الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المذهبية»

من ویکي‌وحدت
(المذهبية ایجاد شد)
 
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
حصيلة اختلاف الفقهاء في مسائل اجتهادية غير قاطعة الثبوت أو الدلالة في نطاق الأحكام السلوكية.<br>وهذا يعني أنّ في مصدري الكتاب والسنّة ما هو غير واضح الدلالة على المعنى المطلوب، بل يحمل في طيّه غير احتمال.<br>كما أنّ في السنّة ما هو غير قطعي الثبوت، بل تطوف به احتمالات الصحّة والحسن والضعف.<br>وهذه الخلافات الفقهية والتي هي مادّة المذاهب الفقهية - لا علاقة لها بالأُصول <br>الاعتقادية المتعلّقة بحقيقة الكون والحياة والإنسان، أو بما يتفرّع عن معرفة هذه الحقائق الثلاث من سلسلة المعتقدات الإسلامية التي يتكوّن من مجموعها معنى الإسلام والإيمان.<br>وعلاقتها بالأُصول الاعتقادية لا تتعدّى - إن وجدت - تحقيق مناطاتها واستظهار كيفية تطبيقاتها.<br>
'''المذهبية''' عرّفها الدكتور [[محمّد سعيد رمضان البوطي]] بأنّها: تقليد العامّي أو من لم يبلغ رتبة الاجتهاد مذهب إمام مجتهد، سواء التزم واحداً بعينه أم عاش يتحوّل من واحد إلىٰ آخر.<br>
في حين عرّفها الدكتور [[محسن عبد الحميد]] بأنّها: ما ذهب إليه الإسلام في أُمور الكون وخالقه والحياة والإنسان، أي: القضايا التي تتعلّق بالكلّيات وليست الجزئيات. فالمذهب ليس الذهاب إلىٰ مجرّد رؤية في مسألة جزئية أو في مجموعة مسائل متفرّقة، بل الذهاب إلىٰ بلورة منظومة من المفاهيم التي اصطلح عليها لغة بالمعتقد أو الطريقة أو الأصل.<br>
وقد تبلورت هذه المنظومات تاريخياً في المدارس الفقهية الاجتهادية التي جرى العرف على تسميتها بالمذاهب، وتحدّدت اصطلاحاً بذلك.<br>
والمذهبية تعدّ قيمة معنوية، في حين أنّ الطائفية قيمة مادّية، وإذا كانت المذهبية من حيث هي فكر إنساني تستطيع أن تعيش دون أن ترتبط بطائفة بذاتها، فإنّ العكس غير صحيح، فالطائفية لا قوام لها بغير المذهبية باعتبار أنّ التجمّع البشري إذا أُريد له أن يتمّ فلا بدّ له من فكر يؤلّف قاعدة للالتقاء بصرف النظر عن كون هذا الفكر يعبّر عن قناعات ومصالح أو يعبّر عن الطموحات والأهواء.<br>
 
[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]]

مراجعة ٠٩:٤٢، ١٠ مارس ٢٠٢١

المذهبية عرّفها الدكتور محمّد سعيد رمضان البوطي بأنّها: تقليد العامّي أو من لم يبلغ رتبة الاجتهاد مذهب إمام مجتهد، سواء التزم واحداً بعينه أم عاش يتحوّل من واحد إلىٰ آخر.
في حين عرّفها الدكتور محسن عبد الحميد بأنّها: ما ذهب إليه الإسلام في أُمور الكون وخالقه والحياة والإنسان، أي: القضايا التي تتعلّق بالكلّيات وليست الجزئيات. فالمذهب ليس الذهاب إلىٰ مجرّد رؤية في مسألة جزئية أو في مجموعة مسائل متفرّقة، بل الذهاب إلىٰ بلورة منظومة من المفاهيم التي اصطلح عليها لغة بالمعتقد أو الطريقة أو الأصل.
وقد تبلورت هذه المنظومات تاريخياً في المدارس الفقهية الاجتهادية التي جرى العرف على تسميتها بالمذاهب، وتحدّدت اصطلاحاً بذلك.
والمذهبية تعدّ قيمة معنوية، في حين أنّ الطائفية قيمة مادّية، وإذا كانت المذهبية من حيث هي فكر إنساني تستطيع أن تعيش دون أن ترتبط بطائفة بذاتها، فإنّ العكس غير صحيح، فالطائفية لا قوام لها بغير المذهبية باعتبار أنّ التجمّع البشري إذا أُريد له أن يتمّ فلا بدّ له من فكر يؤلّف قاعدة للالتقاء بصرف النظر عن كون هذا الفكر يعبّر عن قناعات ومصالح أو يعبّر عن الطموحات والأهواء.