تمييع المذهب
الذهنيات القلقة والخائفة من التواصل .
لعلّ من أبرز العوائق وجود الذهنية التي تعتبر التواصل والدعوة إلى الوحدة مدخلاً إلى تمييع المذهب أو النهج الفكري الذي ينتمي إليه أصحاب هذه الذهنيات ، فغالباً ما يتمّ الاصطدام بخطّ الوحدة تجنّباً لما يرونه من مخاطر تتمثّل في أُمور ، أبرزها :
أ ـ التنازل عن بعض مفردات المذهب وحتّى بعض العناصر الأساسية ، ففي بعض الحسابات أنّ الوصول إلى أيّة وحدة بين طرفين مختلفين أو أيّ تواصل مع الآخر يقتضي تقديم التنازل من كلّ طرف ، والذي تختلف نسبته بحسب موقع كلّ طرف ، فالضعيف لا بدّ من أن يقدّم تنازلاً أكثر من القوي ، والأقل عدداً لا بدّ من أن يقدّم تنازلاً لغير الحريص .
ب ـ اعتبار التنازل في أيّ جانب ـ حتّى لو كان بسيطاً ـ يحمل التنكّر والإساءة لكلّ جراحات التاريخ وآلامه ، حين كان كلّ طرف يقدّم التضحيات على مذبح تأكيد مذهبه وحفظه وإبقائه حيّاً ومعافى .
ج ـ المصاعب الكبرى التي تعترض الوحدويّين من كلّ مذهب في ضبط قواعدهم ، وخصوصاً في ظلّ قيام التقسيميّين بتشكيك القاعدة بأنّه بإخلاص الرموز الوحدوية أم بخطوات الوحدة التي تهدّد المذهب بحسب زعمهم ، ما يهدّد بكسب هذه القواعد لمصلحة التقسيميّين الذين تتوافر لديهم كلّ الإمكانات والقدرات ، الأمر الذي يؤدّي فعلاً إلى التنافس في ميادين التعصّب والفرقة .