زياد النخالة

مراجعة ١٩:٣٣، ١١ فبراير ٢٠٢٤ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات)

زياد النخالة من أبرز القيادة في جبهة المقاومة الإسلاميّة وثالث الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وموسس لجناح العسكري للحركة الذي أطلقت عليه تسمية "القوى الإسلامية المجاهدة"، وتحول سنة 2000 بعد انتفاضة الأقصى إلى "سرايا القدس" استشهد والده الحاج رشدي النخالة في مدينة خانيونس عام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر وغزة وفي سنة 2014 أدرجت وزارة الخارجية الأميركية اسمه في لائحة "الإرهاب" بحجة دعمه الحركات والتنظيمات المعادية لإسرائيل وإيصال السلاح إلى غزة، وحددت الولايات المتحدة مبلغ 5 ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه أو يساعد في اعتقاله.

زياد النخالة
زیاد نخاله.jpg
الإسم الکاملزياد النخالة
التفاصيل الذاتية
الولادة1952 م، ١٣٧٠ ق، ١٣٣٠ ش
مكان الولادةفلسطين
الدينالإسلام، أهل السنّة
النشاطاتقيادي سياسي وعسكري وامين عام لحركة المقاومة الإسلامية الجهاد الإسلامي.

مولده ونشأته

ولد زياد رشدي النَّخالة في مدينة غزة في السادس من نيسان / إبريل عام 1953، وهو متزوج وله ولدان وأربع بنات، درس المرحلة الأبتدائية في مدارس خانيونس، وأكمل دراسته الثانوية في مدينة غزة، ونال درجة الدبلوم من معهد المعلمين في غزة، واستشهد والده رشدي النخالة سنة 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر.[١].

دراسته

تلقى دراسته الابتدائية في مدينة خان يونس، ومنها انتقل إلى معهد الأيتام لإكمال دراسته، ثم إلى مدارس غزة حيث أنهى دراسة المرحلتين الإعدادية والثانوية، التحق بمعهد المعلمين في غزة وحصل منه على شهادة الكفاءة في التعليم.[٢].

نشاطاته الجهاديّة

بدأ العمل الجهادي ضمن قوات التحرير العربية بقيادة زياد الحسيني، واعتقل عام 1971 بسببه بحكم مؤبد، فظل معتقلاً 14 عاماً قضاها متنقلاً بين عدة سجون، على أن أفرج عنه عام 1985 بصفقة "الجليل" الشهيرة. كلفه مؤسس الحركة الشهيد فتحي الشقاقي، بتأسيس أول جناح عسكري لحركة الجهاد، وتولى مسؤولية الحركة في قطاع غزة، خلال اعتقال الشهيد الشقاقي. اعتقل مرة أخرى عام 1988 على خلفية إشعال الانتفاضة، والمشاركة في تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، وكان من ضمن قيادات المقاومة المبعدين الى "مرج الزهور" في لبنان عام 1988. تدرج في المناصب التنظيمية للحركة، فعين ممثلا للحركة في لبنان، إلى جانب دوره البارز في العمل العسكري. بعد اغتيال الشهيد فتحي الشقاقي عام 1995، انتخبه مجلس شورى نائباً للأمين العام حينها الدكتور رمضان شلح. قاد العديد من وفود الحركة في مباحثات ومشاورات الفصائل بالعاصمة المصرية القاهرة، ومباحثات وقف إطلاق النار في القاهرة عام 2014. كما كلفه الدكتور رمضان شلّح لينوب عنه في كثير من المهمات. تم أدراجه على ما يسمى بلوائح الإرهاب الأمريكية عام 2014، لدوره في المقاومة والعمل العسكري. وأعلنت مكافئة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه او تؤدي لاعتقاله.[٣].

نشاطاته السياسية

تنقسم المسيرة السياسية لزياد النخالة إلى فترتين، الفترة الأولى انطلقت بانضمامه إلى قوات التحرير العربية بقيادة زياد الحسيني (1943-1971)، وانتهت باعتقاله يوم 29 مايو/أيار 1971 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة إلقاء قنابل على الدوريات الإسرائيلية. في السجن عاش النخالة تجربة جديدة، حيث انكب على قراءة كتب سيد قطب، ومنها كتاب "في ظلال القرآن"، وتفاعل مع التيار الإسلامي الذي بدأ يتشكل داخل السجون بعد أن انتبه الإسلاميون إلى أن بقية التيارات الأخرى مشاركة في العمل المقاوم.أمضى 14 عاما بين عدة سجون إسرائيلية، قبل أن يتحرر بصفقة تبادل عام 1985 عرفت بصفقة الجليل، وأشرف النخالة على عملية تبادل الأسرى وهو داخل الأسر.

الفترة الثانية من مسيرته السياسية انطلقت غداة الإفراج عنه في 1985، إذ اختير عضوا في أول مجلس شورى للحركة بقيادة الدكتور الراحل فتحي الشقاقي، وكان مجلس الشورى في تلك الفترة يمثل قيادة الحركة. تم اختياره عضوا في الهيئة العليا لقيادة حركة الجهاد، وتم تكليفه بتأسيس أول جناح عسكري للحركة بين سنتي 1985 و1986. خلال انتفاضة الحجارة سنة 1987 برز النخالة مسيّرا وعضوا فاعلا فيها، ثم انتقل إلى المشاركة في الهيئة القيادية للانتفاضة، ومثّل الحركة في القيادة الوطنية الفلسطينية الموحدة التي تشكلت آنذاك من عدد من القوى السياسية.أثناء فترة اعتقال الأمين العام الدكتور فتحي الشقاقي تولى زياد النخالة مسؤولية اللجنة الحركية في قطاع غزة. في 12 أبريل/نيسان 1988 اعتقلته القوات الإسرائيلية على خلفية المساهمة في تأجيج الانتفاضة والمشاركة في تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، وحكم عليه بالنفي إلى جنوب لبنان مع عشرات النشطاء والقيادات من حركة الجهاد وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بهدف إبعاده عن ساحات المواجهة مع الاحتلال الصهيوني. في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1995 اغتال جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) مؤسس حركة الجهاد فتحي الشقاقي في مالطا، واختير رمضان شلح لقيادة الحركة، فيما اختير زياد النخالة نائبا له، وأوكلت إليه من جديد مهمة ترتيب أوضاع الجناح العسكري للحركة. خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 وبينما كان النخالة عضوا في مباحثات الفصائل والقوى للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار استهدفت طائرات حربية إسرائيلية منزل عائلته في المدينة فاستشهدت زوجة أخيه وابنها.في 24 ديسمبر/كانون الأول 2023 ترأس النخالة وفدا من حركة الجهاد الإسلامي إلى مصر للتباحث حول الأوضاع في قطاع غزة بشأن العدوان الذي شنته إسرائيل على القطاع في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمر شهورا.[٤].


رؤيته السياسية

يعتبر زياد النخالة أن حركة الجهاد الإسلامي تمتلك رؤية واضحة عن مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مختلفة عن بقية فصائل المقاومة الأخرى، حيث تعتبر إسرائيل مشروعا غربيا في المنطقة استُخدم اليهود في تطبيقه. ويعتبر أن نقطة تميز الحركة تكمن في كونها تفهم أن "المشروع الصهيوني مبني على قاعدة الإلغاء التام للشعب الفلسطيني"، وأن على قوى الثورة والمقاومة أن تعيد قراءة هذا المشروع وأن تعد الأدوات لمواجهته. كما يرى أن الفلسطينيين فقدوا البوصلة في خضم صراعهم مع إسرائيل، وأصبحوا يطرحون مبادرات للحل وكأنهم من خلقوا المشكلة، معتبرا أن حوار الفصائل الفلسطينية مضيعة للوقت، ولن تحدث مصالحة بدون موافقة إسرائيل التي تتحكم بالجغرافيا والأمن والاقتصاد. ترأس النخالة وفد حركة الجهاد في مباحثات المصالحة الفلسطينية في مناسبات عدة نظرا لما يتمتع به من علاقات مهمة مع مختلف الأطراف الفلسطينية، حيث شارك مع شلح في تقريب وجهات النظر وجمع الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي السابق لحماس خالد مشعل أكثر من مرة بعد الفرقة والانقسام اللذين شهدتهما الساحة السياسية الفلسطينية.[٥].

القائد الفلسطيني الصادق

يتفق الكثيرون على أن زياد النخّالة هو القائد الفلسطيني الصريح والواضح والصادق الذي يخاطب شعبه بكل صدق وجرأة في أكثر الظروف ضبابية وأشدها تناقضاً، وهو ما يسجله له المختصون والمحللون ويثبته هو في كل موقف شجاع يتبناه ويطلقه تجاه الجميع، وقد كان الناصح والمتسائل الواضح لرفقاء العمل المقاوم قبل غيرهم وأمام أعين الشعب. بل إنه قدم نموذجاً قلَّ نظيره سياسياً؛ بأن كان قادراً في مخاطبته لشعبه وفي حديثه لفلسطين على أن يقدم قرارات معينة بأنها ربما تمثل أخطاء كان من المفترض ألا يتم أخذها، وهو ما كان وقع صداه مؤثراً في الشارع الفلسطيني الذي وجد في أبو طارق نموذجاً استثنائياً للقائد الذي يصدق شعبه. [٦].

أدرجه الامريكا في لائحة الإرهاب

أدرجته وزارة الخارجية الأميركية على لائحة ما يسمى بـ"الإرهاب" يوم 23 /1 /2014 بحجة دعمه للحركات والتنظيمات المعادية لكيان الاحتلال وإيصال السلاح لغزة، وفرضت الولايات المتحدة الأميركية مبالغ مالية تقدر بـ5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه أو يساعد في اعتقاله.بذلك يعتبر الأستاذ زياد النخالة الفلسطيني الثاني الذي تضعه أمريكا على لائحة ما يسمى بالإرهاب فقد سبقه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د. رمضان شلح على نفس القائمة. [٧].

تأثير الجهورية الإسلامية على تشكيل احزاب المقاومة

في لقاء تلفيوزني يصرح النخالة بأنه كان للثورة الإسلامية في إيران عام 1979 دور في بلورة فكرة التيار السلامي التي كان يؤمن بها مجموعة من الأشخاص في قطاع غزة وتقوم على أساس أن هذا التيار يجب أن يكون مندمجا في المقاومة الفلسطينية. وأضاف أن الدكتور الشقاقي كان معجبا بالثورة الإيرانية، ولكن ليس على قاعدة مذهبية وكذلك تأثرت حركة الجهاد الإسلامي التي تأسست عام 1989 بهذه الثورة في الإطار السياسي وليس العقائدي، ويكشف أن دستور ولوائح حركته تقوم على أساس أنها حركة إسلامية سنية، لا تقبل بين أعضائها من يتشيّع.[٨].

موقفه عن الوحدة الإسلاميّة

وفي حوار خاص مع مراسل وكالة إيران برس للأنباء على هامش المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الإسلامية في طهران بمناسبة المولد النبوي الشريف والإمام الصادق (ع)، أشار “زياد النخالة” إلى مشروع التطبيع بين بعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني، مؤكدا أن التطبيع هو إعلان الحرب على الشعب الفلسطيني وعلى الأمة العربية وعلى الأمة الإسلامية. وأشار إلى تحالف بعض الدول مع الصهاينة ضد الإسلام والمسلمين وقال إن مؤتمرات الوحدة الإسلامية التي نعقدها اليوم هي رد على كل محاولات التعاون مع المشروع الصهيوني وعلى كل حملات التطبيع التي تتم تحت هذه العناوين. وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن محاولات التطبيع أيضا تعتبر محاولات لحرف الدين الإسلامي عن وجهته الصحيحة. وقال نخالة أننا اليوم نثبت أن الوحدة الإسلامية هي صمام الأمان للامة الإسلامية والشعب الفلسطيني والحفاظ على القدس وفلسطين.[٩].

الهوامش