الفرق بين المراجعتين لصفحة: «رجحانية التقريب الفقهي على غيره»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ١٠: سطر ١٠:
أنّ البحث الفقهي أخفّ حسّاسية من الأبحاث الكلامية والمحاورات الاعتقادية، فإنّ العقيدة نابعة من باطن الإنسان، وهي ماسّة بفكره ووجدانه وعواطفه وبواطنه، أمّا الأعمال فهي وإن مسّت الروح والفكر غير أنّ مجاريها هي الأعضاء في الشؤون الفردية، والجماعات في الشؤون الاجتماعية. فنحن حينما ندخل في مسألة فقهية لا نواجه الأرواح ولا نصادم العواطف ولا نخاطب القلوب لكي نثير الحسّاسيات، ومعلوم أنّ التصادم بين القلوب يدعو إلى التخاصم بينها وإلىٰ التنازع والعداء بين الأحباب.<br>
أنّ البحث الفقهي أخفّ حسّاسية من الأبحاث الكلامية والمحاورات الاعتقادية، فإنّ العقيدة نابعة من باطن الإنسان، وهي ماسّة بفكره ووجدانه وعواطفه وبواطنه، أمّا الأعمال فهي وإن مسّت الروح والفكر غير أنّ مجاريها هي الأعضاء في الشؤون الفردية، والجماعات في الشؤون الاجتماعية. فنحن حينما ندخل في مسألة فقهية لا نواجه الأرواح ولا نصادم العواطف ولا نخاطب القلوب لكي نثير الحسّاسيات، ومعلوم أنّ التصادم بين القلوب يدعو إلى التخاصم بينها وإلىٰ التنازع والعداء بين الأحباب.<br>
الخامس :
الخامس :
أنّ إشعاع المباحث الفقهية ووضوحها يدعو إلى انعزالها عن الفلسفات المعمّقة، وهذا بخلاف المباحث الكلامية، فإنّها شكّلت في أوج اشتعالها وشيوعها طائفة من المسائل العقلية التي خاضها المتكلّمون من كلّ مذهب، وخصوصاً ما طرحه المعتزلة، فإنّ فهمها وتقريرها للآخرين بدون الخوض في مسائل فلسفية مستحيل، ومن أجل ذلك انحصرت في حلقات المدارس، ولم تكن تبرز إلى الناس منها سوى العداء والخصومة من دون أن ينالوا حقيقتها. والمتكلّمون في الإسلام هم الذين اعتنقوا المذاهب الفلسفية قبل غيرها، والخوض في المسائل الكلامية أخرج العقيدة الصافية القرآنية عن إشعاعها وبساطتها إلى ظلمات من التفكير الديني، لا تفارق الفلسفة بما لها من شدّة الغموض وصعوبة الفهم. أمّا الفقه فيبحث عن الحاجات الماسّة بالحياة، وأدلّتها أيضاً واضحة لو قيست بالمسائل الكلامية، ومن أجل ذلك عمّت فائدته بين الأنام وشاعت مدارسته بين الناس.<br>
أنّ إشعاع المباحث الفقهية ووضوحها يدعو إلى انعزالها عن الفلسفات المعمّقة، وهذا بخلاف المباحث الكلامية، فإنّها شكّلت في أوج اشتعالها وشيوعها طائفة من المسائل العقلية التي خاضها المتكلّمون من كلّ مذهب، وخصوصاً ما طرحه المعتزلة، فإنّ فهمها وتقريرها للآخرين بدون الخوض في مسائل فلسفية مستحيل، ومن أجل ذلك انحصرت في حلقات المدارس، <br>
ولم تكن تبرز إلى الناس منها سوى العداء والخصومة من دون أن ينالوا حقيقتها. والمتكلّمون في الإسلام هم الذين اعتنقوا المذاهب الفلسفية قبل غيرها، والخوض في المسائل الكلامية أخرج العقيدة الصافية القرآنية عن إشعاعها وبساطتها إلى ظلمات من التفكير الديني، <br>
لا تفارق الفلسفة بما لها من شدّة الغموض وصعوبة الفهم. أمّا الفقه فيبحث عن الحاجات الماسّة بالحياة، وأدلّتها أيضاً واضحة لو قيست بالمسائل الكلامية، ومن أجل ذلك عمّت فائدته بين الأنام وشاعت مدارسته بين الناس.<br>


[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]]
[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]]
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦

تعديل