مستخدم:M.nazari/ملعب

مراجعة ٠٤:١٨، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة M.nazari (نقاش | مساهمات)

فاطمة المعصومة بنت الإمام السابع الإمام موسی بن جعفر (عليه السلام) وأمّها نجمة خاتون وشقيقها الإمام الرضا (عليه السلام) الذي لقّبها بالمعصومة وقال في حقّها: «من زار المعصومة بقم کمن زارني»[١]. نشأت فاطمة المعصومة وترعرعت في حضن البراءة والطهارة. وتربّت وتتلمذت علی يد الإمام موسی الکاظم والإمام الرضا (عليهما السلام)، وبلغت منهما ما بلغ الأنبياء والأئّمة الأطهار من العلم والمعرفة. ومن حيث شخصيتها وكمالاتها الروحية فقد وصلت إلى درجة قال عنها الشيخ عباس القمي: «حسب ما وصل إلينا، خير بنات موسى بن جعفر عليه السلام السيدة الجليلة المعظّمة، فاطمة بنت موسى عليها السلام المعروفة بمعصومة»[٢].

ولادتها

ولدت فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) سنة 173 من الهجرة في عهد خلافة هارون في المدينة المنوّرة. وحتى السنة السادسة من عمرها نمت وتنقّت في ظل والدها الإمام موسی بن جعفر (عليه السلام)، وبعدما واجهت مأساة إستشهاد والدها ببغداد و في سجن هارون، توّلاها الإمام الرضا (عليه السلام) لمدّة 21 سنة، وحتى هجرة الإمام (عليه السلام) سنة 200 كانت تحت رعايته وکفالته. کان إسم والدتها الكريمة نجمة خاتون، وهي والدة الإمام الرضا (عليه السلام) أيضاً، فلذا کانا الإمام الرضا (عليه السلام) وفاطمة المعصومة (سلام الله عليها) من أمّ واحدة.

وقبل ولادتها بسنوات قال الإمام الصادق (عليه السلام) عن مكانتها وكرامتها: «إنّ لله حرماً وهو مکّة، ولرسوله حرماً وهو المدينة، ولأمير المؤمنين حرماً وهو الکوفة، ولنا حرماً وهو قم ستدفن فيه امرأة من ولدي تسمّی فاطمة من زارها وجبت له الجنّة»[٣].

سیرتها

لقد کانت فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) هي مرآة ومظهر لجدّتها فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وجميع المؤمنين في مرقد کريمة أهل البيت (علیهم السلام) هم ضيوف وروّار الزهراء (سلام الله علیها). ولکريمة أهل البيت صفة وليّ الله، وملامح الولاية العلوية والعصمة الفاطمية مجتمعة فيها، وإنّها سلام الله عليها کأمّة واحدة، وحقيقة واحدة وعالَم واحد.

ومع الأسف الشديد، ظلم التاريخ هذه السيدة الطاهرة كما ظلم آباءها وأبنائهم، ولم يكتب عنهم إلا القليل. إنّها (سلام الله عليها) إحدى نساء آل البیت (عليهم السلام) العظيمات. ومرقدها الشريف ملجأ محبيهم والباحثين عن حقهم منذ الزمن القدیم. ومن الحقائق المؤسفة عن حياة هذه السيدة العظيمة هي معرفتنا المحدودة والقليلة جداً عن حياتها وشخصيتها.

کانت فاطمة المعصومة (سلام الله علیها) هي أفضل من غيرهم من أبناء موسی بن جعفر (عليه السلام) بعد الإمام الرضا (عليه السلام) ولها مكانتها العالية. وكانت العبادة والزهد، والصدق والتسامح، والمثابرة في مواجهة الشدائد، والكرم والعفة، وذكر الله، من الصفات المميزة لها. فهي إبنة وليّ الله، وأخت ولي الله، وعمة ولي الله، وهذه الحقيقة هي مصدر الفضائل والكمالات الأخلاقية والروحية الأخرى لتلك الشخصية النبيلة. ألقاب «عالمة» و«محدثة أهل البيت (علیهم السلام)» من أعلى الألقاب التي تدلّ على المستوى العالي من العلم والمعرفة لها بتعاليم الإسلام السامية، لأنها لا تروي الحديث إلا بثقة ومن الأشخاص الواثقون.

کانت فاطمة المعصومة (سلام الله علیها) من النساء العالمات، والغاليات والرفيعات ولها مكانتها العلمية رفيعة. قيل أن جماعة من الشيعة ذهبوا ذات يوم إلى المدينة المنورة بقصد اللقاء مع موسى بن جعفر (عليه السلام) وطرح الأسئلة عليه. ولأنّ الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) كان علی سفر، فقدّموا أسئلتهم إلى فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) التي لم تكن تبلغ من العمر ذلك الوقت إلا سنين قليلة. وفي اليوم التالي ذهبوا إلى بيت الإمام مرة أخرى، لكنه لم يعد من السفر بعد. لذا استعادوا أسئلتهم مرة أخرى ليصلوا إلى خدمة الإمام في الرحلة القادمة، دون أن يعلموا أنّها هي التي کتبت الإجابات علی الأسئلة. عندما رأوا الإجابات فرحوا جداً وبعد أن شكروها كثيراً، غادروا المدينة المنورة. ولحسن الحظ التقوا في الطريق بالإمام موسى بن جعفر (علیه السلام) وأخبروه قصتهم. فلما قرأ الإمام أجوبة الأسئلة، قال ثلاث مرات: «فداها أبوها».

فضائلها ومناقبها

ينبغي البحث حول فضائل المعصومة (سلام الله عليها) من خلال تاريخ حياتها وأحاديثها. بعض هذه الأحاديث تتعلّق مباشرة بفضائل المعصومة (سلام الله عليها)، وبعضها تتعلّق بفضائل زيارتها التي تبين الكمالات الروحية لها علیها السلام.

ومن الفضائل التي تتعلّق مباشرة بها:

کونها بنت آل الرسول صلوات الله وسلامه علیهم

وأول فضيلة لها أنّها إبنة ولي الله وأخت ولي الله وعمة ولي الله؛

المصادر



القدس مدينة كانت تسمى أيضاً أورشليم وإيليا قبل الإسلام. وهي من المدن التي لكل من الأديان الإسلامية والمسيحية واليهودية قدسية خاصة لها. يوجد فيها تلّ يسمّى بتلّ موريا. وقد تمّ رسم سياج في المنطقة الواقعة فوق تل موريا، والذي يسميه المسلمون الحرم الشريف بأكمله. يحتوي هذا الذي حسب الأدلّة هو نفس المسجد الأقصی المذکور في القرآن، على العديد من رموز الزیارات. وبالطبع يوجد مسجد آخر في هذه المنطقة، والذي يسمى أيضاً المسجد الأقصى، ولکن أن ذلك المسجد الأقصى الذي ذكر في القرآن وكان أول قبلة للمسلمين، والذي قال الله عنه: «تبارك الحولة»، هي نفس منطقة الحرم الشريف.

سیرة قدس

فلسطين من حيث منزلتها ومكانتها الدينية الخاصة التي كانت تحظى بها بين المسلمين والمسيحيين واليهود ولازالت هي ذات أهمّية خاصة بين أتباع هذه الأديان، فقد تمّ تقديمها كأرض مقدسة. لم تكتسب أي قضية في العالم الإسلامي وبين أتباع أدیان الأخرى أهمية أكبر من قضية فلسطين. وترجع تلك الأهمية الخاصة لفلسطين لدى المسلمين في الغالب إلى وجود الأماكن المقدسة فيها. ونذكر منها مدينة إيليا التي سُميت ببيت المقدس بعد فتح فلسطين بجهود المسلمين. بيت المقدس أو القدس الشريف، هي أرض ذات أهمية كبيرة بين الأديان الثلاث الكبرى المعاصرة، وهي الإسلام والمسيحية واليهودية، والتي تعتبر مقدّسة ولها أتباع کثير في العالم. المیزة التي يمكن عدّها لبيت المقدس من الناحية الدينية، هي أنه لا يوجد مكان في العالم مقدّس مثل القدس. وحتى مكان مثل المكّة أو المدينة المنوّرة، على الرغم من كل قدسيتهما وأهميتهما، لا يحترمه إلا أتباع دين واحد وهو الإسلام. بينما القدس لها قدسيّة عند الأدیان السماويّة الثلاث الكبرى ولها الدرجة الأولى من الأهمية في نظرهم. وما یأتي فيما يلي يوضح قدسية هذه الأرض.

تاریخ القدس

وبحسب الأدلّة الأثرية، يعود تاريخ الحياة البشريّة في منطقة القدس إلى العهد الأوّل من الفترة الجيولوجيّة الرابعة. كانت هناك على شكل «قلعة» حيث أخرجها الأعراب المهاجرون من الشبه الجزيرة العربية، وهم نفس الكنعانيين الساميّين، من أيدي الكنعانيين حوالي 3000 قبل الميلاد.

تأسست الدولة اليهودية حوالي عام 1020 قبل الميلاد، وما کان لديها تنظيم سیاسي إلّا في فترة التي دامت 80 عاماً خلال حكم داود والنبي سليمان فقط. وبدأ سليمان (علیه السلام) في السنة الرابعة من حكمه، أي بعد 539 سنة من وفاة النبي موسى (عليه السلام)، ببناء القدس إمتثالاً على وصية أبيه. وبعد 979 سنة من وفاة النبي موسى، هاجمها بخت نصر الثاني ملك بابل ودمّرها، وبقيت هذه المدينة في حالة خراب لمدة 70 عاما، وكان هذا أوّل تدمير لها. وفي وقت لاحق، في الحرب بين إيران وبابل، تمّ غزوها من قبل كورش الأخميني، وسمح هذا الملك الإيراني بإعادة بناء القدس ومعابدها.

لقد احتلّها الإيرانيون لمدة 200 عام تقريبًا، وخلال هذه الفترة، بعد سقوط الأخمينيّين، إحتلّها الإسكندر الأکبر. وسیطر علی القدس الرومان 63 عامًا قبل ظهور المسيح، والبارثيون الإيرانيّون 40 عامًا قبل ظهور المسيح. وبعد فترة سيطر الروم والإيرانيون علیها، وولد عيسى (عليه السلام) في عهدهما.

وفي عامي 132 و66 م، حدثت ثورات كبيرة في هذه المنطقة، والتي قمعها الرومان بشدة. هاجم تيطس، ملك روما، القدس بعد 40 عامًا من صعود يسوع إلى السماء في السنة الأولى من حكمه، وأشعل النار في هيكل سليمان وأحرق جميع الكتب وأفرغ القدس من بني إسرائيل، وكانت هذه بداية تشتّت اليهود في جميع أنحاء العالم. وبقت هذه المنطقة في تطور عسكري وسياسي حتى فتحها المسلمون.

تاریخ قدس الإسلامي

  1. ریاحین الشریع، ج 5، ص 35.
  2. منتهی الآمال، ج 2، ص 241.
  3. حارالأنوار، ج ۹۹، ص ۲۶۶.