أجواء الحوار
المحيط الذي يجري فيه الحوار، والذي يترك أثره الجيّد متى ما توفّرت الأخلاقية وامتلاك الروح الموضوعية وصفة الإنصاف ومسألة احترام الرأي الآخر وقناعاته، ومتى ما توفّرت كذلك صفة عدم التهويل ليصبح للحوار معناه المنطقي الحكيم.
ومن خير الأمثلة على ذلك ما ذكره القرآن الحكيم من الجوّ الانفعالي الذي صنعه المشركون أمام رسول اللّه صلى الله عليه و آله متّهمين إيّاه بالجنون، ففي مثل هذا الجوّ لا معنى للاستدلال على عدم الجنون، ولذا يطلب القرآن منه أن يعمل على حذف هذه الأجواء والتفرّق ثم التأمّل، يقول سبحانه وتعالى : (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلّهِ مَثْنى وَ فُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ) (سورة سبأ : 46).