح رمضان على صديقه الشقاقي تشكيل تنظيم، فأخبره الشقاقي أنه ينتمي إلى الإخوان المسلمين، ويترأس مجموعة صغيرة باسم الطلائع الإسلامية، فانضم إليها الدكتور شلّح. وتوسعت هذه المجموعة بعد ذلك بانضمام العشرات من الطلبة الفلسطينين في الجامعات المصرية، وكانت نواة لتأسيس حركة الجهاد الإسلامي في سنة 1981. وفي سنة 1995 جاء إلى سورية راغباً في العودة إلى فلسطين، وفي تلك السنة اغتال الموساد الدكتور الشقاقي، فاجتمعت قيادة الحركة وقررت انتخاب الدكتور رمضان أميناً عاماً. [١].

نشاطاته السياسية والجهادية

بعد تخرجه 1981م من جامعة مصر كان من النشطاء في الدعوة للتيار الجهادي كخطيب يتجول في مساجد غزة. وإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى التي تجمع الآلاف من المصلين، على الرغم من استدعائه إلى سجـن (المسكوبية) في القدس. وعرف بدعوته إلى إقامة صلاة العيد في العراء فكان أول خطيب لصلاة العيد في العام 1982م وفي شكل جماهيري واسع، وهي الظاهرة التي تدخل الصهاينة لقمعها بعد ثلاث سنوات. وحتى العام 1986م عمل محاضرًا في الجامعة الإسلامية التي حُرم منها لمدة عام. عندما فرضت الإقامة الجبرية عليه بـ(تهمة التحريض) ضد العدو الصهيوني عام 1983م. وفي "درم"، كان الدكتور يخطب في مسجد الجمعية الإسلامية ويمارس نشاطه الديني في أوساط الطلاب العرب والمسلمين. أي أنه لم ير من بريطانيا سوى الجامعات والمساجد، كما هي الحال في مصر. وبعد تخرجه عمل في العاصمة البريطانية لفترة قصيرة كباحث في مراكز إسلامية عدة محافظًا على تواصل مع قادة (الجهاد) مع تركيز على الجانب الإعلامي والدعائي. ثم انتقل إلى مدينة "تامبا" في ولاية فلوريدا الأميركية حيث عمل مديرًا لمركز أبحاث (الإسلام والعالم)، رئيسًا مشاركًا لتحرير دورية (قراءات سياسية) التي يصدرها المركز في إطار نشاطاته التي تضمنت تنظيم حوارات بين مثقفين وإسلاميين مثل حسن الترابي وخورشيد أحمد، إضافة إلى التدريس في قسم السياسة الدولية في جامعة جنوب فلوريدا لمادة (دراسات شرق أوسطية).

في صيف 1995م قرر الدكتور العودة إلى فلسطين وأرسل زوجته وأبنائه إلى هناك. لكن كل شيء تغير؛ لأن الدكتور الشقاقي سافر إلى ليبيا عبر مالطا وعاد مستشهدًا فاتخذ مجلس شورى الحركة في الداخل والخارج قرارًا بانتخاب الدكتور رمضان خليفة للشقاقي، حيث أن اسحق رابين كان قد أعطى الأوامر لجهاز الاستخبارات الخارجية باغتيال الشقاقي بعد عملية بيت ليد التي أدت إلى سقوط 22 جنديًا صهيونيًا. ولدى تسلمه قيادة الحركة، كانت أمام الدكتور رمضان تحديات كبيرة أهمها: ترتيب البيت الداخلي والحفاظ على الوحدة الوطنية وملء الفراغ الكبير الذي حصل باستشهاد الشقاقي لكن التحدي الرئيسي كان سياسيًا وتمثل في أنه تسلم القيادة في مرحلة خطرة على مستوى الوضع الفلسطيني؛ لأن اتفاق أوسلو كان يتمدد ويتجذر والسلطة الفلسطينية تزداد قسوة في مواجهة مشروع المقاومة، أي أن المرحلة كانت صعبة ومعقدة.[٢].

دوره في توحيد الاحزاب الداخلية

قد استطاع الدكتور تجاوز الامتحان والحفاظ على العلاقات الفلسطينية الداخلية وعلاقات طيبة مع كل القوى وعدم الانجرار إلى صدام مع السلطة على الرغم من كل الضغوط، فقد جاءت مرحلة ضربت فيها المقاومة وتحديدًا سنوات 1996م و1997م و1998م و1999م فكانت سنوات عجافًا، فركز فيها على البناء الداخلي وتوسيع بنية الحركة التنظيمية والمؤسساتية إضافة إلى زيادة الاهتمام بالعمل الثقافي والخيري؛ لإنتاج جيل جديد يستطيع استئناف المقاومة وفق رؤية الحركة ومشروعها الجهادي وهو استنهاض الأمة على قاعدة مركزية قضية فلسطين حيث تعتقد الحركة أن استهداف فلسطين هو نقطة ارتكاز للمشروع الصهيوني الذي هو رأس حربة المشروع الغربي للسيطرة على العالم الإسلامي ومقدراته.[٣].

رفضه القاطع للتطبيع

كان يؤكد علي تمسكه بخيار المقاومة المسلحة لتحرير الأراضي الفلسطينية، ووجه انتقادات شديدة لقمة شرم الشيخ التي أعلن خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الصهيوني ارييل شارون عن تهدئة لوقف أعمال العنف وإطلاق سراح بعض الأسري الفلسطينيين، وقال "نحن نعارض ما جرى في تلك القمة لأننا نعتقد أن ما جرى هو كارثة". - أكد شلح أن الانتفاضة أثبتت للصهاينة أن اتفاقية أوسلو ليست إلا حبراً على ورق، قائلاً "فوجئ الصهاينة بأن الفلسطيني الذي يُفجر نفسه ويستشهد، ليس هو فقط من الفصائل المعارضة لأوسلو بل هو من الحركة التي وقعت على أوسلو، أما التسوية الأخيرة التي يقودها أبو مازن، فهي تريدنا أن نسلم بالرواية الصهيونية وأن نعترف بالوجود الصهيوني في أرضنا".[٤].

أدرجه أمريكا في لائحة الإرهاب

من خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، اتهم الاحتلال الإسرائيلي شلح بالمسؤولية المباشرة عن عدد كبير من عمليات "الجهاد" ضد أهداف إسرائيلية، من خلال إعطائه أوامر مباشرة بتنفيذها، وهو الأمر الذي دفع بالاحتلال إلى التعامل معه كقائد عسكري، إلى جانب دوره السياسي، فأدرجه في نهاية عام 2017 مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي"FBI"، على قائمة المطلوبين لديه، إلى جانب 26 شخصية حول العالم. وسبق أن أدرجت السلطات الأمريكية شلح على قائمة "الشخصيات الإرهابية" بموجب القانون الأمريكي وصدرت بحقه لائحة تضم 53 تهمة من المحكمة الفيدرالية في المقاطعة الوسطى لولاية فلوريدا عام 2003. وقامت الإدارة الأمريكية عام 2007 بضمه لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" وعرضت مبلغ 5 ملايين دولار مقابل المساهمة في اعتقاله.[٥].

وفاته

في يوم السبت 14 شوال 1441هـ، الموافق السادس من يونيو (حزيران) 2020م وافته المنية إثر مرض عضال عن عمر يناهز 62 عامًا.ودفن في سوريا إلى جانب جثمان الشهيد فتحي الشقاقي. ووصفته حركة الجهاد في بيانها بـ "القائد العظيم".[٦].

رئيس إيراني نعى برحيله

وقال الرئيس الايراني السابق (الدكتور حسن روحاني) ان الفقيد "رمضان عبد الله شلح" لطالما شكل مصدرا لخدمات مخلدة في تاريخ المناضلين الفلسطينيين؛ وكرس هذا المجاهد والمفكر المتقي والمثابر حياته المباركة كلها للجهاد ضد الكيان الصهيوني الغاصب وللدفاع عن تطلعات شعب فلسطين المضطهد؛ فان فقدانه يبعث على الحزن والاسى الشديدين. وقدم، حسن روحاني، بهذه المناسبة العزاء والمواساة الى اسرة الفقيد والشعب الفلسطيني الشريف وجميع فصائل المقاومة في فلسطين؛ سائلا الباري تعالى ان يحشر الفقيد مع شهداء فلسطين ويمن على ذويه جميعا بالصبر والسلوان.[٧].

الهوامش