انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «اليمن»

من ویکي‌وحدت
أنشأ الصفحة ب' '''اليمن''' هو بلد يقع في جنوب غرب آسيا وشبه الجزيرة العربية، ويبلغ عدد سكانه حوالي 30 مليون نسمة، ومساحته أكثر من 500,000 كيلومتر مربع. اللغة الرسمية فيه هي العربية، وعملة البلاد هي الريال اليمني، وعاصمته صنعاء. ينقسم هذا البلد إلى عشرين محافظة، ويتميز بساحلين رئ...'
 
سطر ١٠٣: سطر ١٠٣:
بعض من أهم التشكيلات والمنظمات النشطة للزيدية في اليمن تشمل:
بعض من أهم التشكيلات والمنظمات النشطة للزيدية في اليمن تشمل:


**المؤسسة العلمية الثقافية**
* المؤسسة العلمية الثقافية


تأسست هذه المؤسسة في عام 1991 على يد الشهيد السيد مرتضى المحطوري في صنعاء. أهم أنشطة هذه المؤسسة هي تنظيم الدورات التعليمية، لكنها تشارك أيضًا في الأنشطة الثقافية والخيرية. تخرج عدد كبير من المفكرين من هذه المؤسسة؛ بعض الشخصيات البارزة في حركة أنصار الله في اليمن هم من خريجي هذه المؤسسة.
تأسست هذه المؤسسة في عام 1991 على يد الشهيد السيد مرتضى المحطوري في صنعاء. أهم أنشطة هذه المؤسسة هي تنظيم الدورات التعليمية، لكنها تشارك أيضًا في الأنشطة الثقافية والخيرية. تخرج عدد كبير من المفكرين من هذه المؤسسة؛ بعض الشخصيات البارزة في حركة أنصار الله في اليمن هم من خريجي هذه المؤسسة.


**المؤسسة الرسالية**
* المؤسسة الرسالية


تأسست هذه المؤسسة في عام 2009. ترأسها الدكتورة "أمال عبدالخالق حجر". الجمهور الرئيسي لهذه المؤسسة هو النساء، ومحور أنشطتها ثقافي واجتماعي وخيري.
تأسست هذه المؤسسة في عام 2009. ترأسها الدكتورة "أمال عبدالخالق حجر". الجمهور الرئيسي لهذه المؤسسة هو النساء، ومحور أنشطتها ثقافي واجتماعي وخيري.


**رابطة علماء اليمن**
* رابطة علماء اليمن


تتكون هذه الرابطة من علماء الدين في اليمن، وتسمح بالعضوية لكل الأفراد المؤهلين. تركز أنشطة هذه الرابطة بشكل أساسي على الجانب العلمي. أعلنت هذه الرابطة عن وجودها في أواخر عام 2012.
تتكون هذه الرابطة من علماء الدين في اليمن، وتسمح بالعضوية لكل الأفراد المؤهلين. تركز أنشطة هذه الرابطة بشكل أساسي على الجانب العلمي. أعلنت هذه الرابطة عن وجودها في أواخر عام 2012.


**حزب الحق**
* حزب الحق


تأسس هذا الحزب السياسي في عام 1990، ورئاسة الحزب مُنحت لـ "مجد الدين المؤيدي"، أحد كبار العلماء في اليمن. على الرغم من أن هذا الحزب يقدم نفسه كحزب مدافع عن حقوق الشيعة الزيدية، إلا أن بعض تصرفاته، مثل نشر أعمال علماء الإمامية والتركيز على أخبار إيران، أثارت شائعات حول إمامية بعض قادته.
تأسس هذا الحزب السياسي في عام 1990، ورئاسة الحزب مُنحت لـ "مجد الدين المؤيدي"، أحد كبار العلماء في اليمن. على الرغم من أن هذا الحزب يقدم نفسه كحزب مدافع عن حقوق الشيعة الزيدية، إلا أن بعض تصرفاته، مثل نشر أعمال علماء الإمامية والتركيز على أخبار إيران، أثارت شائعات حول إمامية بعض قادته.


**تنظيم الشباب المؤمن**
* تنظيم الشباب المؤمن


تأسس هذا التنظيم من قبل الشباب الزيديين لمواجهة الفكر السلفي والوهابي في عام 1990. كان أول أمين عام له "محمد يحيى عذان"، وبعد ذلك تم انتخاب حسين الحوثي أمينًا عامًا له. وفقًا لبعض التقارير التاريخية، يُعتقد أن مؤسس هذا التنظيم هو حسين الحوثي، الذي أسس تنظيم الشباب بعد انفصاله عن حزب الحق.
تأسس هذا التنظيم من قبل الشباب الزيديين لمواجهة الفكر السلفي والوهابي في عام 1990. كان أول أمين عام له "محمد يحيى عذان"، وبعد ذلك تم انتخاب حسين الحوثي أمينًا عامًا له. وفقًا لبعض التقارير التاريخية، يُعتقد أن مؤسس هذا التنظيم هو حسين الحوثي، الذي أسس تنظيم الشباب بعد انفصاله عن حزب الحق.

مراجعة ١١:٣٩، ١٤ يوليو ٢٠٢٥


اليمن هو بلد يقع في جنوب غرب آسيا وشبه الجزيرة العربية، ويبلغ عدد سكانه حوالي 30 مليون نسمة، ومساحته أكثر من 500,000 كيلومتر مربع. اللغة الرسمية فيه هي العربية، وعملة البلاد هي الريال اليمني، وعاصمته صنعاء. ينقسم هذا البلد إلى عشرين محافظة، ويتميز بساحلين رئيسيين: الساحل الغربي على البحر الأحمر والساحل الجنوبي على البحر العربي، بالإضافة إلى العديد من الجزر، وأهمها جزيرة سقطرى في البحر العربي.

تعتبر اليمن من أكثر المناطق خصوبة في شبه الجزيرة العربية، وبفضل موقعها الجغرافي الخاص وموانئها وجزرها المهمة، كانت محل اهتمام المستعمرين على مر التاريخ، وقد شهدت صفحات تاريخ هذا البلد أحداثًا متنوعة. اليمن هو نقطة استراتيجية حساسة تهم الشرق والغرب.

الوضع الجغرافي

تقع **اليمن** في جنوب غرب آسيا، في جنوب شبه الجزيرة العربية في الشرق الأوسط. عاصمتها مدينة صنعاء. عدد سكان اليمن يقارب 30 مليون نسمة ومساحته تزيد عن 500 ألف كيلومتر مربع. اللغة الرسمية في هذا البلد هي العربية وعملته الريال اليمني. تتمتع اليمن بساحلين رئيسيين: ساحل غربي على البحر الأحمر وساحل جنوبي على البحر العربي. كما تحتوي على أكثر من 100 جزيرة في البحر الأحمر والبحر العربي، والعديد منها يتمتع بجاذبية سياحية رائعة. أهمها أرخبيل سقطرى في البحر العربي.

تقع اليمن عند مدخل مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، مما يجعلها واحدة من أكثر خطوط النقل البحري نشاطًا واستراتيجية في العالم. يعتبر مضيق باب المندب ثاني أهم مضيق في العالم بعد قناة السويس، حيث يمر عبره سنويًا أكثر من 20 ألف سفينة تحمل أنواعًا مختلفة من البضائع.

لطالما عُرفت اليمن بموقعها الجغرافي الخاص وجاذبيتها وثرواتها الطبيعية الوفيرة بـ "اليمن السعيد" وأحيانًا "اليمن الخضراء". ومع ذلك، فإن أكثر من نصف أراضي اليمن عبارة عن صحاري وكثبان رملية، بينما تقع المناطق الخضراء والمزدهرة والجبال في غرب البلاد.

تنقسم اليمن من حيث التقسيمات الإدارية إلى عشرين محافظة: عدن، عمران، أبين، الضالع، البيضاء، الحديدة، الجوف، المهرة، المحويت، منطقة العاصمة صنعاء (الأمانة)، ذمار، حضرموت، حجة، إب، لحج، مأرب، ريمه، صعدة، محافظة صنعاء، شبوة، تعز.

أما المدن الرئيسية في اليمن فهي: صنعاء، عدن، المكلا، مأرب، والحديدة. تعتبر ثلاث محافظات مأرب، حضرموت، وشبوة المناطق الرئيسية الغنية بالنفط في اليمن. حوالي 90% من صادرات اليمن هي النفط.

بين عامي 1962 و1990، كانت اليمن مقسمة إلى دولتين: الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) والجمهورية الديمقراطية اليمنية (اليمن الجنوبي)، والتي اتحدت في هذا العام لتشكل الجمهورية اليمنية. في عام 1994، اندلعت حرب أهلية بين الانفصاليين الجنوبيين والحكومة المركزية، والتي انتهت بانتصار الشماليين، مما حافظ على الاتحاد قائمًا.

الوضع السياسي

تتبع الحكومة في اليمن النظام الجمهوري، حيث يُعتبر الرئيس رئيس الحكومة، ويتم انتخابه من قبل الشعب لفترات مدتها 7 سنوات. يجب على الرئيس اختيار رئيس الدولة. رئيس الحكومة هو الوزير الأول، ويُحدد من قبل الرئيس. يتكون مجلس الشيوخ في هذا البلد من 111 مقعدًا، يتم تعيين أعضائه أيضًا من قبل الرئيس. يتكون مجلس النواب في اليمن من حوالي 301 مقعد، ويتم انتخاب أعضائه من قبل الشعب لفترات مدتها 6 سنوات. لم يطرأ أي تغيير على الهيكل السياسي في اليمن حتى الآن.

الهيكل الاجتماعي في اليمن قبلي، حيث تسيطر زعماء القبائل على القرى وغالبية المدن. يشكل ائتلاف زعماء القبائل مع الجماعات وأصحاب السلطة الهيكل السياسي في اليمن. من بين القبائل الأكثر أهمية في اليمن قبيلتي "حاشد" و"بكيل"، اللتين تسيطران على باقي القبائل.

تاريخ اليمن

قبل الإسلام، كانت اليمن تحت حكم ثلاث مجموعات، وهي: قوم سبأ وحمير (الذين عاشوا في العصور قبل الميلاد)، والحبشيون، وأخيرًا الإيرانيون.

في أواخر فترة حكم الحبشيين، حدثت عدة ثورات من قبل سكان هذه الأرض لتحرير اليمن من الحكم الحبشي، ولكن جميعها باءت بالفشل، حتى جاء الإيرانيون وطردوا الحبشيين، ومنذ ذلك الحين تولى الحكام الساسانيون الإيرانيون حكم اليمن، واستمر ذلك حتى ظهور الإسلام. تاريخ فتح اليمن على يد الإيرانيين كان بين عامي 562 و572 ميلادي، وهو يتزامن مع طفولة النبي محمد.

مع ظهور الإسلام، اعتنق آخر حاكم إيراني لليمن (المسمى باذام) الإسلام، وتم الاعتراف بحكمه في اليمن من قبل النبي محمد.

يعتقد الباحثون أن اليمن هو البلد الوحيد من أصل العرب الساميين الذي لم يتغير جذوره ولغته. يشكل العرب في اليمن، الذين يشكلون غالبية سكان البلاد، جزءًا من العرب القحطانيين، وبالتالي يعتبرون أنفسهم عربًا أصيلين. يُعتبر شعب اليمن أكثر حضارة وثقافة من غيرهم من العرب.

وجود الأمم والحضارات القديمة جعل أرض اليمن مليئة بالآثار التاريخية والأثرية. من ميزات الحضارة اليمنية يمكن الإشارة إلى إنشاء أرض خصبة وزراعة متقدمة، مما جعلهم من بين أول العرب الذين انخرطوا في الحضارة والعمارة والزراعة.

يقال إن اليمن هو البلد الوحيد الذي اعتنق أهله الإسلام بدون حرب أو دماء. بعد أن أعلن النبي محمد دعوته، كتب رسائل إلى البلدان والقبائل المختلفة يدعوهم إلى الإسلام. أرسل أولاً خالد بن الوليد مع مجموعة إلى اليمن، لكنهم لم يتمكنوا من إسلام أي شخص خلال ستة أشهر من إقامتهم هناك. بعد ذلك، أرسل النبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى اليمن. عند وصوله إلى اليمن، تجمع أفراد قبيلة حمدان، وهي واحدة من أكبر القبائل في اليمن، حوله، وقرأ عليهم رسالة النبي.

كانت عظمة كلام النبي مؤثرة للغاية على قبيلة حمدان، حتى أسلم جميعهم في يوم واحد. بعد أن علم النبي بذلك، حمد الله مرتين وقال: السلام على حمدان.

بعد إسلام حمدانيين، اعتنق بقية سكان اليمن الإسلام تدريجيًا. يفخر اليمنيون بأنهم اعتنقوا الإسلام بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وبدون إراقة دماء. بعد إسلامهم، لعب اليمنيون أدوارًا مهمة في مختلف مجالات الحياة الإسلامية وشاركوا بنشاط في الفتوحات والأحداث الأخرى. أدى إسلام هؤلاء الناس على يد علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى بروز حبهم وولائهم لأهل البيت في قلوب اليمنيين.

الأديان والمذاهب

يعتبر معظم سكان اليمن (حوالي 99%) مسلمون. وفقًا لموسوعة ويكيبيديا، حوالي 30٪ من سكان اليمن هم من الشيعة الزيدية، 50٪ من أهل السنة الشافعية، 10٪ وهابيون وحنبليون، 5٪ مالكيون، 4٪ من الشيعة الاثني عشرية والإسماعيلية، و1٪ غير مسلمين.

يعيش أهل السنة بشكل رئيسي في الجنوب والجنوب الشرقي في المناطق الساحلية، بينما يتركز الشيعة الزيدية بشكل رئيسي في الشمال والشمال الغربي في المناطق الجبلية حيث يتركز عدد كبير من سكان اليمن. على الرغم من الاختلافات المذهبية، لم يكن هناك أي كراهية أو عداء بين الناس في اليمن.

الزيدية

أهم تيار فكري وعقدي في اليمن الحالي هو "الزيدية". يُخصص جزء كبير من تاريخ اليمن لحكم الزيديين، الذين تولوا السلطة في هذه الأرض منذ العصور العباسية، واستمر حكمهم حوالي 1100 سنة، من حوالي 900 إلى 1962 ميلادي.

تعود أصول الزيدية في اليمن إلى ترجمان الدين قاسم بن إبراهيم الرسي (170-244 هـ/786-858 م)، الذي كان فقيهًا، متكلمًا، باحثًا، مؤلفًا ومجاهدًا. يتمتع بمكانة خاصة بين الزيديين، لأنه أولاً جد الحكام والأئمة الزيديين، وثانيًا كانت أفكاره وآراؤه الفقهية ذات تأثير كبير في انتشار المذهب الزيدي في اليمن. لهذا السبب، يُطلق على الزيديين في اليمن أيضًا اسم "القاسمية".

ابنه حسين الرسي كان أيضًا من الفقهاء والباحثين والمجاهدين من أسرة الطباطبائي، وقد قام خلال حياة والده بالترويج للمذهب الزيدي وآرائه الفقهية في اليمن. نتيجة لهذه الحملات، نما المذهب الشيعي الزيدي في اليمن إلى جانب المذاهب الإسلامية الأخرى، وأصبح بعد فترة من الزمن المذهب الأكثر نفوذًا في تلك المنطقة.

تشكل الزيدية قاعدة لنشوء دولة بني الطباطبا.

الزيدية هم الذين يؤمنون بإمامة زيد بن علي، ابن الإمام السجاد (عليه السلام). يعتقد الشيعة الزيدية، مثل الشيعة الاثني عشرية، أن الإمامة تستند إلى نص من النبي محمد، لكن الشيعة الاثني عشرية يرون أن نص النبي يتعلق فقط بخلافة اثني عشر إمامًا من عترته، بينما يعتقد الزيدية أن نص النبي يشمل بشكل عام جميع أبناء الحسن والحسين من السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله علیها).

تتفق جميع الفرق الإسلامية، بما في ذلك أهل السنة، والمعتزلة، والشيعة، على تفوق زيد في العلم والمعرفة. كان حجته في الفقه، وأفضل العباد والزهاد في زمانه، ولم يكن له نظير في السلوك والأخلاق. قال زياد بن منذر: "كنت جالسًا عند الإمام الباقر (عليه السلام) عندما جاء زيد بن علي، فلما وقع نظر الإمام عليه قال: هذا سيد في عائلته، ودمه ثأر لهم، ما أكرم أمًا أنجبته يا زيد".

قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت عنه: "لم أرَ فقيهًا، أعلم، أبلغ، وأسرع جوابًا من زيد بن علي".

كان زيد يعتقد أن الإمام يجب أن يكون من نسل السيدة فاطمة (سلام الله علیها)، وأن يقوم بالثورة بالسيف، ويدعو إلى كتاب الله وسنة النبي، وأن يكون عالمًا بأحكام الله، ويدعو الناس إلى إمامته. نظرًا لأن جوهر تفكير زيد كان الثورة ضد الظلم والطغيان، فقد قاد ثورة ضد هشام بن عبد الملك، وأخيرًا ضحى بحياته في هذا الطريق.

بناءً على هذا المبدأ، كان ينكر أصل التقية الذي كان يؤمن به الشيعة الاثنا عشرية. كان يعتبر علي بن أبي طالب (عليه السلام) أفضل صحابة رسول الله، لكنه كان يعتقد أن خلافة أبي بكر وعمر أيضًا حق وواجب الطاعة. اعتنق العديد من أهل البيت وغيرهم هذا المذهب، ونشروا مبادئه وأصوله، وهكذا تشكلت فرقة الزيدية. تعاليم هذه الفرقة مستمدة من تعاليم وآراء زيد بن علي.

عقائد الزيدية

مذهب الزيدية في الأصول العقائدية، بخلاف مسألة الإمامة، قريب من العدلية وفي الفقه يتبع المذهب الحنفي. يُقال إن زيد بن علي، زعيم الزيدية، كان تلميذًا لوَاصل بن عطاء المعتزلي. بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، يعتبرون زيد الشهيد إمامًا، ويعدون الإمام زين العابدين (عليه السلام) فقط قائدًا علميًا ومعرفيًا، وليس إمامًا بالمعنى السياسي والزعيم الإسلامي، لأن أحد شروط الإمام من وجهة نظرهم هو القيام بالسلاح ضد الظالمين. معظم كتّاب الزيدية لا يعتبرون الإمام زين العابدين (عليه السلام) من أئمتهم، ويعتبرون حسن المثنى، ابن الإمام حسن المجتبى (عليه السلام)، إمامًا بدلاً عنه.

وجهة نظر الزيدية في أصول الدين تشبه وجهة نظر الإمامية. بين الفرق المختلفة من الشيعة، عقائد الزيدية أقرب ما تكون إلى وجهة نظر الإمامية. يؤمنون مع الاعتقاد بالحسن والقبح العقلي، مثل بقية الشيعة، بأصل التوحيد والعدل كأهم الأصول العقائدية، وينفون أي تشبيه وتجسيم عن الله. كما يرون الله عدلاً، ويعتقدون أنه يحكم بناءً على المصلحة والمفسدة، ويجزي ويعاقب. بالإضافة إلى ذلك، يعتبرون الإنسان مختارًا وينفون بشدة وجهة نظر الجبريين.

تعتبر الزيدية أيضًا أن النبوة والإمامة من الأصول الأساسية للدين، لكن وجهة نظرهم بشأن الإمامة تختلف عن وجهة نظر الإمامية. يقول السيد يحيى طالب الشريف، أحد المستبصرين الزيدية: "أعتقد أن الشيعة الزيدية ستذوب تدريجياً في الشيعة الاثني عشرية". الزيديون لديهم روايات قليلة جدًا. كلمة إمام لا تحمل قدسية عند الزيديين. أي طالب علم يقرأ قليلاً يدعي الإمامة، ومن ثم يحدث القتال والنزاع بسبب ذلك. لقد ذكروا صفات لأهل البيت (عليهم السلام) لا تشمل أئمتهم.

يعتبر الزيديون أيضًا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول الدين، ويعتقدون أنه يجب الهجرة من الأراضي التي يتظاهر سكانها بالمعصية إلى أماكن لا توجد فيها معصية. بالإضافة إلى ذلك، مثل المعتزلة، يؤمن الزيديون بمبدأ المنزلة بين المنزلتين، أي أنهم لا يعتبرون مرتكب الكبيرة مؤمنًا كما يراها المرجئة، ولا كافرًا كما يراها الخوارج، بل يعتقدون أن هذا الشخص فاسق فقط.

فرق الزيدية

تنقسم الزيدية إلى عدة فرق فرعية، وأهمها ثلاث فرق: الجارودية، البترية، والجريرية.

الجارودية

هذه الفرقة تتبع أبا الجارود زيد بن منذر العبدي. كان أبو الجارود من أتباع الإمام الباقر والإمام الصادق لكنه تركهم وانضم إلى الزيدية. كان يعتقد أن هناك نصًا عن إمامة الإمام علي والحسنين من قبل النبي، لكن هذا النص وصف وليس تسمية، وقد انقطع بعد ذلك. على الرغم من أن الجارودية قبلت زيدًا بالإمامة، إلا أنهم تجاوزوا آراءه واعتقدوا أن الناس انحرفوا باختيارهم آخر غير علي بن أبي طالب وعدم بيعتهم له. الإمامة فقط تستحق أبناء الإمام حسن والإمام حسين، ومن يخالف بيعة الإمام كافر. اعتبر بعضهم الجارودية رافضية بسبب طعنهم في الشيخين والصحابة.

البترية (الصالحية)

سُمِّيَت بهذا الاسم لأنها من أصحاب حسن بن صالح بن حي الهمداني (100-168 هـ) ومن أصحاب كثير النواي أبتر. كانت البترية تكفر الجارودية بسبب طعنهم في الشيخين والصحابة. من وجهة نظرهم، كان الإمام علي (عليه السلام) أفضل الصحابة وأحق بالإمامة، لكن خلافة أبي بكر وعمر لم تكن خطأ، لأن الإمام أمير المؤمنين قد رضي بخلافتهم. كما كانوا يرون أن قيام إمامين في منطقتين مختلفتين جائز، وطاعة كل منهما واجبة. انضم المعتزلة من بغداد إلى فرقة الصالحية، وكانت الصالحية تتبع مذهب الاعتزال في الأصول.

الجريرية (السليمانية)

أتباع سليمان بن جرير الرقي، الذين كانوا يرون أن الإمام علي (عليه السلام) هو أفضل الصحابة وأحق بالخلافة، لكنهم اعتقدوا أنه بما أن النبي لم يُصرح بخلافته، رغم أنه كان يحب أن يكون علي (عليه السلام) خليفة، فإن خطأ الصحابة كان خطأ اجتهاديًا وليس ذنبًا. هذه الطائفة تبرأت من عثمان واعتبرت محاربي علي (عليه السلام) كفارًا، ومثل بقية فرق الزيدية اعتبروا الإمامة حقًا خاصًا بأولاد فاطمة (سلام الله علیها). كانت الجريرية ترى أن تعيين الإمام ممكن فقط من خلال مجلس من الناس يتكون على الأقل من اثنين من اختيارات الأمة. من وجهة نظرهم، الإمامة المفضولة مع وجود الأفضل جائزة، وأن الإمام علي (عليه السلام) هو الإمام وبيعة أبي بكر وعمر كانت خطأ.

الزيدية في اليمن

بعد استشهاد زيد بن علي، قام الزيديون بعدة ثورات في مناطق مختلفة مثل خراسان، المدينة، البصرة، الكوفة، طالقان، طبرستان واليمن، وكان من أهم هذه الثورات تشكيل الحكومة الزيدية في طبرستان واليمن. تم نقل المذهب الزيدي رسميًا إلى اليمن على يد يحيى بن حسين بن قاسم، من أحفاد الإمام حسن المجتبى (عليه السلام) المعروف بالهادي إلى الحق، حيث بايعه أهل اليمن في عام 280 هـ. بعد يحيى بن حسين، تولى أبناؤه الإمامة والسلطة في اليمن واحدًا تلو الآخر، بحيث استمرت سلسلة الإمامة الزيدية في الغالب في عائلة يحيى وشملت حوالي ستين إمامًا يُطلق عليهم الحسنين.

استمرت حكومة الزيديين في اليمن حتى انقلاب 1962م بقيادة عبدالرحمن الأرياني أو ثورة 1962م، مع بعض التقلبات. خلال هذه الفترة الطويلة، كان الزيديون دائمًا يسيطرون على الأجزاء الشمالية من اليمن، مع أن نفوذهم كان أحيانًا يمتد إلى مناطق أخرى. لكن، بخلاف زمن الهادي إلى الحق وبعض الأئمة الزيديين الآخرين، لم يتمكن الزيديون في اليمن من إقامة حكومة قوية، وغالبًا ما كان يظهر إمام للقيام ببعض المدن لفترة قصيرة ثم تفقد تلك السلطة بسبب الحروب الداخلية. زادت هذه الفوضى منذ القرن الحادي عشر، وكانت حكومة الزيديين دائمًا مصاحبة للثورات والنزاعات. كانت الانقسامات الناتجة عن الهجمات المتكررة من الأتراك العثمانيين، وادعاءات الإمامة المتكررة، وعدم الانسجام والنظام القبلي السائد في اليمن من عوامل عدم الاستقرار السياسي في اليمن.

انتشار واسع للكتب والأفكار المعتزلية بين الزيديين في اليمن تزامن مع ظهور حركة المطرفية بينهم. كانت المطرفية مجموعة من الزيديين الذين اعتبروا أنفسهم أتباع الهادي يحيى بن حسين، وطرحوا آراء خاصة في القضايا العقائدية تتعارض مع العقيدة المعروفة عن الزيدية، ووفقًا لبعض الآراء، تأثرت بمذهب أبو القاسم البلخي، أحد قادة المعتزلة في البصرة. لجأ الأئمة والعلماء الزيديون لمواجهة هذه الحركة إلى التراث الفكري والكلامي للمعتزلة الآخرين، مما أدى إلى نقل كتب المعتزلة وشخصيات متأثرة بهم من العراق وإيران إلى اليمن، وبالتالي في القرون اللاحقة ظهر تيار في الزيدية اليمنية تأثر بالمعتزلة وأفكارهم. في هذا المذهب، تم ربط أصول مذهب الزيدية بالعقلانية المفرطة، وانتشرت بعض الآراء الكلامية غير الشيعية بينهم.

في المقابل، انتقد بعض العلماء الزيديين العقلانية المفرطة للمعتزلة، ويمثلون توجهًا مشابهًا لتوجه أهل الحديث، ومن جهة أخرى ابتعدوا عن التيار الأصلي للزيدية والشيعة. وهكذا، وُضعت الخط الزيدي الأصلي بين تيارين مائلين إلى أفكار غير شيعية ولكن مختلفين، وهما التيار العقلاني المائل إلى أفكار المعتزلة والتيار النقلي المائل إلى أهل الحديث.

الزيدية في اليمن في العصر الحاضر

مع سقوط **الإمبراطورية العثمانية** عام 1337 هـ / 1918 م خلال الحرب العالمية الأولى، تهيأت الظروف لحكم زيدي آخر يُدعى أحمد بن محمد بن يحيى، الذي كان في الواقع آخر حكومة من سلالة الزيديين، وتمكن من السيطرة على اليمن. انتهت حكومة أحمد بن محمد في عام 1962م مع انقلاب **عبدالله سلال**. ومنذ ذلك الحين، أُقيمت الحكومة الجمهورية في اليمن وتم إبعاد سلالة الزيدية عن السلطة. حاليًا، تُدار اليمن كجمهورية ديمقراطية.

بالإضافة إلى التاريخ الطويل لحكومة الزيدية في اليمن، يشكل الزيديون حاليًا عددًا كبيرًا من الشيعة في اليمن، حيث يُقدّر عددهم بحوالي 35% من سكان اليمن. يعيش الزيديون بشكل رئيسي في محافظات صعدة، تعز، الجوف، صنعاء، إب، ذمار، عمران، مأرب، حجة، مجويت، والحديدة. كما يوجد عدد كبير من أتباع المذهب الزيدي في جنوب المملكة العربية السعودية، وخاصة في منطقة نجران. كانت هذه المنطقة، التي تقع بجوار اليمن، تُعتبر سابقًا جزءًا من أراضي اليمن التي انفصلت في النزاعات بين البلدين في القرن الماضي. القبيلتان الكبيرتان في اليمن، وهما "حاشد" و"بكيل"، هما زيديتان. تُعتبر هاتان القبيلتان من أهم قبائل اليمن ولها دور كبير في التحولات السياسية في اليمن بعد تشكيل الحكومة الجمهورية.

المنظمات

بعض من أهم التشكيلات والمنظمات النشطة للزيدية في اليمن تشمل:

  • المؤسسة العلمية الثقافية

تأسست هذه المؤسسة في عام 1991 على يد الشهيد السيد مرتضى المحطوري في صنعاء. أهم أنشطة هذه المؤسسة هي تنظيم الدورات التعليمية، لكنها تشارك أيضًا في الأنشطة الثقافية والخيرية. تخرج عدد كبير من المفكرين من هذه المؤسسة؛ بعض الشخصيات البارزة في حركة أنصار الله في اليمن هم من خريجي هذه المؤسسة.

  • المؤسسة الرسالية

تأسست هذه المؤسسة في عام 2009. ترأسها الدكتورة "أمال عبدالخالق حجر". الجمهور الرئيسي لهذه المؤسسة هو النساء، ومحور أنشطتها ثقافي واجتماعي وخيري.

  • رابطة علماء اليمن

تتكون هذه الرابطة من علماء الدين في اليمن، وتسمح بالعضوية لكل الأفراد المؤهلين. تركز أنشطة هذه الرابطة بشكل أساسي على الجانب العلمي. أعلنت هذه الرابطة عن وجودها في أواخر عام 2012.

  • حزب الحق

تأسس هذا الحزب السياسي في عام 1990، ورئاسة الحزب مُنحت لـ "مجد الدين المؤيدي"، أحد كبار العلماء في اليمن. على الرغم من أن هذا الحزب يقدم نفسه كحزب مدافع عن حقوق الشيعة الزيدية، إلا أن بعض تصرفاته، مثل نشر أعمال علماء الإمامية والتركيز على أخبار إيران، أثارت شائعات حول إمامية بعض قادته.

  • تنظيم الشباب المؤمن

تأسس هذا التنظيم من قبل الشباب الزيديين لمواجهة الفكر السلفي والوهابي في عام 1990. كان أول أمين عام له "محمد يحيى عذان"، وبعد ذلك تم انتخاب حسين الحوثي أمينًا عامًا له. وفقًا لبعض التقارير التاريخية، يُعتقد أن مؤسس هذا التنظيم هو حسين الحوثي، الذي أسس تنظيم الشباب بعد انفصاله عن حزب الحق.

في بداية نشاطه، أنشأ حسين الحوثي مدارس بدعم من الحكومة، وعلم أفكاره. على الرغم من أن أفكاره كانت قريبة من أفكار الإمامية، إلا أن نشاطاته كانت محصورة في الأعمال الثقافية والفكرية. منذ عام 2002، بدأ الحوثي في إدخال نشاطاته إلى المجال السياسي، وتحدث عن المسؤولية الدينية وخطر أمريكا، مؤكدًا ضرورة العمل من أجل الإسلام والابتعاد عن أمريكا والكيان الصهيوني.

تجمع أفراد هذا التنظيم في عام 2003 عندما دخلت أمريكا في حرب العراق، أمام السفارة الأمريكية، ورفعوا شعارات ضد أمريكا وإسرائيل. منذ ذلك الحين، شعرت الحكومة اليمنية بالخطر من هذا التنظيم وبدأت اتخاذ إجراءات لمواجهته. أدت هذه الإجراءات إلى سلسلة من النزاعات بين أنصار الحوثي والحكومة في عام 2004، حيث استشهد حسين الحوثي. بعده، تولى بدر الدين الحوثي، والد حسين، قيادة قوات الحوثي. استؤنفت هذه النزاعات في أواخر عام 2005 بقيادة عبد الملك الحوثي، شقيق حسين الحوثي. حاليًا، تتمتع قوات الحوثي في اليمن بسلطة كبيرة على المستوى الحكومي.