الأحنف بن قيس التميمي

من ویکي‌وحدت

الأحنف بن قيس: الأمير الكبير والعالم النبيل. أدرك النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) وأسلم، ولم يجتمع به، ووفد على عمر، وشهد بعض الفتوحات منها قاسان والتيمرة، وكان من جلَّة التابعين وأكابرهم، وكان سيّد قومه، وأحد من يُضربُ بحلمه وسؤدده المثل. شهد مع الإمام علی (عليه السّلام) وقعة صفين، وكان من قوّاد جيشه فيها. وكان للَاحنف دور كبير في صفين وقد نصر الإمام علی (عليه السّلام) بسيفه وقومه ولسانه، يقف عليه مَنْ قرأ كتاب « وقعة صفين » لابن مزاحم.

الأحنف بن قيس ... ــ 67ق)

ابن معاوية بن حُصين، الأمير الكبير، العالم النبيل، أبو بحر التميميّ، اسمه الضحّاك، وقيل: صخر.
أدرك النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) وأسلم، ولم يجتمع به، ووفد على عمر، وشهد بعض الفتوحات منها قاسان والتيمرة، وكان من جلَّة التابعين وأكابرهم، وكان سيّد قومه، وأحد من يُضربُ بحلمه وسؤدده المثل. شهد مع الإمام علی - عليه السّلام وقعة صفين، وكان من قوّاد جيشه فيها. [١]

من روی عنهم ومن رووا عنه

روى عن: عمر، وعلي (عليه السّلام)، وابن مسعود، وأبي ذر، وآخرين.
روى عنه: الحسن البصري، وعمرو بن جاوان، وطلق بن حبيب، وخُليد العصري، وآخرون. وهو قليل الرواية. وثّقه العجلي، وابن سعد.
عُدّ من أصحاب عليّ ومن أصحاب الحسن ( عليهما السلام ).

بعض ما جری بينه وبين معاوية

روي أنّ معاوية بن أبي سفيان بينا هو جالس وعنده وجوه الناس إذ دخل رجل من أهل الشام فقام خطيباً فكان آخر كلامه أن لعن علياً، فأطرق الناس وتكلَّم الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين إنّ هذا القائل لو يعلم أنّ رضاك في لعن المرسلين لعنهم، فاتق اللَّه ودع عنك علياً، فقد لقي ربّه وأُفرد في قبره وخلا بعمله، وكان واللَّه المبرّز سيفه، الطاهر ثوبه، الميمون نقيبته، العظيم مصيبته.
فقال له معاوية: يا أحنف لقد أغضيت العين على القذى وقلت ما ترى، وأيم اللَّه لتصعدن في المنبر فتلعنه طوعاً أو كرهاً.
فقال له الأحنف: يا أمير المؤمنين إن تعفني فهو خير لك وإن تجبرني على ذلك فو اللَّه لا تجري فيه شفتاي أبداً.
قال: قم فاصعد المنبر.
قال الأحنف: أما واللَّه مع ذلك لَانصفنّك في القول والفعل، قال: وما أنت قائل يا أحنف إن أنصفتني؟ قال: اصعد المنبر فأحمد اللَّه بما هو أهله وأصلَّي على نبيّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) - ثم أقول: أيها الناس إنّ أمير المؤمنين معاوية أمرني أن ألعن علياً وإنّ علياً ومعاوية اختلفا فاقتتلا وادّعى كل واحد منهما أنّه بغي عليه وعلى فئته، فإذا دعوت فأمّنوا رحمكم اللَّه، ثم أقول: اللَّهمّ العن أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغي منهما على صاحبه، والعن الفئة الباغية، اللَّهمّ العنهم لعناً كثيراً، أمّنوا رحمكم اللَّه. يا معاوية لا أزيد على هذا ولا أنقص منه حرفاً ولو كان فيه ذهاب نفسي.
فقال معاوية: إذاً نعفيك يا أبا بحر[٢]
قال ابن المبارك: قيل للَاحنف: بِمَ سَوّدوك؟
قال: لو عاب الناس الماء لم أشْرَبْه ُ.
وقيل له: إنّك كبير، والصوم يُضعفُك.
قال: إنّي أُعدُّه لسفرٍ طويل.
روي عن هشام بن عُقبة أخي ذي الرُّمّة الشاعر المشهور، قال: شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قومٍ في دم، فتكلَّم فيه، وقال: احتكِموا.
قالوا: نحتكم دِيَتَيْن، قال: ذاك لكم.
فلمّا سكتوا قال: أنا أُعطيكم ما سألتم، فاسمعوا: إنّ اللَّه قضى بديةٍ واحدةٍ، وإنّ النبيّ (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) قضى بديةٍ واحدة، وإنّ العرب تعاطى بينها ديةً واحدة، وأنتم اليوم تطالبون، وأخشى أن تكونوا غداً مطلوبين، فلا ترضى الناس منكم إلَّا بمثل ما سننتم، قالوا: رُدَّها إلى دية.

بعض كلماته

ومن كلام الأحنف: مَن أسرع إلى الناس بما يكرهون، قالوا فيه ما لا يعلمون.
وقال: رأس الأدب آلةُ المنطق، لا خير في قولٍ بلا فعل، ولا في منظر بلا مَخْبر، ولا في مال بلا جودٍ، ولا في صديق بلا وفاء، ولا في فقْه بلا وَرع، ولا في صَدقة إلَّا بنيّة، ولا في حياة إلَّا بصحةٍ وأمن.
وسئل: ما المروءة؟ قال: كتمان السِّرِّ، والبعدُ من الشّرِّ.
وكان للَاحنف دور كبير في صفين وقد نصر الإمام علی (عليه السّلام) بسيفه وقومه ولسانه، يقف عليه مَنْ قرأ كتاب « وقعة صفين » لابن مزاحم.

وفاته

توفّي سنة سبع وستين، ومشى مصعب بن الزبير في جنازته وقال يوم موته: ذهب اليوم الحزم والرأي.

المصادر

  1. وقعة صفين 24، المحبر 254، التأريخ الكبير 2- 50، المعارف 240، الجرح و التعديل 2- 322، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي (90 برقم 145، مشاهير علماء الامصار 142 برقم 641، ذكر أسماء التابعين و من بعدهم 33، المستدرك للحاكم 3- 614، ذكر أخبار أصبهان 1- 224، رجال الطوسي 7 برقم 64 و 66 برقم 1، الإستيعاب 1- 135) ذيل الاصابة)، أسد الغابة 1- 55، وفيات الاعيان 2- 499، الرجال لابن داود 46 برقم 147، تهذيب الكمال 2- 282، العبر للذهبي 1- 58، سير أعلام النبلاء 4- 86، تاريخ الإسلام للذهبي سنة 61 80 ص 345، دول الإسلام 1- 35، مرآة الجنان 1- 145، النجوم الزاهرة 1- 184، البداية و النهاية 8- 331، تهذيب التهذيب 1- 191، تقريب التهذيب 1- 49، الاصابة 1- 110، مجمع الرجال 1- 175، شذرات الذهب 1- 78، جامع الرواة 1- 76، تنقيح المقال 1- 103، أعيان الشيعة 3- 222، معجم رجال الحديث 2- 370.
  2. العقد الفريد: 3- 215، مجاوبة الأُمراء و الردّ عليهم.