الحوار بين المذاهب الإسلامية (ندوة)
ندوة تقريبية دولية عقدت في الأردن بتنظيم من كلّية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية، بتاريخ السابع عشر والثامن عشر من شهر ذي الحجّة لعام ألف وأربع مائة وخمسة وعشرين للهجرة، الموافق للسابع والعشرين والثامن والعشرين من شهر كانون الثاني لعام ألفين وخمسة للميلاد، وبحضور كوكبة من العلماء والمفكّرين من مختلف البلاد الإسلامية. وقد عقدت الندوة جلسة افتتاحية وجلسة ختامية وخمس جلسات متتالية عرض فيها أكثر من عشرين ورقة علمية ومداخلة.
وقد تحدّث في الجلسة الافتتاحية كلّ من: الدكتور محمّد الصباريني رئيس جامعة اليرموك، والشيخ عزّ الدين الخطيب التميمي قاضي القضاة في الأردن، والدكتور أحمد هليل وزير الأوقاف والشؤون والمقدّسات الإسلامية. وقد رحّبوا بالمشاركين عامّة وبضيوف الأردن خاصّة، شاكرين لهم تلبيتهم للدعوة الفاعلة في هذه الندوة.
ثمّ ألقى الشيخ محمّد واعظ زادة الخراساني الأمين العامّ السابق للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية كلمة المشاركين في الندوة، وألقى في ختام الجلسة الدكتور إبراهيم الكندي أُستاذ العلوم الإسلامية بجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان قصيدة شعرية بهذه المناسبة.
ثمّ بدأت جلسات الندوة في قاعة المؤتمرات في المسجد، وفي الجلسة الأُولى التي ترأسها الدكتور بشّار عوّاد معروف تحدّث كلّ من: الدكتور عزمي طه السيّد عميد البحث العلمي في جامعة آل البيت الأردنية، والدكتور سعيد العبري الأُستاذ في جامعة السلطان قابوس العمانية، والشيخ حسّان موسى رئيس مجلس الأئمّة في السويد.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها السيّد هاشم السلمان تحدّث كلّ من: الشيخ محمّد مهدي التسخيري رئيس تحرير مجلّة «رسالة التقريب» الطهرانية، والدكتور جعفر عبدالسلام أمين عامّ رابطة الجامعة الإسلامية، والدكتور علي الأغا أُستاذ الدراسات العليا في جامعة الجنان بطرابلس، والدكتور عبدالمجيد المجالي مساعد رئيس جامعة مؤتة.
وتحدّث في الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور جعفر عبدالسلام أمين عامّ رابطة الجامعات الإسلامية كلّ من: الشيخ محمّد واعظ زادة الخراساني الأمين العامّ السابق للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، والشيخ عزّ الدين الخطيب التميمي قاضي القضاة في الأردن، والدكتور علاء الدين زعتري الأُستاذ في جامعة الجنان بلبنان، والدكتور محمّد علي آذرشب الأُستاذ في كلّية الآداب في جامعة طهران.
وتحدّث في الجلسة الرابعة التي ترأسها الدكتور علي الأغا عميد كلّية الإعلام بجامعة الجنان كلّ من: الدكتور عبدالسلام العبادي رئيس جامعة آل البيت الأردنية، والدكتور عبّاس مهاجراني المسؤول في مؤسّسة الإمام الخوئي بلندن، والدكتور عماد الدين رشيد الأُستاذ في جامعة دمشق، والدكتور هارون القضاة الأُستاذ في جامعة مؤتة.
وفي الجلسة الخامسة التي ترأسها السيّد عبدالصاحب الخوئي رئيس مؤسّسة الإمام الخوئي في لندن تحدّث كلّ من: الشيخ محسن آل عصفور قاضي محكمة الاستئناف الشرعية في البحرين، والدكتور محمّد باقر حجّتي رئيس قسم علوم القرآن والحديث في كلّية الإلهيات بجامعة طهران، والدكتور علاء الدين المدرّس من العراق، والدكتور يحيى شطناوي مساعد عميد كلّية الشريعة في جامعة اليرموك، والدكتور بديع اللحّام الأُستاذ في كلّية الشريعة بجامعة دمشق، والشيخ عادل الأمير من السعودية.
وقد خرجت هذه الندوة بعدّة توصيات، هي كالتالي:
1 - تعميق الدعوة إلى التفاهم بين أتباع المذاهب وتوطيد أواصر التعاون بينهم من أجل تحقيق الوحدة باعتبارها هدفاً وأملاً يسعى إليه كلّ المسلمين.
2 - دعم الجهود الخيّرة التي تُبذل للتقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية، وإبراز الجهد الذي يقوم به دعاة التقريب في المحافل والمؤسّسات العاملة في هذا المضمار؛ لتقديم أُنموذج العمل الإسلامي المطلوب، ونشر أخبار جهود التقريب في نشرات متخصّصة وعبر جميع الوسائل المتاحة.
3 - توثيق العلاقات بين المؤسّسات التي تعمل في ميدان التقريب بين المسلمين، مثل
مؤسّسة آل البيت للفكر الإسلامي في الأردن، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في إيران، والمجامع الفقهية وغيرها، وتنسيق الجهود التي تبذلها تلك المؤسّسات في المجالات كافّة.
4 - العمل على نشر ثقافة التقريب من خلال المناهج الدراسية في الجامعات ودور العلم، وإعداد برامج تثقيفية علمية لتجلية هذا الهدف النبيل وترسيخه في عقول الأجيال المسلمة، على اعتبار أنّ الجهل هو أحد أسباب التفرّق والتشتّت، قال تعالى: (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي اَلدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (سورة التوبة: 122).
5 - العمل على إعداد البرامج والخطط الإعلامية المقنعة الفاعلة لمواجهة دعوات التشكيك والتفرقة وإشاعة روح اليأس التي تواجهها الأُمّة الإسلامية، حرصاً على تبصير المسلمين بالقواسم والروابط المشتركة التي تجمع بين أبناء الأُمّة الإسلامية.
6 - التأكيد على الخطباء والوعّاظ والدعاة والعاملين في مجال الدعوة والإعلام لتبنّي ثقافة التقريب بين المذاهب في دروسهم وخطبهم وأعمالهم الإعلامية؛ للتأكيد على المشتركات التي تجمع أتباعها ليتمّ التعايش المشترك، وإلغاء اللغة الطائفية التي تعمل على تمزيق الأُمّة وتجزئتها.
7 - تشجيع البحوث الفقهية التي تتبنّى التقريب بين المذاهب وتعميق الفهم المشترك، واعتماد المصادر الموثوقة والمستنيرة في كلّ مذهب، ومراعاة أدب الخلاف عند عرض الخلاف الفقهي، والاعتناء بنشر هذه البحوث وتعميمها على الباحثين والمختصّين داخل العالم الإسلامي وخارجه.
8 - العمل على إعداد كتاب (أو حتّى كتب) قوي الأُسلوب سهل التعبير، يحتوي على التعريف بالمذاهب الإسلامية على أساس الأدب والحبّ والإخلاص والتخلّي عن العصبية لمذهب خاصّ، وعلى أساس التفتّح والانفتاح وإماتة الأحقاد، يشارك في تأليفه نخبة من المؤلّفين الفضلاء؛ ليكون مرجعاً ومصدراً لمعرفة المذاهب الإسلامية، على أن يتمّ إصدار
هذا الكتاب بلغات مختلفة، وطلب نشره من المؤسّسات الإسلامية كالإيسيسكو ورابطة العالم الإسلامي ورابطة الجامعات الإسلامية، واعتماده مادّة للحديث عن المذاهب.
9 - تشكيل لجنة عالمية للتقريب بين المذاهب تحت إطار منظّمات إسلامية دولية بمشاركة وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية يكون مركزها الأردن، وتنعقد في كلّ بلد مرّة لمعالجة قضايا التقريب، وتُنشر أخبارها ونشاطاتها في وسائل الإعلام؛ ليقف المسلمون عامّة على نتائج أعمالها وخلاصة جهودها.
10 - العمل على إنشاء قناة قضائية إسلامية أو تخصيص برامج ضمن القنوات العاملة؛ لبثّ البرامج بأكثر من لغة من لغات البلدان الإسلامية واللغات العالمية، تُعنى هذه الفضائية بقضايا الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب والحوار مع داخل البيت المسلم وخارجه.
11 - العمل على محاربة كلّ ممارسة من شأنها بثّ الفرقة وزرع الفتنة بين أبناء المجتمع الإسلامي الواحد، أو تؤدّي إلى المساس بكرامة أتباع المذاهب الإسلامية، والطلب من الحكومات في الدول العربية والإسلامية ووضع التشريعات المعزّزة والمؤيّدة للوحدة والتقريب.
12 - إنّ التأكيد على تواصل اللقاءات العلمية بين العلماء والمفكّرين المسلمين من كافّة مذاهبهم ومدارسهم الفكرية لتوطيد أواصر التعارف بينهم فريضة تحثّ عليها المبادئ الإسلامية؛ لقوله تعالى: (إِنَّمَا اَلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ). ومن هنا يؤكّد المشاركون على ضرورة إقامة ندوات ومؤتمرات قادمة لمتابعة قضايا التقريب؛ لتصبح واقعاً ملموساً، ونشر دعوات تلك المؤتمرات والندوات على نطاق العالم الإسلامي وأماكن وجود المسلمين.
13 - ضرورة إيلاء الأقلّيات والجاليات الإسلامية عناية خاصّة في إشاعة ثقافة التقريب والوحدة بينهم؛ ليعكسوا صورة الإسلام الحقيقية.
14 - العمل على بعث الأمل بمستقبل الأُمّة ووحدتها، ودعم الجهود المعينة على تحقيق وحدة الأُمّة الإسلامية، ودعوة كلّ المسلمين إلى بذل ما بوسعهم لجمع الصفوف
وتجاوز الخلافات والترفّع عن الصغائر والبحث عن الجوامع والمشتركات لحلّ ما يعترضهم من مشكلات.