أنواع الأخوة في الإسلام
مثلما أنّ للوحدة في الإسلام أنواعاً، كذلك الحال في الأُخوّة، فهي على أنواع :
النوع الأوّل : الأُخوّة النسبية، فالذين ينحدرون من صلب رجل ورحم امرأة (أب وأُمّ، أو أب ووالدين، أو أُمّ ووالدين) هم إخوة وأخوات، إذا كانوا ثمرة عقد نكاح شرعي صحيح، كما صرّح به شرع الإسلام.
النوع الثاني : الأُخوّة الرضاعية، فلو رضع طفلان أحدهما غريب من ثدي امرأة خلال مدّة معيّنة بشروط خاصّة أصبحا أخوين أو أُختين في الرضاعة، كما يصرّح بذلك القرآن الكريم خلال تعداده اللواتي لا يجوز الزواج بهنّ (المحارم) بقوله : (وَ أُمَّهاتُكُمُ اَللاّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ مِنَ اَلرَّضاعَةِ) (سورة النساء : 235).
النوع الثالث : أُخوّة الانتماء القومي، فالشخص المنتمي إلى قومٍ ما فهو أخوهم، كما صرّح بذلك القرآن الكريم بقوله : (وَ إِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) (سورة العنكبوت : 36)، وقوله : (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَ لا تَتَّقُونَ) (سورة الشعراء : 106)، وقوله : (لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً) (سورة النمل : 45).
النوع الرابع : الأُخوّة الإيمانية، فهو وصف للأُخوّة منطلق من صفة الإيمان التي تجمع الأشخاص، كما يصرّح بها القرآن الكريم في عدّة آيات، كقوله تعالى : (إِنَّمَا اَلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (سورة الحُجرات : 10)، وقوله تعالى : (وَ اِعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اَللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اُذْكُرُوا نِعْمَتَ اَللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) (سورة آل عمران : 103).
وهذه الأُخوّة الأخيرة هي الأُخوّة المطلوبة لغرض التقريب بين طوائف الأُمّة الإسلامية الواحدة.