عبدالله بن شريك بن عدي
الاسم | عبدالله بن شريك بن عدي [١] |
---|---|
تاريخ الولادة | هجري قمري |
تاريخ الوفاة | بعد سنة 114 ه |
كنيته | أبوالمُحَجَّل [٢]. |
نسبه | الكِلابي، العامري، الوحيدي [٣]. |
لقبه | الكوفي [٤]. |
طبقته | الثالثة [٥]. |
عبدالله بن شريك بن عدي هو عمّ جعفر بن عثمان بن شَريك بن عدي الكلابي الوحيدي، واسم الوحيد: عامر بن كعب بن كلاب، ولقِّب بالعامري أيضاً [٦].. وعن هذا الطريق نجد أنّ «شريكاً» يكون أباه و«عديّاً» جدّه، وإن لم يُشر إلى اسم جدّه في ترجمته [٧]. وكذلك لانشاهد ترجمةً لشَريك في كتب التراجم والرجال، وإنّما الموجود اسمه فقط في سند عدد من الروايات الموجودة في المصادرالروائية والرجالية للشيعة، وفيها يروي ابنه عبداللَّه عنه [٨].
وكان عبداللَّه من حواريّي الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام [٩]. ويبدو من بعض الروايات أنّ شريكاً كان من أصحاب الإمام علي عليه السلام، وأ نّه اشترك معه في حرب الجمل وصفّين، وشهد إحراق عشرة من الغُلاة الذين قالوا لأمير المؤمنين عليه السلام: إنّك ربّنا! وأنت الذي خلقتنا وأنت الذي ترزقنا! فنهاهم أمير المؤمنين، فلمّا أبوا وأعادوا عليه قذفهم في النار، وروى قوله عليه السلام: إنّي إذا أبصرت شيئاً منكراً أوقدت ناري ودعوت قنبراً [١٠]
موقف الرجاليّين منه
يعدّ عبداللَّه من التابعين، وكان قد عمّر طويلاً، فعن سفيان قال: «جالسنا عبداللَّه ابن شريك وهو ابن مائة سنة»[١١]. وقد وثّقه من أهل السنّة: ابن معين وأبو زرعة وأحمد ويعقوب بن سفيان[١٢]. وعدّه كلٌّ من الدارقطني والنسائي وابن حبّان وابن حجر معتبراً[١٣].
ومن بين علماء الشيعة صرّح النجاشي بأنّه كان وجيهاً ومقدَّماً عند الإمام السجاد والباقرعليهما السلام [١٤]. وصرّح الكشّي أيضاً أنّه كان من حواريّيهم، وأورد في مدحه روايات، ومن بينها ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: «إنّي سألت اللَّه في إسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى، ولكنّه قد أعطاني فيه منزلةً أُخرى ، إنّه يكون أول منشور في عشرة من أصحابه، ومنهم عبداللَّه بن شَريك وهو صاحب لوائه»[١٥].
ولذا أورده العلّامة الحلّي وابن داود في القسم الأول من كتابيهما ضمن المعتبرين [١٦]. واعتبره المحقّق الخوئي أحد رواة تفسير علي بن إبراهيم، بعد أن أورد ما أورده الكشّي، ويُعدّ هذا منه شاهداً آخر على وثاقته [١٧]. وقال المامقاني: «فالحقّ أنّ الرجل من الثقات، وخبره من الصحاح» [١٨].
عبداللَّه وأهل البيت عليهم السلام
كان عبداللَّه يميل إلى التشيّع كما ذكر يعقوب بن سفيان [١٩]، ومن الجمع بين هذا وبين تصريح ابن حجر: أنّ عبداللَّه نقل روايات عن بعض الصحابة؛ كجندب بن زهير (قاتل الساحر) وعبداللَّه بن عباس [٢٠]. وبملاحظة الروايتين اللتين نقلهما نصر بن مزاحم بسنده المتّصل إلى عبداللَّه بن شَريك حول حوادث صفّين، يتّضح لنا أنّه كان حاضراً في وقعة صفّين، وأنّه التقى - فضلاً عن علي عليه السلام - حجر بن عدي وجندب ابن زهير وعمرو بن الحمق وروى عنهم [٢١]. ومن هذا يتّضح أنّه - كأبيه – من أنصار أميرالمؤمنين عليه السلام. هذا واعتبره الأميني من التابعين الذين رووا حديث الغدير [٢٢].
وكان عبداللَّه ممّن طلب بثأر الحسين عليه السلام مع المختار بن أبي عبيدة الثقفي. وكان ممّن جاء إلى محمد ابن الحنفية وعليهم أبو عبداللَّه الجدلي، وقد بعثهم المختار لإنقاده. قال ابن حجر: «كان ابن الزبير قد دعا محمد ابن الحنفية إلى بيعته فأبى، فحصره في الشعب، وأخافه هو ومن معه مدةً، فبلغ ذلك المختار بن أبي عبيدة وهو على الكوفة، فأرسل إليه جيشاً مع أبي عبداللَّه الجدلي إلى مكة، فأخرجوا محمد ابن الحنفية من محبسه، وكفّهم محمد عن القتال في الحرم» [٢٣].
وقد صارت هذه القضية سبباً لاتّهام البعض له بالكذب، ومنهم السعدي والجوزجاني، إلّا أنّ ابن حجر اعتبر هذه التهمة غير قادحة في أحدٍ، إذ قال: «فمن هنا أخذوا على أبي عبداللَّه الجدلي وعلى أبي الطفيل أيضاً، لأ نّهما كانا في ذلك الجيش، ولايقدح ذلك فيهما إن شاء اللَّه تعالى» [٢٤]، وقال عنه: «صدوق يتشيّع» [٢٥].
وأورد الكشّي اسمه في عداد حواريّي الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام [٢٦]. وروى عن الباقرعليه السلام قوله: «كأنّي بعبد اللَّه بن شَريك العامري عليه عمامة سوداء، وذؤابتاها بين كتفيه، مصعداً في لحف الجبل، بين يدي قائمنا أهل البيت، في أربعة آلاف مكرّون ومكرورون» [٢٧].
كما صرّح النجاشي أنّه روى عن الإمام علي بن الحسين وابنه الباقرعليهما السلام، وكان عندهما وجيهاً مقدَّماً [٢٨]. وقال العلّامة الحلّي: «وروى السيد علي بن أحمد العقيقي ثناءً عظيماً في حقّه» [٢٩].
من روى عنهم ومن رووا عنه [٣٠]
روى عن الائمة علي وعلي بن الحسين والباقر والصادق عليهم السلام. وروى أيضاً عن جماعة، منهم: أبوه: شَريك بن عدي، ابن عباس، ابن عمر، ابن الزبير، جُنْدب بن زُهير الأزدي (قاتل الساحر)، عبداللَّه بن الرُقيم الكناني. وروى عنه جماعة، منهم: محمد بن أبي عمير، عقبة بن بشير، إسرائيل بن يونس، شَريك بن عبداللَّه، الأجلح بن عبداللَّه، جابر بن الحر النَخَعي، محمد بن طلحة بن مصرِّف. ووردت رواياته في بعض المصادر لأهل السنّة؛ كسنن النسائي، وفي بعض الكتب الشيعية [٣١].
من رواياته
عن عبداللَّه بن شَريك قال: قال الحسين عليه السلام: «نُبعث نحن وشيعتنا كهاتين» وأشار بالسبابة والوسطى [٣٢].
وفاته
لم يذكر تاريخ وفاته، إلّا أنّه يمكن القول: إنّ صحبته للإمام الصادق عليه السلام تدلّ على أنّه كان حيّاً إلى ما بعد شهادة الإمام الباقرعليه السلام سنة 114 ه.
المراجع
- ↑ كتاب الثقات 5: 22، الطبقات الكبرى 6: 324، وسائل الشيعة 20: 238.
- ↑ خلاصة الأقوال: 196، رجال النجاشي: 234 ضمن ترجمة عبيد بن كثير، تنقيح المقال 2: 189.
- ↑ كتاب التاريخ الكبير 5: 115، الطبقات الكبرى 6: 324، قاموس الرجال 6: 402.
- ↑ تهذيب الكمال 15: 87، تهذيب التهذيب 5: 223.
- ↑ تقريب التهذيب 1: 422.
- ↑ رجال النجاشي: 234.
- ↑ المصدر السابق: 124 ضمن ترجمة جعفر بن عثمان.
- ↑ رجال الكشّي: رقم (128)، (392)، تهذيب الأحكام 6: 155، معجم رجال الحديث 10: 26، 29.
- ↑ وسائل الشيعة 20: 238.
- ↑ رجال الكشّي: رقم (128)، (392)، تهذيب الأحكام 6: 155، معجم رجال الحديث 10: 29.
- ↑ تهذيب الكمال 15: 88، كتاب الضعفاء الكبير 2: 266.
- ↑ الجرح والتعديل 5: 81، تهذيب الكمال 15: 88، تهذيب التهذيب 5: 223.
- ↑ تهذيب التهذيب 5: 223، تقريب التهذيب 1: 422، كتاب الثقات 5: 22، ميزان الاعتدال 2: 439.
- ↑ رجال النجاشي: 234 ضمن ترجمة عبيد بن كثير.
- ↑ رجال الكشّي: رقم (20)، (390)، (391).
- ↑ خلاصة الأقوال: 196، رجال ابن داود: 120.
- ↑ معجم رجال الحديث 11: 233، تفسير القمي 2: 53.
- ↑ تنقيح المقال 2: 189.
- ↑ تهذيب التهذيب 5: 223.
- ↑ المصدر السابق.
- ↑ وقعة صفّين: 103، 121.
- ↑ الغدير 1: 62.
- ↑ تهذيب التهذيب 5: 223 و 12: 165.
- ↑ الكامل في ضعفاء الرجال 4: 1491، تهذيب التهذيب 5: 223، 12: 166، تقريب التهذيب 1: 422، ميزان الاعتدال 2: 439.
- ↑ تقريب التهذيب 1: 422.
- ↑ رجال الكشّي: رقم (20).
- ↑ رجال الكشّي: رقم (390).
- ↑ رجال النجاشي: 234 ضمن ترجمة عبيد بن كثير.
- ↑ خلاصة الأقوال: 197.
- ↑ رجال الطوسي: 127، 265، تهذيب الكمال 15: 87، رجال النجاشي: 234، معجم رجال الحديث 11: 232، 234.
- ↑ تهذيب الكمال 15: 89، رجال الكشّي: رقم (392)، مناقب ابن شهرآشوب 1: 335، تهذيب الأحكام 6: 155، الغدير 1: 40، 67.
- ↑ ميزان الاعتدال 2: 439.