محمد الصادق بسيّس

مراجعة ٠٥:٢١، ٢ يونيو ٢٠٢١ بواسطة Rashedinia (نقاش | مساهمات) (نقل Rashedinia صفحة محمّد الصادق بسيّس إلى محمد الصادق بسيّس: استبدال النص - 'محمّد' ب'محمد')
الاسم محمّد الصادق بسيّس‏
الاسم الکامل محمّد الصادق بسيّس‏
تاريخ الولادة 1914م/1332ق
محل الولادة تونس
تاريخ الوفاة 1978م/1398ق
المهنة استاد الجامعة ، کاتب
الأساتید
الآثار شكيب أرسلان وصلته بالمغرب العربي، التصوف في العصر الحفصي، خطة الحسبة في الإسلام، تحقيق خلاصة النازلة التونسية ، لمحمد بن عثمان السنوسي، الضيخ محمد بن عثمان السنوسي حياته وآثاره
المذهب سنی

محمّد الصادق بن محمود بن محمّد بسيّس: مفكّر إسلامي، ومصلح تونسي.
استقبلت تونس العاصمة مولد محمّد الصادق في 15 من ذي الحجّة سنة 1332 ه الموافق للثاني من نوفمبر عام 1914 م، ونشأ في أُسرة شريفة الأصل كريمة العرق، عنيت بولدها، فحفظ القرآن في سنّ مبكّرة، وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثمّ تلقّى تعليمه بجامع الزيتونة والمدرسة الخلدونية، وواصل تعليمه حتّى نال شهادة العالمية من جامع الزيتونة.
وفي أثناء دراسته بالزيتونة انضمّ إلى الحزب الحرّ الدستوري الذي كان يطالب بالجهاد، وعرف بنشاطه الوافر في الحزب، وإلقاء الخطب النارية في المجتمعات، فأُلقي القبض عليه وأُدخل السجن وهو لم يتجاوز العشرين من عمره.
ولم ينسَ المجاهدون في تونس قضية فلسطين رغم انشغالهم بقضيتهم الوطنية
وسعيهم إلى التحرّر، فكانوا يبصّرون الناس بخطورة اليهود في فلسطين، وخططهم الماكرة لإقامة كيان لهم على أرضها، وكانت الخطابة وسيلتهم للاتّصال بالناس، ونظّم زعماء الجهاد برنامجاً لهذا الغرض في المدن والقرى لتعريف الناس بالقضية الفلسطينية وتنفيذ دعاوى اليهود... وكان محمّد الصادق واحداً من الخطباء الذين اختيروا لهذا الغرض، فتحرّك في القرى والمدن خطيباً ثائراً مدافعاً عن قضية فلسطين، وبلغ من عنايته بها أن لُقّب بالشيخ الفلسطيني! ولمّا كثر تخلّفه عن حضور دروسه في الزيتونة لانهماكه في هذه القضية استدعاه شيخ الجامع الطاهر ابن عاشور، ولامه على تغيّبه عن دروسه وإخلاله بواجبه في طلب العلم، وبيّن له أنّ ما يقوم به من عمل ليس مبرّراً لأن يهمل دروسه أو يتغيّب عنها.
وبعد تخرّجه في الزيتونة تنازعته ميادين كثيرة للعمل في تونس، فعمل بالتدريس في الزيتونة، والكتابة في الصحف، وإلقاء المحاضرات، وتأليف الكتب... ساعده على ذلك ثقافة عربية وإسلامية واسعة، وإلمام بالتاريخ التونسي، ومعرفة وتتبّع لمجهود المصلحين في العالم الإسلامي، وقلم مشرق الأُسلوب، ولسان بليغ... كلّ ذلك ساعده على نقل أفكاره إلى الناس في سهولة ويسر.
واشتهر محمّد الصادق بحبّه للسنّة النبوية، وتبحّره فيها، واطّلاعه الواسع على دواوينها، وبمعرفته الواسعة برجال الحديث وأحوالهم ومواقفهم، فكان يرويها في دروسه ومجالسه، ويستنبط منها الأحكام، ويفسّر ما فيها من غريب اللغة. وجمع إلى جانب القراءة والمطالعة في كتب السنّة الرغبة في الحصول على الإجازات من المحدّثين على الطريقة المعروفة في الرواية، ففي إحدى زيارات عبد الحي الكتّاني- وهو من نوابغ المحدّثين في المغرب والعالم الإسلامي- اجتمع به محمّد الصادق، فأجازه بجميع مروياته بخطّه.
واشتغل بالصحافة منذ عهد مبكّر، حيث كتب فيها منذ سنة 1349 ه (1930 م)، وعالج في كتاباته الشؤون الاجتماعية والثقافية، والترجمة لأعلام تونس وغيرهم من رجال الفكر والإصلاح، وخاض معارك فكرية مع بعض المخالفين لنهج الإسلام الذين‏
يحاولون تشكيك الناس في ثقافتهم وتسميم عقولهم بمناهج وافدة، وكان نزيهاً في خصومته لا يميل إلى الإسفاف والتجريح.
وكان معجباً بتفكير الشيخ محمّد عبده وتلميذه محمّد رشيد رضا ومتأثّراً بهما وبمنهجهما في الإصلاح، فعرض لهما فيما يكتب في الصحافة، معرّفاً الناس بجهودهما وأثرهما في النهضة.
ولمّا قامت دعوة جماعة الإخوان المسلمين في مصر- وهي امتداد للحركات الإصلاحية التي ظهرت في أرض الكنانة- عمل محمّد الصادق على تعريف الناس بها، فألقى محاضرة في سنة 1386 ه (1946 م) لهذا الغرض، وكانت جماعة الإخوان قد تجاوزت شهرتها مصر إلى كثير من بلدان العالم الإسلامي، وعرف مؤسّسها الإمام حسن البنّا بين جماهير المسلمين المتطلّعة إلى النهوض والإصلاح.
وقام الشيخ بتقديم صورة موضوعية عن جماعة الإخوان وأسباب نشأتها وأغراضها وأهدافها ووسائلها في العمل وتنظيماتها، ولم يكن للشيخ سابقة اتّصال بها أو معرفة بقادتها، وإنّما نجح في تكوين صورته عنها من خلال ما طالعه في الصحف والمجلّات التي تأتي من بلاد المشرق، فعكف عليها وقرأها بعناية حتّى وفّق في عرضه المنظّم لجماعة الإخوان وتقديمها للناس.
وكانت للشيخ أحاديث إذاعية في تبسيط تفسير القرآن بما لا يعلو عن أذهان الجمهور، ويقبله المثقّفون وأهل العلم، وفي تقديم الآداب والقيم الإسلامية.
شارك محمّد الصادق بالتأليف في موضوعات مختلفة تشمل: الأبحاث الفقهية، والدفاع عن السنّة، والتصوّف، والترجمة لبعض الأعلام في المشرق والمغرب، ولم يعقه كثيراً انشغاله بالتدريس والعمل في الصحافة عن مواصلة التأليف... ومن الكتب التي ألّفها: محمّد السنوسي... حياته وآثاره (وهذا العالم من الرعيل الأوّل الذي سافر إلى المشرق، واتّصل بجمعية «العروة الوثقى» التي أنشأها جمال الدين في كلكتّا، وصار من أعضائها، فلمّا رجع إلى تونس نشر أفكارها هناك، والشيخ السنوسي هو
أوّل من أنشأ جريدة في المغرب العربي باسم «الرائد التونسي»، وكانت لتوجيه الأُمّة والنهوض بها)، التصوّف في العصر الحفصي، شكيب أرسلان وصلاته بالمغرب العربي (وكانت لمحمّد الصادق صلات بالمراسلة منذ أن كان طالباً مع أمير البيان العربي شكيب أرسلان؛ لإعجابه الشديد بجهاده السياسي وجهوده الصادقة في خدمة قضايا الأُمّة والإسلام)، خطّة الحسبة في تونس، الرعاية الصحّية في الإسلام، دفاعاً عن السنّة النبوية، مكانة الاجتهاد في الإسلام، نظرة في حياة الإمام الرازي وآثاره.
وإلى جانب ذلك حقّق كتاب «خلاصة النازلة التونسية» للشيخ محمّد السنوسي، وصدّره بمقدّمة نفيسة.
قضى الشيخ حياته كلّها باحثاً وكاتباً وخطيباً، لا يترك فرصة للتعلّم إلّاانتهزها، فحين ذهب إلى فرنسا للعلاج من كسر أصابه، وطالت فترة إقامته هناك، استغلّ هذا الوقت في تعلّم اللغة الفرنسية حتّى أتقنها، وجمع إلى جانب الثقافة الواسعة حسن الأخلاق والبعد عن الشبهات ومواطن الإسفاف، والتنزّه عن المغالاة في الخصومة مع مخالفيه في الرأي وإن كانوا ممّن يعادون النهج الإسلامي. وظلّ الشيخ موفور النشاط عالي الهمّة حتّى لقي اللَّه تعالى في يوم الخميس الموافق للعاشر من شهر ذي القعدة سنة 1398 ه (12 من أُكتوبر عام 1978 م).

المراجع

(انظر ترجمته في: إتمام الأعلام: 369).