جعفر عبد السلام

مراجعة ٠٠:٢٤، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات) (جعفر_عبد_السلام ایجاد شد)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الاسم جعفر عبد السلام‏
الاسم الکامل جعفر عبد السلام علي
تاريخ الولادة 1360ه/1941م
محل الولادة کفر شیخ/ مصر
تاريخ الوفاة 1439ه/2018م
المهنة أمين عامّ رابطة الجامعات الإسلامية، وعضو الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، ورئيس قسم القانون الدولي بكلّية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر.
الأساتید
الآثار نظرية تغيّر الظروف في القانون الدولي، دروس في الجنسية ومراكز الأجانب، المنظّمات الدولية، الوجيز في القانون الدولي، الوسيط في القانون الدولي العامّ، النظم الدبلوماسية والقنصلية، قضايا فلسطين أمام القانون الدولي، النظام‏

الإداري السعودي، الإطار القانوني للنظام الاقتصادي الدولي الجديد، المدخل للتشريع السعودي (بالاشتراك)، معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية على ضوء أحكام القانون الدولي، قواعد العلاقات الدولية في القانون الدولي والشريعة الإسلامية، قانون العلاقات الدولية، الإطار التشريعي للنشاط الإعلامي، القانون الدولي لحقوق الإنسان، القانون الدولي الإنساني مقارنة بالشريعة الإسلامية، من أوراق القضية الفلسطينية، دراسات في القانون الدولي الاقتصادي... مدخل إنساني، الإطار القانوني للنشاط الإعلامي، اتّحاد الجمهوريات العربية (بالاشتراك)، الجنسية ومركز الأجانب... مذكّرات على الاستنسل، العلاقات الدبلوماسية بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، نظام الدولة في الإسلام، الإسلام وحقوق الإنسان، أحكام الحرب والحياد في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، أخلاقيات الحرب في السيرة النبوية. وله أكثر من خمس مائة مقال وتحقيق صحفي وحوار أُجري معه منشور في جرائد: «الأهرام، والأخبار، والجمهورية، والوفد، والأحرار، وعقيدتي، واللواء الإسلامي، وصوت الأزهر»، ومجلّة «رابطة العالم الإسلامي»، وجريدة «العالم الإسلامي، والشرق الأوسط، والحياة الدولية، وعكاظ، والراية القطرية، والاتّحاد الإماراتية، والقبس الكوتية، والأنباء الكويتية»، ومجلّة «الوعي الإسلامي»، ومجلّة «منار الإسلام»، ومجلّة «الأزهر»، وغيرها.

المذهب سنی

جعفر عبد السلام علي: أمين عامّ رابطة الجامعات الإسلامية، وعضو الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، ورئيس قسم القانون الدولي بكلّية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر.
حصل على الدكتوراه في القانون الدولي العامّ من جامعة القاهرة سنة 1970 م، وشارك في كثير من المؤتمرات والندوات التي عقدت في معظم دول العالم تقريباً، ومثّل مصر والأزهر ورابطة الجامعات الإسلامية في اللقاءات العلمية داخل مصر وخارجها.
من أهمّ مؤلّفاته وأبحاثه: نظرية تغيّر الظروف في القانون الدولي، دروس في الجنسية ومراكز الأجانب، المنظّمات الدولية، الوجيز في القانون الدولي، الوسيط في القانون الدولي العامّ، النظم الدبلوماسية والقنصلية، قضايا فلسطين أمام القانون الدولي، النظام‏
الإداري السعودي، الإطار القانوني للنظام الاقتصادي الدولي الجديد، المدخل للتشريع السعودي (بالاشتراك)، معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية على ضوء أحكام القانون الدولي، قواعد العلاقات الدولية في القانون الدولي والشريعة الإسلامية، قانون العلاقات الدولية، الإطار التشريعي للنشاط الإعلامي، القانون الدولي لحقوق الإنسان، القانون الدولي الإنساني مقارنة بالشريعة الإسلامية، من أوراق القضية الفلسطينية، دراسات في القانون الدولي الاقتصادي... مدخل إنساني، الإطار القانوني للنشاط الإعلامي، اتّحاد الجمهوريات العربية (بالاشتراك)، الجنسية ومركز الأجانب... مذكّرات على الاستنسل، العلاقات الدبلوماسية بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، نظام الدولة في الإسلام، الإسلام وحقوق الإنسان، أحكام الحرب والحياد في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، أخلاقيات الحرب في السيرة النبوية.
وله أكثر من خمس مائة مقال وتحقيق صحفي وحوار أُجري معه منشور في جرائد:
«الأهرام، والأخبار، والجمهورية، والوفد، والأحرار، وعقيدتي، واللواء الإسلامي، وصوت الأزهر»، ومجلّة «رابطة العالم الإسلامي»، وجريدة «العالم الإسلامي، والشرق الأوسط، والحياة الدولية، وعكاظ، والراية القطرية، والاتّحاد الإماراتية، والقبس الكوتية، والأنباء الكويتية»، ومجلّة «الوعي الإسلامي»، ومجلّة «منار الإسلام»، ومجلّة «الأزهر»، وغيرها.
يقول في حوار أجرته معه مجلّة «رسالة التقريب» عام 2000 م: «نحن نعلم أنّ الدين له أحكام ثابتة وأحكام متغيّرة، واللَّه سبحانه وتعالى يقول: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا....، فالآية نفسها تشير إلى أنّ هناك قواعد ثابتة وآيات محكمة لا ينبغي التفريط بها أبداً، فهي ثوابت، وهناك إطار آخر متغيّر. ومن حكمة الإسلام أنّه لا يجمّد الناس في قوالب وأُطر محدّدة، وإنّما يترك للعقل البشري مجالًا واسعاً، فالقواعد
التشريعية ليست كثيرة، وهي قواعد كلّية، وهناك مجال كثير لتفسيرات متعدّدة لها تتلاءم مع ظروف حياة الإنسان، ولهذا كانت المذاهب الفقهية، وكانت الاجتهادات داخل المذهب الفقهي أيضاً. ولذا نجد اجتهادات واسعة، وكذلك تفاسير للقرآن والسنّة.
إذاً هناك مجال واسع للاجتهاد بما يتلائم مع أُمور الناس مادام ضمن الدائرة المتغيّرة (المحكوم بالدائرة الثابتة)... فمثلًا كان للإمام الشافعي مذهب في العراق، ولكنّه عندما هاجر إلى مصر أُخريات حياته وعاش فيها وجد الظروف مختلفة والأعراف متغيّرة، فغيّر كثيراً من أحكام مذهبه؛ لكي تتطابق مع واقع الحال في المجتمع الجديد الذي هاجر إليه.
وهكذا تجد أنت هنا المذهب الجعفري الاثني عشري، وتجد أيضاً مذاهب أُخرى عديدة تحاول تجميعها أن لا تخرج عن قواعد الدين، تفسّر القرآن الكريم وتفسّر الأحاديث بما يتماشى مع ظروف عصر كلّ فقيه.
لا شكّ أنّنا اليوم متخلّفون في مجال التشريع، ففي الماضي وحتّى القرن الرابع إذا حدثت مشكلة تعرض على الفقيه فيبدي رأيه فيها مستنداً إلى قواعد أُصول الفقه، فإذا وجد حكماً في القرآن أخذ به، فإذا لم يجد يلجأ إلى السنّة، فإن لم يجد يلجأ إلى الاجتهاد وفق الطرق الأُخرى كالقياس والمصالح المرسلة وسدّ الذارئع إلى آخر القواعد المجدّدة في علم أُصول الفقه.
الآن توقّف الاجتهاد عندنا في معظم الدول الإسلامية، والأسباب عديدة، منها:
الاستعمار الذي كان له دور في هذا المجال، ودعاة التحديث كما حدث عندكم، حيث كان الشاه يرى طرح كلّ ما هو قديم والسير وراء أميركا ووراء الغرب في كلّ ما يأتي به... ليس الشاه وحده، فالكثير من حكوماتنا ومثقّفينا ساروا بالاتّجاه نفسه، فماذا حدث؟ نستطيع أن نقول: إنّه حدث انفصام ذهني بين ما كان لدينا من فكر وفقه وبين الواقع الجديد، فاضطررنا أن نستعدي قوانين وأفكاراً أُخرى لتحكمنا وبقيت مسيطرة ومهيمنة علينا لوقت كبير.
بعد الصحوة الإسلامية بدأنا ننادي بتوحيد الاجتهاد وبالتصدّي لكلّ المشكلات‏
الحديثة وإيجاد الحكم الشرعي له على نفس الأُسس التي اعتمدها علماؤنا الأوّلون... فلو وصلنا إلى هذا نستطيع أن نحلّ كثيراً من مشكلاتنا، أي: أنّنا ندعو إلى إطار ثابت، ولكن في داخله فلك متغيّر، فلا يمكن أن نجمّد حياتنا وأوضاعنا في نصوص ... نفس الإمام الشهرستاني يقول بعبارة لها مغزى: «الوقائع والأحداث والأُمور متجدّدة غير متناهية، والنصوص متناهية، وما لا يتناهى لا يضبطه ما يتناهى، لذا وجب أن يكون مصدر كلّ حادثة اجتهاد...».
إذن يجب أن يجتهد، فالقرآن الكريم يقول: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ‏ (سورة النساء: 83)... إذاً فالاستنباط أمر من اللَّه سبحانه وتعالى لنا يجب أن نتّبعه. ومع الاستنباط يمكن أن ننظر في الأحوال الجديدة ثمّ نطبّق ما عندنا من قواعد كلّية على ضوء المشكلات المستحدثة... إذن يجب أن نحيي وظيفة الاجتهاد لنجدّد حياتنا ونأخذ دائماً بما يتناسب مع ظروف الحياة.
هذا من الناحية التشريعية والفقهية. أمّا من ناحية العلوم فيمكن أن نقول: كان هناك تعارض بين الكنيسة والعلم في أوروبّا، وهو الذي أنشأ ظاهرة العلمانية. أمّا في الإسلام فلا يوجد هذا التعارض ... يكفي حديث الرسول صلى الله عليه و آله: «اطلبوا العلم ولو في الصين»، فمعناه: أن نطلب العلوم المدنية في أيّ مكان، و «الحكمة ضالّة المؤمن ينشدها حيث وجدها». فنحن ديننا يدعونا إلى الاعتبار في الحياة وفي الكون، في كلّ ما خلقه اللَّه سبحانه، وأن نحكّم العقل دائماً في أُمور حياتنا، مع عدم إهمال الوحي والأُمور القطعية التي يجب أن نوليها دائماً اهتمامنا عند الحديث في أيّ شي‏ء.
التجديد يبدأ من هنا... اليقظة تبدأ من إحياء أحكام اللَّه سبحانه وتعالى في حياتنا مع اعتبار التطوّرات التي تحدث في حياتنا أيضاً، لكن لا ينبغي الخروج أبداً عن ثوابت الدين... يجب أن نحيي الأنظمة الإسلامية أيضاً كنظام الوقف ونظام الزكاة ونظام الشورى... كلّ هذه الأُمور يجب أن نستعيدها من شريعتنا. كذلك يجب أن نحيي الحضارة الإسلامية... فنحن هنا نعيش في بلد الفنّ، لدينا مقامات موسيقية تطرب وتشجي من يستمع إليها، وكذلك لدينا الرسوم العظيمة التي خلّفها علماء فهموا فنّ التوريق والفسيفساء ... الفنون الموسيقية الأُخرى التي تتمشّى مع طبيعة الأُمّة والناس طرحناها جانباً وصرنا نلجأ إلى الأشياء الغربية التي لا طرب فيها ولا راحة، بل تزعج من يجلس ويستمع إليها، ولا أفهم كيف نستسيغها؟!
إذاً العودة إلى الأُصول ليس في الدين والشريعة والعقيدة فقط. بل في الفنّ والتراث والفكر... نحن مدعوون إلى تجديد ما وضعه آباؤنا وأجدادنا وأسلافنا من أُسس للحياة القويمة دون أن نهمل جوانب العصر الذي نعيش فيه، فنحن في عصر الكهرباء والسيّارة والطائرة، وتطوّرت كثير من وسائل الحياة والعيش، لكن لا ينبغي أن يُسلب الإنسان عقيدته وشريعته وفكره لكي يتمشّى مع هذه الأشياء، فالأُسس المادّية يمكن الإلمام والإحاطة بها، لكن في إطار قواعدنا الكلّية والأُسس التي شُرّعت لنا.
في المجال المادّي نستطيع أن تكون لنا الإرادة في الأخذ من الآخرين ما يناسبنا وأن نرفض ما لا يناسبنا. أمّا التحدّي الرئيسي الذي يواجهنا فهو التحدّي الثقافي والتحدّي الحضاري. والحصن الثقافي هو الحصن الباقي الي نستطيع أن ندافع به عن أنفسنا وهويتنا ضدّ محاولات التهميش والاقتحام.
نحن أمام مجتمع تعلوه القنوات الفضائية المفتوحة، وتصيبه من كلّ مكان السهام الجارحة التي تحاول طمس هويته تحت إطار العولمة، وتريد سلب ما تبقّى له من أُسس الحضارة والثقافة، بل والعقيدة أيضاً.
لا شكّ أنّ جزءاً كبيراً من الضعف الذي يعترينا ناجم من أنّنا لا نواصل بعث التراث، ولا نواصل دراسة مصادر شريعتنا: القرآن الكريم والسنّة الشريفة، والرسول الكريم يقول:
«إنّي تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً كتاب اللَّه و سنّتي (عترتي)».
إنّ الانقطاع الثقافي الذي حال بيننا وبين إخراج كنوز ترابنا ومعرفة ما تركه الأسلاف والأجداد والآباء وتكملته، مسألة في منتهى الخطورة؛ لأنّها هي التي أوقفتنا، وهي التي جعلتنا ضعفاء لا نستطيع مواجهة التحدّيات المقبلة. لذا نستطيع القول: إنّه من الضروري‏
تدريس العلوم الدينية بطريقة أُخرى نهضمها جيّداً ونعيد كتابتها بالشكل الذي يتماشى ويتلاءم مع قدرات الجيل الحالي. كذلك لا بدّ أن ننقل ما كان عندنا من تراث في الثقافة والفكر والموسيقى و.... نحن لدينا نماذج رائعة لمفكّرين مسلمين كانت سلوكياتهم دافعاً للدخول في الإسلام... لدينا أشخاص مثل «خبّاب بن الأرت» الذي أرسله الرسول صلى الله عليه و آله إلى المدينة مفرداً فعلّمها لوحده بأكملها الدين... لدينا هذه القدرات العظيمة التي استطاعت أن تفعل ما لم تفعله أُمم بكاملها في الماضي.
إذاً مطلوب منّا إحياء التراث، إحياء القدوة من تراثنا، ومواصلة ما بدأه الأجداد والأسلاف بدراسات مستفيضة تلائم العصر.
المطلوب أيضاً أن ننقّي برامج الإعلام من كلّ ما يشين إلى الثقافة، وأن تكون فيها أبواب ثابتة للتعامل مع معطيات الثقافة الحديثة.
مطلوب أيضاً أن تكون الكتب وبرامج الإعلام وغيرها مكتسبة ثوب التراث، وأن تؤمّن فكرنا الإسلامي من مصادر هذا التراث، وأن تعلّبه دائماً في كلّ موادها وأعمالها.
ومطلوب منّا أيضاً أن نعيد كتابة التاريخ والجغرافيا، ونبعث أنظمة الشورى والوقف والزكاة.
كلّ هذا مطلوب لمواصلة ما كان، والقضاء على عيوب فترة الانتقال، والاستعداد لمواجهة تحدّيات القرن».
وعندما وجّه إليه هذا السؤال: أوروبّا تركّز على عوامل الوحدة بينها، ونحن نستثير عوامل التجزئة، فما العلاج؟ أجاب بقوله: «فعلًا، فأوروبّا تتوحّد رغم أنّ بين دولها مشاكل كثيرة وكراهية وحربين داميتين أُزهقت فيها عشرات الملايين من الأنفس، وليس لديها عوامل للوحدة، فهم لا يتكلّمون لغة واحدة، وليسوا من قومية واحدة، بينما نحن لدينا تاريخ مشترك، ولغة تكاد تجمع بين عدد كبير منّا، ودين واحد. ومع ذلك فنحن متفرّقون! فإذا لم نأخذ العوامل التي قرّبتنا ووحّدتنا ونعيد بعثها فينا فسنظلّ- كما قلت- مختلفين ومتخلّفين. لقد كان هدف الرسول صلى الله عليه و آله أن ينشئ أُمّة واحدة، ويقول اللَّه تعالى: إِنَّ هذِهِ‏
أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ‏، ويقول: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ....، هذه الآيات تدعونا إلى التوحّد (الوحدة)، بل الآية الثانية التي ذكرتها في سورة آل عمران تقول: وَ كُنْتُمْ عَلى‏ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها، فالتفرّق حفرة من النار أراد اللَّه لنا أن نتخلّص منها. ومن أهداف الرسول الأُولى إماتة العصبيات وهدم أُسس الجاهلية التي فيها التفاخر بالآباء (و إن كانوا على باطل)، واستطاع أن يبني أُمّة على هذا الأساس، فقد كان يحارب كلّ محاولة للتجزئة والتفرقة في أُمّته.
فكما قلت: إنّنا أصبحنا نعلّي (شأن) القوميات المحلّية، وهذا خطأ فادح، سيّما ونحن في عصر التكتّلات. أميركا بنفسها تتكتّل مع دول الباسفيك والمكسيك وكندا في مواجهة التكتّل الأوربّي الذي صار دولة اقتصادية، وهناك أيضاً تنسيق سياسي وقانوني ... إلى آخره.
الطريق أمامنا واضح ... نستطيع أن نبدأ بتكتّلات جزئية ومشاريع مشتركة ومناطق حرّة مشتركة، إلى أن نصل إلى مرحلة الاتّحاد الجمركي ثمّ السوق الإسلامية المشتركة ... فهذه خطوات يجب أن تبدأ. والمؤتمر الإسلامي كمنظمّة تجمع بيننا اتّخذ قرارات بهذا الشأن، لكن تعوزنا الإرادة لتنفيذ ذلك. وحبّذا لو قامت حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران بتذكير المنظّمة في اجتماعاتها السنوية وغير السنوية بضرورة بعث هذه الأُسس وتبنّي أشياء منها. فهناك قرار بإنشاء محكمة عدل إسلامية لم ينفّذ، وهناك أيضاً قرار بإنشاء سوق إسلامية... فهذه عوامل الوحدة، ومعرفة كيفية تحقيقها معروفة، لكن تبقى الإرادة، ويبقى بعث ما يربط بيننا من جديد ليحكمنا ويؤهّلنا للقرن المقبل».
وعن ظاهرة انبهار المسلمين بالغرب يقول: «الغرب هو المنتصر، ودائماً المنتصر يعني هو الذي حضارته غالبة، والمغلوب والمتخلّف يميل إلى تقليد المنتصر (وصاحب الحضارة)، فهذه ظاهرة طبيعية، ولكن نستطيع مقاومتها. طبعاً نحن لا ندعو إلى نبذ الأشياء الجيّدة في الغرب، فهم مثلًا قد أخذوا بقيم العمل والعلم، وطوّروا التكنولوجيا، ويجب أن نتّبعهم في ذلك، فنأخذ منهم ما يلائمنا، ولكن في نفس الوقت لا ينبغي أن يقترن ذلك بالانبهار، فنحن أيضاً لدينا ثقافة، وليس التقدّم المادّي أهمّ أنواع التقدّم، بل إنّ الغرب يعاني‏
من مشكلات كثيرة... يعاني من تفكّك الأُسرة، ومن الحزن الذي يخيّم على حياة الناس هناك بسبب سرعة الحياة وغياب النواحي الإنسانية، فيجب أن نأخذ منهم ما تفوّقوا فيه بحسب قدرتنا على الهضم والاستفادة، ولكن يجب في الوقت نفسه أن نعترف بقدرنا وقيمة ما عندنا، وأن نصدّر أيضاً ما لدينا من فكر وثقافة إلى الغرب، ونحن لدينا ما يُسعد الروح وما يؤدّي إلى شيوع العدالة وقيمة المساواة بين البشر وقيم احترام حقوق الإنسان وغيرها».
وعندما سئل عن أُسلوب الدعوة في العصر الراهن أجاب بقوله: «أهمّ أساس هو العلم، ومعرفة مشاكل الناس. فالداعية الذي يتحدّث كلاماً عامّاً ووعظاً (مجرّداً) لم يعد يقنع الناس، المطلوب من الداعية أن يفهم المشكلات ويحلّلها ويحاول النفاذ إليها، وأن يقنع الناس بوجهة نظره. فإذا لم يكن الداعية يستند إلى أساس علمي متين وقوي لم يستطع أن ينقل شيئاً إلى غيره. كما يجب التحلّي بالأساليب المعروفة للدعوة، والآن هناك إذاعة وتلفزيون وإنترنيت ... كلّ هذا يحتاج إلى عرض الفكر الإسلامي بعد دراسته وهضمه جيّداً عرضاً عصرياً يتّصل بالبيئة التي نعيش فيها وبمشكلات الناس اليوم. كما أنّ معرفة اللغات الأُخرى مهمّ في التبليغ، ولهذا فتحت جامعة الأزهر أقساماً للدراسات الإسلامية باللغة الألمانية والإنجليزية والفرنسية بحيث تكون كلّ دراسات الداعية بإحدى هذه اللغات.
ومن ثمّ نستطيع أن ننقل صوتنا إلى غيرنا؛ لأنّنا قد كوّنا الداعي تكويناً علمياً جيّداً بلغة أجنبية مطلوبة للعالم الآن... هذا هو الذي نقوم به نحن الآن».
وعن طريق التعامل مع الآخر يقول: «التعامل مع الآخر ضروري، سواء كان هذا الآخر من بيننا أم غيرنا، لا بدّ أن نفهم الغير ونتعايش معه، فالحياة لا تقوم على الفرد الواحد ولا على الفكر الواحد، بل الحياة للناس جميعاً. وما لم نفهم الآخرين ونتعامل معهم ونسمح بمساحة من الاختلاف فلن تكون هناك حياة مشتركة. إذن يجب احترام الآراء الأُخرى، ولكن هناك حدّ أدنى من حدود المسلّمات الإسلامية، فنحن لا نناقش كافراً أو ملحداً أو لا يؤمن أساساً بما عندنا».
وأخيراً عن فتاوى الإمام الخميني يقول: «لو كنّا نستمرّ على الخوف من الجمود في التيّار الفقهي لما ظهر بيننا شخص مثل الإمام الخميني؛ لأنّ أبرز ما يميّز الإمام الخميني أنّه استطاع أن يكسر كثيراً من القيود التقليدية، بل إنّني قرأت له فتاوى عدل عنها فيما بعد. فهذا نموذج لرجل لا يخشى في اللَّه لومة لائم، ويجدّد بما يقتضيه الواقع».