عثمان بن حنيف بن واهب

الاسم	عثمان بن حنيف بن واهب
تاريخ الوفاة	بعد سنة 41 هجري قمري
كنيته	أبو عبداللَّه، أبو عمرو .
نسبه	الأوسي .
لقبه	المدني، الأنصاري، الكوفي .
طبقته	صحابي .

عثمان بن حنيف بن واهب هو أخو سهل بن حنيف . وكان من صحابة النبي صلى الله عليه وآله، ومن أصحاب الإمام علي عليه السلام ورواة حديثه . وكان له من الأولاد: عبداللَّه والبراء وحارثة ومحمد، وكلّهم مجهولو الحال .

ترجمته

كان عثمان من أنصار النبي صلى الله عليه وآله ومن قبيلة الأوس ، وقد أدرك غزوة أُحد - وعلى قول: غزوة بدر - وما بعدها من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وآله . وبعد فتح العراق وإقالة سعد ابن أبي وقّاص، ولّاه عمر مساحة الأرضين وجبايتها بالعراق، وضرب الخراج والجزية على أهلها . وكان قد استعمل على ما سقى الفرات، وحذيفة على ما سقت دجلة . قال عمرو بن ميمون قال: «جئت فإذا عمر واقف على حذيفة وعثمان بن حنيف، وهو يقول: تخافان أن تكونا حمّلتما الأرض ما لاتطيق؟ قال عثمان: لو شئت لأضعفت على أرضي، وقال حذيفة: لقد حمّلت الأرض شيئاً هي له مطيقة، فجعل عمر يقول: انظرا مالديكما، واللَّه لئن سلمني اللَّه لأدعنّ أرامل العراق لايحتجن» .

وفي سنة 21 ه حجّ بالناس عمر بن الخطاب، فكان واليه على الكوفة عمّار بن ياسر، وكان إليه الأحداث، وإلى عبداللَّه بن مسعود بيت المال، وإلى عثمان الخراج . ويروي نوفل بن مساحق موقفاً حصل له مع الخليفة عمر، يقول: «بينما عثمان بن حنيف يكلّم عمر بن الخطاب وكان عاملاً، فأغضبه، فأخذ عمر بن الخطاب قبضةً من البطحاء فرجمه بها، فأصاب حجر منها جبينه فشجّه، فسال الدم على لحيته، فكأنّه ندم، فقال: إمسح الدم عن لحيتك، فقال: لايهولنّك هذا يا أمير المؤمنين، فواللَّه لما انتهكتُ ممّن ولّيتني أمره أشدّ ممّا انتهكتَ مِنّي! قال: فكأنّه أعجب عمر ذلك منه، وزاده أخيراً» .

وكان عثمان أوّل من ولي البصرة في خلافة علي عليه السلام، وكان قد تحمّل من أصحاب الجمل الأذى الكثير. ولمّا بعث حكيم بن جبلة العبدي فلقي طلحة والزبير بالزابوقة في البصرة، قُتل حكيم، وقُتل أيضاً مجاشع بن مسعود السلمي وهو من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله . ثم إنّهم قد كتبوا بينهم وبين عثمان كتاباً أنّهم لايحدثون حدثاً إلى قدوم علي عليه السلام، وإنّ كلّ فريقٍ منهم آمن من صاحبه ، لكنّهم لم يرعُ الكتاب، فهجموا على بيت المال، وأخذوا منهم خمسين أسيراً فقتلوهم صبراً! وأسروا عثمان وضربوه ضَرب الموت، ونتفوا حاجبيه وأشفار عينيه، وكلّ شعرةٍ من رأسه ووجهه! . ثم خيّروه بين أن يقيم أو يلحق بعلي عليه السلام، فاختار الرحيل، فخلّوا سبيله فلحق بعلي عليه السلام، فلمّا رآه بكى وقال له: فارقتك شيخاً وجئتك أمرداً! فقال علي عليه السلام: «إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون» قالها ثلاثاً .

وممّا يُروى عن فترة إمارته على البصرة: أنّ علياًعليه السلام بعث إليه رسالةً وبّخه فيها؛ لأنّه قَبِل دعوة أحد أثرياء البصرة، وذكر له الإمام عليه السلام فيها وظائف الحاكم المسلم، وأوصاه بتقوى اللَّه تعالى .

موقف الرجاليّين منه

حظي عثمان بمنزلة سامية لدى رجاليّي الشيعة، وقد عدّوه من السابقين الذين رجعوا إلى علي عليه السلام، وكان من شَرَطة الخميس التي أسّسها الإمام علي عليه السلام . وكذلك أمره عند رجاليّي السنّة، حيث كان صحابياً .

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى عن النبي صلى الله عليه وآله روايات قليلة. وروى عنه جماعة، منهم: أبو أُمامة، أسعد بن سهل بن حنيف، عبيداللَّه بن عبداللَّه ابن عتبة، عمارة بن خزيمة.

من رواياته

روى أحمد عنه بأربعة وسائط، وروى كلٌّ من النسائي وابن ماجة والترمذي بإسناده أنّه قال: إنّ رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وآله، فقال: أُدع اللَّه أن يعافيني، فقال: «إن شئت دعوت، وإن شئت أخّرت ذاك فهو خير» فقال: أُدع اللَّه، فأمره أن يتوضّأ فيحسن وضوءه، ويصلّي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: «اللّهم إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمد نبي الرحمة، يامحمد إنّي توجّهت بك إلى ربّي في حاجتي هذه لتُقضى لي، اللّهم شفِّعه فيَّ» .

وفاته

سكن عثمان الكوفة بعد وفاة علي عليه السلام، ومات بها في زمن معاوية .