ابن حزم
أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري: فقيه حافظ، ومتكلّم، وأديب، ووزير، صاحب تصانيف كثيرة جدّاً.
الاسم | شعبة بن الحجّاج |
---|---|
الاسم الکامل | أبو بسطام شعبة بن الحجّاج بن الورد الأزدي العَتَكي مولاهم الواسطي |
تاريخ الولادة | 702م/ 82 ه |
محلّ الولادة | واسط/ العراق |
تاريخ الوفاة | 160ه /777م |
محلّ الوفاة | البصرة/ العراق |
المهنة | محدّث وعالم بالرجال |
الأساتذة | معاوية بن قرّة، وعمرو بن مرّة، وسلمة بن كهيل، وغيرهم |
التلامذة | سفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك، وغندر، وأبو داود الطيالسي، وسليمان بن حرب، وعلي بن الجعد، وغيرهم |
المذهب | سنّي |
ولادته
ولد أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد، الفارسي الأصل، ثمّ الأندلسي القرطبي اليزيدي، مولى الأمير يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي المعروف بيزيد الخير، سنة أربع وثمانين وثلاث مائة للهجرة بقرطبة.
نشأته وعلمه
نشأ ابن حزم في تنعّم ورفاهية، ورزق ذكاءً مفرطاً وذهناً سيّالاً ، وكتباً نفيسة كثيرة. وكان والده من كبراء أهل قرطبة، عمل الوزارة في الدولة العامرية، وكذلك وزّر أبو محمّد في شبيبته، وكان قد مهر أوّلاً في الأدب والأخبار والشعر، وفي المنطق وأجزاء الفلسفة، فأثّرت فيه تأثيراُ كبيراً.
قيل: إنّه تفقّه أوّلاً للشافعي، ثمّ أدّاه اجتهاده إلى القول بنفي القياس كلّه جليه وخفيه، والأخذ بظاهر النصّ وعموم الكتاب والحديث، والقول بالبراءة الأصلية واستصحاب الحال، وصنّف في ذلك كتباً كثيرة، وناظر عليه، وبسط لسانه وقلمه، ولم يتأدّب مع الأئمّة في الخطاب، بل فجّج العبارة وسبّ وجدع، فكان جزاؤه من جنس فعله على حدّ تعبير الذهبي في السير، بحيث إنّه أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمّة وهجروها، ونفّروا منها، وأحرقت في وقت، واعتنى بها آخرون من العلماء، وفتّشوها انتقاداً واستفادة وأخذاً ومؤاخذة، ورأوا فيها الدرّ الثمين ممزوجاً في الرصف بالخرز المهين.
قال الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام -وكان أحد المجتهدين-: "ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل "المحلى" لابن حزم وكتاب "المغني" للشيخ موفّق الدين.
وقال الذهبي معلّقاً: "قلت: لقد صدق الشيخ عزّ الدين. وثالثهما "السنن الكبير" للبيهقي، ورابعها " التمهيد" لابن عبد البرّ . فمن حصل هذه الدواوين، وكان من أذكياء المفتين، وأدمن المطالعة فيها، فهو العالم حقّاً".
وقال أبو العبّاس بن العريف: "كان لسان ابن حزم وسيف الحجّاج شقيقين".
شيوخه
سمع في سنة أربع مائة وبعدها من طائفة، منهم: يحيى بن مسعود بن وجه الجنّة، وأحمد بن محمّد بن الجسور، ويونس بن عبد الله بن مغيث القاضي، وحمام بن أحمد القاضي، ومحمّد بن سعيد بن نبات، وعبد الله بن ربيع التميمي، وعبد الرحمان بن عبد الله بن خالد، وعبد الله بن محمّد بن عثمان، وغيرهم.
تلاميذه
حدّث عنه : ابنه أبو رافع الفضل، وأبو عبد الله الحميدي، ووالد القاضي أبي بكر ابن العربي، وأبو الحسن شريح بن محمّد، وطائفة.
قبس من سيرته
في عام 402هـ/1012م توفّي أبوه، وكان قد أقام في خدمة العامريّين حتّى مقتل عبد الرحمان بن المنصور بن عامر الملقّب بشنجول، وعندما نشبت الفتنة البربرية أخرج ابن حزم من قرطبة ونهبت قصوره، فتوجّه إلى ألمرية وأقام فيها، وهناك انصرف إلى تأييد عبد الرحمان الرابع الملقّب بالمرتضى، وسار ابن حزم مع جيش المرتضى لحرب بني حمّود، فانهزم الجيش في موقعة “غرناطة” (408هـ/1018م) وقتل المرتضى وأسر ابن حزم، ثمّ أخلي سبيله، فلجأ إلى شاطبة، واطمأنّ هناك ردحاً من الزمن كتب فيه كتاب “طوق الحمامة”، وظلّ مع ذلك يدعو لعبد الرحمان الخامس الذي كان يطلب الخلافة لنفسه. فلمّا وفّق عبد الرحمان إلى ما كان يسعى إليه، وارتقى عرش الخلافة وتلقّب بالمستظهر عام 414هـ/1023م، استقدم ابن حزم وأقامه وزيراً له، ولم تدم خلافة المستظهر غير شهرين قتل بعدها، فنفي ابن حزم مرّة ثانية من قرطبة، فآلى على نفسه ألا يضع في السياسة يداً من ذلك الحين، مؤمناً بأنّ أدعياء الخلافة لم يعودوا يحوزون ما ينبغي لها من نصاب شرعي، وأنّ الخلافة لم تعد حقّاً إلهياً. وهكذا ظلّ ابن حزم إلى ذلك الحين موزّعاً بين السياسة والأدب، أمّا بعد ذلك فقد كرّس وقته كلّه لدراسة الدين والفقه.
مصنّفاته
لابن حزم مصنّفات كثيرة، منها:الإيصال إلى فهم كتاب الخصال، شرائع الإسلام، المحلّى في شرح المجلّى بالحجج والآثار، حجّة الوداع، قسمة الخمس في الردّ على إسماعيل القاضي، الآثار التي ظاهرها التعارض ونفي التناقض عنها، الجامع في صحيح الحديث، التلخيص والتخليص في المسائل النظرية، ما انفرد به مالك وأبو حنيفة والشافعي، التصفّح في الفقه، التبيين في هل علم المصطفى أعيان المنافقين، الإملاء في شرح الموطّأ، الإملاء في قواعد الفقه، الفصل في الملل والأهواء والنحل، طوق الحمامة.
الطريقة الحزمية
لم تلبث طريقة ابن حزم- وذلك بعد تطبيقها على علوم الدين والفقه- أن أصبحت مذهباً بذاته حلّ محلّ المذهب الظاهري، وكوّن أتباعه فرقة عرفت ب “الحزمية”. وقد انتقل مذهب ابن حزم إلى المشرق وذاع بين أهله، أمّا في المغرب والأندلس فإنّنا نجد طائفة كبيرة من المؤلّفين حملت مؤلّفاتهم طابع “المذهب الحزمي”، ونصادف كذلك خصوماً لمذهب ابن حزم وطريقته.
وقد مال محمّد بن تومرت مهدي الموحّدين إلى مذهب ابن حزم، إذ وجد فيه ما يؤيّد دعوته، ووصل نفر من فقهاء الحزمية إلى كبار المناصب. ومن أتباع المذهب الحزمي أو الآخذين بناحية منه محيي الدين بن عربي والفيلسوف ابن رشد.
وقد أسرع المذهب الحزمي إلى الزوال بعد انقضاء أمر الموحّدين، ولم نعد نجد من أتباعه خلال القرن الثالث عشر الميلادي، إلّا عدداً قليلاً من الناس.
وفاته
قال أبو الخطّاب ابن دحية : "كان ابن حزم قد برص من أكل اللبان وأصابه زمان، وعاش ثنتين وسبعين سنة غير شهر".
وتوفّي سنة 456 للهجرة.
المصدر
مقتبس مع تعديلات من موقع: www.andalusite.ma/www.islamweb.net
هو أبو محمد علي بن أحمد بن حزم (383هـ-454هـ/994م-1063م)