الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إبراهيم حمروش»

لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤٢: سطر ٤٢:
=وقوفه الصريح مع الكفاح الوطني المسلّح ضدّ الإنجليز=
=وقوفه الصريح مع الكفاح الوطني المسلّح ضدّ الإنجليز=


تتمثل  القيمة الكبرى للفترة التي قضاها الشيخ إبراهيم حمروش شيخا للأزهر في بعدها الوطني فقد أفتي بوضوح شديد بمشروعية الكفاح المسلح ضدّ الإنجليز في منطقة قناة السويس، ولهذا تربص به الإنجليز ولم يكن من الممكن إقالته في عهد وزارة الوفد ذات الأغلبية الشعبية، ولكنه ترك منصبه عقب خروج الوفد من الحكم مباشرة وبالتحديد في ٩ فبراير ١٩٥٢.
تتمثّل القيمة الكبرى للفترة التي قضاها الشيخ إبراهيم حمروش شيخاً للأزهر في بعدها الوطني، فقد أفتى بوضوح شديد بمشروعية الكفاح المسلّح ضدّ الإنجليز في منطقة قناة السويس، ولهذا تربّص به الإنجليز، ولم يكن من الممكن إقالته في عهد وزارة الوفد ذات الأغلبية الشعبية، ولكنّه ترك منصبه عقب خروج الوفد من الحكم مباشرة وبالتحديد في 9 فبراير 1952.


كانت للشيخ إبراهيم حمروش مواقف وطنية بارزة تماما، ومحددة المعالم بوضوح شديد من كل قضايا السياسة، ولهذا فقد بلغ إيمانه الوطني وتعبيره الصريح عن معتقداته الذروة في أثناء فترة الكفاح المسلح في القناة التي سبقت قيام ثورة ١٩٥٢، وقد لفتت الصحافة الإنجليزية نفسها النظر إلى خطورة فتاويه التي أحل فيها دم جنود الاحتلال البريطانيين، ولهذا فإنه لم يكن من المتوقع أن يبقي في هذا المنصب الرفيع المؤثر في ظل سطوة الاحتلال.
وفيما قبل معركة الشرطة (يناير 1952) بعشرة أيّام فقط نشر الشيخ إبراهيم حمروش بياناً خطيراً يعدً من أروع البيانات التي عوّلت على الوحدة الوطنية ودورها في مجابهة المستعمر، وقد نقلته عنه هذا البيان مصادر عديدة.


وفيما قبل معركة الشرطة (يناير ١٩٥٢) بعشرة أيام فقط نشر الشيخ إبراهيم حمروش بيانا خطيرا يعد من أروع البيانات التي عولت على الوحدة الوطنية ودورها في مجابهة المستعمر، وقد نقلته عنه هذا البيان مصادر عديدة، كما أثبت الشيخ محمد على النجار بعضا من عباراته في تأبينه للشيخ في مجمع اللغة العربية:
وقد أدان صريحاً اعتداءات الجيش البريطاني على الثائرين، حين اشتدّت المواجهة بين الإنجليز والوطنيّين في منطقة القناة والإسماعيلية وبدأت قوّات الاحتلال تعتدي على القرى المأهولة بالسكّان، أصدر الشيخ إبراهيم حمروش منشوراً يدعم فيه حركة الجماهير الثائرة ويؤكّد على مشروعية كفاحهم المسلّح.
=موقفه المبكّر والمشرّف من قضية فلسطين=


«أيها المصريون أتوجه إليكم في هذه الظروف التي غشيتكم فتنتها، وحزبتكم شدتها، أن تكونوا إخوانا في الوطن متآخين متحابين، رائدكم الإخلاص لبلادكم وأنفسكم «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
لم يكن موقف الشيخ إبراهيم حمروش من تأييد الكفاح المسلح ضد البريطانيين هو أول مواقفه الوطنية، فقد كانت له مواقف سابقة كثيرة، كان أبرزها مشاركته في بيان الأزهر الشريف حول فلسطين وهو بيان قوي رائع صمم كل قادة الزهر الشريف على توقيعه وشاركهم في هذا لتوقيع أعضاء جماعة كبار العلماء، وكان الشيخ حمروش أول أعضاء الجماعة (وأول العلماء من غير شاغلي المناصب العلىا يوم صدور البيان) توقيعا على هذا البيان الخطير والمشرف الذي صدر بتوقيع الشيخ مأمون الشناوي شيخ الأزهر في ذلك الوقت .
 
«وإن شر ما تبتلي به الأمم في محنتها أن تتفرق كلمتها، وأن تنحل وحدتها، وتنقطع أواصر المودة بين جماعاتها، فيشق العدو الطريق إليها، وينفذ بسهامه إلى صدور أبنائها».
 
«وهذه مصر، بلادكم العزيزة ووطنكم المحبوب تناديكم جميعا، شيبا وشبانا، رجالا ونساء، أقباطا ومسلمين، أن تكونوا سهاما مسددة نحو عدوها، وأن تلقوا الغاصب صفا واحدا كأنكم بنيان مرصوص، بقلوب لا تعرف إلا الوطن والدفاع عن حوزته».
 
«وأذكركم ـ حتى لا يغيب عن أذهانكم ـ تاريخ هذا الغاصب الرابض في دياركم، وما اعتاده من سياسة التفريق طلبا للسيادة ورغبة في السلطان وبسطا للنفوذ، لمصلحته دولا لمصلحة أحد سواه. وأذكركم جميعا مسلمين وأقباطا بماضيكم المجيد. فقد قمتم كتلة واحدة تطالبون باستقلال البلاد واستكمال حريتها، وتبوئها مكانة سامية بين الأمم. وأشهدتم العالم كله على وحدتكم وائتلافكم».
 
«وإني أعيذكم بالله من التفرق واختلاف الكلمة، فتضيع جهودكم الكبيرة التي بذلتموها في سبيل عزتكم وعزة بلادكم».
 
«واعلموا أن النصر المؤزر لقضيتنا رهن باتحاد صفوفنا واجتماع كلمتنا، ووقوفنا جميعا في وجه عدونا، حتى تظفر بلادنا بما تصبو إليه من السيادة والحرية والاستقلال، ويتمتع أهلها جميعا بالأخوة الصادقة والاطمئنان على أموالهم وأنفسهم».
إدانته الصريحة لاعتداءات الجيش البريطاني على الوطنيين
 
حين اشتدت المواجهة بين الإنجليز والوطنيين في منطقة القناة والإسماعيلية وبدأت قوات الاحتلال تعتدي على القري المأهولة بالسكان، أصدر الشيخ إبراهيم حمروش وهو شيخ للأزهر منشورا يدعم فيه حركة الجماهير الثائرة و يؤكد على مشروعية كفاحهم المسلح ومن عبارات ذلك البيان نقتطف للقارئ قول الشيخ إبراهيم حمروش:
 
«إن شعب وادي النيل الباسل في كفاحه السلمي لإخراج المغتصبين المحتلين من بلاده لم يجاوز حقه الشرعي في الدفاع عن عقيدته والمطالبة بحريته. ولكن هذا الدفاع لم يرق في أعين المحتلين من الانجليز، فعملوا بكل الوسائل العدوانية على توهين وحدته، واندسوا في صفوفه يشيعون الأراجيف لتفريق كلمته. فلما واجههم الشعب وحدة متراصة، وقام في وجههم على قلب رجل واحد يطالب بحقه في الحياة الحرة طاشت أحلامهم، ولجأوا إلى القوة الغاشمة يسلطونها على الآمنين في ديارهم، وعلى النساء في خدورها، وعلى الأطفال في مهادها».
 
«وكلما زاد الشعب ممسكا بحقه وصبرا على هذا العنت زاد عسفهم، وتعددت مظالمهم، حتى خرجوا على كل شرعة؛ وبزوا كل ما عرف من أعمال التنكيل التي اشتهرت بها محاكم التفتيش، وما قام به النازيون من أعمال وحشية، فأزالوا القري الآمنة من الوجود بدباباتهم، وهدموا البيوت بمدافعهم الثقيلة، وشردوا النساء والأطفال الأبرياء، وانتهكوا كل الحركات، واعتدوا على المساجد والكنائس، ولم يبق جرم إلا ارتكبوه، ولا شناعة إلا فعلوها. ولم تقف شناعتهم عند حد، فراحوا يطلقون النار على حفظة الأمن ورجال الشرطة، ويقتلونهم تقتيلا في رائعة النهار، يأسرون من نجا منهم».
بيان الشيخ إبراهيم حمروش عقب معركة الشرطة
 
ومن بيان الشيخ إبراهيم حمروش عقب معركة الإسماعيلية في ٢٥ يناير ١٩٥٢ والتي صارت فيما بعد عيدا للشرطة قبل أن تقوم فيها ثورة يناير ٢٠١١  :
 
«وإني باسم الأزهر علمائه وطلابه لأعلن استنكاري لهذا الإجرام الفظيع، الذي انتهكت فيه الأعراض، واستبيحت الأموال، واعتدي على حرية الإنسان وحقه المشروع في أن يطالب بحريته واستقلاله، واحتج بشدة على هذه الأعمال العدوانية التي تنافي جميع الشرائع والأديان. وأهيب بالضمير العالمي أن يثور على هذا الوضع المهين لكرامة الإنسان، وأن يهب لوقف هؤلاء المستبدين عند حدهم، ليعلموا أن في العالم ضمائر تتحرك لنصرة الحق، ونفوسا تثور للأخذ بيد العزل المكافحين لنيل حرياتهم..».
 
«وليعلم الإنجليز أن هذه الفظائع التي يصبونها على رؤوس أبنائنا لن تلين للشعب قناة، ولن ترده عن المطالبة بجلائهم الناجز عن وطننا العزيز، وأن وادي النيل كله لن يسكت بعد اليوم على ضيم يراد به ولن يفرط في حق من حقوقه، مهما ابتلي بالشدائد، ومهما ضحي من أرواح غالية..».
 
«وإني إذ أستمطر رحمة الله ورضوانه على شهدائنا الأبرار أتوجه إلى أبناء الوطن جميعا مناشدا إياهم أن يشدوا من عزائمهم، وألا يجعلوا لهذه الأحداث أثرا في نفوسهم فلا يهنوا ولا يحزنوا ولا يضعفوا، وهم الأعلون إن شاء الله. فلابد للجهاد من تضحية وللحرية من ثمن يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.
موقفه المبكر والمشرف من قضية فلسطين
 
لم يكن موقف الشيخ إبراهيم حمروش من تأييد الكفاح المسلح ضد البريطانيين هو أول مواقفه الوطنية، فقد كانت له مواقف سابقة كثيرة، كان أبرزها مشاركته في بيان الأزهر الشريف حول فلسطين وهو بيان قوي رائع صمم كل قادة الزهر الشريف على توقيعه وشاركهم في هذا لتوقيع أعضاء جماعة كبار العلماء، وكان الشيخ حمروش أول أعضاء الجماعة (وأول العلماء من غير شاغلي المناصب العلىا يوم صدور البيان) توقيعا على هذا البيان الخطير والمشرف الذي صدر بتوقيع الشيخ مأمون الشناوي شيخ الأزهر في ذلك الوقت .


ومن هذا البيان العظيم نجتزئ للقارئ قول العلماء:
ومن هذا البيان العظيم نجتزئ للقارئ قول العلماء: