الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد أسد»
لا ملخص تعديل |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٢: | سطر ٣٢: | ||
|} | |} | ||
</div> | </div> | ||
محمّد أسد: مفكّر إسلامي كبير. | '''محمّد أسد''': مفكّر إسلامي كبير. | ||
<br>ولد بإقليم غاليسيا في بولندا في شهر يوليو سنة 1900 م، وكان الإقليم يومها تابعاً للإمبراطورية النمساوية. كان أبواه | <br>ولد بإقليم غاليسيا في [[بولندا]] في شهر يوليو سنة 1900 م، وكان الإقليم يومها تابعاً للإمبراطورية النمساوية. كان أبواه [[اليهودية|يهوديين]]، وكان اسمه «ليوبولد فايس»، وبدأ يتدرّب ليصبح كاهناً مثل جدّه، إلّاأنّ روحه القلقة جعلته يهرب ليلتحق بالجيش... اشتغل بعد تخرّجه من الجامعة في فيينا بالصحافة وسافر إلى القدس بدعوة من خاله، حيث تعرّف على حركة الصهيونية ورفضها. بدأت من هناك رحلة عشقه الإسلام وعالمه، بدءاً باستكشاف كزائر، ثمّ كصحافي، وانتهت باعتناقه الإسلام بالجزيرة العربية عام 1926 م، ومن ثمّ انطلقت ملحمة تفاعل عقل من أبرز عقول القرن العشرين مع الإسلام، تاريخه، عقائده، حاضره، مستقبله، ومشكلات أهله، وقد سجّل وقائع هذه الملحمة في كتابه «الطريق إلى مكّة» (صدر عام 1953 م) الذي يعتبر من أروع الأعمال الأدبية والفكرية التي جاد بها هذا القرن على ما قيل. وكتابه هذا يتحدّث عن رحلة عقل توّاق إلى معرفة الحقيقة، بحث عنها في ثنايا التوراة وأسفار اليهودية، ثمّ ابتغاها في مقاهي فيينا وصالوناتها في العشرينات، وغازل في سبيلها أعمال فرويد حيناً وكتاباته في التحليل النفسي، ثمّ وجدها أخيراً في صحراء الجزيرة العربية ورمالها. أحبّ جزيرة العرب وأهلها واعتبرها موطنه، وصاحب ملكها آنذاك. تفاعل مع كلّ قضايا الأُمّة، حيث غامر في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي بالتسلّل إلى ليبيا، ورافق الشهيد عمر المختار وصحبه في جهاده ضدّ الإيطاليّين، ثمّ انتقل بعد ذلك إلى الهند، حيث لقي العلّامة محمّد إقبال، وتوثّقت بينهما مودّة شديدة، وقد أقنعه إقبال بالتخلّي عن الترحال، حيث كان ينشد الذهاب إلى تركستان وآسيا الوسطى، ولكن إقبال أصرّ عليه ليبقى ويساعد في إذكاء نهضة الإسلام في<br>الهند ومشروع إقامة دولة باكستان. أقام في الهند حتّى قيام الحرب العالمية الثانية، فكاد له الإنجليز هناك وحبسوه باعتباره مواطن دولة معادية «النمسا»، ولكن الإنجليز كانوا يتخوّفون من أثره على المسلمين، وقد وقعت له بسبب الحبس كارثة؛ إذ ضاعت منه أكثر أجزاء ترجمة صحيح البخاري الذي أفنى شطراً من عمره وهو عاكف عليها. بعد الحرب وقيام دولة باكستان انتقل إلى هناك، واكتسب جنسية الدولة الجديدة، ثمّ أصبح مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية بها، فمندوبها الدائم في الأُمم المتّحدة في نيويورك، وفي عام 1953 م استقال من منصبه بعدما أعلن أنّه اطمأنّ إلى أنّ الدولة الجديدة قامت على قدميها. في نيويورك التقى زوجته الثالثة بولا حميدة، وعاود معها الترحال، وكان اعتنق الإسلام بصحبة زوجته إلزا، لكنّها ما لبثت أن توفّيت، فتزوّج بامرأة عربية رزق منها بابنه الوحيد (هو الدكتور طلال الأسد الذي يُدَرّس في إحدى الجامعات الأمريكية)، وانفصل عن زوجته العربية بعد ذلك. وفي عام 1964 م شرع في أضخم مشروع في حياته، وهو مشروع ترجمة معاني القرآن الكريم، وأمضى سبعة عشر عاماً وهو يعدّ الترجمة، فكانت النتيجة في عام 1980 م صدور واحدة من أهمّ ترجمات معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية. كان يحمل على كاهله ثقل القرن بكامله، نشأ وهو يشهد انهيار أوروبّا القديمة وأحلامها وآمالها في حطام الحرب العالمية الأُولى، ثمّ انصرف عنها يحمل هموم العالم الإسلامي وآماله وإحباطاته، مات أبواه في معسكرات الاعتقال النازية في الوقت نفسه الذي كان هو يكابد الاعتقال في سجون الحلفاء، وظلّ مدافعاً عن الإسلام، ثمّ اضطرّ إلى الهجرة من ديار الإسلام ليحافظ على استقلال رأيه، فأقام منذ أوائل الثمانينات في طنجة، فالبرتغال، ثمّ إسبانيا. كان أوّل من بشّر بالدولة الإسلامية وجاهد في سبيلها، وظلّ يسدي النصح الصبور إلى الإسلاميّين، ليقنعهم بأنّ الموعظة الحسنة والبناء المتأنّي لا الصراع المتعجّل هو سبيل البناء الإسلامي الصحيح. رفض إسرائيل وحاربها، وظلّ حتّى آخر أيّامه يكتب ليثبت بمنطق العقل أنّ المسلمين هم أولى الناس بالقدس ورعايتها وعمارة مساجدها ومقدّساتها. لم يكن يساوم في معتقداته، ولم تلن له عزيمة في سبيل بناء صرح<br>الإسلام، ولم يكن يرى في الإسلام الحلّ فقط لمعضلات المسلمين، بل كان يرى فيه مستقبل البشرية كلّها. كان أوّل كتبه عن الإسلام بعنوان «الإسلام على مفترق الطرق» الذي نشر سنة 1934 م، ونال شعبية واسعة. كانت فكرة مفترق الطرق دعوة إلى المسلمين ليتّخذوا الطريق الصحيح ويتجنّبوا الانقياد الأعمى للأنماط والقيم الاجتماعية الغربية. | ||
<br>وألّف أيضاً: المنهاج «الإسلامي في الحكم»، و «مبادى الدولة في الإسلام» سنة 1947 م، وهما يتناولان نظام الحكم في الإسلام، ولكن أيّاً من كتبه لم يفق انتشار «الطريق إلى مكّة» الذي ترجم إلى أكثر لغات العالم، وقال عنه كاتب أوروبّي مسلم في تأثير هذا الكتاب: «إنّ أحداً لا يعرف عدد من وجدوا الطريق إلى الإسلام عبر هذا الكتاب الصغير». | <br>وألّف أيضاً: المنهاج «الإسلامي في الحكم»، و «مبادى الدولة في الإسلام» سنة 1947 م، وهما يتناولان نظام الحكم في الإسلام، ولكن أيّاً من كتبه لم يفق انتشار «الطريق إلى مكّة» الذي ترجم إلى أكثر لغات العالم، وقال عنه كاتب أوروبّي مسلم في تأثير هذا الكتاب: «إنّ أحداً لا يعرف عدد من وجدوا الطريق إلى الإسلام عبر هذا الكتاب الصغير». | ||
<br>عند وفاته كان يعدّ الجزء الثاني من مذكّراته، ليحكّي فيها طرفاً آخر من حياته العامرة، وكان العنوان الذي اختاره للكتاب هو: «عودة القلب إلى وطنه». كما ألّف كتاب «شريعتنا هذه» سنة 1987 م. | <br>عند وفاته كان يعدّ الجزء الثاني من مذكّراته، ليحكّي فيها طرفاً آخر من حياته العامرة، وكان العنوان الذي اختاره للكتاب هو: «عودة القلب إلى وطنه». كما ألّف كتاب «شريعتنا هذه» سنة 1987 م. |
مراجعة ٠٩:٤٠، ٢٠ يونيو ٢٠٢١
الاسم | محمّد أسد |
---|---|
الاسم الکامل | محمّد أسد |
تاريخ الولادة | ه ق 1900/۱۳۱۷م |
محل الولادة | بلژیک |
تاريخ الوفاة | ه ق۱۴۱۲/1992 م/ |
المهنة | کاتب و متفکر استاد الازهر |
الأساتید | |
الآثار | منهاج الإسلام في الحكم.
الإسلام على مفترق الطرق. الطريق إلى مكة (تُرجِم إلى العربيّة بعنوان: الطريق إلى الإسلام). رسالة القرآن (وهو ترجمة معاني سور القرآن الكريم). صحيح البخاري: ترجمة وتعليقات. |
المذهب | اسلام |
محمّد أسد: مفكّر إسلامي كبير.
ولد بإقليم غاليسيا في بولندا في شهر يوليو سنة 1900 م، وكان الإقليم يومها تابعاً للإمبراطورية النمساوية. كان أبواه يهوديين، وكان اسمه «ليوبولد فايس»، وبدأ يتدرّب ليصبح كاهناً مثل جدّه، إلّاأنّ روحه القلقة جعلته يهرب ليلتحق بالجيش... اشتغل بعد تخرّجه من الجامعة في فيينا بالصحافة وسافر إلى القدس بدعوة من خاله، حيث تعرّف على حركة الصهيونية ورفضها. بدأت من هناك رحلة عشقه الإسلام وعالمه، بدءاً باستكشاف كزائر، ثمّ كصحافي، وانتهت باعتناقه الإسلام بالجزيرة العربية عام 1926 م، ومن ثمّ انطلقت ملحمة تفاعل عقل من أبرز عقول القرن العشرين مع الإسلام، تاريخه، عقائده، حاضره، مستقبله، ومشكلات أهله، وقد سجّل وقائع هذه الملحمة في كتابه «الطريق إلى مكّة» (صدر عام 1953 م) الذي يعتبر من أروع الأعمال الأدبية والفكرية التي جاد بها هذا القرن على ما قيل. وكتابه هذا يتحدّث عن رحلة عقل توّاق إلى معرفة الحقيقة، بحث عنها في ثنايا التوراة وأسفار اليهودية، ثمّ ابتغاها في مقاهي فيينا وصالوناتها في العشرينات، وغازل في سبيلها أعمال فرويد حيناً وكتاباته في التحليل النفسي، ثمّ وجدها أخيراً في صحراء الجزيرة العربية ورمالها. أحبّ جزيرة العرب وأهلها واعتبرها موطنه، وصاحب ملكها آنذاك. تفاعل مع كلّ قضايا الأُمّة، حيث غامر في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي بالتسلّل إلى ليبيا، ورافق الشهيد عمر المختار وصحبه في جهاده ضدّ الإيطاليّين، ثمّ انتقل بعد ذلك إلى الهند، حيث لقي العلّامة محمّد إقبال، وتوثّقت بينهما مودّة شديدة، وقد أقنعه إقبال بالتخلّي عن الترحال، حيث كان ينشد الذهاب إلى تركستان وآسيا الوسطى، ولكن إقبال أصرّ عليه ليبقى ويساعد في إذكاء نهضة الإسلام في
الهند ومشروع إقامة دولة باكستان. أقام في الهند حتّى قيام الحرب العالمية الثانية، فكاد له الإنجليز هناك وحبسوه باعتباره مواطن دولة معادية «النمسا»، ولكن الإنجليز كانوا يتخوّفون من أثره على المسلمين، وقد وقعت له بسبب الحبس كارثة؛ إذ ضاعت منه أكثر أجزاء ترجمة صحيح البخاري الذي أفنى شطراً من عمره وهو عاكف عليها. بعد الحرب وقيام دولة باكستان انتقل إلى هناك، واكتسب جنسية الدولة الجديدة، ثمّ أصبح مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية بها، فمندوبها الدائم في الأُمم المتّحدة في نيويورك، وفي عام 1953 م استقال من منصبه بعدما أعلن أنّه اطمأنّ إلى أنّ الدولة الجديدة قامت على قدميها. في نيويورك التقى زوجته الثالثة بولا حميدة، وعاود معها الترحال، وكان اعتنق الإسلام بصحبة زوجته إلزا، لكنّها ما لبثت أن توفّيت، فتزوّج بامرأة عربية رزق منها بابنه الوحيد (هو الدكتور طلال الأسد الذي يُدَرّس في إحدى الجامعات الأمريكية)، وانفصل عن زوجته العربية بعد ذلك. وفي عام 1964 م شرع في أضخم مشروع في حياته، وهو مشروع ترجمة معاني القرآن الكريم، وأمضى سبعة عشر عاماً وهو يعدّ الترجمة، فكانت النتيجة في عام 1980 م صدور واحدة من أهمّ ترجمات معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية. كان يحمل على كاهله ثقل القرن بكامله، نشأ وهو يشهد انهيار أوروبّا القديمة وأحلامها وآمالها في حطام الحرب العالمية الأُولى، ثمّ انصرف عنها يحمل هموم العالم الإسلامي وآماله وإحباطاته، مات أبواه في معسكرات الاعتقال النازية في الوقت نفسه الذي كان هو يكابد الاعتقال في سجون الحلفاء، وظلّ مدافعاً عن الإسلام، ثمّ اضطرّ إلى الهجرة من ديار الإسلام ليحافظ على استقلال رأيه، فأقام منذ أوائل الثمانينات في طنجة، فالبرتغال، ثمّ إسبانيا. كان أوّل من بشّر بالدولة الإسلامية وجاهد في سبيلها، وظلّ يسدي النصح الصبور إلى الإسلاميّين، ليقنعهم بأنّ الموعظة الحسنة والبناء المتأنّي لا الصراع المتعجّل هو سبيل البناء الإسلامي الصحيح. رفض إسرائيل وحاربها، وظلّ حتّى آخر أيّامه يكتب ليثبت بمنطق العقل أنّ المسلمين هم أولى الناس بالقدس ورعايتها وعمارة مساجدها ومقدّساتها. لم يكن يساوم في معتقداته، ولم تلن له عزيمة في سبيل بناء صرح
الإسلام، ولم يكن يرى في الإسلام الحلّ فقط لمعضلات المسلمين، بل كان يرى فيه مستقبل البشرية كلّها. كان أوّل كتبه عن الإسلام بعنوان «الإسلام على مفترق الطرق» الذي نشر سنة 1934 م، ونال شعبية واسعة. كانت فكرة مفترق الطرق دعوة إلى المسلمين ليتّخذوا الطريق الصحيح ويتجنّبوا الانقياد الأعمى للأنماط والقيم الاجتماعية الغربية.
وألّف أيضاً: المنهاج «الإسلامي في الحكم»، و «مبادى الدولة في الإسلام» سنة 1947 م، وهما يتناولان نظام الحكم في الإسلام، ولكن أيّاً من كتبه لم يفق انتشار «الطريق إلى مكّة» الذي ترجم إلى أكثر لغات العالم، وقال عنه كاتب أوروبّي مسلم في تأثير هذا الكتاب: «إنّ أحداً لا يعرف عدد من وجدوا الطريق إلى الإسلام عبر هذا الكتاب الصغير».
عند وفاته كان يعدّ الجزء الثاني من مذكّراته، ليحكّي فيها طرفاً آخر من حياته العامرة، وكان العنوان الذي اختاره للكتاب هو: «عودة القلب إلى وطنه». كما ألّف كتاب «شريعتنا هذه» سنة 1987 م.
توفّي في 20 شباط سنة 1992 م، ودفن في مقابر المسلمين في غرناطة بالأندلس.
يقول الأُستاذ محمّد خير رمضان يوسف: «وقد رأيت للأديب الراحل عبد العزيز الرفاعي كتاباً مخطوطاً في حياته، ويبدو أنّه لم يكمله. وكان يلتقي به في الأندلس. وقد كان يحضر ندوته الخميسية بالرياض... ورأيته مرّة في الندوة ساكتاً طوال ما كان موجوداً، وكان طوّالًا كبيراً في السنّ. وله فيه مقال ظهر بعنوان: «أيّام حزينة... النمساوي المسلم محمّد أسد» في «المجلّة العربية» س 17 ع 186 «رجب 1413 ه»، ويوجد كتاب في سيرته أيضاً بعنوان: «صيحة مسلم قادم من الغرب، إسلام محمّد أسد» بقلم مصطفى حلمي، نشرته دار الدعوة- الإسكندرية عام 1405 ه، ويقع في 91 صفحة».
المراجع
(انظر ترجمته في: تتمّة الأعلام 2: 124- 125، إتمام الأعلام: 339، المفكّرون الغربيّون المسلمون 1: 117- 130، رسائل الأعلام إلى العلّامة أبي الحسن الندوي: 158- 159، نثر الجواهر والدرر 2: 2024- 2026).