محسن الحكيم

من ویکي‌وحدت
الاسم محسن الحكيم‏
الاسم الکامل محسن الطباطبایی الحكيم‏
تاريخ الولادة 1889م/1306ق
محل الولادة نجف (عراق)
تاريخ الوفاة 1970م/1390ق
المهنة مرجع اعلی شیعیان، فقیه و اصولی
الأساتید الآخوند الخراساني، والشيخ ضياء الدين العراقي، والشيخ علي باقر الجواهري، والشيخ محمّد حسين النائيني
الآثار ، منها: مستمسك العروة الوثقى‏، حقائق الأُصول، نهج الفقاهة، المسائل الدينية، شرح المختصر النافع، منهاج الصالحين، منهاج الناسكين، توضيح المسائل، رسالة في سجود السهو، رسالة في إرث الزوجة، رسالة ف الدراية.
المذهب شیعه

محسن الحكيم هوالسيّد محسن بن مهدي بن صالح بن أحمد بن محمود الحكيم الطباطبائي الحسني النجفي: المرجع الديني الأعلى للشيعة الإمامية في عصره، وأحد مشاهير العلماء. ولد سنة 1306 ه في النجف، ونشأ على أبيه السيّد مهدي، وتتلمذ على أخيه السيّد محمود، وعلى محمّد صادق البهبهاني، وصادق باقر الجواهري. ومن بعد ذلك لازم كبار الفقهاء، كالآخوند الخراساني، والشيخ ضياء الدين العراقي، والشيخ علي باقر الجواهري، والشيخ محمّد حسين النائيني.
وقد شارك عام 1333 ه في الجهاد ضدّ الإنجليز، ثمّ تصدّى للبحث والتدريس، حتّى غدا مرجعاً دينياً كبيراً.
ومن جملة تلاميذه: السيّد مسلم الحلّي، والشيخ محمّد أمين زين الدين، والسيّد يوسف الحكيم، والسيّد موسى‏ الصدر، والسيّد موسى‏ آل بحر العلوم، والشيخ محمّد إبراهيم الجنّاتي، والشيخ محمّد آصف المحسني، والسيّد الشهيد محمّد محمّد صادق الصدر.
توفّي ببغداد سنة 1390 ه تاركاً عدّة مؤلّفات، منها: مستمسك العروة الوثقى‏، حقائق الأُصول، نهج الفقاهة، المسائل الدينية، شرح المختصر النافع، منهاج الصالحين، منهاج الناسكين، توضيح المسائل، رسالة في سجود السهو، رسالة في إرث الزوجة، رسالة في علم الدراية.
إنّ الإمام الحكيم انتهج المنهج العملي في التقريب مضافاً إلى الجانب الفقهي، وكان لذلك دور كبير في تحقيق وحدة المسلمين وتقاربهم والتعايش بينهم على المستوى الشعبي بالرغم من السياسات الطائفية المقيتة التي اتّبعتها بعض الأنظمة التي حكمت العراق.
ويمكن تلخيص معالم هذا المنهج التقريبي الاجتماعي والعملي في النقاط التالية:
النقطة الأُولى: الاهتمام بالقضايا الكبرى والمصيرية المشتركة للأُمّة، مثل:
1- القضية الفلسطينية، حيث كانت له في هذا المجال- مضافاً إلى الطرح السياسي والمشاركة في الأحداث الكبيرة كانتكاسة الخامس من حزيران وإحراق المسجد الأقصى‏
وحضور المؤتمرات- الفتوى المهمّة في تأييد العمل الفدائي وجواز صرف الزكوات عليه في وقت كان يعاني فيه العمل الفدائي أزمة في جنوب لبنان، وكان أبناء الجنوب من مقلّدي الإمام الحكيم.
وكذلك موقفه المهمّ في منع حكومة الشاه من الاعتراف بإسرائيل، ورسالة الشيخ شلتوت إليه، وجوابه عليها أفضل دليل على ذلك حيث كان جوابه الرسالة الوحيدة العملية في هذا المجال.
مضافاً إلى تقديمه الطرح الفكري والسياسي لإنقاذ فلسطين بالانتقال من الدائرة الضيّقة إلى الدائرة الإسلامية الواسعة.
2- قضية الغزو السياسي والثقافي الأجنبي، حيث كان لموقفه ضدّ التهديد الشيوعي للعراق وخطر استيلاء الحزب الشيوعي على مقدّرات الحكم هناك بعد انقلاب تمّوز سنة 1958 م دور كبير في إحباط هذا التهديد الخطير، وهو موقف يعرفه جميع المتابعين للأحداث، ولا سيّما فتواه الجريئة «الانتماء إلى الحزب الشيوعي كفر وإلحاد أو ترويج للكفر والإلحاد» والتي هزّت أركان الحزب الشيوعي الذي كاد أن يسيطر على الأوضاع بعد أن سيطر على الشارع العراقي وهزم الأحزاب القومية والليبرالية واليسارية الأُخرى.
كما كان له دور مهمّ أيضاً في حماية علماء الإسلام من أهل السنّة الذين كانوا يواجهون خطر القتل والموت على يد الشيوعيّين كإخوانهم الشيعة تحت شعار أنّهم من أنصار القومية العربية، ويعرف هذه الحقيقة جميع علماء أهل السنّة في العراق الذين عاصروا هذه الأحداث.
كما قام الإمام الحكيم بعمل واسع من أجل حماية الضبّاط من أهل السنّة أيضاً الذين كانوا يتعرّضون بسبب هذا المدّ الأحمر لخطر القتل صبراً «الإعدام»، وقد تمّ إعدام بعضهم فعلًا، ورسالة الإمام الحكيم بشأنهم مدوّنة في مذكّرات الطبقجلي.
3- قضية الاستبداد السياسي والطائفية السياسية التي كان يقف الإمام الحكيم فيها مدافعاً عن جميع أبناء الشعب العراقي دون فرق، وكلمته مع رئيس الوزراء «طاهر يحيى‏»
بهذا الصدد معروفة، حيث قال له: «إنّنا نطالب بحكم عادل حتّى لو كان الحاكم سنّياً، ونرفض الظلم والطغيان حتّى لو كان الحاكم شيعياً».
النقطة الثانية: الدفاع عن المظلومين من أهل السنّة، كما حدث ذلك بالنسبة إلى جماعة الأكراد في العراق وغالبيتهم من أهل السنّة، فقد وقف الإمام الحكيم مدافعاً عنهم ومحرِّماً على غالبية الجنود وأبناء القوّات المسلّحة من أتباعه قتالهم.
وكذلك موقفه من محاولات عبدالكريم قاسم لغزو الكويت واحتلالها مع أنّ غالبية شعب الكويت من أهل السنّة.
النقطة الثالثة: إقامة العلاقات الحميمة مع أوساط أهل السنّة العلمية والاجتماعية والسياسية سواء في داخل العراق أم خارجه، من خلال: تبادل الزيارات، وإهداء الكتب، والحضور في المؤتمرات والمنتديات، وإقامة المؤسّسات المشتركة، والتعاون على البرّ والتقوى معهم في مختلف المجالات والأحداث، وتدريس الثقافة الإسلامية لجميع المذاهب في المؤسّسات العلمية الشيعية كما في كلّية الفقه وأُصول الدين، وغير ذلك من النشاطات، والانفتاح على الدول العربية والإسلامية في إقامة العلاقات كما في الباكستان والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن ولبنان.
يقول الدكتور محمّد حسين الصغير: «اكتسب السيّد الحكيم شهرة واسعة لدى صلته بالسيّد الحبّوبي، كما اكتسب جلائل صفاته في الخُلق الرفيع والسلوك العرفاني والإنابة إلى اللَّه تعالى. وكان السيّد الحبّوبي قد لازم كبير علماء الأخلاق في عصره الشيخ حسين قلي الهمداني، وهو من علماء السلوك والرياضة والعرفان، فكانت تجارب السيّد الحبوبي في هذه الصحبة السلوكية تفرغ شحناتها في قوالب شخصية السيّد الحكيم الذي برز فيما بعد مضافاً إلى مرجعيته الكبرى مثالًا للسلوك العرفاني والمدرسة الإلهية في تربية الذات، وتقويم النفس، وتحصيل الكمالات، ومخالفة الهوى، ومجاهدة الآمال... وهذا ممّا يرتفع بمستوى الروح إلى درجة الصدّيقين والشهداء والصالحين. وجابه الإمام الحكيم في حياته شتّى الصروف والفتن، وقاسى ألوان البلاء والشدّة، فقابل ذلك بالصبر الجميل والاستعانة
باللَّه والإنابة إليه. وكان هذا النحو من السلوك قد أكسبه حياة متحرّكة فيّاضة، فهو من الفقهاء نموذجهم المثالي الأرقى، وهو لدى العارفين وحيد عصره روحانية وخلوصاً، وهو عند الشرائح الشعبية المتعدّدة رمز الأُبوّة الصالحة التي تفيض عطفاً وحناناً. ونتيجة لهذا السلوك كان السيّد الحكيم لا يستبدّ بالرأي اجتماعياً وسياسياً، بل له مستشارون من مختلف الطبقات، عليهم أن يشيروا وعليه أن يرى، ولطالما وفّق بين آراء مستشاريه المتعارضة، وهو صاحب القرار وحده، لا يفرض عليه من أيّة جهة، فلا محسوبية ولا منسوبية لديه، بل هي المصلحة الدينية العليا، وهو بها ينطلق من خلال تكليفه الشرعي ليس غير. وطالما استعرض السيّد الحكيم فضل اللَّه عليه، فيقابله بالشكر والامتنان، ويعدّد نعم اللَّه التي لا تحصى عليه، فيلاحظها بعين الإخبات والخضوع، وهو بين هذا وذاك شاكر للَّه‏على نعمائه، ذاكر له على آلائه، لا يزيده ذلك إلّاتواضعاً وإنابة وزلفى، حذراً من الاستدراج بتوالي النعم، ومخافة أن لا يؤدّي حقّ شكر المنعم، وهذا من مظاهر مراقبته للَّه‏عزّ وجلّ في السرّ والعلن».

المراجع

(انظر ترجمته في: معارف الرجال 3: 121- 127، أعيان الشيعة 9: 56- 57، الأعلام للزركلي 5: 290، معجم رجال الفكر والأدب 1: 423- 424، مع علماء النجف الأشرف 2: 336- 337، المنتخب من أعلام الفكر والأدب: 392- 393، موسوعة طبقات الفقهاء 14: 509- 511، أساطين المرجعية العليا: 85- 170، موسوعة الأعلام 3: 31، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 70- 72).