حركة انصار الله


حركة أنصارُ الله حَرَكةٌ دينيَّةٌ اصلاحية ينتمي أبناؤها للمذهب الزيدي، وقد أطلق عليها أيضا «الحوثيون» )، نِسبةً إلى زَعيمِهم السید حُسَينِ بنِ بَدرِ الدِّينِ الحُوثيِّ ، في بدايةِ أمرِهم يُعرَفونَ باسمِ:(تَنظيمُ الشَّبابِ المُؤمِنِ). ويتمركز نشاطهم في محافظة صعدة، اكتسبت زخما وتأثيرا في الأوساط اليمنية بسبب خطاب مؤسسها حسين الحوثي المناوئ للولايات المتحدة الأميركية وأطماعها في المنطقة، رافعين شعار "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام ". وكان أول من رفع هذا الشعار السيد حسين الحوثي ابن العالم الزيدي السيد بدر الدين الحوثي.أطلقت عملية عسكرية ضد أهداف إسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ردا على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.

النشاء

نشأة حرکة انصار الله في بدايةِ أمرِها في مُحافظةِ صَعدةَ في شَمالِ اليمَنِ، وصَعدةُ تُعتَبرُ مَعقِلَ الشِّيعةِ الزَّيديَّةِ مُنذُ دَخلَها الهادي يحيى بنُ الحُسَينِ إمامُ الزَّيديَّةِ في اليمَنِ إلى عَصرِنا الحاضِرِ،وقد كانت بدايةُ نَشاطِ الحَرَكةِ انصار الله في مُحافظةِ صَعدةَ شَمالَ اليمَنِ في حُدودِ عامَ 1990م حينَ تَمَّ إنشاءُ (مُنتَدى الشَّبابِ المُؤمِنِ) في صَعدةَ، وكان يُقامُ للطُّلابِ في المَراكِزِ التَّابعةِ للمُنتَدى دُروسٌ دينيَّةٌ مُتَنَوِّعةٌ، ومُحاضَراتٌ تَوعَويَّةٌ، وأنشِطةٌ رياضيَّةٌ، وحينَ رَخَّصَتِ الحُكومةُ اليمَنيَّةُ في إنشاءِ الأحزابِ السِّياسيَّةِ كوَّنَ الشِّيعةُ في صَنعاءَ حِزبَ الحَقِّ، ثُمَّ ثمّ قام السيد حُسَينٌ الحُوثيُّ بنَظَّمَ أتباعُه تَنظيمًا عَسكريًّا وعَقائِديًّا، وهيَّأهم لمُحارَبةِ الحُكومةِ اليمَنيَّةِ، وصارَ أتباعُه يُعرَفونَ باسمِ (تَنظيمُ الشَّبابِ المُؤمِنِ)، ودَعَّمَ هذا التَّنظيمَ حِزبُ الحَقِّ باعتِبارِه مُمَثِّلًا للمَذهَبِ الزَّيديِّ في اليمَنِ. وكان من كِبارِ مَراجِعِ الشِّيعةِ الزَّيديَّةِ في صَعدةَ بَدرُ الدِّينِ بنُ أميرِ الدِّينِ الحُوثيُّ، وهو نائِبُ رَئيسِ حِزبِ الحَقِّ، وكان مِنَ المُشرِفينَ على المَراكِزِ التَّابعةِ لتَنظيمِ الشَّبابِ المُؤمِنِ، إلى أن وسَّعَ السيد حُسَينٌ نَشاطَ تَنظيمِ الشَّبابِ المُؤمِنِ خارِجَ مِنطَقةِ صَعدةَ التي هي مَركزُ التَّنظيمِ، وأسَّس فُروعًا له في مُحافظاتٍ يمَنيَّةٍ أُخرى، منها: صَنعاءُ وعمرانُ وحجَّةُ وذَمارٌ والمحويتُ، وأرسَل إليها بَعضَ طَلبَتِه المُقَرَّبينَ مَعَ مَجموعةٍ مِنَ الأساتِذةِ العِراقيِّينَ الذين تَوافَدوا إلى اليمَنِ بَعدَ حَربِ الخَليجِ الثَّانيةِ والحِصارِ الجائِرِ الذي فرَضَته الأُمَمُ المُتَّحِدةُ على العِراقِ، وكثُرَ الطُّلابُ في المَراكِزِ التَّابعةِ للحُوثيِّ حتَّى بلغوا الآلافَ، وكان يتِمُّ تَدريسُهم في المَساجِدِ والمَراكِزِ الخاصَّةِ التي أُنشِئَت لتَدريسِ المَذهَبِ الزَّيديِّ وَفقَ رُؤيةِ الحُوثيِّ. مقتبس من موقع الدرر السنية إلى ان تخلى السيد حسين الحوثي عن منتدى "الشباب المؤمن" عام 2000 وأطلق تيارا جديدا باسم "أنصار الإسلام" بدعم من والده، وقد عرف أيضا باسم "جماعة الشعار"، حيث اتخذت لها منذ سنة 2002 شعارات "الله أكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، وهي الشعارات التي كان يرددها أتباعها عقب كل صلاة.[١]. ورثت جماعة "أنصار الله" عن منظمة "الشباب المؤمن" جمهورها ورموزها الدينية والسياسية، لكنها تبنت أفكارا جديدة وآليات عمل جديدة وأهدافا تختلف عن تلك التي وضعتها الصحوات الزيدية ومنتديات "الشباب المؤمن".

الفكر والأيديولوجيا

تصنف عدد من المصادر الجماعة بأنها شيعية اثني عشرية، وتقول إن مرشدها الروحي بدر الدين الحوثي، ومؤسسها ابنه حسين الحوثي، تأثرا بهذا المذهب بعد استقرارهما في إيران منتصف تسعينيات القرن الماضي، وهو ما ينفيه الحوثيون ويؤكدون تمسكهم بالمذهب الزيدي، ومن أهم الخلافات بين مذهب الزيدي والمذهب الجعفري الاثنا عشري بانهم لا يعترف بإمامة زيد بن علي مؤسس المذهب الزيدي، وأن الزيديين يرفضون ادعاء عصمة الأئمة الشيعة ويرون أن العصمة للأنبياء فقط، كما أنهم يختلفون مع بعض مذاهب الشيعة في عقيدة التقية وفجرت هذه المساعي التقريبية خلافات في أوساط علماء الزيدية. ويرى عدد من الباحثين أن امتزاج الزيدية بالاثنا عشرية لدى الجماعة أدى إلى إنشاء ما أطلقوا عليه "مذهبا حوثيا" مرجعيته الأساسية خطابات المؤسس حسين الحوثي.ظهرت الهوية السياسية للحركة من خلال دعواتها لمناهضة الوجود الأميركي في اليمن في بداية الألفية الثالثة، وكثف مؤسسها حسين الحوثي الهجوم على الولايات المتحدة في خطبه وتجمعاته مع مناصريه بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.


شعاراتها

وكان تَنظيمُ الشَّبابِ المُؤمِنِ يُدَندِنُ عُمومًا حَولَ: 1- الشِّعاراتِ المُعاديةِ لأمريكا وإسرائيلَ، وشِعارُهم المَشهورُ هو: اللهُ أكبَرُ، المَوتُ لأمريكا، المَوتُ لإسرائيلَ، اللَّعنةُ على اليهودِ، النَّصرُ للإسلامِ. ويصرُخونَ بهذا الشِّعارِ بَعدَ انتِهاءِ خُطبةِ الجُمعةِ أو بَعدَ صَلاةِ الجُمعة، والحُوثيُّون فُتِنوا بهذا الشِّعارِ، وصاروا يطبَعونَه في الطُّرُقاتِ وجُدرانِ المَساجِدِ من داخِلِها وخارِجِها، حتَّى عِندَ المَنابرِ، ويجعَلونَه راياتٍ تُرَفرِفُ في مَراكِزِهم والنِّقاطِ العَسكريَّةِ الخاصَّةِ بهم، ويُلصِقونَه في أسلحَتِهم وسَيَّاراتِهم. 2- الحَديثِ حَولَ فِلسطينَ وجَرائِمِ اليهودِ. 3- إثارةِ ما يُؤَلِّبُ النَّاسَ على الدَّولةِ اليمَنيَّةِ بالحَديثِ عنِ ارتِفاعِ الأسعارِ، والغَلاءِ المَعيشيِّ، والفسادِ الماليِّ، وفسادِ المَسؤولينَ، وأكلِ حُقوقِ الضُّعَفاءِ والمَساكينِ. 4- إحياءِ الأوجاعِ التي وقَعَت في التَّاريخِ الإسلاميِّ وطَوتها الأيَّامُ؛ لإثارةِ النُّعَراتِ الطَّائِفيَّةِ تَحتَ شِعارِ مَظلوميَّةِ آلِ البَيتِ، ووُجوبِ نُصرَتِهم. 5- إبرازِ مَظاهِرِ القوَّةِ والتَّحَدِّي للحُكومةِ اليمَنيَّةِ في مُناسَباتِهم واحتِفالاتِهم المَذهَبيَّةِ، كعيدِ الغَديرِ ويومِ عاشوراءَ. 6- إثارةِ المَخاوِفِ الطَّائِفيَّةِ مِمَّن يصِفونَهم بالوهَّابيَّةِ والسَّلفيَّةِ.