الاتباعية
الاتّباعية: من أهمّ معوّقات الخطاب الدعوي، بحيث تقف حائلاً دون تحقيق الخطاب الدعوي الإسلامي تأثيره المناسب، بل وتمثّل حاجزاً دون تحقيق أهدافه ومقاصده، فبدل الإبداع يكون الاتّباع.
إنّ استقلالية الداعية في فكر وما تأتيه من مواقف لا يخشى فيها إلّا الله هي الضامن الحقيقي للأخذ بيد المدعوين لتحقيق استقلاليتهم أيضاً وإثبات وجودهم وشخصيتهم.
فمن الآفات المستبدّة بالمجتمعات المسلمة هذه التبعية بدل الإبداعية، وهي ما سمّاها أبو حامد الغزالي بـ «ذهنية القطيع»، ذهنية القطيع هذه عندما تستبدّ بعقل ما تعيقه عن الإبداع وتجعل منه «إمّعة»، تضع كلّ قناعاته ومنتوجات عقله في سلّة اللامعقول!
وبالموازاة مع هذه الاتّباعية هناك ما يسمّيه الداعية الإسلامي المغربي عبدالسلام ياسين: «الغثائية»، فالغثائية هي هذا «الغاشي» بلهجة أهل الجزائر والذي لا جدوى منه؛ لأنّه فقد أهمّ خاصّية فيه، وهي الإرادة العقلية، فتوقّف عن تخطيط حياته، أو المساهمة في صنع مصيره، ومن هنا تبدأ مهمّة الداعية بتخليص هذه الفئة المسحوقة من هذه المعاناة العدمية كما يقول الفلاسفة، وتمكينها من تجاوز سطحيتها إلى البحث عمّا في أعماقها من كنوز.