الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أسباب الانسداد في باب الاجتهاد»

لا يوجد ملخص تحرير
(أنشأ الصفحة ب''''أسباب الانسداد في باب الاجتهاد:''' وهذا بحثٌ أصوليٌ يعبّر عن تاريخٍ مرَّ به الاجتهاد في الاس...')
 
لا ملخص تعديل
 
سطر ١: سطر ١:
'''أسباب الانسداد في باب الاجتهاد:''' وهذا بحثٌ أصوليٌ يعبّر عن تاريخٍ مرَّ به الاجتهاد في الاسلام. إنّه فكر باعتباره يمثّل رأياً حمله عدد من [[الفقهاء]] ودرج في قرون مديدة من الزمان، وهو في نفس الوقت يعبّر عن تاريخ ودور من الأدوار التي مرّ بها [[الاجتهاد]] و [[الفقه الاسلامي]] وخضع فيها إلى ظروف اجتماعية وسياسية إلى جانب التطورات العلمية. وکأنهم أرادوا بهذا الاصطلاح حظر الاجتهاد بعد  أن تمَّ غلق أبوابه ـ على يد بعض السلطات على جميع  المكلفين ـ وحصر الرجوع إلى خصوص المذاهب الأربعة. وقد ذکروا لهذا الانسداد أسباباً نقدمها للقارئ الکريم.
'''أسباب الانسداد في باب الاجتهاد:''' وهذا بحثٌ أصوليٌ يعبّر عن تاريخٍ مرَّ به [[الاجتهاد في الاسلام]]. إنّه فكر باعتباره يمثّل رأياً حمله عدد من [[الفقهاء]] ودرج في قرون مديدة من الزمان، وهو في نفس الوقت يعبّر عن تاريخ ودور من الأدوار التي مرّ بها [[الاجتهاد]] و [[الفقه الاسلامي]] وخضع فيها إلى ظروف اجتماعية وسياسية إلى جانب التطورات العلمية. وکأنهم أرادوا بهذا الاصطلاح حظر الاجتهاد بعد  أن تمَّ غلق أبوابه ـ على يد بعض السلطات على جميع  المكلفين ـ وحصر الرجوع إلى خصوص المذاهب الأربعة. وقد ذکروا لهذا الانسداد أسباباً نقدمها للقارئ الکريم.


=أسباب الانسداد في باب الاجتهاد=
=أسباب الانسداد في باب الاجتهاد=
سطر ١٩: سطر ١٩:
وحدّد محمّد مصطفى شلبي الأسباب بالاُمور الثلاثة التالية:
وحدّد محمّد مصطفى شلبي الأسباب بالاُمور الثلاثة التالية:
<br>'''الأوّل:''' تدوين المذاهب وميل الناس إلى الراحة.
<br>'''الأوّل:''' تدوين المذاهب وميل الناس إلى الراحة.
<br>'''الثاني:''' ضعف الدولة العباسية وانقسامها إلى دويلات.
<br>'''الثاني:''' ضعف [[الدولة العباسية]] وانقسامها إلى دويلات.
<br>'''الثالث:''' أنّ الولاة والقضاة كانوا يُختارون من المقلّدين لمذهب معين لإلزامهم به، بعد ما كانوا يُختارون من المجتهدين.
<br>'''الثالث:''' أنّ الولاة والقضاة كانوا يُختارون من المقلّدين لمذهب معين لإلزامهم به، بعد ما كانوا يُختارون من [[المجتهدين]].
<br>'''الرابع:''' ظهور مجموعة من مدّعي الاجتهاد الذين يفتون الناس بآرائهم، فسدّ الطريق أمامهم<ref>. المدخل في التعريف بالفقه الإسلامي: 136 ـ 137.</ref>.
<br>'''الرابع:''' ظهور مجموعة من مدّعي الاجتهاد الذين يفتون الناس بآرائهم، فسدّ الطريق أمامهم<ref>. المدخل في التعريف بالفقه الإسلامي: 136 ـ 137.</ref>.
<br>وأرجع عبد الوهاب خلاّف انسداد باب الاجتهاد إلى أربعة عوامل:
<br>وأرجع عبد الوهاب خلاّف [[انسداد باب الاجتهاد]] إلى أربعة عوامل:
<br>'''الأوّل:''' انقسام الدولة الإسلامية وتناحر الملوك وانشغالهم عن تشجيع حركة الاجتهاد، وانشغال العلماء بشؤون السياسة تبعاً لذلك.
<br>'''الأوّل:''' انقسام الدولة الإسلامية وتناحر الملوك وانشغالهم عن تشجيع [[حركة الاجتهاد]]، وانشغال العلماء بشؤون السياسة تبعاً لذلك.
<br>'''الثاني:''' انقسام المجتهدين إلى أحزاب وتعصُّب كلٍّ إلى حزبه ومدرسته.
<br>'''الثاني:''' انقسام المجتهدين إلى أحزاب وتعصُّب كلٍّ إلى حزبه ومدرسته.
<br>'''الثالث:''' انتشار المتطفّلين على الفتوى وعدم وجود ضوابط للمفتين ممّا أدّى إلى تقبُّل الانسداد وطرح الجمود كحلٍّ لمعالجة الفوضى.
<br>'''الثالث:''' انتشار المتطفّلين على الفتوى وعدم وجود ضوابط للمفتين ممّا أدّى إلى تقبُّل الانسداد وطرح الجمود كحلٍّ لمعالجة الفوضى.
<br>'''الرابع:''' شيوع الأمراض الخلقية من قبيل التحاسد بين العلماء، بحيث إذا طرق أحدهم باب الاجتهاد فتح على نفسه باب التشهير وحطّ أقرانه من قدره<ref>. خلاصة التشريع الإسلامي: 341، عن الأصول العامة للفقه المقارن: 579 ـ 580، 599.</ref>.
<br>'''الرابع:''' شيوع الأمراض الخلقية من قبيل التحاسد بين العلماء، بحيث إذا طرق أحدهم باب الاجتهاد فتح على نفسه باب التشهير وحطّ أقرانه من قدره<ref>. خلاصة التشريع الإسلامي: 341، عن الأصول العامة للفقه المقارن: 579 ـ 580، 599.</ref>.
<br>ولا يبعد أنّ تأليف مثل [[السيوطي]] والشوكاني لكتاب (الردّ على من أخلد في الأرض) و (القول المفيد) ناشئ عن عملية تشهير وتسقيط واجهتهما في ذلك العهد، ما دعتهما إلى تدوين هذين الكتابين للدفاع عن نفسيهما.
<br>ولا يبعد أنّ تأليف مثل [[السيوطي]] والشوكاني لكتاب (الردّ على من أخلد في الأرض) و (القول المفيد) ناشئ عن عملية تشهير وتسقيط واجهتهما في ذلك العهد، ما دعتهما إلى تدوين هذين الكتابين للدفاع عن نفسيهما.
<br>ويذكر محمّد علي السايس الاُمور التالية كأسباب للتقليد، والانسداد في النتيجة:
<br>ويذكر محمّد علي السايس الاُمور التالية كأسباب لـ [[التقليد]]، والانسداد في النتيجة:
<br>'''الأوّل:''' الدعاية القوية للمذاهب الأربعة، والتي قام بها أتباعها.
<br>'''الأوّل:''' الدعاية القوية للمذاهب الأربعة، والتي قام بها أتباعها.
<br>'''الثاني:''' ضعف ثقة الناس بالقضاة، بسبب تدنّي مستواهم العلمي.
<br>'''الثاني:''' ضعف ثقة الناس بالقضاة، بسبب تدنّي مستواهم العلمي.
confirmed
١٬٦٣٠

تعديل