المحاجّة
من أشهر كتب الشافعية في فقه الخلافيات، وضعه أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي الدمشقي الحواربي الشافعي المتوفّى سنة 676 ه شرحاً لكتاب «المهذّب في فقه الإمام الشافعي» لأبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي الشافعي المتوفّى سنة 476 ه.
وطريقة النووي في شرحه للمهذّب تقوم على أساس بيان المعنى اللغوي والاصطلاحي للمفردات التي يتعرّض لها في طيات المسائل الفقهية، وتبيين درجة الأحاديث الموجودة من حيث الصحّة والضعف والاعتبار وعدمه، وتبيين أقوال الصحابة والتابعين وفقهاء الشافعية وبقية المذاهب الأربعة في المسائل، وترجيح ما يراه مناسباً لمذهبه.
وقد توفّي النووي ولم يكمل كتابه هذا، فجاء بعده أبو الحسن تقي الدين علي بن عبد
الكافي بن علي بن علي السبكي الأنصاري المتوفّى سنة 756 ه، فحاول تكميل الكتاب إلّا أنّه لم يفلح في ذلك، كما قام القاضي ضياء الدين الماراني المتوفّى سنة 602 ه، فوضع كتابه «الاستقصاء» في تكملته، ومن ثمّ جاء دور الشيخ محمّد نجيب المطيعي، فأكمله.
وقد طُبع هذا الكتاب المهمّ عدّة طبعات، منها طبعة المنيرية ودار الفكر، وقد قامت أخيراً دار الكتب العلمية في بيروت بإعادة طبعه سنة 1423 ه محقّقاً بقلم ثمانية محقّقين، كما قاموا أنفسهم بتكملة بعض المواضيع الناقصة، ومن بين هؤلاء: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، والدكتور مجدي سرور باسلوم، والدكتور أحمد عيسى حسن المعصراوي، والدكتور أحمد محمّد عبد العال، والدكتور حسين عبد الرحمان أحمد.