عبد الکریم عبید

من ویکي‌وحدت


الشيخ عبد الكريم عبيد وهو رجل مجاهد وعلم ديني، و معاون رئيس المجلس التنفيذي لـحزب‌ الله، أحد قياديي الحزب، اختطفته مجموعة من الكوماندوس الاسرائيلي من منزله بتاريخ 28 تموز 1989 مع اثنين من مرافقيه المدنيين هما أحمد عبيد وهشام فحص، وبعد مرور 15 عاماً أطلق سراحه من السجون الإسرائيلية 2004م بأبرم حزب الله صفقة تبادل أسرى بالوساطة الألمانية مع الكيان الإسرائيلي، وصفت آنذاك بالأكبر والأهم في تاريخ هذا الصراع، حرّر حزب الله من خلالها جميع الاسرى اللبنانيين من سجون الاحتلال باستثناء الأسير الشهيد سمير القنطار. وشملت صفقة التبادل 23 أسيراً لبنانياً ورفات 59 مقاوماً لبنانياً، و400 فلسطينيا، بالإضافة الى أسرى من جنسيات عربية مختلفة: خمسة سوريين، ليبي، ثلاثة مغاربة، ثلاثة سودانيين، وأسيراً ألمانيا مسلماً. في مقابل ان يتسلّم كيان الاحتلال ضابط المخابرات ألحنان تننباوم، وجثث ثلاثة جنود اسرائيليين هم عدي أفيطان، وعمر سواعد، وبيني أفراهام كانوا قد قتلوا أثناء أسرهم عام 2000، ومن الأسرى اللبنانيين الذين أطلق الاحتلال سراحهم كانوا في صفوف المقاومة، ومنهم من تابع عمله الجهادي في حزب الله بعد تحرّره واستشهد لاحقاً.ويرى بأنّ العدوان الصهيوني مهما طال لن ينال من إرادة الشعبين اللبناني والفلسطيني، وإنّ إرادة المقاومين المستمدة من إرادة الله هي المنتصرة، والعدوّ الإسرائيلي جيشٌ قاتل وهذا تأكيد على هويته المجرمة في قتل الأطفال والنساء، وهو العاجز عن مواجهة الرجال في ميدان المواجهة والنزال.

ولادته وتعليمه

الشيخ عبد الكريم عبيد ويناديه الناس أبو ساجد، ولد في سنة 1956م في قرية جِبْشيت في جنوب لبنان وهذه القرية هي نفسها قرية الشهيد راغب حرب ومن القرى التي حصلت فيها الحرب بين لبنان وإسرائيل، وهومتزوج وله خمسة أولادبعضهم من الذكور وبعضهم من الإناث أصغرهم لم يرها منذ ولادتها والشيخ تلقى تعلميه الابتدائي في قريته جبشيت ثم انتقل عام 1964 لمواصلة تعليمه في مدرسة المصيطبة في بيروت، وبعد أن انتهى من التعليم الثانوي في بيروت بالتزامن مع اندلاع شرارة الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، وجرى تجنيده لمدة ثلاثة أشهر ضمن احتياط الجيش اللبناني في "ثكنة الفياضية" اللبنانية العسكرية في قضاء بعبدا، وبعد أن حاصرت قوات حزب الكتائب اللبنانية الثكنة لمدة ثلاثة أيام تمكن عبيد من الهرب إلى بيروت الغربية مع عدد من رفاقه، ترك عبيد الجيش اللبناني والتحق للدراسة لمدة ثلاث سنوات في تخصص الهندسة المعمارية في كلية الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانية، وعمل في أحد المكاتب الهندسية خلال مدة دراسته، وفي عام 1979 غادر إلى الجمهورية الإسلامية والتحق بحوزة قم المقدسة حتى العام 1982، ثم عاد عام 1982 إلى لبنان التي كانت تشهد الحرب الإسرائيلية، وانخرط برفقة المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين، وكان مقربًا جدًا من السيد محمد حسين فضل الله في الضاحية الجنوبية لبيروت الذي دعاه للعودة ثانيةً إلى إيران لمواصلة تحصيله الديني، فعاد عبيد بذلك إلى إيران وتابع تحصيله الديني ثم عاد إلى لبنان عام 1983م [١].

إختطافه من منزله على يد جيش الإسرائيلي

اختطفته مجموعة من الكوماندوس الاسرائيلي من منزله بتاريخ 28 تموز 1989 مع اثنين من مرافقيه المدنيين هما أحمد عبيد وهشام فحص. تنقل الشيخ خلال فترة اعتقاله في سجون عدة، وبقي معزولا عن العالم الخارجي بمنعه من لقاء الصليب الأحمر الدولي إلا في مرحلة متأخرة، وكان قبل تحريره في سجن "كفريونا" الذي يقع بالقرب من مدينة طولكرم بالضفة الغربية.وبقي في الأسر مدة 15 عامًا وخلال هذه المدة تعرّض للتعذيب والاستجواب من قبل الإسرائيليين، ختم الشيخ القرآن الكريم 700 مرة في هذه الفترة، وكان لا يترك الصلاة، ويصوم يوميًّا طوال 15 عام التي قضاها في السجن عدا أيام العيد وعاشوراء، وكذلك كان لا يترك المستحبات فكان كل ذلك مما يخفف عن الشيخ الفترة التي قضاها في سجون الاحتلال وبقول بعضهم أنَّ الشيخ استطاع أن يكتب عشرة مجلدات في فترة السجن وأيضًا كتب 20 ألف بيت شعر وقد أجريت معه مقابلة ووصف فيها تفاصيل الاختطاف والأسر.[٢]. تحرر الشيخ عبيد في 29 من شهر يناير عام 2004م من الأسر عند إجراء عملية تبادل أسرى، بين أسرى حزب‌ الله و أسرى إسرائيل، أنَّ الشيخ قد أطلق سراحه مقابل أن يطلق حزب الله سراح أحد الضباط الكبار رفيعي المستوى وكان من أقرباء رئيس إسرائيل في ذلك الوقت.[٣].

تحريره من سجن الإسرائيلي

جرت صفقة تبادل ما بين حزب الله، وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، عبر الوسيط الألماني، حيث أفرجت إسرائيل بموجبها عن (462) معتقلاً فلسطينياً ولبنانياً، منهم (30) أسيراً عربياً منهم (24) لبنانياً، كان أشهرهم الشيخ عبد الكريم عبيد، الذي اختطفه الإسرائيليون من لبنان في العام 1989، ومصطفى ديراني، الذي اختطفه الإسرائيليون في العام 1994، وستة أسرى عرب، كما أفرج خلالها عن المواطن الألماني (ستيفان مارك)، الذي اتهمته إسرائيل بالانتماء إلى حزب الله، وأنه كان ينوي القيام بعملية ضد الكيان، كما أعادت جثامين تسعة وخمسين مواطناً لبنانياً، وكشف الكيان عن مصير أربعة وعشرين مفقودًاً لبنانياً وسلمت خرائط الألغام في جنوب لبنان، وغرب البقاع.

كما أفرج بموجبها عن (431) فلسطينياً من الضفة الغربية وقطاع غزة، لم تتضمن أي من أسرى المناطق التي احتُلت عام 1948، أو من أسرى القدس، وجميع من أفرج عنهم (باستثناء 20 أسيراً) كانوا قد اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى، كما أن القائمة تتضمن (60) معتقلاً إدارياً، والباقون شارفت محكومياتهم على الانتهاء. وبالمقابل أفرج حزب الله عن قائد في الجيش الإسرائيلي "إلحنان تانينباوم" ورفات ثلاثة جنود إسرائيليين هم: “آدي أفيتام" و "بيني أفراهام" والدرزي "عمر سويد"، الذين كانوا قد قتلوا في أكتوبر/ تشرين أول عام 2000.

ومن الجدير ذكره أن إسرائيل رفضت أن تتضمن هذه الصفقة إطلاق سراح الأسير اللبناني سمير القنطار المعتقل منذ 22 إبريل/ نيسان عام 1979م، وربطت ذلك بمعرفة مصير الطيار الإسرائيلي "رون آراد"، الذي أسقطت طائرته عام 1986. فقام حزب الله بعملية الوعد الصادق تم على إثرها أسر جنديين اسرائيلين لتحرير سمير القنطار ورفاقه.[٤].