آداب التجديد في الحوار
إنّ التجديد إحياء للاتّباع وليس ابتداعاً، وهو رعاية للثوابت والمحكمات، وجهد تراكمي يتواصل فيه عطاء اللاحقين بعد السابقين.
والتجديد في الحوار يتطلّب جملة آداب :منها :
- سلامة المقصد لبلوغ الحقّ، فليس المقصود في الحوار التباري بذلاقة اللسان وطلاقة البيان وبراعة الحجج في مقارعة المخالف وإلحاق الهزيمة به، بل المقصود أن يظهر الحقّ، وعلى هذا يجب أن تنعقد النيّة.
- والحكمة المقتضية مطابقة الكلام لمقتضى الحال، وهذا يعني تخيّر المقام، وظرف الزمان والحال، وتناسب المعاني لآفاق السامعين.
- والمعرفة المستوعبة، فيجب على المحاور التحلّي بالمعرفة الكافية لطرح أفكاره بصورة صحيحة مشرّفة، وذلك بأن يستند إلى الكلّيات الشرعية قبل القواعد العقلية، ويقدّم الأُصول القطعية على الأدلّة الظنّية، ويعمّق معارفه القرآنية، ويعرف صحيح الأحاديث ومقاصد الأحكام ودلالات الألفاظ، ويلمّ بواقعه إلماماً مفصّلاً.