القاسم بن محمد بن أبي بكر

الاسم	القاسم بن محمّد بن أبي بكر
تاريخ الولادة	بعد سنة 35 هجري قمري
تاريخ الوفاة	بعد سنة 105 هجري قمري
كنيته	أبو محمّد، أبو عبد الرحمان .
نسبه	القُرَشي، التَيْمي، البكري .
لقبه	المَدَني، الفقيه، الضَرير .
طبقته	الثالثة .

القاسم بن محمد بن أبي بكر هو حفيد الخليفة الأول أبي بكر ، ولد في زمن خلافة الإمام علي عليه السلام .

ترجمته

كان أبوه محمّد قد نشأ وتربّى في حجر الإمام عليه السلام، واستشهد في مصر حينما كان والياً عليها من قبله، وبقي القاسم يتيماً في حجر عائشة .

وكان ابنه عبدالرحمان فاضلاً ومحدّثاً، ويُعدّ من رواته، ومن رواة ابنته أُم فروة؛ زوجة الإمام الباقرعليه السلام وأُمّ الإمام الصادق عليه السلام. وحيث كانت والدة «أُمّ فروة» حفيدة أبي بكر واسمها «أسماء» فقد قال الإمام الصادق عليه السلام: «ولدني أبو بكر مرّتين» .

كان القاسم من سادات التابعين، وكان من أفضل أهل زمانه ، قد ذهب بصره في آخر عمره . قال ابن سعد: «كان رفيعاً عالياً، فقيهاً إماماً، كثير الحديث» .

ومن خصائصه الأخلاقية المشهورة عنه أنّه لايكاد يردّ على أحدٍ في مجلسه، ولم يعب عليه، قال مالك: «كان القاسم قليل الحديث، قليل الفتيا» . وما كان يجيب إلّا على الشي ء الظاهر . وكان مخالفاً لعقيدة القدر بشدّة، ويتجنّب الخوض في البحث فيه، حتّى ذكروا أنّه سُمع يلعن القدرية. وقال لقومٍ يذكرون القدر: «كفّوا عمّا كفّ الله عنه» .

وطبقاً لرواية الحميري عن الإمام الرضاعليه السلام فإنّ قاسماً كان إمامياً، حيث ذُكر عند الرضاعليه السلام القاسم بن محمّد خال أبيه وسعيد بن المسيّب، فقال عليه السلام: «كانا على هذا الأمر» . ولهذا ولغيره من الشواهد اعتبره المامقاني إمامياً . بينما اكتفى المحقّق الخوئي بنقل الرواية، ولم يعلّق عليها .

وكان القاسم لايفسّر القرآن ، لكنّه كان يتحدّث بعد العشاء الآخرة هو وأصحابه. وعن عبدالله بن العلاء، قال: «سألت القاسم يُملي عليَّ أحاديث... قال: فمنعني القاسم يومئذٍ أن أكتب حديثاً» .

وفي سنة 87 ه أقال الخليفة الأموي الوليد والي المدينة هشام بن إسماعيل، وعيّن مكانه عمر بن عبد العزيز، فدعا عمر عشرةً من فقهاء المدينة البارزين، وكان من جملتهم القاسم ، وقال لهم: «إنّما دعوتكم لأمرٍ تؤجرون عليه، وتكونون فيه أعواناً على الحقّ، لا أُريد أن أقطع أمراً إلّا برأيكم أو برأي من حضر منكم، فإن رأيتم أحداً يتعدّى، أو بلغكم عن عاملٍ لي ظلامة، فأحرّج الله على من بلغه ذلك إلّا بلّغني» .

موقف الرجاليّين منه

ذكره رجاليّو أهل السنّة بالإجلال، وصرّح بتوثيقه بعضهم؛ كابن سعد والعِجْلي وابن حبّان . وأمّا رجاليّو الشيعة فقد ذكره ابن داود في القسم الأول من كتابه ضمن المعتمدين، وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الإمامين السجاد والباقرعليهما السلام ، واكتفى البرقي بعدّه من أصحاب الباقرعليه السلام .

القاسم وأهل البيت عليهم السلام

كانت علاقة القاسم بأهل البيت عليهم السلام من الوضوح بحيث لايرقى إليه الشكّ، فقد روى إسحاق بن جرير قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: «كان سعيد بن المسيّب والقاسم بن محمّد ابن أبي بكر وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين عليه السلام» .

وذكر: أنّه لمّا أراد بنو هاشم دفن الإمام الحسن عليه السلام بجوار جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله عارضت إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وآله ذلك، فأتاهاالقاسم بن محمّد بن أبي بكر فكلّمها وحاججها، فرجعت .

مَن روى عنهم ومَن رووا عنه

روى عن جماعة، منهم: أسلم مولى عمر، عبدالله بن جعفر، ابن الزبير، ابن عباس، ابن عمه: عبدالله بن عبد الرحمان، ابن عمر، عبدالله بن عمرو بن العاص، أبوه: محمّد بن أبي بكر، أبو هريرة، أسماء بنت عُمَيس، زينب بنت جَحْش، عمّته: عائشة.

وروى عنه جماعة، منهم: ابنه: عبد الرحمان، أُسامة بن زيد بن أسلم، سالم بن عبدالله، صالح بن كَيْسان، الشعبي، مالك بن دينار، الزُهري، محمّد بن المُنكدر، نافع مولى ابن عمر، مُظاهر بن أسلم، أيوب السَخْتياني. وقد وردت رواياته في الصحاح الستّة . وقال علي بن المَديني: «له مائتا حديث» . وعدّه ابن سعد كثير الحديث .

من رواياته

روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: «أتدرون من السابقون إلى ظلّ لله عزّوجلّ؟» قالوا: الله عزّوجلّ ورسوله أعلم، قال: «الذين إذا أُعطوا الحقّ قبلوه، وإذا سُئلوه بذلوه، وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم» .

وفاته

اختلف في تاريخ وفاته، إلّا أنّ كثيراً من المؤرّخين ذكروا أنّ عمره حين وفاته كان بين 70 و72 سنة، وبالنظر إلى التاريخ المحتمل لولادته، وهو قبل شهادة أبيه سنة 38 ه، فإنّه ينبغي القول: إنّه توفّي بعد سنة 105 ه بقُدَيْد، وهو منزل بين مكّة والمدينة. وذكر أنّه قال قبيل وفاته: «كفّنوني في ثيابي التي كنت أُصلّي فيها: قميصي وإزاري وردائي» وأوصى أن لا يُبنى على قبره .