الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إبراهيم حمروش»

(أنشأ الصفحة ب'كان الشيخ إبراهيم حمروش ضلعا من ستة أضلاع من العلماء الأجلاء الذين وجدوا على رأس الجامع الأز...')
 
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
كان الشيخ إبراهيم حمروش ضلعا من ستة أضلاع من العلماء الأجلاء الذين وجدوا على رأس الجامع الأزهر والحياة العلمية المتصلة به في عصر الليبرالية ١٩١٩- ١٩٥٢ ، كان أطولهم عمرا ، وكان هو منهم بمثابة  العالم الهادئ الحجة الثبت ، أما الخمسة الآخرون الذين سبقوه للرحيل ( تبعا لترتيب وفياتهم ) فهم الشيخ محمد الأحمدي الظواهري ١٨٧٨- ١٩٤٤ وهو الشيخ الإمام الداعية القائم بالإصلاح والتطوير ، والشيخ محمد مصطفى المراغي  ١٨٨١-١٩٤٥ وهو الشيخ الإمام رجل الدولة المؤثر والمصلح والمشرع  ، والشيخ مصطفي عبد الرازق ١٨٨٥- ١٩٤٧ وهو الأستاذ النبيل الممثل للقيم الإنسانية الجميلة المتسامية، والشيخ مأمون الشناوي  ١٨٧٨-١٩٥٠ وهو الأستاذ المحبوب ذو الظل الوارف ، والشيخ عبد المجيد سليم  ١٨٨٢- ١٩٥٤ وهو المفتي الفذ المجاهر بكلمة الحق على الدوام دون خوف أو وجل،  وقد تولوا جميعا مشيخة الأزهر التي انحصرت فيهم ما بين عامي ١٩٢٩ و ١٩٥٢ ، و خلفهم في المشيخة عالم جليل من جيلهم يفوقهم موهبة وأفقا وهو الأستاذ محمد الخضر حسين  الذي تخرج في الزيتونة ثم في الجامع الأزهر وذلك قبل أن تنتقل المشيخة للجيل التالي . وعلى حين تميز الشيخ عبد المجيد سليم من بين هؤلاء الستة بتوليه منصب الإفتاء قبل المشيخة وبتولي المشيخة مرتين لا مرة واحدة، فقد تميز الشيخ إبراهيم حمروش من بينهم بأنه كان من الأعضاء المؤسسين لمجمع اللغة العربية وإن كان الأستاذان المراغي ومصطفى عبد الرازق قد لحقا به في عضوية ذلك المجمع في ١٩٤٠.
هؤلاء المشايخ الأفذاذ حياتهم العلمية بداية محظوظة فقد تلمذوا للشيخ محمد عبده وزملائه من رواد النهضة الأزهرية الحديثة و قد أدركوا الأستاذ الإمام في آخر حياته، وأنضج سنواته ، فتأثروا بعلمه وتشبعوا بمنهجه ، واختلفت بهم زوايا التكوين، لكنهم اجتمعوا على حب الحق، وحب الإسلام، وحب العلم ، وحب الأزهر ، وحب الوطن، والرغبة المتأججة في نهضة الوطن  ونهضة معهدهم ومجتمعهم بما لا يقل عن النهضة المواكبة في المجالات الأخرى.
 
كان هؤلاء الأوتاد الستة من جيل واحد و من سنوات متقاربة في مولدهم ، وكان الشيخ حمروش هو ثالثهم من حيث المولد، كما كان  آخر من رحل منهم ، وقد بدأ هؤلاء المشايخ الأفذاذ حياتهم العلمية بداية محظوظة فقد تلمذوا للشيخ محمد عبده وزملائه من رواد النهضة الأزهرية الحديثة و قد أدركوا الأستاذ الإمام في آخر حياته، وأنضج سنواته ، فتأثروا بعلمه وتشبعوا بمنهجه ، واختلفت بهم زوايا التكوين، لكنهم اجتمعوا على حب الحق، وحب الإسلام، وحب العلم ، وحب الأزهر ، وحب الوطن، والرغبة المتأججة في نهضة الوطن  ونهضة معهدهم ومجتمعهم بما لا يقل عن النهضة المواكبة في المجالات الأخرى.


وعلى المستوي المهني والوظيفي فقد ظل الشيخ إبراهيم حمروش طيلة حياته علما من أعلام الأزهر الكبار في القرن العشرين، وقد تبوأ في الجامع الأزهر ثلاثة مناصب كبري.
وعلى المستوي المهني والوظيفي فقد ظل الشيخ إبراهيم حمروش طيلة حياته علما من أعلام الأزهر الكبار في القرن العشرين، وقد تبوأ في الجامع الأزهر ثلاثة مناصب كبري.
سطر ١٧: سطر ١٥:
” الشيخ حمروش بقية صالحة من بقايا المدرسة الإمامية التي استفادت من قدوة أستاذها الشيخ محمد عبده في العناية بعلوم اللغة والأدب والحكمة إلى جانب العناية بعلوم الفقه والشريعة”   
” الشيخ حمروش بقية صالحة من بقايا المدرسة الإمامية التي استفادت من قدوة أستاذها الشيخ محمد عبده في العناية بعلوم اللغة والأدب والحكمة إلى جانب العناية بعلوم الفقه والشريعة”   


وعلى الرغم من أن الشيخ إبراهيم حمروش لم يترك من المؤلفات ما يتوازى مع مواقعه العلمية والأكاديمية فإنه ظل حجة يرجع إليه تلاميذه يستزيدونه العلم، ويصوبون آراءهم لديه، ويراجعون اجتهاداتهم على علمه الواسع.
صاحب الفضل في الإشارة بالتمسك بالرسم العثماني


قبل أن أشرع في تاريخ الشيخ إبراهيم حمروش أحب أن أذكر أن مجمع اللغة العربية حين استعرض في إحدى دوراته  ما ينبغي أن يؤخذ به في رسم المصحف الشريف في العصر الحديث مع انتشار الطباعة طلب إلي الشيخ إبراهيم حمروش أن يعبر عن رأيه كتابة ، فكان رأيه الوقوف عند الرسم المعهود له، وألا يعدل عن كتابته بهذا الرسم إلى أسلوب من أساليب الإملاء الحديثة (الرسم العادي) ، لأن هذه القواعد عرضة للتغيير والتبديل في كل عصر، فلو أبيح هذا لتعدد رسم المصحف، وكان مظنة لأن يعزي إليه الاختلاف، فحفظ القرآن وصونه يقضي بإبقاء رسمه على الكتبة الأولي.
تكوينه العلمي


ولد الشيخ إبراهيم حمروش في قرية الخوالد من قرى مركز إيتاي البارود في إقليم البحيرة في ١مارس ١٨٨٠ في أسرة عرفت بالعلم وبتولي  وظائف القضاء الشرعي، وقد كان أخوه الشيخ أحمد حمروش قاضيا، وكذلك كان عمه الشيخ عبدالحميد حمروش قاضيا.


  وتلقى الشيخ إبراهيم حمروش تعلىما دينيا تقليديا بدأه في الكتاب ثم في الجامع الأزهر في القاهرة، وتخرج في الأزهر بشهادة العالمية القديمة التي نالها عام ١٩٠٦ في السادسة والعشرين من عمره. وقد كان قانون عالمية الأزهر في ذلك الوقت يقضي بالسماح لمن أمضى في الأزهر اثنتي عشرة سنة (أو أكثر) من الدراسة بأن يتقدم لامتحان الشهادة العالمية، ويحق لمن يحصل عليها التدريس بالجامع الأزهر. وكان لحصول الشيخ إبراهيم حمروش على هذه الشهادة بتفوق قصة لا تزال متداولة بسبب دلالتها على نبوغه المبكر ، فقد كان امتحان مادة أصول الفقه يدور على استيعاب مقدمة كتاب جمع الجوامع،  ولهذا كان الطلبة يعنون كل العناية بدراسة هذه المقدمة ، ويتعمقون في دراسة مسائلها من دون أن يعنوا عناية مماثلة ببقية الكتاب، ولكن الإمام عيد الرحمن الشربيني شيخ الأزهر في ذلك العام  قرر أن تكون  المناقشة في مسائل الكتاب كله، واختار موضوع ” القياس”  ليكون موضوع المناقشة، ومن ثم أحجم كثير من الطلبة عن دخول الامتحان، فسمح لمن يلونهم أن يتقدموا للامتحان، فتقدم الشيخ إبراهيم حمروش، وفاز بالعالمية من الدرجة الأولى عن جدارة ، وكان النظام المتبع يقتضي أن يؤدي الطالب الامتحان في أربعة عشر علمًا، على مدى يوم طويل ، ولكن الشيخ إبراهيم حمروش أثبت جدارته فاستحق تقدير أساتذته الممتحنين بعد ثلاث ساعات فقط .
 
بين الأستاذية والقضاء
=ولادته وأسرته=
 
ولد الشيخ إبراهيم حمروش في قرية الخوالد من قرى مركز إيتاي البارود في إقليم البحيرة في الأوّل من مارس سنة 1880م في أسرة عرفت بالعلم وبتولّي وظائف القضاء الشرعي، وقد كان أخوه الشيخ أحمد حمروش قاضياً، وكذلك كان عمّه الشيخ عبدالحميد حمروش قاضياً.
 
=تكوينه العلمي=
 
تلقّى الشيخ إبراهيم حمروش تعليماً دينياً تقليدياً بدأه في الكتّاب، ثمّ في الجامع الأزهر في القاهرة، وتخرّج في الأزهر بشهادة العالمية القديمة التي نالها عام 1906 في السادسة والعشرين من عمره. وقد كان قانون عالمية الأزهر في ذلك الوقت يقضي بالسماح لمن أمضى في الأزهر اثنتي عشرة سنة (أو أكثر) من الدراسة بأن يتقدّم لامتحان شهادة العالمية، ويحقّ لمن يحصل عليها التدريس بالجامع الأزهر. وكان لحصول الشيخ إبراهيم حمروش على هذه الشهادة بتفوّق قصّة لا تزال متداولة بسبب دلالتها على نبوغه المبكّر ، فقد كان امتحان مادّة أصول الفقه يدور على استيعاب مقدّمة كتاب "جمع الجوامع"، ولهذا كان الطلبة يعنون كلّ العناية بدراسة هذه المقدّمة ، ويتعمّقون في دراسة مسائلها من دون أن يعنوا عناية مماثلة ببقية الكتاب، ولكن الإمام عيد الرحمان الشربيني شيخ الأزهر في ذلك العام  قرّر أن تكون  المناقشة في مسائل الكتاب كلّه، واختار موضوع ” القياس”  ليكون موضوع المناقشة، ومن ثمّ أحجم كثير من الطلبة عن دخول الامتحان، فسمح لمن يلونهم أن يتقدّموا للامتحان، فتقدّم الشيخ إبراهيم حمروش، وفاز بالعالمية من الدرجة الأولى عن جدارة ، وكان النظام المتّبع يقتضي أن يؤدّي الطالب الامتحان في أربعة عشر علماً على مدى يوم طويل ، ولكن الشيخ إبراهيم حمروش أثبت جدارته، فاستحقّ تقدير أساتذته الممتحنين بعد ثلاث ساعات فقط.
 
=بين الأستاذية والقضاء=


اجتمعت في الشيخ إبراهيم حمروش القدرة على أداء وظائف التدريس والقضاء، فقد عرف بالأستاذية المبكرة كما كان في مرحلة مبكرة من حياته أيضا من رجال القضاء المبرزين.
اجتمعت في الشيخ إبراهيم حمروش القدرة على أداء وظائف التدريس والقضاء، فقد عرف بالأستاذية المبكرة كما كان في مرحلة مبكرة من حياته أيضا من رجال القضاء المبرزين.