نجيب الكيلاني

نجيب الكيلاني: الأديب الإسلامي، الروائي، الناقد، الباحث، الطبيب، رائد القصّة الإسلامية المعاصرة، أحد أشهر كتّاب القصّة في العالم الإسلامي.
ولد في الأوّل من شهر حزيران (يونيو) سنة 1931 م بقرية شرشابة التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية في مصر، وتخرّج في كلّية الطبّ بجامعة القاهرة، وسرعان ما انضمّ إلى جماعة الإخوان المسلمين.
اعتقل وهو بالسنة النهائية بكلّية الطبّ عام 1955 م؛ لانتمائه لجماعة «الإخوان المسلمين»، وحكم عليه بالسجن عشر سنوات، ثمّ أُفرج عنه في منتصف عام 1959 م بعفو صحّي،
إثر إصابته بأعصاب القدمين من جرّاء التعذيب الرهيب بالسجون والمعتقلات التي طاف عليها في تلك الفترة، وهي السجن الحربي، وسجن أسيوط، وسجن القناطر، وسجن مصر العمومي، وسجن القاهرة، وأبو زعبل، وطرّة.
من المفارقات المضحكة المبكية في هذه الفترة أنّه كان قد تقدّم لمسابقة وزارة التربية والتعليم في تلك الفترة في الرواية الطويلة، فكتب رواية «الطريق الطويلة»، وتقدّم بها من المعتقل تحت اسم مستعار... ففازت بالجائزة الأُولى، وقرّرت الوزارة تدريسها بالمرحلة الثانوية العامّة... وخرج من المعتقل ليتسلّم الجائزة من جمال عبد الناصر، ثمّ ليعود إلى المعتقل مرّة أُخرى! وأُفرج عنه بعد ثلاث سنوات في المرّة الأُولى.
واعتقل في المرّة الثانية عام 1965 م، وأُفرج عنه في مارس 1969 م، سافر بعدها
للعمل في الكويت، ثمّ الإمارات العربية المتّحدة، حيث ظلّ يعمل طبيباً في وزارة الصحّة حوالي 24 عاماً، وآخر مناصبه هناك مدير التثقيف الصحّي بوزارة الصحّة، حتّى أُحيل للمعاش عام 1992 م، فعاد إلى محافظة الغربية.
وله كتاب عن حياته الشخصية باسم «لمحات من حياتي» صدر منه ستّة أجزاء.
وحصل على عدّة جوائز، لعلّ أبرزها جائزة وزارة التربية والتعليم المصرية التي تسلّمها من الرئيس جمال عبد الناصر وهو سجين، وفاز بجائزة طه حسين للقصّة القصيرة، وجائزة محمّد إقبال من الحكومة الباكستانية، وكرّمته منظّمة الأدب الإسلامي في حفل أُقيم بالقاهرة عام 1994 م، وحصل على عدّة جوائز من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في الرواية.
وهو عضو اتّحاد كتّاب مصر، ونادي القصّة، ومن مؤسّسي رابطة الأدب الإسلامي، بل من أوائل الداعين إلى الأدب الإسلامي نظرياً وتطبيقياً.
وهو يقول: «الأدب الإسلامي أصبح منتشراً في مناطق عديدة وفي بعض الجامعات، ولا شكّ أنّ تحسّن ظروف التعبير الحرّ في أنحاء العالم العربي والإسلامي سوف يجعل الأُمور تسير بصورة أوضح وأقوى، وينطلق البحث الحرّ لتقديم صورة أفضل وأجمل وأوسع بالنسبة للأدب الإسلامي».
وقد أصبح بحقّ رائد القصّة الإسلامية الحديثة،
ليس بكثرة إنتاجه فحسب، بل بتنوّع هذا الإنتاج، وبتعدّد موضوعاته وأساليبه وأشكاله. وقد كتب أوّل قصّة قصيرة تحت عنوان «الدرس الأخير».
وكتب الرواية التي تمسّ القضايا الإسلامية، وتعرّض إلى مآسي الشعوب الإسلامية وكفاحها ضدّ قوى الشرّ والظلم والفساد ممثّلة في الاستعمار والصليبية واليهودية بكلّ ما لديها من أسلحة ظاهرة وخفية. وكانت رواياته: «عذراء جاكرتا»، و «عمالقة الشمال»، و «ليالي تركستان»، و «الظلّ الأسود»، علامات بارزة في مسيرته الأدبية وعطاءات الأدب الإسلامي المعاصر.
وقد مرّ بعدّة مراحل، تحدّث عنها في كتابه «رحلتي مع الأدب الإسلامي»... ففي المرحلة الثانية من حياته كتب عدداً من القصص التي حرص فيها على أن يفلت من شروط الرقابة والمتابعة لا سيّما عندما كان في السجن. ولذلك لم يلتزم بكلّ ما ينبغي الالتزام به في الأدب الإسلامي،
وتمثّلت هذه المرحلة في عدد من الروايات والقصص القصيرة، مثل: «رأس الشيطان، النداء الخالد، الربيع العاصف، الذين يحترقون، الكأس الفارغة، ليل العبيد»،
وكذلك في عدد من القصص القصيرة التي صدرت في مجموعات، مثل: «دموع الأمير، عند الرحيل، العالم الضيّق، حكايات طبيب».
ثمّ انتقل إلى المرحلة الثالثة، والتي عبّر عنها ب «الإسلامية» بعد أن اطّلع على عدد من الدراسات الأدبية التي عزّزت هذا الاتّجاه بعد أن ترسّخت قدماه في طريق الأدب وبدأ بكتابة القصص والروايات التي تمثّل هذا المنهج الجديد.
ويمثّل هذه المرحلة رواياته الإسلامية السابقة عن: «الشعوب الإسلامية، وقاتل حمزة، وعمر يظهر في القدس، ورحلة إلى اللَّه، ونور اللَّه، ورمضان حبيبي، ومواكب الأحرار، ودم لفطير صهيون، والظلّ الأسود»، وغيرها، وأصبح بهذه الروايات وغيرها رائد القصّة الإسلامية المعاصرة. ومع أنّه- كبقية الأُدباء- قد وقع في بعض الأخطاء، لكنّه استطاع بحقّ أن يمثّل القصّة الإسلامية الحديثة، وأن يصبح رائدها بلا منازع، بل إنّه انتقل إلى مرحلة أكثر نضجاً وعمقاً وجلاءً وأكثر تمثيلًا للأدب الإسلامي بصفاته، وواقعيته، وتميّزه، ونضجه، وسعة أُفقه، حينما أصدر قصصه الجديدة: «اعترافات عبد المتجلّي،
وامرأة عبد المتجلّي، وقصّة أبي الفتوح الشرقاوي»، وروايته الرائعة «ملكة العنب».
ومات بعد ستّة أشهر من المرض، وذلك في سنة 1995 م.
وبرغم عطائه الكبير في مجال الأدب الذي ضمّ حوالي 80 مؤلّفاً، ما بين الرواية،
والقصّة القصيرة، والدواوين الشعرية، ومسرحية واحدة، والدراسات والأبحاث الأدبية، بل والدراسات الطبّية والصحّية المتنوّعة، برغم كلّ هذا العطاء، وبرغم كلّ هذه الشهرة، لم يحتلّ خبر وفاته سوى مساحة ضئيلة جدّاً في إحدى الصحف المصرية، ومتابعات نادرة
في بعض الصحف العربية... في حين تدقّ الطبول وتثور الدنيا من أقصاها إلى أقصاها لرحيل من لا يساوي شيئاً، كما يقول الشاعر المستشار محمّد التهامي.
وقد رثاه الدكتور حسن الأمراني رئيس تحرير مجلّة «المشكاة» المغربية بقصيدة، جاء فيها:
ها أنت ترحل فالقلوب وجيب‏
شيّعتك مدامع وقلوب‏
تبكيك «جاكرتا» وقد غنّيتها
تبكيك «تركستان» وهي تذوب‏
أعليت بالحرف المقدّس شامخاً
دانت له الأهرام وهي حروب‏
ورفعت في وجه الجبابر صارماً
تعنو الرقاب لبأسه وتؤوب‏
وبنيت للمستضعفين ممالكا
هدي النبوّة شوقها مسكوب‏
وبسطت «للغرباء» ضوء منارة
يزهو ونور الحقّ ليس يغيب‏
وهتفت بالشهداء هذا عصركم‏
حُلل الشهادة نورهنّ نهيب‏
وإذا يقال من الأديب من الفتى‏
نطق الزمان وقال ذاك نجيب‏


وكان آخر لقاء صحفي معه في شهر شوّال من عام 1415 ه، وأعادت نشره المجلّة نفسها (مجلّة المجتمع) في عددها (1143)- 27/ 10/ 1415 ه، ومن الخطوط العريضة في لقائه ذاك قوله: «الأديب الحقّ موقف... وموقف الأديب المسلم ينبع من عقيدته»، «سأظلّ نادماً؛ لأنّني لم أُخلّد حياة الشهيد الإمام حسن البنّا في عمل أدبي خاصّ».
وقد عملت رسائل في الماجستير والدكتوراه عن أعماله، ما عدا كتب أُخرى وبحوث ودراسات عن أعماله، منها: كتاب بعنوان: «دراسات في القصّة الإسلامية المعاصرة مع عرض ودراسة لعدد من قصص الدكتور نجيب الكيلاني»، من تأليف محمّد حسن بريغش.
وترجمت كثير من أدبياته إلى اللغات: الإنجليزية، والتركية، والأوردية، والفارسية.
من مؤلّفاته: آفاق الأدب الإسلامي، احترس من ضغط الدم، الإسلاميّون والمذاهب الأدبية، أعداء الإسلامية، أغاني الغرباء (شعر)، أُغنيات الليل الطويل (شعر)، إقبال:
الشاعر الثائر، الذين يحترقون، أهل الحميدية (قصص)، تجربتي الذاتية في القصّة الإسلامية، تحت راية الإسلام، حكايات طبيب (قصص)، حمامة سلام، حول الدين والدولة، حول القصّة الإسلامية، حول المسرح الإسلامي، الدرس الأخير (قصّة قصيرة)، دم لفطير صهيون، دموع الأمير (قصص)، الدين والصحّة، رأس الشيطان، الربيع العاصف، رجال اللَّه، رجال وذئاب (رواية)، رحلتي مع الأدب الإسلامي، رحلة إلى اللَّه (رواية)، شوقي في ركب الخالدين، الصوم والصحّة، الطريق إلى اتّحاد إسلامي، الطريق الطويل (رواية)، طلائع الفجر (قصّة تاريخية)، الظلّ الأسود، العالم الضيّق (قصص)، عذراء جاكرتا، عذراء القرية (رواية)، عصر الشهداء (شعر)، على أبواب خيبر، على أسوار دمشق (مسرحية)، عمالقة الشمال، غداً الرحيل (قصص)، الغذاء والصحّة، فارس هوازن (قصص)، في أدب الأطفال، في رحاب الطبّ النبوي، في الظلام (رواية)، الكابوس (قصص قصيرة)، كيف ألقاك (شعر)، لمحات من حياتي، ليالي تركستان، ليالي السهاد (رواية)، ليل وقضبان، المجتمع المريض، مدخل إلى الأدب الإسلامي، مدينة الكبائر (شعر)، مستقبل العالم في صحّة الطفل، مملكة البلعوطي (قصص)، مهاجر (شعر)، نحو مسرح إسلامي، النداء الخالد.
يقول د. محمّد حلمي القاعود: «ونجيب الكيلاني يعدّ في سيرته الإنسانية رواية
طويلة مليئة بالتجارب والآلام والمسرّات، وصورة مضيئة للتضحية من أجل الدين والوطن، وحالة من حالات الصبر الجميل في مواجهة المرض أواخر حياته بطريقة تثير التقدير والاحترام. ولحسن الحظّ فقد سجّل سيرته- وهي شهادة مهمّة على عصر ومرحلة- في خمسة أجزاء تحت عنوان «لمحات من حياتي»، ولكنّه للأسف لم يستطع أن يسجّل المرحلة الأخيرة من حياته التي شهدت معاناته القاسية مع المرض؛ لأنّه لم يستطع أن يمسك القلم ليسجّلها.
لقد تنوّع نتاج نجيب الكيلاني في الرواية، ففي إنتاجه الروائي ما يمكن أن ندرجه في إطار الواقعية الرومانسية، تناول من خلالها العديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تشغل الناس في مصر، وتمثّل لهم في بعض الجوانب مشكلة مستعصية، ومزج معالجته لتلك القضايا بالعواطف البشرية المشبوبة والخيالات الحالمة والآمال المجنّحة، ولعلّ أبرز رواياته في هذا الإطار: الطريق الطويل، الربيع العاصف، الذين يحترقون، في الظلام، عذراء القرية، حمامة سلام، طلائع الفجر، ابتسامة في قلب الشيطان، ليل العبيد، حكاية جاد اللَّه.
وهناك جانب كبير من إنتاج نجيب الكيلاني الروائي يعالج التاريخ أو يستدعيه، لتقديم النماذج الإنسانية المشرقة في حضارتنا الإسلامية، مع إبراز معطيات هذه الحضارة في جوانب شتّى، ومن الروايات المعبّرة عن هذا السياق: نور اللَّه، قاتل حمزة، أرض الأنبياء، دم لفطير صهيوني، مواكب الأحرار أو نابليون في الأزهر، اليوم الموعود، النداء الخالد، أرض الأشواق،
رأس الشيطان.... وهناك جانب رائد في روايات نجيب الكيلاني، اهتمّ فيه بالتعبير عن الشعوب الإسلامية المظلومة التي تعاني من نير القهر والإذلال، دون أن يدري أحدٌ بهم في العالم العربي، أو تتبنّى قضاياهم الأُمم المتّحدة أو الهيئات الدولية الأُخرى، مثل شعوب دول آسيا الوسطى، وأثيوبيا، وأندونيسيا، ونيجيريا، وغيرها، وكانت رواياته في هذا المجال‏
تعريفاً بهذه الشعوب وقضاياها في إطار فنّي محكم، ومنها: ليالي تركستان، الظلّ الأسود، عذراء جاكرتا، عمالقة الشمال».

نجيب الكيلاني
الاسم نجيب الكيلاني‏
الاسم الکامل نجيب الكيلاني‏
تاريخ الولادة 1931م / 1350هـ
محل الولادة محافظة الغربیة / مصر
تاريخ الوفاة 1995م / 1416هـ
المهنة الأديب الإسلامي، الروائي، الناقد، الباحث، الطبيب، رائد القصّة الإسلامية المعاصرة، أحد أشهر كتّاب القصّة في العالم الإسلامي
الأساتید ثبت نشده
الآثار آفاق الأدب الإسلامي، احترس من ضغط الدم، الإسلاميّون والمذاهب الأدبية، أعداء الإسلامية، أغاني الغرباء (شعر)، أُغنيات الليل الطويل (شعر)، إقبال: الشاعر الثائر، الذين يحترقون، أهل الحميدية (قصص)، تجربتي الذاتية في القصّة الإسلامية، تحت راية الإسلام، حكايات طبيب (قصص)، حمامة سلام، حول الدين والدولة، حول القصّة الإسلامية، حول المسرح الإسلامي، الدرس الأخير (قصّة قصيرة)، دم لفطير صهيون، دموع الأمير (قصص)، الدين والصحّة، رأس الشيطان، الربيع العاصف، رجال اللَّه، رجال وذئاب (رواية)، رحلتي مع الأدب الإسلامي، رحلة إلى اللَّه (رواية)، شوقي في ركب الخالدين، الصوم والصحّة، الطريق إلى اتّحاد إسلامي، الطريق الطويل (رواية)، طلائع الفجر (قصّة تاريخية)، الظلّ الأسود، العالم الضيّق (قصص)، عذراء جاكرتا، عذراء القرية (رواية)، عصر الشهداء (شعر)، على أبواب خيبر، على أسوار دمشق (مسرحية)، عمالقة الشمال، غداً الرحيل (قصص)، الغذاء والصحّة، فارس هوازن (قصص)، في أدب الأطفال، في رحاب الطبّ النبوي، في الظلام (رواية)، الكابوس (قصص قصيرة)، كيف ألقاك (شعر)، لمحات من حياتي، ليالي تركستان، ليالي السهاد (رواية)، ليل وقضبان، المجتمع المريض، مدخل إلى الأدب الإسلامي، مدينة الكبائر (شعر)، مستقبل العالم في صحّة الطفل، مملكة البلعوطي (قصص)، مهاجر (شعر)، نحو مسرح إسلامي، النداء الخالد
المذهب سنّی


المراجع

(انظر ترجمته في: تتمّة الأعلام 2: 285- 288، إتمام الأعلام: 458- 459، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 5: 405- 419، موسوعة ألف شخصية مصرية: 546، وجوه عربية وإسلامية:
137- 142، أُدباء وشعراء العرب 2: 352- 353، معجم الروائيّين العرب: 455- 457، معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة 3: 1330، نثر الجواهر والدرر 2: 2173- 2176، موسوعة الأعلام 3: 503).