محمد الطاهر ابن عاشور

الاسم محمّد الطاهر ابن عاشور
الاسم الکامل محمّد الطاهر ابن عاشور
تاريخ الولادة 1879م/1296ق
محل الولادة تونس
تاريخ الوفاة 1973م/ 1393ق
المهنة عالم دین، فقیه مالکی، مفتی
الأساتید : الشيخ عبدالقادر التميمي، والشيخ محمّد النخلي، والشيخ محمّد صالح الشريف، والشيخ عمر ابن عاشور، والشيخ محمّد النجّار الشريف، والشيخ سالم بوحاجب
الآثار قضايا وأحكام شرعية، الفتاوى، التوضيح والتصحيح، آراء اجتهادية، غرائب الاستعمال، مقاصد الشريعة الإسلامية، أُصول النظام الاجتماعي في الإسلام، تفسير التحرير والتنوير، الوقف وآثاره في الإسلام، أُصول الإنشاء والخطابة، موجزالبلاغة. كما قام بتحقيق ونشر ديوان بشّار بن برد في أربعة أجزاء
المذهب سنی مالکی

محمد الطاهر ابن عاشور محمّد الطاهر بن محمّد بن محمّد الطاهر بن محمّد بن محمّد الشاذلي بن عبد القادر بن محمّد بن عاشور: رئيس المفتين المالكيّين بتونس، وشيخ جامع الزيتونة وفروعه بتونس، وأحد روّاد الإصلاح والتقريب.

الولادة

ولد بتونس سنة 1879 م.

الدراسة

تعلّم مبادئ العلوم، وحفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره، والتحق عام 1893 م بجامع الزيتونة لتلقّي العلوم، ودرس على يد: الشيخ عبد
القادر التميمي، والشيخ محمّد النخلي، والشيخ محمّد صالح الشريف، والشيخ عمر ابن عاشور، والشيخ محمّد النجّار الشريف، والشيخ سالم بوحاجب،، وغيرهم. وحصل على شهادة التطويع سنة 1899 م، كما حصل على العديد من الإجازات العلمية، وبلغ الذروة في العلم والفقاهة، وتتلمذ على يده الكثير من طلبة العلم في جامع الزيتونة والمدرسة الصادقية وغيرهما.

النشاطات

وتقلّد عدّة مناصب إدارية، حيث عيّن عضواً في مجلس إدارة الجمعية الخلدونية سنة 1905 م، ونائباً للدولة لدى النظارة العلمية سنة 1907 م، وعضواً في لجنة تنقيح برامج التعليم سنة 1908 م، وعضواً بمجلس المدارس، ورئيساً للجنة فهرسة المكتبة الصادقية سنة 1910 م، وعضواً بمجلس الأوقاف الأعلى سنة 1911 م، وشيخاً للجامع الأعظم سنة 1932 م، وعميداً لجامعة الزيتونة سنة 1956 م. كما تسنّم عدّة وظائف قضائية شرعية، حيث اختير حاكماً بالمجلس المختلط العقاري، وقاضياً بالمجلس الشرعي، ومفتياً، وكبيراً لأهل الشورى، وشيخاً للمالكية. كما اختير عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1950 م، والمجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1955 م.
وقد أدخل إصلاحات مهمّة على نظام التعليم، كما أدخل مواد جديدة في الدراسة كالفيزياء والكيمياء.
وكتب عدّة مقالات لبعض المجلّات، كمجلّة «الهداية الإسلامية» بالقاهرة، ومجلّة «السعادة العظمى» بتونس، ومجلّة «المنار».
كان متزوّجاً بابنة السيّد محمّد محسن نقيب الأشراف بتونس، ورزق بنتين وثلاثة أبناء، هم: العلّامة محمّد الفاضل، وعبد الملك، وزين العابدين.

تأليفاته

من مصنّفاته: قضايا وأحكام شرعية، الفتاوى، التوضيح والتصحيح، آراء اجتهادية، غرائب الاستعمال، مقاصد الشريعة الإسلامية، أُصول النظام الاجتماعي في الإسلام، تفسير التحرير والتنوير، الوقف وآثاره في الإسلام، أُصول الإنشاء والخطابة، موجز
البلاغة. كما قام بتحقيق ونشر ديوان بشّار بن برد في أربعة أجزاء.
وقد دعم الشيخ ابن عاشور الأُخوّة الإسلامية التي تمثّل الدعم الروحي والتأييد النفسي لأفراد الجامعة الدينية، وما الأُخوّة الإسلامية إلّارابطة وثيقة بين المسلمين، أبطل بها الحكيم العليم عصبيات ثلاث: النسب، والحلف، والوطن. وقد تحقّق على اعتبارها من مظاهر القوّة والعزّة ما يشهد له التعارف والتواصل بين المسلمين، ويؤكّده الاتّحاد النامي بينهم رغم اختلاف الأُمم الداخلة في الإسلام. قال الشيخ ابن عاشور: «فلم يحفظ التاريخ لدين ولا لدولة ولا لدعوة استطاع واحد منها أن يضمّ إليه مختلف الأُمم ويجعلهم أُمّة واحدة لا يرى بعضهم فارقاً بينهم، مثل ما للإسلام من ذلك».

ثناء العلماء عليه

ومن ثناء العلماء عليه ما نعته به صديقه الإمام الأكبر الشيخ محمّد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر بقوله: «وللأُستاذ فصاحة منطق، وبراعة بيان. ويضيف إلى غزارة العلم وقوّة النظر صفاء الذوق وسعة الاطّلاع في آداب اللغة.... كنت أرى فيه لساناً لهجته الصدق، وسريرة نقيّة من كلّ خاطر سيّئ، وهمّة طمّاحة إلى المعالي، وجدّاً في العمل لا يمسّه كلل، ومحافظة على واجبات الدين وآدابه.... وبالإجمال ليس إعجابي بوضاءة أخلاقه وسماحة آدابه بأقلّ من إعجابي بعبقريته في العلم».
وذكره العلّامة الشيخ العالم اللغوي الأديب محمّد البشير الإبراهيمي قائلًا: «علم من الأعلام الذين يعدّهم التاريخ الحاضر من ذخائره... فهو إمام متبحّر في العلوم الإسلامية، مستقلّ في الاستدلال، واسع الثراء من كنوزها، فسيح الذرع بتحمّلها، نافذ البصيرة في معقولها، وافر الاطّلاع على المنقول منها... أقرأ وأفاد، وتخرّجت عليه طبقات ممتازة في التحقيق العلمي».
وأمّا عن دوره الإصلاحي المتميّز فقد ذكر البشير الإبراهيمي أنّ الذين يثيرون في وجهه الغبار أو يضعون في وجهته العواثير لمجرمون، وإنّا- إن شاء اللَّه- للأُستاذ الأكبر في طريقه الإصلاحي لمؤيّدون وناصرون.
قال عنه الداعية المصلح الشيخ محمّد الغزالي: «هو رجل القرآن الكريم، وإمام‏
الثقافية الإسلامية المعاصرة... الرجل بدأ يتكلّم عن اللغة، ويتكلّم بها أديباً... أقرأ كلماته في «التحرير والتنوير» فأستغرب؛ لأنّه وطأ كلمات مستغربة وجعلها مألوفة، وحرّر الجملة العربية من بعض الخبات الذي أصابها في أيّام انحدار الأدب في عصوره الأخيرة.
ولكن الرجل لم يلق حظّه.... ابن عاشور لا يمثّل صورة من اللحم والدم، إنّما يمثّل تراثاً أدبياً علمياً عقائدياً أخلاقياً».
وتحدّث الأُستاذ الدكتور مصطفى زيد عنه بعد سبع سنين من إصداره الطبعة الأُولى من كتابه «مقاصد الشريعة الإسلامية»، معجباً بتصرّفاته وطريقته في الحديث عن المصلحة قائلًا: «وتمضي الأعوام فلا نرى في المصلحة كلاماً ذا وزن، حتّى خرج علينا شيخ جامع الزيتونة السيّد محمّد الطاهر ابن عاشور بكتابه المقاصد».
وعن الكتاب نفسه يقول الأُستاذ الدكتور البوطي: «من أهمّ ما يمتاز به هذا الكتاب فيما أعتقد أنّه أوّل مؤلّف يعالج موضوعاً من أبرز وأهمّ الموضوعات في أُصول الفقه، ألا وهو مقاصد الشريعة الإسلامية، ويفرده بالبحث والتحليل.... لا ريب أنّ صنيع العلّامة المرحوم ابن عاشور يعدّ تأسيساً كبيراً لذاتية هذا العلم ورسماً لإطاره الذي ميّزه عن غيره».
أمّا الأُستاذ الدكتور سعيد الأفغاني فقد كتب عنه قائلًا: «هو خطوة سديدة نحو إنشاء علم أُصول الأُصول في الفقه».
وقفّا على هؤلاء الأُستاذ عبد المجيد النجّار الذي وصف كتاب المقاصد بأنّه تطوير وتهذيب.
ودعا البحث في مقاصد الشريعة والنظر في جملة ممّا كتب عنها إلى الانتهاء إلى مقالة الأُستاذ الدكتور إسماعيل الحسني في مقارنته بين مقاصد الشاطبي في «الموافقات» و «مقاصد الشريعة الإسلامية» عند ابن عاشور... قال: «فقد اعتقدت أنّه لم يعد هناك مجال للبحث في مقاصد الشريعة كبحث متميّز في علم الأُصول؛ لأنّ الإمام الشاطبي لم يترك جانبا من جوانبه إلّااستوفاه وأتقنه. واستقرّ في ذهني بسبب ذلك أنّ البحث في المقاصد لن‏
يتجاوز توضيح ما سطّره روّاد الفكر المقاصدي من الأُصوليّين وخاصّة الشاطبي.... إلّاأنّي ازددت شكّاً في هذا التصوّر كلّما أمعنت في دراسة فكرة المقاصد الشرعية عند الإمام محمّد الطاهر ابن عاشور من خلال أهمّ مؤلّفاته.... واقتنعت اقتناعاً كاملًا بأنّي إزاء نظرية في المقاصد الشرعية بعدما تردّد أُصولها إلى تراث المقاصد، تعمل أيضاً على مراجعته وتكميله».
وممّا يمكن أن تفسّر به حياة العلم والجدّ التي لازمها ابن عاشور طول حياته ما يُنقل عن ابن عاشور قوله عن نفسه: «إنّ مزية العلم وشرف الانتساب إليه أمر بلغ من اليقين والضرورة مبلغاً يقصر عنه البيان، وينقص قدره محاولة إقامة البرهان، بعد أن توجّه اللَّه تعالى به إلى نبيّه الكريم، وهو الذي علّمه ما لم يكن يعلم، وزكّاه بأنّه على خلق عظيم وعلى صراط مستقيم، فقال: «وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً» (سورة طه: 114)، قولًا جعل طلب العلم والحرص عليه والاستزادة منه أعظم مطلوب لأشرف موجود... وبذلك كان العلم تاج نبوّته، وشعار ملّته. وإنّي أحمد اللَّه على أن أودع فيّ محبّة العلم، والتوق إلى تحصيله وتحريره، والأُنس بدراسته ومطالعته، سجيّة فطرت عليها، فخالطت شغاف قلبي، وملأت مهجتي ولبّي، وغرزت فيّ غريزة نمّتها التربية القومية التي أخذني بها مشايخي (طيّب اللَّه ثراهم، وطهّر ذكراهم)، ممّن جمع أُبوّة النسب وأُبوّة الروح، أو ممّن اختصّ بالأُبوّة الروحية وحدها، حتّى أصبحت لا أتعلّق بشي‏ء من المناصب والمراتب تعلّقي بطلب العلم، ولا آنس برفقة ولا حديث أُنسي بمسامرة الأساتيذ والإخوان في دقائق العلم ورقائق الأدب، ولا حبّب إليّ شي ما حبّبت إليّ الخلوة إلى الكتاب والقرطاس، متنكّباً كلّ ما يجري حولي من المشاغل. فلا تكاليف الحياة الخاصّة، ولا أعباء الأمانات العامّة التي حُمّلتها فاحتملتها في القضاء وإدارة التعليم حالت بيني وبين أُنسي في دروس تضي‏ء منها بروق البحث الذكي والفهم الصائب بيني وبين أبنائي من الطلبة الذين ماكانوا إلّاقرّة عين وعُدّة فخر، ومنهم اليوم علماء بارزون، أو في مطالعات وتحارير أخلص فيها نجيّاً إلى الماضين من العلماء والأُدباء الذي خلّفوا لنا في آثارهم الجليلة ميادين فسيحة ركضنا فيها بالأفهام والأقلام، ومرامي بعيدة سدّدنا إليها صائب السهام. فالحمد للَّه‏الذي بؤّأنا بين الماضين من أسلافنا والآتين من أخلافنا منزلة من تلقّى الأمانة فأدّاها، وأُوتي النعمة فشكرها ووفّاها».

الوفاة


توفّي بتونس سنة 1973 م، ودفن في مقبرة الزلّاج.

المراجع

(انظر ترجمته في: هدية العارفين 2: 378، الأعلام للزركلي 6: 174، معجم المؤلّفين 10: 101- 102، معجم المفسّرين 2: 541- 542، موسوعة طبقات الفقهاء 14: 743- 744، المفسّرون للأيازي:
240- 246، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 5: 280- 293، نثر الجواهر والدرر 2: 1262- 1264، موسوعة الأعلام 1: 53، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 120- 122).