مهاتير محمد

مهاتير محمّد: سياسي إسلامي ماليزي بارز، وهو رئيس وزراء ماليزيا السابع، وأيضاً كان رابع رئيس وزراء لماليزيا في الفترة من سنة 1981 إلى 2003، وتعدّ أطول فترة لرئيس وزراء في ماليزيا، وكذلك من أطول فترات الحكم في آسيا. امتدّ نشاط مهاتير السياسي لما يقرب من 40 عاماً، منذ انتخابه عضواً في البرلمان الاتّحادي الماليزي عام 1964، حتّى استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2003. كان لمهاتير محمّد دور رئيسي في تقدّم ماليزيا بشكل كبير، إذ تحوّلت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأوّلية إلى دولة صناعية متقدّمة يساهم قطّاعا الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلّي الاجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات. كان خلال فترة حكمه من أكثر القادة تأثيراً في آسيا. كما يعتبر من أكثر المعارضين للعولمة.

مهاتير محمّد

الولادة والنشأة

ولد مهاتير -وأصلها بالعربية محاضير- في 10 يوليو 1925 في ألور ستار عاصمة ولاية قدح، المالايا البريطانية، حيث إنّه الأصغر بين تسعة إخوة، وأطلق عليه اسم: سيك ديت. كان جدّ مهاتير إسكندر متزوّجاً من سيتي هاوا من جوهور عام 1881 في بينانغ. تمّ جلب جدّه إلى الملايا من قبل شركة الهند الشرقية البريطانية لتدريس اللغة الإنجليزية في قصر قدح الملكي. كان والد مهاتير محمّد من بينانغ، والده هندي وأمّه من الملايو مع أسلاف من ولاية كيرلا في جنوب الهند، وأوّل مدير ماليزي لمدرسة إنجليزية (الآن مكتب سلطان عبد الحميد) في ألور سيتار بينما كانت والدته وان تمباوان بينتي وان حنفي من قدح من أصل ماليزي. كان والد مهاتير مديراً لمدرسة. بدأ دراسته الابتدائية في مدرسة سيبيرانغ بيراك الملايو للبنين عام 1930، ودرس هناك لمدّة عامين. ومع ذلك في عام 1933 فاز بمنصب في مدرسة متوسّطة ثانوية إنجليزية انتقائية بعد أن أصبح يجيد اللغة الإنجليزية قبل أقرانه في المدرسة الابتدائية. مع إغلاق المدارس خلال الاحتلال الياباني للملايو خلال الحرب العالمية الثانية بدأ العمل أوّلاً بيع القهوة وبعد ذلك الموز المقلي والوجبات الخفيفة الأخرى. بعد الحرب تخرّج من المدرسة الثانوية من خلال استكمال امتحانات كامبردج العليا في ديسمبر 1946، والتحق بدراسة الطبّ في كلّية الملك إدوارد السابع للطبّ في سنغافورة. بعد تخرّجه عمل مهاتير كطبيب في الخدمة الحكومية قبل الزواج عام 1956. عاد إلى ألور سيتار في العام التالي لإعداد ممارسته الخاصّة. سمح نجاح ممارسته بصفته الطبيب الماليزي الوحيد في المدينة ببناء منزل كبير والاستثمار في شركات مختلفة وبشكل واضح توظيف سائق يقود سيارته "بونتياك كاتالينا". رزق بأوّل طفل "مارينا" في عام 1957، ثمّ رزق بثلاثة آخرين.

المؤلّفات

1.معضلة الملايو (1970).

2.التحدي (1986) .

3.الإقليمية والعولمة ومجالات التأثير: الآسيان وتحدّي التغيير في القرن الواحد والعشرين (1989).

4.حافّة المحيط الهادي في القرن الحادي والعشرين (1995).

5.تحدّيات الاضطراب (1998).

6.الطريق إلى الأمام (1998).

7.صفقة جديدة لآسيا (1999).

8.الإسلام والأمّة الإسلامية (2001).

9.العولمة والحقائق الجديدة (2002).

10.تأمّلات في آسيا (2002).

11.أزمة العملة الماليزية: كيف ولماذا حدثت (2003).

12.تحقيق العولمة الحقيقية (2004).

13.الإسلام والمعرفة والشؤون الأخرى (2006).

14.مبادئ الإدارة العامّة.. مقدّمة (2007).

15.مدوّنة ميرانتاسي هالانجان (ثنائي اللغة) (2008).

16.طبيب في البيت: مذكّرات تون الدكتور مهاتير محمّد، 8 مارس 2011.

17.طبيب في البيت: مذكّرات تون الدكتور مهاتير محمّد، 30 أبريل 2012.


حتى سنة 1981 كان الماليزيون يعيشون فى الغابات ، ويعملون فى زراعة المطاط ، والموز ، والأناناس ، وصيد الأسماك … وكان متوسط دخل الفرد أقل من آلف دولار سنوياً… والصراعات الدينية هي الحاكم … حتى أكرمهم الله برجل أسمه مهاتير محمد. نشأة مهاتير محمد وتدرجه الوظيفي والاجتماعي

مهاتير هو الابن الأصغر لتسعة أشقاء ، و الدهم مدرس ابتدائي راتبه لم يكن يكفي لتحقيق حلم ابنه “مهاتير” لشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية فما كان منه إلا أن عمل “بائع موز” بالشارع حتى حقق حلمه ، ودخل كلية الطب فى سنغافورة المجاورة …

أصبح رئيساً لإتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه سنة 1953 ليعمل طبيباً فى الحكومة الإنجليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت ماليزيـا في سنة 1957، ففتح عيادته الخاصة كـ “جراح” و خصص نصف وقته للكشف المجاني على الفقراء مما أهله للفوز بعضوية مجلس الشعب سنة 1964 الذي عمل فيه مدة خمس سنوات ثم تفرغ لتأليف كتاب عن “مستقبل ماليزيا الاقتصادي” في سنة 1970.

تم انتخابه “سيناتور” في سنة 1974 ، و تم تعيينه وزيراً للتعليم في سنة 1975 ، ثم مساعداً لرئيس الوزراء في سنة 1978 ، ثم رئيساً للوزراء في سنة 1981 لتبدأ في نفس العام النهضة الشاملة لماليزيا. مهاتير محمد وتخطيط نهضة ماليزيا أولاً :

رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج التي يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات .. و بعد 20 سنة .. حتى سنة 2020 !!! ثانياً :

قرر أن يكون التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة ، وبالتالي خصص أكبر قسم في ميزانية الدولة ليضخ في التدريب والتأهيل للحرفيين .. والتربية والتعليم .. ومحو الأمية .. وتعليم الإنجليزية .. وفي البحوث العلمية .. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة في أفضل الجامعات الأجنبية. مقالات ذات صلة

   الحرب العالمية الثالثة : ( سيناريوهات محتملة )
   موقع انسانيات
   الهند الشرقية والغربية وبدأ ما يسمى عصر الإستكشاف Age of Exploration

ثالثاً :

أعلن للشعب بكل شفافية خطته وإستراتيجيته ، وأطلعهم على النظام المحاسبي الذي يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى “النهضة الشاملة”. مهاتير محمد ومرحلة التنفيذ في قطاع الزراعة

غرسوا مليون شتلة نخيل زيت فى أول سنتين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير زيت النخيل

في قطاع السياحة

.. قرر أن يكون الدخل في عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار سنة 1981 ، لتصل الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً ..

و كي يستطيع الوصول إلى هذا الدخل ، حول المعسكرات اليابانية التي كانت موجودة من أيام الحرب العالمية الثانية إلى مناطق سياحية تشمل جميع أنواع الأنشطة الترفيهية والمدن الرياضية والمراكز الثقافية والفنية .. لتصبح ماليزيا مركزاً عالمياً للسباقات الدولية فى السيارات ، والخيول ، والألعاب المائية ، والعلاج الطبيعي. في قطاع الصناعة

.. حققوا فى سنة 1996 طفرة تجاوزت 46% عن العام الذي سبقه بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فى الأجهزة الكهربائية ، والحاسبات الإلكترونية. في القطاع المالي

فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلى برجين توأم فى العالم .. بترو ناس .. يضمان 65 مركزاً تجارياً فى العاصمة كوالالمبور وحدها

أنشأ البورصة التي وصل حجم تعاملها اليومي إلى ملياري دولار يومياً. في قطاع التعليم والتنمية الادارية

أنشأ مهاتير محمد أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض و التي أخذت بالتطور لتنضم إلى قائمة أهم خمسمائة جامعة فى العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير ،

كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة أسمها putrajaya بجانب العاصمة التجارية كوالالمبور و بنى فيها مطارين بالإضافة إلى الطرق السريعة و عشرات الفنادق ذات الخمس نجوم و غيرها تسهيلاً للسائحين والمستثمرين الوافدين من الصين والهند والخليج ومن كل بقاع الأرض. سياسته الداخلية والخارجية

.. استطاع مهاتير محمد من 1981 إلى سنة 2003 أن ينقل بلده من بلد متخلف مهمل إلى دولة حضارية تتربع على قمة الدول الناهضة التي يشار إليها بالبنان و البنيان.

و ترافق هذا الأزدهار مع تضاعف دخل الفرد الماليزي من 1.000 دولار عام 1981 إلى 16.000 دولار سنوياً عام 2003… أما الأحتياطي النقدي فقد أرتفع من 3 مليارات إلى 98 ملياراً ، ووصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار.

لم يظلم أبناء شعبه و لم يزج بهم في السجون بل كان يقول – أنت ماليزي و يجب أن تفخر بنفسك – و رغم كل الإنجازات التي تحققت على يديه لماليزيا فهو لم يطلب يوماً من ابناء شعبه أن يقدموا أي ولاء لشخصه ، بل كان يحثهم على العمل و الإنتاج.

مهاتير محمد الذي مافتئ ينتقد أنظمة الغرب لم ترهبه إسرائيل و لم يعترف بها كدولة. مهاتير محمد لم ينتظر معونات أمريكية أو مساعدات أوروبية ، ولكنه اعتمد على الله ، ثم على إرادته ، وعزيمته ، وصدقه ، وراهن على سواعد شعبه وعقول أبنائه ليضع بلده على الخريطة العالمية ، فيحترمه الناس ، ويرفعوا له القبعة!!!

في سنة 2003 و بعد 21 عاماً قضاها في خدمة بلده قرر بإرادته المنفردة أن يترك الحكم ، رغم كل مناشدات شعبه التي كانت تحثه للبقاء ، تاركاً لمن يخلفه خريطة طريق و خطة عمل اسمها “عشرين.. عشرين” و هي ترمز إلى شكل ماليزيا سنة 2020 والتي يفترض أن تصبح رابع قوة اقتصادية فى آسيا بعد الصين ، واليابان ، والهند.

مهاتير محمد ، الذي بكاه الشعب الماليزي عندما غادر السلطة ، يعيش الآن في ماليزيا مثله مثل اي مواطن آخر من الطبقة الوسطى ، منزل ريفي بسيط و سيارة و مرتب تقاعد .