تمييع المذهب

من ویکي‌وحدت

تمييع المذهب: هي من الشبه التي تدّعى في بعض المحافل العلمية والتي تقف عائقاً دون التقريب بين المذاهب الإسلامية، حيث قد يدّعى أنّ التقريب يؤدّي إلى تمييع مذهب المرء. ونستعرض في هذه المقالة هذا المبحث الحسّاس وباختصار مفيد.

هناك ذهنيات قلقة وخائفة من التواصل، حيث تعتبر التواصل والدعوة إلى الوحدة مدخلاً إلى تمييع المذهب أو النهج الفكري الذي ينتمي إليه أصحاب هذه الذهنيات، فغالباً ما يتمّ الاصطدام بخطّ الوحدة تجنّباً لما يرونه من مخاطر تتمثّل في أُمور، أبرزها:

1 ـ التنازل عن بعض مفردات المذهب وحتّى بعض العناصر الأساسية، ففي بعض الحسابات أنّ الوصول إلى أيّة وحدة بين طرفين مختلفين أو أيّ تواصل مع الآخر يقتضي تقديم التنازل من كلّ طرف، والذي تختلف نسبته بحسب موقع كلّ طرف، فالضعيف لا بدّ من أن يقدّم تنازلاً أكثر من القوي، والأقل عدداً لا بدّ من أن يقدّم تنازلاً للكثير عدداً.

2 ـ اعتبار التنازل في أيّ جانب ـ حتّى لو كان بسيطاً ـ يحمل التنكّر والإساءة لكلّ جراحات التاريخ وآلامه، حين كان كلّ طرف يقدّم التضحيات على مذبح تأكيد مذهبه وحفظه وإبقائه حيّاً ومعافىً.

3 ـ المصاعب الكبرى التي تعترض الوحدويّين من كلّ مذهب في ضبط قواعدهم، وخصوصاً في ظلّ قيام التقسيميّين بتشكيك القاعدة بأنّه بإخلاص الرموز الوحدوية أم بخطوات الوحدة التي تهدّد المذهب بحسب زعمهم، ما يهدّد بكسب هذه القواعد لمصلحة التقسيميّين الذين تتوافر لديهم كلّ الإمكانات والقدرات، الأمر الذي يؤدّي فعلاً إلى التنافس في ميادين التعصّب والفرقة.

المصدر

موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح 1: 82.

موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح\تأليف : محمّد جاسم الساعدي\نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة الأولى-2010 م.