شهر رجب

من ویکي‌وحدت
شهر رجب.jpg
شهر رجب 1.jpg

شهر رجب تُعَدُّ من الشهور التي فضَّلَها الله سبحانه وتعالى على بعض الشهور الأخرى وكثير من الأحاديث جاءت في فضل رجب مثلما يقول الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم): "إنّ رجب شهر الله العظیم لا یقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الکفّار فیه حرام" ألا أنّ رجب شهر الله، وشعبان شهری، ورمضان شهر أمتی، ألا فمن صام من رجب یوماً استوجب رضوان الله الأکبر، وابتعد عنه غضب الله، وأغلق عنه باب من أبواب النّار. و في هذا الشهر وقعت كثير من الأحداث والوقائع في التاريخ الإسلامي مثل: مولد الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في الأول من شهر رجب المرجب، غزوة تبوك، تخليص المسجد الأقصى من أيدي الصليبين المسمى بحروب الصليبيين، وفيه كان الإسراء والمعراج و...

فی فضلِ شهر رَجَب المرجب

الأحادیث فی فضل شهر رجب کثیرة وروی عن النّبی (ص) انّه قال: "إنّ رجب شهر الله العظیم لا یقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الکفّار فیه حرام".

روی عن النّبی (صلى الله علیه وآله وسلم) انّه قال: "إنّ رجب شهر الله العظیم لا یقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الکفّار فیه حرام" ألا أنّ رجب شهر الله، وشعبان شهری، ورمضان شهر أمتی، ألا فمن صام من رجب یوماً استوجب رضوان الله الأکبر، وابتعد عنه غضب الله، وأغلق عنه باب من أبواب النّار.

وعن الإمام موسى بن جعفر (علیهما الصلاة والسلام) قال: "من صام یوماً من رجب تباعدت عنه النّار مسیر سنة، ومن صام ثلاثة أیام وجبت له الجنّة".

وقال أیضاً (علیه الصلاة والسلام): "رجب نهر فی الجنّة أشدّ بیاضاً من اللّبن، وأحلى من العسل مَنْ صام یوماً من رجب سقاه الله عز وجل من ذلک النّهر".

وعن الإمام جعفر الصّادق (علیه الصلاة والسلام) قال: قال رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم): "رجب شهر الاستغفار لأمتی، فأکثروا فیه الاستغفار فانّه غفورٌ رحیم، ویسمّى الرجب الأصبّ لأن الرّحمة على امّتی تصب صبّاً فیه، فاستکثروا من قول اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ". [١]

كلام الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر حول فضائل شهر رجب

يقول فضيلة الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر : وضع الحافظ أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني رسالة بعنوان: تبيِين العجب بما ورد في فضل رجب، جمع فيها جمهرة الأحاديث الواردة في فضائل شهر رجب وصِيامه والصلاة فيه ، وقسَّمها إلى ضعيفة وموضوعة. وذكر له ثمانيةَ عَشَرَ اسمًا، من أشهرها ” الأصمّ” لعدم سَماع قَعقعةِ السلاح فيه؛ لأنه من الأشهر الحرم التي حُرِّم فيها القتال، و “الأصبّ” لانصباب الرّحمة فيه، و “منصل الأسِنّة” كما ذكره البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا نعبُد الحجرَ، فإذا وجدنا حجرًا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا حَثْوةً من تراب ثم جئنا الشّاءَ ـ الشِّياه ـ فحلبْنا عليه ثم طُفنا به، فإذا دَخل شهر رجب قلنا: منصل الأسنّة، فلم نَدع رُمحًا فيه حَديدة، ولا سهمًا فيه حَديدة إلا نزعناه فألقيناه. وفضل رجب داخل في عموم فضل الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها: (إنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ، فَلَا تَظْلِموا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم) (سورة التوبة : 36) وعيَّنها حديثُ الصّحيحَيْن في حِجّة الوداع بأنّها ثلاثة سَرْد (أي متتالية ) ذو القعدة وذو الحجة والمحرّم ،وواحد فرد ،وهو رجب (مُضر)الذي بين جمادى الآخرة وشعبان، وليس رجب (ربيعةَ) وهو رمضان. ومن عدم الظُّلم فيه عَدَمُ القِتال، وذلك لتأمين الطّريق لزائري المَسجد الحرام، كما قال تعالى: بعد هذه الآية (فإذا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُم فاقْتُلُوا المُشْرِكينَ حَيْثُ وَجَدْتُموهُمْ) (سورة التوبة : 5) ومن عدم الظُّلم أيضًا عدم مَعصية الله، واستَنبَط بعض العلماء من ذلك ـ دون دليل مُباشر من القرآن والسُّنّة نصَّ عليه ـ جوازَ تغليظ الدِّية على القَتل في الأشهر الحُرُم بزيادة الثُّلُث. [٢]

ميلاد الإمام الباقر (ع) في أول الرجب

ولد الإمام أبو جعفر، محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) الملقب بالباقر في ۱ رجب ۵۷ه، وقيل: ۳ صفر ۵۷ه، في المدينة المنوّرة. ، ومن ألقابه أيضا: الشاكر، والهادي و… (وأشهرها الباقر الذي لقب به من قِبَلِ رسول الله(صلى الله عليه وآله)وهو بمعنى: كما في المعاجم اللغوية ـ المتبحّر بالعلم، والمستخرج غوامضه وأسراره، والمحيط بفنونه. فلقد امتاز(عليه السلام) على من سواه في جميع المجالات ـ العقائدية والفقهية والتفسيرية والحديثية والعرفانية ـ ممّا كان مثار دهشة وإعجاب أعلام الفكر والأدب.

تاريخ ولادته (عليه السلام) ومكانها


أُمّه (عليه السلام) وزوجته

أُمّه السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام)، وزوجته السيّدة أُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر، أُمّ الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وله زوجات أُخرى.

مُدّة عمره (عليه السلام) وإمامته

عمره ۵۷ سنة، وإمامته ۱۹ سنة.

حُكّام عصره (عليه السلام)

الوليد بن عبد الملك، سليمان بن عبد الملك، عمر بن عبد العزيز، يزيد بن عبد الملك، هشام بن عبد الملك.

اقرأ ايضا:

قصيدة مميزة .. كلماتُ وُدٍّ للإمام الباقر

جوانب من شخصيته (عليه السلام)

الجانب الروحي: عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «كان أبي كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنّه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنّه ليذكر الله، ولقد كان يحدّث القوم وما يشغله عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلّا الله.

وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتّى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا، ومن كان لا يقرأ أمره بالذكر»(۱).

وهذه الرواية تعكس مدى تعلّق الإمام(عليه السلام) بربّه، وتعبّر في نفس الوقت عن نفس تدكدكت في عشق بارئها عزّ وجلّ، وطلب القرب منه سبحانه، واستجلاب لطفه العميم، والتوجّه إليه بكلّ كيانه، أي بروحه وقلبه وجوارحه، ممّا لا يكون إلّا عند أولياء الله سبحانه.

الجانب الاجتماعي: ونعني به أساليب الإمام(عليه السلام) في كيفية التعامل مع مجتمعه في العصر الذي كان فيه، ولذلك مصاديق عديدة، منها ما جاء في الرواية الآتية:

عن الحسن بن كثير قال: شكوت إلى أبي جعفر محمّد بن علي(عليهما السلام) الحاجة وجفاء الإخوان، فقال: «بئس الأخ أخ يرعاك غنيّاً ويقطعك فقيراً»، ثمّ أمر غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم، فقال: «استنفق هذا، فإذا نفدت فأعلمني»(۲).

الجانب الفكري: لقد تفوّق الإمام الباقر(عليه السلام) على غيره في عصره بعمق تفكيره، وسمو مكانته وشأنه العلمي في جميع العلوم الدنيوية والأُخروية.

فنجد عبد الله بن عمر يسأله الناس عن مسألة فلا يتمكّن من الإجابة عنها، فيوجّه سائله إلى الإمام الباقر(عليه السلام)، فيقبل السائل إلى الإمام(عليه السلام) فيجيبه بلا تردّد عن مسألته العويصة التي عجز غيره عن الإجابة عنها.

ثمّ يعود السائل إلى ابن عمر، فيخبره بالإجابة الفريدة، فيقول له ابن عمر: «إنّهم أهل بيت مفهّمون»(۳).

من وصاياه(عليه السلام)

1ـ قال(عليه السلام): «ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر، إلّا نقص عقله مثل ذلك قلّ أو كثر»(۴).

2ـ قال(عليه السلام): «الغنى والعزّ يجولان في قلب المؤمن، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكّل استوطنا»(۵).

3ـ قال(عليه السلام): «إيّاك والكسل والضجر؛ فإنّهما مفتاح كلّ شرّ، من كسل لم يؤدِّ حقّاً، ومن ضجر لم يصبر على حقّ»(۶).

4ـ قال(عليه السلام): «أسد الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كلّ حال، والإنصاف من نفسك، ومواساة الأخ في المال»(۷).

———————————

1ـ الكافي 2 /499

2ـ الإرشاد 2 /166

3ـ مناقب آل أبي طالب 3 /329

4ـ الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة 2 /887

5ـ المصدر السابق.

6ـ تحف العقول: 295

7ـ كنز العمّال 15 /822



الهوامش