الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الجماعة الإسلامية في إندونيسا... الوجه الآخر لـ"داعش»
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٣: | سطر ١٣: | ||
</div> | </div> | ||
كانت الجماعة الإسلامية ، بإيديولوجيتها المتشددة ، أول جماعة أقامت دولة إسلامية في جنوب شرق آسيا ، ليس فقط في إندونيسيا ، وكان العنف والسلاح أساسًا لهذا الهدف ووجود الدول الإسلامية في معظم أنحاء جنوب شرق آسيا. وكانت المناطق التي تقطنها أغلبية مسلمة تعتبر في هذه المنطقة. | '''كانت الجماعة الإسلامية''' ، بإيديولوجيتها المتشددة ، أول جماعة أقامت دولة إسلامية في جنوب شرق آسيا ، ليس فقط في إندونيسيا ، وكان العنف والسلاح أساسًا لهذا الهدف ووجود الدول الإسلامية في معظم أنحاء جنوب شرق آسيا. وكانت المناطق التي تقطنها أغلبية مسلمة تعتبر في هذه المنطقة. | ||
مراجعة ٠٦:٣٠، ٣١ يوليو ٢٠٢١
عنوان مقاله | الجماعة الإسلامية في إندونيسا... الوجه الآخر لـ"داعش |
---|---|
زبان مقاله | عربي |
كانت الجماعة الإسلامية ، بإيديولوجيتها المتشددة ، أول جماعة أقامت دولة إسلامية في جنوب شرق آسيا ، ليس فقط في إندونيسيا ، وكان العنف والسلاح أساسًا لهذا الهدف ووجود الدول الإسلامية في معظم أنحاء جنوب شرق آسيا. وكانت المناطق التي تقطنها أغلبية مسلمة تعتبر في هذه المنطقة.
الجماعة الإسلامية في إندونيسا... الوجه الآخر لـ"داعش"
تمثل حركات الإسلام السياسي التي تنتهج النهج المتطرف، أحد أهم عوامل انتشار العنف والإرهاب في العالم، وتعد الجماعة الإسلامية في إندونيسا والتي يتزعمها أبو بكر باعشيرن، أحد أهم روافد الإرهاب في جنوب شرق آسيا، وهو يعد باعشير المرشد الروحي للمتشددين في إندونيسا وجنوب شرق آسيا. كانت الجماعة الإسلامية بما تحمله من فكر متشدد أولي الجماعات التي سعت إلى تأسيس الدولة الإسلامية في جنوب شرق آسيا، وليس في إندونيسا فقط، واتخذ العنف والسلاح أساس لتأسيس هذا الهدف وعو وجود دول إسلامية تحكم أغلب دول جنوب شرق آسيا والمناطق ذات الغالبية الإسلامية في هذ المنطقة المهمة للعالم.
للجماعة الإسلامية علاقات واسعة مع تنظيم القاعدة الإرهابي، وقد نشطت هذه إجماعة في حرب الدجهاديين بأفغانسات، ودخل في صراع مع الحكومة الإندونيسية خلال الثمانينيات والتسعينيات، وشهد العقد الأول من الألفية الجديدة موجهة عمليات إرهابية في جنوب شرق آسيا وخاصة إندونيسا وماليزيا، مما أدى إلى مواجهات عنيفة مع الامن الإندونيس والماليزي.
ولكن جاءت مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بزعامة أبو بكر البغدادي، لتعيد لها الاضواء لهذه الجماعة الأصولية والتي تصنف كجماعة إرهابية في عددا من دول آسيا والغرب.
لمحة تاريخية
يعود تاريخ الجماعات الإسلامية في إندونيسيا إلى مجموعة واحدة ظهرت عام 1912 تحت اسم الرابطة الإسلامية وهي أول حزب سياسي وطني نشأ في ذلك البلد من نقابات مهنية أسستها تيارات قومية بزعامة تيرتو أضحي سوريو بهدف الوقوف أمام تمدد نفود الأقلية الصينية. وبعد عشر سنوات من تأسيسها قاد زعيم ديني يدعى الحاج أغوس سالم الرابطة الإسلامية إلى اتجاه يؤمن بالعنف عبر تسيير مظاهرات مناوئة للصينيين في مدينتي كودوس وسولو. وانطلاقا من مقره في جاوا الوسطى، بدأت الرابطة تمثل الشرارة الأولى لما يوصف بالأسماء المتداولة حاليا بالتطرف الإسلامي في إندونيسيا الحديثة بالتوازي مع ترسيخ الهوية القومية لشعب جاوا.
ومما تجدر الإشارة إليه أن اثنين من كبار حركة الاستقلال في إندونيسيا -سوكارنو وسيكرامادجي ماريجدان كارتوسويرجو- خرجا أصلا من عباءة الرابطة الإسلامية، مع التذكير بأن سوكارنو -الرئيس الإندونيسي الأسبق- ترك الرابطة عام 1927 ليؤسس الحزب الوطني الإسلامي الذي قاد حركة التحرير المسلح وأسس الجمهورية الحديثة. أما زميله كارتوسويرجو -الذي اختار البقاء في الرابطة- فبدأ بإطلاق دعوته الشهيرة لإقامة الدولة الإسلامية في إندونيسيا عام 1936، واللافت للنظر أن اليابانيين وبعد احتلالهم إندونيسيا بعد انتزاعها من يد الهولنديين عام 1942سمحوا لكارتوسويجرو بإقامة معسكرات تدريب للمقاتلين في جاوا الغربية ومن هنا نشأ ما بات يعرف لاحقا باسم "حزب الله".
ومن أهم الجماعات الإسلامية المسلحة في إندونيسيا عبر تاريخها منذ الاستقلال "دار الإسلام" والتي تم تأسيسها مع إعلان فاستقلال إندونيسيا عام 1948، فقد أعلن كارتوسوريجو الدولة الإسلامية بعد أيام فقط من إعلان سوكارنو ومحمد حتا الاستقلال، قبل أن يتراجع لاحقا بيد أن اسم الدولة بقي قائما مع إعلانه بدء التمرد المسلح ضد دولة الاستقلال الجديدة انطلاقا من جاوا الغربية تحت اسم دار الإسلام، واستمرت الجماعة في صراع مع الدولة حتى تم حتى إلقاء القبض على كارتوسوريجو وإعدامه عام 1962،
وخلال السبعنيات نت القرن الماضي، من عمر الحركة وفي عهد الرئيس سوهارتو، ظهرت فصائل داخل الحركة منها كوماندو الجهاد التي نشطت بشكل ملحوظ عام 1976 بسلسلة من الهجمات المسلحة التي استهدفت بعض المساجد والكنائس. وردت قوات الأمن على ذلك بحملة اعتقالات شملت قيادات الجماعة قبل إجراء الانتخابات العامة في البلاد في مايو1977 خشية من تحرك الجماعة (رابطة الإسلام) لحشد المؤيدين لها. وبعد ذلك التاريخ بعامين، عاد فصيل كوماندو الجهاد للقيام بعدة عمليات عرف باسم "إرهاب ورمان" نسبة إلى قائد الفصيل موسى ورمان الذي خطط لقتل العديد من المخبرين الذي ساعدوا السلطات في اعتقال قيادات رابطة الإسلام، بالإضافة للقيام بعمليات سطو مسلح بهدف تأمين التمويل اللازم.
وفي نفس الفترة ظهر فصيل جديد من عباءة رابطة الإسلام تحت اسم المجلس الثوري الإسلامي الإندونيسي بقيادة عمران بن زين الذي استوحى الفكرة من الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بقيادة الخميني الذي طلب ورمان منه الدعم مرارا لكن دون استجابة. وفي عام 1981 اختطفت الحركة طائرة إندونيسية وطالبت بإطلاق العديد من قيادات الرابطة المعتقلين لدى الحكومة ومن بينهم عبد الله سونغكار أحد القيادات المرموقة للرابطة في سولو.
وعلى مدى تاريخها الطويل، لم تعرف رابطة الإسلام شكلا تنظيميا واحدا بل مجموعة من الحركات والفصائل تتظلل تحت رايتها، كما فشلت في توسيع قاعدتها الشعبية خارج إطار قاعدتها التقليدية في الأوساط الدينية المتشددة لتبقى تنظيما فضفاضا يطالب بإقامة الدولة التي تطبق الشريعة الإسلامية، التاريخ السابق والصارع بين الحكومة الإندونيسة والجماعات الإسلامية أدى إلى ظهور الجماعة الإسلامية.
الأيديولوجية:
تنتمي الجماعة الإسلامية تنتمي إلى السلفية الجهادية، تستخدم العنف(الجهاد المسلح) لتحقيق أهداف سياسية، الجماعة الإسلامية تعتبر الحكومة الإندونيسية، جنبا إلى جنب مع الحكومات الأخرى في منطقة جنوب شرق آسياسيا بانها كفارة وتحكم بغير الشريعة الإسلامية. وتسعى الجماعة الإسلامية لإحياء لإقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشرعية الإسلامية.
وتعتبر الجماعة الإسلامية التطور التدريجي للحركة الإندونيسية الإسلامية، دار الإسلام (DI)، الذي خاض تمردا عنيفا لإقامة دولة إسلامية في إندونيسيا في 1950م و1960م.
ويعد ميثاق الجماعة الإسلامية(PUPJI) المرشد العام لعناصر الجماعة، والذي يحدد مبادئ الدينية والجوانب الإدارية يؤكد الأهداف الرئيسية للجماعة الإسلامية. هذه تنطوي على إنشاء قاعدة دعم قوية من أتباعه ومن ثم، من خلال الكفاح المسلح، وخلق دولة إسلامية في إندونيسيا تليها القومية الإسلامية الخلافة دمج ماليزيا وسنغافورة وبروناي وجنوب الفلبين ودولة إسلامية العالمية في نهاية المطاف.
ويقول باعشير: منهجي بالدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية هو السير على منهج الرسول صلي الله عليه وسلم القائم على الدعوة والجهاد ولن أتخلى عن ذلك مهما حصل وإذا ما أحتاج الأمر إلى اللجوء إلى القوة عندما نتعرض للاعتداء فسنستخدم القوة، إن ما نريده هو تغيير الدستور الإندونيسي 100% إلى نظام إسلامي وذلك من خلال الدعوة وتعليم الناس وأنا واثق من أن نصر الله آت.
كما يرى باعشير: ان أمريكا العدو الأول للمسلمين وأنه لا بد من قتالها في كل مكان، ويري أن قتال الولايات المتحدة بالسلاح واجب في المناطق التي تهاجمنا بها الولايات المتحدة بالسلاح .
الجماعة الإسلامية.. التأسيس
في الأول من يناير 1993 كان الإعلان الرسمي لتأسيس الجماعة الإسلامية في جنوب شرق آسيا على يد كل من الشيخ أبو بكر باعشير ورفيقه عبد الله سنغكر، وهي تهدف منذ نشأتها إلى إقامة دولة (نوسانتارا) الإسلامية التي تضم (ماليزيا وإندونيسيا وسلطنة بروناي والفلبين وتايلاند وسنغافورة)، وتصف بانها منظمة عبر الحدود. فقد خرجت "الجماعة الإسلامية" من رحم ثورات إسلامية تاريخية عرفت في إندونيسيا بحركات "دار الإسلام" ظهرت أثناء الكفاح من أجل الحصول على استقلال البلاد من الحكم الهولندي، رافعة شعار السعي لتأسيس دولة إسلامية، وكان أتباع هذا التيار يعتقدون أن القوميين واليساريين غيبوا حق مسلمي إندونيسيا في تأسيس دولة تحكم بالإسلام، فكان ينظر لأفكار "دار الإسلام" في الخمسينيات على أنها جهاد إندونيسي لمواجهة الظلم وللمحافظة على القيم الإسلامية.
ومع أن باعشير وسنغكر لم يكونا تنظيمياً ضمن أعضاء حركة دار الإسلام، فإنهما كانا متعاطفين معها ومع رجالاتها وأهدافها، واعتبرا فيما بعد امتدادا لها. برزا باعشير وسنغكر في منتصف الخمسينيات ضمن "حركة الشباب المسلم الإندونيسي" وهي حركة طلابية استقلالية، كانت بمثابة الذراع الطلابية لـ"مجلس شورى مسلمي إندونيسيا". وبعد أن قضى باعشير عامين في مدرسة غونتور الدينية التي كانت تجمع في تعليمها بين المواد العلمية الحديثة والمواد الشرعية المعروفة انتقل عام 1963 إلى صولو حيث التقى برفيق دربه عبد الله سنغكر، وأسسا في عام 1967 "إذاعة سوراكرتا للدعوة الإسلامية" في صولو، ومدرسة "المؤمن" الدينية في عام 1971ن والتي انتقلت إلى قرية نغروكي ثم اشتهرت بها فيما بعد، فعرفت باسم "مدرسة نغروكي"، وبها اشتهرت مجموعة سنغكر وباعشير
تم إغلاق إذاعة سوراكرتا من قبل سلطات الأمن عام 1975، بعد 8 سنوات من نشاطها، بسبب إدخالها المواضيع السياسية ضمن برامجها، واعتبار الحكومة إياها وسيلة إعلامية معارضة للدولة التي كانت تحصي أنفاس أبناء الشعب آنذاك.
وفي عام 1976، التقى شونغكار وباعشير مع الحاج إسماعيل برانوتو الملقب هسبران وبحث معهما مسألة انضمامهما إلى حركة كوماندو جهاد، ومن هنا بدأ النقاش بشأن تشكيل ما أصبح يعرف لاحقا باسم "الجماعة الإسلامية".
وفي 1977 اعتقل عبد الله سنغكر لمدة 6 أسابيع ثم قدم للمحاكمة لدعوته أتباعه ومن حوله بأن يقاطعوا انتخابات عام 1977، وفي محاكمته قال سنغكر أنه وباعشير وافقا على ضرورة تأسيس "الجماعة الإسلامية" كأسلوب لمواجهة الخطر الشيوعي. وقال المدعون العامون للدولة أن سنغكر قد عين "حاكماً عسكرياً" (سريا) لتنظيم "دولة إندونيسيا الإسلامية" في منطقة جاوا الوسطى، وأنه عين رئيسا لمجموعة أخرى هي "جماعة مجاهدي أنصار الله"، واتهم فريق الادعاء سنغكر وباعشير بأنهما يسعيان لجذب الأعضاء للتنظيم..
بعد اعتقالهما لعدة سنوات، خرج سونغكار وباعشير من السجن عام 1982 حيث باشرا بالدعوة لاستراتيجية جديدة للرابطة الإسلامية استنادا إلى أفكار حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر. حوكم أبو بكر باعشير وعبد الله سنغكر في عام 1982 بتهمة التخريب، وهي التهمة التي سجن غالبية من حوكم من هذا التيار بها، وبعد خروجهما من السجن في عام 1983 عادا للنشاط من جديد، فشكلا مجموعات دراسية صغيرة، وبدءا بتجميع المعتقلين السابقين من مجموعة نغروكي في اجتماع "بهدف لمّ شمل الأعضاء السابقين الذين فرقتهم عمليات الاعتقال في السنوات الماضية".
وفي بداية عام 1985 قرر الرجلان السفر إلى ماليزيا المجاورة، لتجنب بطش حكم الجنرال سوهارتو، بعد أن ازدادت مطاردة باعشير وسنغكر بسبب تجرؤهم على نقد الحكم العسكري، خاصة وهما يعتمدان على الخطاب الشرعي بعدم جواز طاعة حكم علماني يعطل الأحكام ويعمل بسياسات تخالف الشريعة. وخلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي وبعد سلسلة الاعتقالات التي شملت قيادات الرابطة الإسلامية، بدأ أنصار الرابطة باستخدام الأسم الأصلي مقابل اسم كوماندو جهاد الذي بقي هو الآخر كفصيل يؤمن بالعنف المسلح على قيد الحياة تحت قيادة أجينغان مصدوقي الذي تحول إلى إمام لكامل الجماعة عام 1987 وأحضر معه اثنين من الدعاة اليمنيين إلى جاوا الوسطى وهما عبد الله سونغكار وأبو بكر باعشير. في 1993 كان الإعلان الرسمي لتأسيس الجماعة الإسلامية في جنوب شرق آسيا على يد كل من الشيخ أبو بكر باعشير ورفيقه عبد الله سنغكر، وأصبح الأخير أول أمير للجماعة الإسلامية حتى وفاته في 1999.
وبعد أن أجبر الرئيس الإندونيسي سوهارتو على الاستقالة في مايو 1998، عزمت مجموعة نغروكي على العودة إلى بلادها من المنفى، فعاد شيخا المجموعة سنغكر وباعشير بعد 13عاما قضياها في ماليزيا، لكن سنغكر توفي بعد شهر من رجوعه، فيما عاد باعشير إلى مدرسته في نغروكي، ثم أطلقت الجماعة الإسلامية في هذه الفترة "مشروع أحد" الذي يهدف إلى تطبيق الحكم بالشريعة الإسلامية، وقد تولى باعشير منصب «أمير الجماعة» فور وفاة سنغر عام 1999 ولا تزال أجهزة الاستخبارات الإندونيسية وكذلك أستراليا، تعتبرانه المرشد الروحي للجماعة. في أغسطس عام 2000 اجتمع اجتمع نحو 1800، من جهاديي إندونيسيا، أو ما يعرف مجموعة "نغروكي" بعد تفرق دام سنوات في مؤتمر معلن كبير في مدينة جوغجاكرتا سمي بـ"كونجرس المجاهدين"، الذي يعتقد المراقبون أنه جمع كل من له صلة بتيار "الدولة الإسلامية" أو "دار الإسلام" في إندونيسيا؛ وفيه ظهر إلى العلن ما يعرف اليوم بـ "مجلـس مجاهـدي إندونيسيا"، الذي شكلت قائمة قياداته في أغلبها من مجموعة نغروكي.. حيث اختير أبو بكر باعشير ليكون "أمير المجاهدين"، إلى جانب رئاسته لمجلس "أهل الحل والعقد" ليكون الهيئة الشرعية للتنظيم المعلن حديثا عملا على تطبيق الشريعة وجعل إندونيسيا دولة إسلامية. يقول باعشير: "يدعو (منهج المجلس) إلى الرجوع إلى رحاب السنة المطهرة، أي الدعوة والجهاد، ولنبدأ بالدعوة؛ لأن الجهاد أمر آخر يُعنى بالدفاع عن النفس"، يضيف: و"من خلاله نحاول قدر المستطاع تعميم قضية تطبيق الشريعة الإسلامية، وتحقيقها على أرض الواقع في البلاد".
وخلال الاعوام الماضية خرج بعض مؤسسي هذا التيار إلى جماعات أخرى وتأسيس بعضهم لجماعتي “أنصار التوحيد وأنصار الشريعة” -كما سيأتي لاحقًا- إلا أن هذه المجموعة ما زالت في إندونيسيا كتنظيم دعوي ذي فكر جهادي لكنه لا يشارك في عمل مسلح كتنظيم بمجموعه في إندونيسيا، رغم تعرض بعض أعضائه لسجن أو لمحاكمات في بعض القضايا. وبعد اعتقال أبي بكر باعشير ومحاكمته للمرة الرابعة خلال ثلاثة عقود عام 2011،مهَّد لانشقاقات أخرى، لا سيما بعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" حيث نُقل عن باعشير مبايعته مع عدد قليل من أتباعه من داخل السجن لتنظيم الدولة الإسلامية، وإن وُصفت بأنها إعلان تعاطف وتأييد لا أكثر. وبعد ذلك بأيام خرج الذين رفضوا مبايعة تنظيم الدولة من “جماعة أنصار التوحيد” وتركوها، وتُقدَّر نسبتهم بـ95% من الأعضاء، وأعلنوا، في 11 أغسطس 2014، تأسيس “جماعة أنصار الشريعة”. ومن اللافت أن اثنين من أبناء باعشير خرجوا لينضموا إلى هذا التشكيل الجديد أيضًا، وحسبما قال “حارث أمير فلاح”، السجين السابق وعضو قيادة جماعة أنصار الشريعة: إن “انقسام التيار الجهادي كان حتميًّا، فعندما أعلن تنظيم الدولة الخلافة رحَّب بذلك بعضنا، لكن الأكثرية منَّا رفضت خلافة أبي بكر البغدادي لوجود أسئلة جوهرية عن منهج اختياره كخليفة والإسراف في محاربته للمسلمين وغيرهم؛ ولهذا خرجنا وأسَّسنا تنظيم أنصار الشريعة
وقد تمكنت الدولة الإندونيسية بمساعدة الولايات المتحدة وأستراليا من توجيه ضربات قاسية إلى الجماعة وأوقفت عددا كبيرا من ناشطيها ومؤيديها، لكنها لم تنجح في توقيف بعض قادتها مثل الماليزي نور الدين محمد توب الذي يعتقد انه مدبر اعتداءات بالي وفندق ماريوت في جاكرتا.
الهيكل والقيادات:
ويبدو أن «الجماعة الإسلامية»، تتألف من عدد من الخلايا الصغيرة المستقلة التي يمكنها تحريك عناصرها القاعديين الذين يتم تجنيدهم من المدارس القرآنية في إندونيسيا، وللجماعة مئات الناشطين وعدد من كوادرها من الإندونيسيين الذين قاتل بعضهم في أفغانستان. وقد تدرب عناصرها، في معسكرات في أفغانستان وجنوب الفلبين. ومن أهم قيادات ومؤسسي الجماعة كلا من أبو بكر باعشير وعبد الله سنغكر، وفي العام 1987 عين مصدوقي باعشير في منصب وزير العدل وسونغكار في منصب وزير الخارجية في إطار حكومة ظل لعب فيها الأخير دورا كبيرا بعد توسع علاقات التنظيم مع جماعات أخرى خارج الحدود الإندونيسية. وبين القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية رضوان عصام الدين الملقب بحنبلي الذي أوقف في 14 أغسطس 2003 في تايلاند. وحنبلي اعتقل في مكان سري لدى وكالة الاستخبارات المركزية لسنوات ونقل إلى جوانتانامو في سبتمبر 2006.
وهناك عمر باتيك، صانع "المتفجرات" في شبكة الجماعة الإسلامية، وقد حكم عليه من قبل القضاء الإندونيسي، في يونيو 2012، بالسجن عشرين عاما لدوره في اعتداءات بالي التي أسفرت عن مقتل مئتين وشخصين في 2002، وهي الاعتداءات الأكثر دموية في تاريخ إندونيسيا. وكان الولايات المتحدة الأمريكية خصصت جائزة قيمتها مليون دولار لمن يقدم معلومات تساعد في القبض على عمر باتيك.
ومن قيادات الجماعة الإسلامية، غوث توفيق أحد مقاتلي حركة دار الإسلام بجاوا الغربية، وقد انتقل مع آخرين من الحركة بعد انهزامها في جاوا الوسطى في بداية الستينيات إلى إحدى قرى سومطرا الشمالية، ثم انضم لجماعة الإسلامية واعتقل من قبل السلطات الإندونيسة في عام 1977 .
ومن قيادات الجماعة الإسلامية، عبد الله عمر المولود في"لاماهالا" في جزر الفلوريس في عام 1949، فإن خلفيته أيضا مشابهة لسابقيه، فقد قضي عامين في جاوا الوسطى بإحدى القرى العلمية الشرعية التابعة للتيار العصري (واسمها غونتور) بين عامي 1967 و1968، ثم تابع دراسته في الجامعة الإسلامية بميدان، وتوجه للتدريس بمدرسة دينية بعد ذلك في بينانغ لامبونغ بمنطقة لابوهان باتو بشمال سومطرا (1973-1975). وعاد إلى موطنه الأصلي بجزر الفلوريس قبيل انتخابات عام 1977، وقد حوكم في النهاية بتهم متعددة مرتبطة بتنظيم كوماندوز الجهاد وأفراد مجموعة مدرسة نغروكي التي كان يديرها عبد الله سنغكر ورفيقه أبو بكر باعشير.
ويعد المهندس الماليزي الأصل أزهري حسين، أحد أهم قادة الجماعة الإسلامية في جنوب شرق آسيا وصانع المتفجرات.
التقارير التي تناولت سير الجماعة الإسلامية تشير إلى ان أبو بكر باعشير، كانه له منهجه الخاص في تشكيل الجماعة الإسلامية، حيث قام بتشكيل مجموعات دراسية صغيرة وجديدة التشكيل، بدأ ذلك بتجميع المعتقلين السابقين من مجموعة مدرسته في نغروكي في اجتماع شهري "بهدف لمّ شمل الأعضاء السابقين لجماعتنا الإسلامية الذين فرقتهم عمليات الاعتقال في السنوات الماضية" .
ومرة أخرى لم ينكشف أمر هذه المحاولة الجديدة من قبل باعشير إلا من خلال وثائق محاكمات أعضاء تنظيم الأسر الذين اتهموا وسجنوا فيما بعد بتهمة السعي لتأسيس دولة إسلامية، وأنهم كانوا يبايعون باعشير على طاعته ما دام لا يخالف قوله ما جاء في الكتاب والسنة. وقد تلقوا توجيهات تربوية وتنظيمة من باعشير حول كيفية تشكيل مجموعات صغيرة تتكون من 8-15 شخصا في قراهم وأحيائهم السكنية، تحيي الشريعة الإسلامية فيما بينها وتسعى لجعل الإسلام منهج حياة. ومن خلال متابعة السلطات ظهر أن هذه المحاولة لم تكن سرية.. فالأعضاء كانوا مطالبين علنًا بالالتزام بالشرع في حياتهم، كما جاء في كتاب منهجي كتبه أبو بكر باعشير معنون باسم "الأسرة".
كما كشفت أوراق محأمكنة شاب اسمه "مظاهر مختار" الذي رافق أبو بكر باعشير وعبد الله سنغكر في رحلتهما إلى ماليزيا في أبريل 1985؛ حيث كان تلميذهما في مدرسة نغروكي، عن حدجم قوة الجماعةة الإسلامية وانتشارها، ففي أبريل من عام 1985 وكما قال "مظاهر" بنفسه -حسبما جاء في وثائق منشورة لجلسات المحاكمة يوم 5-8-1986، ان مجموعة نغروكي في ماليزيا ضمت: أبو بكر باعشير وعبد الله سنغكر ومعهما فكر الدين وأغوس سوناترو (سجن لمدة عام في 1979، وكان أحد محرري نشرة الرسالة، وعاد إلى إندونيسيا في عام 1998)، وأحمد فلاح، ومبين بسطامي، وفجر صادق (رحل من قبل ماليزيا، ثم عاد بعد عام إليها متخفيًا)، وأخوه أغونغ رياضي (أعلن عن اعتقاله في ماليزيا في يناير 2002 بطائلة قانون الأمن الداخلي). وكل هؤلاء كانوا من كتاب ومحرري نشرة الرسالة سابقا (تقرير منظمة الأمنستي انترناشيونال رقم إي إس إيه 21/15/1988- بالإنجليزية).
أما عن التمويل فقد كشفت أوراق محاكمة "مظاهر مختار" عن تمويل الجماعة الإسلامية، وهو ان يعمل أفراد الجماعة في ماليزيا في شركات يمتلكها رجال أعمال ماليزيون متعاطفون معهم، على أن يكون 20% من راتب كل فرد مخصصًا لعملهم السياسي"الجماعة"، كما قرروا إرسال سنغكر وباعشير إلى إحدى دول الخليج لجمع تبرعات لعملهم.
عمليات الجماعة الإسلامية
بدأت عمليات عنف الجماعة الإسلامية أثناء الصراعات الطائفية في مالوكو وبوسو. وتحول اهتمامها إلى استهداف المصالح الغربية في إندونيسيا ن في بداية الالفية الجديدةن حيث استهدف مصالح الولايات المتحدة والدول الغربية في جنوب شرق آسيا. وجهت للجماعات الإسلامية في إندونسيا، اتهامات ب المسئولة عن تفجيرات جزيرة "بالي" الدموية عام 2002، التي أسفرت عن مقتل 202 شخص، حيث تواجه إندونيسيا مطالب بالاستقلال في العديد من الأقاليم.
وخاضت إندونيسيا مواجهة طويلة مع الإرهاب المحلي المنشأ، وخاصة تنظيم "الجماعة الإسلامية"، الذي أعلن مسئوليته عن تنفيذ 11 هجوما خلال الفترة ما بين عامين 2000 و2010، بالإضافة إلى تفجير "بالي" 2002، وقع هجوم في 5أغسطس 2003 على فندق الماريوت بجاكرتا، حيث قام انتحاري بتفجير سيارة ملغومة خارج بهو فندق جي دبليو ماريوت، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وجرح 150 واتهمت السلطات الإندونيسية «الجماعة الإسلامية» بأنها وراء الهجوم.
وفي 9 سبتمبر 2004 وقع تفجير السفارة الأسترالية في جاكرتا، حيث انفجرت سيارة ملغومة بطن من المتفجرات، خارج السفارة الأسترالية في منطقة كونينجان، جنوب العاصمة الإندونيسية، مما أسفر عن مقتل 9 أشخاص من بينهم الانتحاري نفسه، وإصابة أكثر من 100 آخرين، وأعلنت "الجماعة الإسلامية في إندونيسيا" التابعة لتنظيم القاعدة مسئوليتها عن التفجير.
وفي 1 أكتوبر 2005، شهدت جزيرة بالي، ثاني هجوم إرهابي، حيث تم استخدام عدد من القنابل الانتحارية وسلسلة من السيارات المفخخة والهجمات، وأسفر الهجوم الإرهابي عن مقتل 20 شخصا وجرح أكثر من 100 آخرين ومقتل ثلاثة من الانتحاريين في الهجمات، التي تبنتها "الجماعة الإسلامية في إندونيسيا" التابعة لتنظيم القاعدة.
كما قتل أكثر من 50 شخصا في تفجيرات نفذتها الجماعة الإسلامية، في 17 يوليو 2009، داخل فندق ريتز كارلتون بالعاصمة جاكرتا، حيث تم التفجير بواسطة انتحاري يحمل حقيبة متفجرات داخل الفندق.
كما وجهت سلطات جاكرتا الاتهامات إلى الجماعة الإسلامية بالتورط في مؤامرة لاغتيال الرئيس سوسليو يوديونو ومسئولين حكوميين آخرين في العاصمة جاكرتا في يوم ذكرى الاستقلال 17 أغسطس 2010.
وفي 15 أبريل 2011، فجّر انتحاري عبوة ناسفة في مسجد بمجمع للشرطة في مدينة سيريبون أثناء خطبة صلاة الجمعة. وأسفر التفجير عن مقتل 28 من المصلين داخل المسجد، وتبنته "الجماعة الإسلامية في إندونيسيا" وبررته باعتقال الشرطة لأفرادها.
وفي 14 يناير 2016، هاجم مسلَّحون، عناصر أمن ومقهى في أشهر شوارع العاصمة جاكرتا، وليس بعيدًا عن مقرات حكومية ومكاتب منظمات دولية، وعلى طريق تؤدي إلى القصر الرئاسي.
وحسبما ذكر المتحدث الرسمي باسم الشرطة الإندونيسية، أن ما بين 10 و14 مسلحًا شاركوا في هجمات جاكرتا التي أسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر من الشرطة وثلاثة مدنيين، في حصيلة أولية. وذكرت وسائل إعلام، أن ستة قنابل انفجرت، فيما قال شهود عيان، إن ثلاثة أشخاص قتلوا على الأقل وجرح عدد آخر، وإن هناك تبادلًا لإطلاق النار. ولم تتبن أي جهة المسئولية عن الحادث حتى الآن.
ويقول خبراء مكافحة الإرهاب إن الجماعة الإسلامية تعطلت فقط لكن لم يقض عليها. ويشيرون إلى أن الجماعة الإسلامية في جنوب شرقي آسيا قد أعدت جيلا جديدًا من المتشددين لتنفيذ مزيد من التفجيرات على شاكلة تفجير بالي، حيث تدرب قادة في مدارس دينية في إندونيسيا وباكستان.
وسبق لتنظيمات أصغر حجمًا أن أعلنت مسئوليتها عن عمليات أخرى، بما فيها عام 2005 حيث قامت مجموعة مسلحة بقطع رءوس ثلاثة من المراهقين المسيحيين.
وحتى وقت قريب كان الاعتقاد سائدا في إندونيسيا بأنه تم تجريد الجماعة الإسلامية من قوتها بدرجة كبيرة بفعل حملة زجت بالمئات من قياداتها وأنصارها خلف القضبان بعد سلسلة من الهجمات على مصالح غربية منذ بداية الألفية الثالثة.
الدور الخارجي للجماعة الإسلامية
سعي باعشير إلى توسيع علاقة الجماعة الإسلامية بالجماعات المتطرفة في منطقة جنوب شرق آسيا في عدد من الدولة كالفلبين وماليزيا وتايوان بهدف إقامة دولة إسلامية في المنطقة، كان للجماعة الإسلامية حضور واضح في حرب الجاهديين ضد الاتحاد السوفيتي، خلال نهاية الثمانينيات والتسعينيات بما يعرف باسم مكتب الخدمات الموجود على الحدود الباكستانية الأفغانية والذي كان مكلفا بتجنيد المقاتلين ضد قوات الاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان تحت راية الجهاد المقدس.
في هذه الأثناء أرسل قيادات الجماعة الإسلامية مندوبين عن الرابطة إلى مكتب الخدمات للمساعدة في إعداد وتدريب مقاتلين من جنوبي شرقي آسيا وكان منهم "أزهري بن حسين ذو القرنين" خبير صناعة القنابل والمتفجرات التي استخدمت في استهداف مصالح غربية داخل إندونيسيا، بالإضافة إلى رضوان عصام الدين الحنبلي.
وفي العام 1988 التقى مصدوقي وسونغكار وباعشير خلال رحلة إلى باكستان بأسامة بن لادن وعبد الله عزام وبالعديد من المتدربين من جنوبي شرقي آسيا في معسكرات تدريب المجاهدين.
ومن خلال التجنيد والتدريب والتلقين، والدعم المالي، والروابط التشغيلية امتحدت علاقة التنظيمة بين الجماعة الإسلامية وجماعات مسلحة أخرى مثل تنظيم القاعدة وجماعة أبو سياف (أمين عام مساعد)، والجبهة الإسلامية لتحرير مورو، وميسواري المتمرد / الانفصال وقد وجدت مجموعة (MRG / MBG) وحركة الفلبينية راجح سليمان (RSM) لسنوات عديدة.
العلاقة مع القاعدة
هناك علاقة قوية بين مؤسس تنظيم الجماعة الإسلامية أبو بكر باعشير، ومؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لان، وحالة تاثير وتاثر في الأفكار الجهادية، وتأسيس الدولة الإسلامية وتنطيبق الشريعية الإسلامية والمعاداة لأمريكا والغرب.
وفي العام 1988 التقى باعشير خلال رحلة إلى باكستان بأسامة بن لادن وعبد الله عزام وبالعديد من المتدربين من جنوبي شرقي آسيا في معسكرات تدريب المجاهدين.
كما دعمت الجماعة الإسلامية الجهاديين في أفغانستان بعناصرها، كما استفادت عناصر الجماعة الإسلامية من معسكرات تدريب المجاهديين في أفغانستان.
وهناك حالة تاثير وتاثر بين أبو بكر باعشير ومؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وقد شبه باعشير نفسَه خلال مثوله أمام المحكمة، بزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، الذي اعتبره (مجاهداً سيلقى أجره في الآخرة على الخدمات التي قدَّمها للإسلام) قائلاً: محاكمتي تجعلني رمزاً في إندونيسيا، وكأنني أسامة بن لادن
وأضاف:اذا قتل بن لادن فعلاً وتشوَّهَ وجهُه، فهذا شرف من الله، لأن اجر الشهداء عظيم.
بايع "داعش":
وعقب إعلان تننظيم الدولة الإسلامية "داعش" الخلافة عقب سيطرته على الموصل في 2014، سعى التنظيم، بعد تمدده في العراق وسوريا وليبيا، لإنشاء أذرع آسيوية، لإقامة "خلافة نائية" بعيدًا عن مركز الأحداث في الشرق الأوسط. ووفقًا لما أكده مكتب المدعي العام الأسترالي، "جورج برانديس"، في تقرير سابق له، في ديسمبر الماضي فإن داعش "حدد إندونيسيا كأرض ممكنة لتحقيق طموحاته".
وفي أغسطس 2014 أعلن زعيم الجماعة الإسلامية أبو بكر باعشير مبايعته تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي يسيطر على مناطق من العراق وسورية، وفق ما أعلنت الثلاثاء مجموعة متطرفة.
وأكدت «جماعة أنصار التوحيد» الصغيرة المتطرفة التي أسسها باعشير وتدعو إلى قيام دولة إسلامية في جنوب شرق آسيا، ان الإمام النافذ أعلن مبايعته «خلافة» تنظيم «الدولة الإسلامية».
ومن الجدير بالذكر أن اثنين وعشرين جماعة في جنوب شرق آسيا، قد أعلنوا الولاء لأبي بكر البغدادي، ودعمهم لتنظيم داعش. ومن المثير كذلك أن عددًا كبيرًا من الجماعات المسلحة في الفلبين وإندونيسيا، تتقارب أنشطتها من داعش بشكل مستمر. كما أن بعض هذه الجماعات تعمل على نشر دعاية تنظيم داعش، وتعمل على تنظيم سفر مسلمي جنوب شرق آسيا، للانضمام لصفوف تنظيم داعش في العراق وسوريا.
كما ظهر مقاتلون إندونيسيون في مشاهد ترويجية مصورة بثها تنظيم داعش، وقد أعلنت الشرطة الإندونيسية العام الماضي أنها أفشلت خطة لإحداث تفجيرات خطط لها تنظيم "داعش."
وفي نهاية ديسمبر 2015، ألقت الشرطة الإندونيسية القبض على ثلاثة أشخاص يُشتبه في ارتباطهم بتنظيم "داعش" خلال عملية شنتها في مقاطعة سولاوسي الوسطى ضد الداعية المتشدد" سانتوسو"، والذي أعلن وثلاثين من أنصاره ولاءه لـ"داعش".
ولاقت المجموعات المؤيدة لتنظيم "داعش"، اهتمامًا إعلاميًّا واسعًا محليًّا ودوليًّا رغم قلَّة عدد أعضائها نسبة إلى مجموع التيار الجهادي أو الإسلامي عمومًا. وكان من اللافت أن يحكم القضاء الإندونيسي، في التاسع من فبراير الماضي 2016، بالسجن لفترات متفاوتة على سبعة إندونيسيين لتأييدهم تنظيم الدولة أو دعمهم له أو لمجرد ذهابهم إلى سوريا(12)، وتتحدث الشرطة الإندونيسية عن قائمة طويلة من الخلايا والمجموعات المؤيِّدة لتنظيم الدولة أو التي تحمل فكره أو التي اتجه أعضاؤها إلى سوريا فعلًا، ويصعب تأكيد وجودها كلها اليوم وعدد مَنْ بقي منها(13)، لكن ما يمكن تأكيده وجود مجموعتين رئيستيين، الأولي المتواجدون في إندونيسيا: أهمهم “حركة المجاهدين في شرق إندونيسيا”(15)، بقيادة أبي وردة سانتوسو، وما زال مئات من الجيش والشرطة يشنُّون عملية عسكرية ضدهم في غابات بوسو، ولعلها العملية العسكرية الوحيدة القائمة فعلًا ضد مسلحين في إندونيسيا اليوم، وكانت قد دخلت مرحلة جديدة، في 24 يناير 2016، بحشود عسكرية جديدة، بغية ملاحقة نحو خمسين شخصًا من مجموعة سانتوسو الذين أعلنوا مبايعتهم لتنظيم الدولة الإسلامية في يونيو من عام 2014.
والثانية مَنْ ذهب من الشباب الإندونيسي إلى سوريا: وهم موجودون هناك وظهرت عدَّة تسجيلات لإندونيسيين يتحدثون عن وجودهم في سوريا في مناطق يحكمها تنظيم الدولة، وتختلف تقديرات عددهم ما بين مائة وألف، لكن بالطبع ليس كل إندونيسي يتجه إلى سوريا ينضم لتنظيم الدولة فهناك من انضم لجبهة النُّصرة، وهناك غيرهم ممن اتجه إلى العمل الخيري ويسهم في جمع التبرعات وتقديم المساعدات الإنسانية للسوريين، إضافة إلى القليل ممن انضم لكتائب سوريَّة أخرى معارضة ولا معلومات دقيقة حول أعدادهم.
تصنيف كجماعة إرهابية:
وفي 25 أكتوبر 2002، وأضيف الجماعة الإسلامية عقب تفجيرات بالي التي ترتكب الجماعة الإسلامية لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1267 باعتبارها جماعة إرهابية على صلة بتنظيم القاعدة أو حركة طالب.
وقد صنفت كذلك جماعة إرهابية من قبل حكومات أستراليا، وكندا، والمملكة المتحدة (بريطانيا)، والولايات المتحدة الأمريكية، وإندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، وسلطنة بروناي، وتايلاند.
وقد اعتقلت حكومات جنوب شرق آسيا منذ عام 2002 أكثر من 300 من الإرهابيين المشتبه بهم بالانضام إلى الجماعة الإسلامية.
كما قتلت الشرطة الإندونيسية " أزهري بن حسين ذو القرنين" صانع قنابل والمتفجرات للجماعة الإسلامية الأكثر خبرة في عام 2005 واعتقلت اثنين من كبار قادتها في منتصف عام 2007. كما اعتقلت السلطات الماليزية اثنين من كبار نشطاء الجماعة الإسلامية في كوالا لمبور في أوائل عام 2008، وفي أبريل 2009 اعتقلت سنغافورة زعيم الجماعة الإسلامية بالبلاد، والذي هرب من زنزانته بالسجن السنغافورية في أوائل عام 2008، كما قتلت الشرطة الإندونيسية في سبتمبر 2009 القايدي بالجماعة الإسلامية نور الدين مات الأعلى.
الوضع الحالي
وعن الوضع الحالي لجماعة الإسلامية، تعتقد المحللة الأمنية سيدني جونز التي تعمل في جاكرتا أن عدد أعضاء الجماعة الإسلامية عاد إلى نحو 2000 فرد حيث كان قبل أشهر تفجير نفذته في منتجع جزيرة بالي والذي راح ضحيته أكثر من 200 قتيل أغلبهم من أستراليا. وقال ناصر عباس العضو السابق في الجماعة الإسلامية إن صفوفها ما زالت تضم أعضاء أكبر سنا تدربوا في أفغانستان في الثمانينيات وعادوا بخبراتهم القتالية ومهاراتهم في تصنيع القنابل.
المؤسس
ابوبكر باعشير أميرالجماعة الإسلامية، في جنوب شرق آسيا
نشأته
ولد أبو بكر باعشير في جومبانغ بجاوا الشرقية عام 1938. وهو من سلالة أسر حضرمية يمنية من العرب الذين هاجروا قديما إلى إندونيسيا واستقروا فيها في فترات متفرقة عبر التاريخ الإسلامي للمنطقة. في منتصف الخمسينيات، برز باعشير ضمن زعماء حركة الشباب المسلم الإندونيسي المعروفة آنذاك بأنها حركة طلابية استقلالية فاعلة، وكانت بمثابة الذراع الطلابية لماشومي أو "مجلس شورى مسلمي إندونيسيا" (الذي حظر نشاطه في عام 1960.وبعد أن قضى باعشير عامين في مدرسة غونتور الدينية المذكورة آنفا- التي كانت تجمع في تعليمها بين المواد العلمية الحديثة والمواد الشرعية المعروفة.
جماعة نغروكي
انتقل في عام 1963 إلى صولو حيث التقى بعبد الله سنغكر. كان الرجلان من الدعاة المعروفين بأنشطتهم. فبينما كان سنغكر مرتبطا بماشومي، كان باعشير مرتبطاً بجمعية الإرشاد الدعوية. وفي عام 1967 جمع الرجلان جهودهما في عمل مشترك معروف لأول مرة مع رجل ثالث اسمه حسن البصري، وذلك لتأسيس "إذاعة سوراكرتا للدعوة الإسلامية" بصولو. وبعد أربعة أعوام (1971)، قام الرجلان بتأسيس مدرسة "المؤمن" الدينية التي انتقلت فيما بعد إلى مكانها الحالي في قرية نغروكي خارج صولو. وفي عام 1973 عرفت المدرسة باسم "مدرسة نغروكي"، وبها تعرف مجموعة عبد الله سنغكر وباعشير إلى يومنا هذا ولذلك تم إغلاق إذاعة سوراكرتا التي أسساها معا في عام 1975 بعد 8 سنوات من نشاطها من قبل سلطات الأمن، بسبب إدخالها للمواضيع السياسية ضمن برامجها، واعتبار الحكومة إياها وسيلة إعلامية معارضة للحكومة التي كانت تكتم آنذاك أنفاس الجميع بوسائل إعلام متحكم بها لأبعد الحدود.
نشاطه
كان أبو بكر باعشير أحد مؤسسيْ الجماعة الإسلامية مع عبد الله سُنغكَر في يناير 1993. وبعد وفاة عبد الله سُنغكَر في عام 1999، تولى أبو بكر باعشير منصب إمارة الجماعة الإسلامية في عام 2004 وأذن أبو بكر باعشير، بصفته زعيم الجماعة الإسلامية، بتنفيذ العمليات الجهادية واستخدام عناصر الجماعة الإسلامية ومواردها لشن هجمات عدة في منطقة جنوب شرق آسيا. ووفقا لما ذكره أعضاء الجماعة، فإن أي عملية كبيرة تقوم بها الجماعة الإسلامية لا بد من موافقة باعشير عليها، إما شخصيا أو عن طريق مجلس قيادته
العمليات الإرهابية
وقد أذن باعشير بتنفيذ تفجيرات بالي في 12 أكتوبر 2002، التي قتل فيها 202 شخصا؛ وأذن باستخدام عناصر الجماعة الإسلامية ومواردها لوضع مخطط يراد منه تنفيذ هجمات متزامنة بالقنابل ضد سفارات الولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا يوم الذكرى السنوية الأولى لهجمات 11 سبتمبر 2001 ؛ وأمر أيضا بشن هجمات بالقنابل على كنائس في 38 موقعاً في 11 مدينة في إندونيسيا في 24ديسمبر 2000، مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً وإصابة نحو 120 واتخذ باعشير أيضا على قرارات مهمة أخرى أو وافق عليها وتتعلق بتنظيم الجماعة الإسلامية. فقد عيَّن باعشير نورجمان رضوان عصام الدين، المعروف أيضا باسم الحنبلي، رئيساً للجماعة الإسلامية في ماليزيا وسنغافورة
خلف القضبان
ألقي القبض عليه أول مرة بعد أسبوع من تفجيرات بالي عام 2002. وقدم للمحاكمة في العام التالي ونظرا لنقص الأدلة التي تثبت إنه كان زعيما «للجماعة الإسلامية» حكم عليه بالسجن 18 شهرا بسبب مخالفات في قانون الهجرة وأعادت الشرطة القبض على باعشير في أواخر شهر أبريل عام 2004 فور إطلاق سراحه من السجن واتهمته بناء على قانون مكافحة الإرهاب الإندونيسي، الذي أجيز في أعقاب تفجيرات بالي عام 2002، التي خلفت ما لا يقل عن 202 قتيل معظمهم من السياح الأجانب وحكم عليه بالسجن لمدة 30 شهرا في مارس عام 2005 بعد أن وجدت المحكمة أنه مذنب بوجود دور له في التخطيط للتفجيرات. وقد أطلق سراحه عام 2006 بعد قضاء 26 شهرا في السجن واعتقل للمرة الثالثة في 2010 أثر الكشف عن معسكرات تدريب سرية في أدغال اتشيه شمال جزيرة سومطرة.
وفي يوليو 2011 أصدرت محكمة إندونيسية حكما بالسجن 15 عامًا على أبوبكر باعشير لصلته بجماعة كانت تهدف إلى قتل رئيس البلاد.
في أغسطس 2014 أعلن أبو بكر باعشير الإمام الإندونيسي المتطرف والنافذ والمعتقل مبايعته تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي يسيطر على مناطق من العراق وسوريا، الا اتنه لاحقا نفي بيعته لـ"داعش" مؤكدا دعمها في إقامة الحلافة الإسلامية.
اراؤه
وقد شبه نفسَه خلال مثوله أمام المحكمة، بزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، الذي اعتبره (مجاهداً سيلقى أجره في الآخرة على الخدمات التي قدَّمها للإسلام) قائلاً: محاكمتي تجعلني رمزاً في إندونيسيا، وكأنني أسامة بن لادن
وأضاف:اذا قتل بن لادن فعلاً وتشوَّهَ وجهُه، فهذا شرف من الله، لأن اجر الشهداء عظيم
وقد هدد أبو بكر باعشير بورما “بالدمار” قائلاً: إذا لم توقف “أفعالها الشيطانية” ضد أقلية الروهينجيا المسلمة في هذا البلد سندمركم، في رسالة نشرت من سجنه في إندونيسيا سمعنا صراخ المسلمين في بلدكم بسبب أعمالكم الشيطانية التي تهدف إلى طردهم من بيوتهم وقتلهم
“وأضاف في رسالته: لم توقفوا أفعالكم وإذا تجاهلتم هذا النداء فيمكننا تدميركم أنتم وشعبكم ونشرت الرسالة على موقع فوا-إسلام.كوم الإندونيسي. وقد أكدت صحتها جماعة أنصار التوحيد الحركة الإسلامية.
نافذة حوارات تنظيمات صحافة عمليات ا
منبع
بوابه حركات الاسلاميه https://www.islamist-movements.com/37420
[[تصنيف: ]]