انتقل إلى المحتوى

الحرب المفروضة

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٦:٥٣، ٧ مارس ٢٠٢٥ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' الحرب المفروضة، هو مصطلح للعدوان العسكري العراقي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية من 31 شهريور 1359 إلى 29 تير 1367، هذا الحرب حدثت برفض اتفاقية الجزائر، وفي الواقع بسبب تصور النظام البعثي من ضعف الحكومة الإيرانية في ظروف بداية الثورة الإسلامية وإخماد الثورة...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)


الحرب المفروضة، هو مصطلح للعدوان العسكري العراقي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية من 31 شهريور 1359 إلى 29 تير 1367، هذا الحرب حدثت برفض اتفاقية الجزائر، وفي الواقع بسبب تصور النظام البعثي من ضعف الحكومة الإيرانية في ظروف بداية الثورة الإسلامية وإخماد الثورة الإسلامية الفتية، أدى التغافل ونقص القوات والذخائر الإيرانية إلى تقدم العراق في التطورات خلال السنة الأولى من الحرب؛ ولكن مع تنظيم القوات الإيرانية، وفي أقل من عام، تم تحرير جزء كبير من الأراضي المحتلة، بعد ذلك، بدأت الحكومة العراقية- بينما كانت جميع الدول القوية تدعمها- في مهاجمة المناطق السكنية واستخدام الأسلحة الكيميائية لإجبار إيران على الاستسلام للسلام المقترح من قبل الأمم المتحدة، أطلق الإمام الخميني على مقاومة إيران للعدوان العراقي اسم "الدفاع المقدس"، ووصف هذه الحرب بأنها حرب بين الحق والباطل ومواجهة بين الإسلام والكفر، مما أدى إلى تعزيز روح القتال والتعاون بين الشعب، وقد اعتبر خبراء الحرب دور الإمام الخميني في قيادة الحرب دورًا حيويًا.

علاقة بين ايران وعراق

شهدت إيران قبل الإسلام حروبًا طويلة ودامت سبعمائة عام ضد الرومان. وفي القرون الأخيرة، خاضت إيران حروبًا ضد روسيا القيصرية والإمبراطورية العثمانية خلال فترة الصفويين والقاجاريين، وخلال حربين كبيرتين بين روسيا وإيران، تم ضم أجزاء واسعة من إيران بموجب معاهدة گلستان في 1813م ومعاهدات تركمانچاي في 1828م/1243ق إلى روسيا القيصرية. كما أدت المواجهة بين إيران وأفغانستان في السنوات 1245-1257ش، بتدخل من بريطانيا لصالح أفغانستان، إلى انفصال هرات عن إيران في الحرب العالمية الأولى (1293ش/1914م)[5] والثانية (1320ش/1941م)، وعلى الرغم من إعلان الحياد، تم احتلال إيران من قبل قوات الحلفاء[6].

كان العراق قبل تأسيس الإمبراطورية العثمانية جزءًا من إيران، وكانت تحكمه عائلة آق قويونلو. حاولت الإمبراطورية العثمانية ضم العراق في عام 1038ق/1638م، مما أدى إلى حروب دموية استمرت أربعمائة عام من القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر الهجري بين البلدين. في معظم المعارك بين إيران والعثمانيين، كان العثمانيون هم المعتدين، بينما كانت إيران إما تدافع عن نفسها أو تحاول استعادة الأراضي المفقودة[7]. تفككت الإمبراطورية العثمانية في عام 1921م وأعلن العراق استقلاله؛ ولكن الخلافات بين إيران والعراق الجديد ظهرت مرة أخرى حول حقوق الرعايا الإيرانيين في العراق وقضية شط العرب التي كانت محل نزاع بين إيران والعثمانيين منذ القدم[8].

خلفية يتشكل شط العرب من التقاء نهري دجلة والفرات، ويبلغ طوله تسعين كيلومترًا، ويتم تغذيته بشكل رئيسي من الأنهار الإيرانية وخاصة نهر كارون[9]. في تير 1316ش/1937م، تم توقيع معاهدة بين وزير الخارجية العراقي آنذاك ناجي الأصيل ووزير الخارجية الإيراني عنايت الله سميعي، وتم التصديق عليها في عام 1317ش/1938م من قبل برلماني البلدين، وتم تبادل الوثائق بين البلدين. في هذه المعاهدة، تم اعتماد بروتوكول 1913م ومحاضر لجنة التحديد لعام 1914م كأساس لتحديد الحدود البرية بين البلدين، وتم استخدام مصطلح "تالوِغ" (خط القعر) لأول مرة للإشارة إلى منطقة شط العرب[10].

مع تولي عبد الكريم قاسم رئاسة الجمهورية في العراق في عام 1337ش/1958م، عادت الخلافات الحدودية حول شط العرب إلى الواجهة، وتم تحويل القضية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة[11]. في آذر 1350، قطع العراق علاقاته مع إيران بهدف السيطرة على شط العرب، وقام بحملة دعائية ضد إيران في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وطرد آلاف الإيرانيين المقيمين في العراق. في المقابل، دعمت إيران الأكراد العراقيين الذين كانوا في صراع مع الحكومة العراقية، وحدثت مواجهات حدودية بين الجيشين، ولكن في 15 اسفند 1353، خلال اجتماع قمة أوبك في الجزائر، جلس محمد رضا بهلوي، شاه إيران، مع صدام حسين، نائب أحمد حسن البكر، رئيس العراق، للتفاوض، وبعد الاتفاق على الحدود المائية، تم إصدار بيان مشترك، والتزم الطرفان بتحديد حدودهما على أساس خط "تالوِغ"[12]، ومراقبة الحدود المشتركة، وتم توقيع معاهدة حسن الجوار وتحديد الحدود المشتركة في 23 خرداد 1354ش/13 يونيو 1975م في الجزائر بين البلدين[13]؛ وأعلن أن النصف الشرقي من شط العرب يتبع إيران[14].

بعد انتصار الثورة الإسلامية، أرسل مسؤولو الجمهورية الإسلامية الإيرانية رسالتين نصحيتين ردًا على تهنئة أحمد حسن البكر، رئيس العراق، واحدة من الإمام الخميني وأخرى من إبراهيم يزدي، وزير الخارجية[15]. نصح الإمام الخميني، بصفته شخصية دينية كانت تقيم لفترة طويلة في العراق وشهدت الأوضاع السياسية والاجتماعية هناك، جميع الحكومات بما فيها الحكومة العراقية[16] بأن نهاية الظلم والقمع على الشعب هي الانفجار، وأن على الحكومات أن تكون في خدمة الشعب لضمان بقائها[17]. من ناحية أخرى، عكس سيد محمود دعائي، سفير إيران في العراق، في مقابلة له النظرة الإيجابية لإيران تجاه العراق، ووصف الحكومة العراقية بأنها نظام ثوري ومتحد في العقيدة وملتزم بالمبادئ الثورية[18].