مبشّر الطرازي
مبشّر محمّد الطرازي: علّامة، مجاهد، كاتب، كبير ومن علماء تركستان وبخارى، وأحد المصلحين في العالم الإسلامي. وتقول عنه إحدى كتب التراجم: عاش مجاهداً بقلمه ولسانه وروحه وبفكره وعلمه، وضحّى بكلّ ما يملك من عزّ وجاه في سبيل إعلاء كلمة الحقّ والذود عن الدين الإسلامي الحنيف.
الاسم | مبشّر الطرازي |
---|---|
الاسم الکامل | مبشّر محمّد الطرازي |
تاريخ الولادة | 1886م/1303ق |
محل الولادة | طراز (قزاقستان) |
تاريخ الوفاة | 1977م/1397ق |
المهنة | عالم دین، مجاهد، متفکر و مصلح اجتماعی ، کاتب |
الأساتید | الشيخ محمد العسلي الشامي |
الآثار | وكان دائم الكتابة في الجرائد الأفغانية، أمثال جريدة «إصلاح» وجريدة «أنيس» ومجلّة «كابل» في مواضيع شتّى، ونال جائزة الصحافة. هذا بالإضافة إلى تأليف العديد من الكتب الإسلامية، كما نشرت له مقالات كثيرة في الشؤون الإسلامية في الصحف والمجلّات العربية منذ سنة 1352 ه، مثل مجلّة «الأزهر» وجريدة «الشعب» ومجلّة «منبر الإسلام» في مصر، ومجلّة «الرابطة الإسلامية» وجريدة «الشورى» في دمشق. كما كتب في صحف بالهند وباكستان واليابان أمّا مؤلّفاته فقد بلغ عددها نحو خمسين كتاباً ورسالةً في الموضوعات الإسلامية المختلفة، ألّفها باللغات الإسلامية الثلاث: «العربية، والفارسية، والتركية» ومن هذه المؤلّفات: القرآن والنبوّة، الإسلام الدين الفطري الأبدي، إلى الجندية أيّها العرب، المرأة وحقوقها في الإسلام، نبذة من السيرة النبوية (على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية). |
المذهب | سنی |
الولادة
ولد سنة 1886 م في أُسرة عريقة في الحسب والنسب بمدينة «طراز» في بلاد تركستان الغربية. وهو نجل الشيخ محمّد ابن السيّد محمّد غازي الحسيني. ووالدته حفيدة الأمير برزك خان آخر أُمراء الدولة الإسلامية في تركستان الشرقية (الواقعة تحت سيطرة الصين).
الدراسة
أتمّ تعليمه الابتدائي بمدينة «طراز» تحت رعاية والده وعلى يد أساتذة خصوصيّين، ثم انتقل إلى مدينة طشقند لإتمام تعليمه الثانوي والعالي، وتخرّج من جامعة أبي القاسم، ثمّ سافر إلى بخارى، حيث أتمّ سنة 1917 م دراسته العليا، وتخصّص في علوم التفسير والفقه والأدب العربي، كما نال إجازة التخصّص في الحديث النبوي عن أُستاذه الشيخ محمّد العسلي الشامي رئيس بعثة التبليغ الإسلامي من طرف السلطان عبد الحميد في الشرق الأقصى، ثمّ عاد إلى بلدته «طراز» ليبدأ جهاده ضدّ الاحتلال الروسي الشيوعي مدّة اثني عشر عاماً، كونه أحد العلماء والزعماء البارزين في بلاد تركستان،
وذلك بتشكيل اتّحاد الطلبة التركستانيّين سنة 1917 م تأييداً للحركة الوطنية الإسلامية العامّة في تركستان، وإعلان استقلال البلاد سنة 1917 م في مدينة «خوقند» عاصمة فرغانة، مع بذل أقصى الجهد للحفاظ على وحدة الشعب التركستاني في تلك الآونة الخطيرة لتاريخ البلاد.
النشاطات
وقد جاهد لمحاربة الإلحاد بالكتابة والخطب، ولا سيمّا بالردّ على ما نشره الملحد الدهري «نعمت حكيم» في كتابه باللغة التركستانية «هل محمّد رسول من قبل اللَّه؟» حيث أنكر الوحي النبوي وتدرّج إلى إنكار الخالق عزّ وجلّ! فقام الطرازي بتأليف كتاب باللغة التركستانية سمّاه «القرآن والنبوّة» ردّاً عليه،
وأخذ يلقيه فصلًا بعد فصل في خطب أيّام الجمعة، حتّى صدر الأمر من موسكو بالقبض عليه ومصادرة مؤلّفاته التركية والفارسية والعربية، وأُلقي القبض عليه، ودخل السجن مدّة من الزمن.
التأليفات
وكان يواصل الكتابة في المجلّات الإسلامية التي كانت تصدر في طشقند وسمرقند، أمثال مجلّة «الإسلام» ومجلّة «آيينه»، ويقوم بمهمّة الإمامة والخطابة، ورئاسة تحرير مجلّة «إيضاح المرام» لسان جال جمعية علماء تركستان، كما تولّى القضاء الشرعي سنة 1923 م، ورئاسة إدار الشؤون الدينية بمدينة «طراز» سنة 1934 م، ولقّب بشيخ الإسلام، إلّاأنّه اضطرّ للاستقالة منهما لتدخّل الروس في شؤون الشريعة الإسلامية وإصرارهم على غلق المدارس الابتدائية التي فتحها الطرازي للتعليم الديني في مواجهة حركة الإلحاد التي وصلت ذروتها بتشجيع من الحكومة الروسية.
واحتلّ الروس الشيوعيّون بقوّة السلاح الإمارات الإسلامية الثلاث في تركستان:
«إمارة خوقند، وإمارة خيوة، وإمارة بخارى» من سنة 1918 م إلى سنة 1921 م، وجزّؤوها إلى خمس جمهوريات: «أوزبكستان، وقازاقستان، وقرغيزستان، وتاجيكستان، وتركمانستان»، ثمّ ضمّوها إلى اتّحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية في سنة 1923 م، وسمّيت بجمهوريات آسيا الوسطى السوفيتية بدلًا من تركستان،
حيث تمّ إلغاء هذا الاسم سنة 1924 م بقانون روسي، إلّاأنّ الشعب التركستاني لم يسكت ولم يستسلم لهذا الاعتداء الغادر، فقامت حركات المقاومة الشعبية في أرجاء البلاد معتمدةً على إيمان الشعب المسلم. وكان على الطرازي أن يؤدّي واجبه بصفته عالماً دينياً وزعيماً سياسياً في توجيه الشعب المجاهد بصفة عامّة، وكرئيس لجمعية تحرير تركستان في بلدة «طراز»، إلّاأنّ هذه المقاومة فشلت بعد أن استمرّت مدّة خمسة عشر عاماً، ضحّت فيها تركستان بأرواح خمسة ملايين شهيد في ميدان الجهاد، وخمسة ملايين تمّ نفيهم إلى معتقلات سيبيريا، ونحو ثلاثة ملايين تركوا ديارهم مهاجرين في سبيل اللَّه إلى مختلف دول العالم.
فمؤلّفاته فقد بلغ عددها نحو خمسين كتاباً ورسالةً في الموضوعات الإسلامية المختلفة، ألّفها باللغات الإسلامية الثلاث: «العربية، والفارسية، والتركية»، وهي مليئة بأفكار تهمّ الإنسان المسلم الذي يعيش في هذا العصر المهدّد بالإباحية والدهرية وكوارث الفتن والحروب التي يشعلها الأعداء ضدّ الإسلام والمسلمين. ومن هذه المؤلّفات: القرآن والنبوّة، الإسلام الدين الفطري الأبدي، إلى الجندية أيّها العرب، المرأة وحقوقها في الإسلام، نبذة من السيرة النبوية (على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية).
وكان لا بدّ له أن يهجر بلاده تركستان إلى بلد إسلامي آخر؛ حفاظاً على دينه وحياته ومبادئه الإسلامية، بعد أن ظلّ يجاهد باللسان والقلم لسنوات طويلة، حتّى أحاط به الخطر من كلّ جانب، فأجبرته الظروف على الهجرة. فهاجر إلى أفغانستان في ذي القعدة سنة 1348 ه بعد أن تمّ حبسه ثلاث مرّات، ونفيه مرّة في تركستان من طرف الحكّام الروس، ثمّ الاقتراح بحكم إعدامه متّهماً من قبل الحكومة الشيوعية بأنّه عالم ديني وزعيم وطني وعدوّ للثورة
الشيوعية. وقد مُنح الجنسية الأفغانية بصفة استثنائية تكريماً له. ثمّ عيّنه الملك محمّد نادر شاه مديراّ عامّاً لقسم التأليف والترجمة، ومشرفاً على الشؤون الإسلامية بالديوان الملكي، وكان من مهمّته الاتّصال بالعالم العربي الإسلامي، فكان همزة الوصل بين القصر الملكي وبين من يزور أفغانستان من الزعماء والعلماء العرب والمسلمين. وكان دائم الكتابة في الجرائد الأفغانية،
أمثال جريدة «إصلاح» وجريدة «أنيس» ومجلّة «كابل» في مواضيع شتّى، ونال جائزة الصحافة. هذا بالإضافة إلى تأليف العديد من الكتب الإسلامية، كما نشرت له مقالات كثيرة في الشؤون الإسلامية في الصحف والمجلّات العربية منذ سنة 1352 ه، مثل مجلّة «الأزهر» وجريدة «الشعب» ومجلّة «منبر الإسلام» في مصر، ومجلّة «الرابطة الإسلامية» وجريدة «الشورى» في دمشق. كما كتب في صحف بالهند وباكستان واليابان. ثمّ قرّر الإقامة في مصر منذ سنة 1949 م، ورحّبت به الحكومة المصرية في عهد الملك فاروق، وعاملته كأحد كبار العلماء الأفاضل وزعيم من الزعماء المجاهدين، وعيّنت له راتباً شهرياً.
وأدخل الطرازي أولاده في الأزهر لدراسة العلوم الإسلامية، وانشغل بكتابة المقالات وتأليف الكتب الإسلامية، واهتمّ بالجامع الأزهر وشؤونه اهتماماً خاصّاً، وذلك بمقابلة مشايخه، والتشاور معهم في القضايا الإسلامية. وعاش في القاهرة من سنة 1950 م حتّى وفاته سنة 1977 م، وكان يلفت أنظار بعض المسؤولين في العالم الإسلامي لخطر انتشار الشيوعية في البلاد التي تعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية، وذلك بدعايات كاذبة من جانب الشيوعيّين وأذنابهم، وبحجّة مدّ يد المساعدة للدول النامية؛ لتجد الشيوعية طريقها في الانتشار بين شعوب تلك البلاد.
وكان من العلماء الداعين إلى اتّحاد العالم الإسلامي في كلّ وقت، ولذلك قام في جميع مؤلّفاته بالدعوة إلى اتّحاد العالم الإسلامي، كما وضّح سبب انحطاط المسلمين في العصور الأخيرة.
السفر إلى السعودية
وفي عام 1350 ه سافر إلى السعودية بتكليف من الملك محمّد نادر شاه للتشاور مع
الحكومة السعودية بشأن عقد معاهدة الصداقة بين أفغانستان والسعودية،
وأدّى فريضة الحجّ لأوّل مرّة، ثمّ كرّر زياراته إلى الأراضي المقدّسة في الأعوام 1351، 1378، 1387، 1388، 1395 ه.
وكتب كثير من العلماء والمفكّرين وبعض الباحثين وأساتذة الجامعات حول شخصيته العلمية وخدماته الجليلة للإسلام، وذلك في مؤلّفاتهم، من مصر والسعودية وسوريا وأفغانستان وباكستان وتركيا وأندنويسيا والهند واليابان وأوروبّا. وهناك عدّة رسائل للماجستير والدكتوراه مسجّلة في بعض الجامعات المصرية حول شخصية الشيخ الطرازي وجهاده ومؤلّفاته العلمية.
وكان من تقدير أهل العلم والفكر الوفاء له في مصر أن عقدت عنه بعد وفاته ندوة علمية لمدّة ثلاثة أيّام في جامعة عين شمس بالقاهرة سنة 1987 م حضرها مديرو الجامعات والشخصيات الإسلامية، واشترك فيها نخبة من الأساتذة ببحوثهم القيّمة؛ لبيان سيرته الذاتية، ومؤلّفاته العلمية، ودوره في خدمة العلم والإسلام.
المراجع
(انظر ترجمته في: تتمّة الأعلام 2: 114- 116، إتمام الأعلام: 334، نثر الجواهر والدرر 2: 997- 998).