الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الرحمان بن عمرو بن يحمد»
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٩: | سطر ٣٩: | ||
وما روي عن [[عبد الرحمان بن مهدي]] قوله: «الأئمة في الحديث أربعة: الأوزاعي ومالك وسُفيان الثوري و [[حمّاد بن زيد]]»<ref>زيد الشهيد: عبدالرزّاق المقرم، منشورات مكتبة الشريف الرضي، قم، 1411 ه.</ref>. وعن الشافعي قوله: «ما رأيت رجلاً أشبه فقهه بحديثه من الأوزاعي»<ref>سؤالات ابن جنيد: يحيى بن معين، عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1410 ه.</ref>.<br> | وما روي عن [[عبد الرحمان بن مهدي]] قوله: «الأئمة في الحديث أربعة: الأوزاعي ومالك وسُفيان الثوري و [[حمّاد بن زيد]]»<ref>زيد الشهيد: عبدالرزّاق المقرم، منشورات مكتبة الشريف الرضي، قم، 1411 ه.</ref>. وعن الشافعي قوله: «ما رأيت رجلاً أشبه فقهه بحديثه من الأوزاعي»<ref>سؤالات ابن جنيد: يحيى بن معين، عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1410 ه.</ref>.<br> | ||
=وإليك بعض من آرائه الكلامية والفقهية= | |||
1 - إذا بلغك عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حديث فإيّاك أن تقول بغيره ، فإنّه كان مبلّغاً عن اللَّه<ref>سفينة البحار: الشيخ عباس القمي، دار الأُسوة للطباعة والنشر، قم، 1414 ه.</ref>.<br> | 1 - إذا بلغك عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حديث فإيّاك أن تقول بغيره ، فإنّه كان مبلّغاً عن اللَّه<ref>سفينة البحار: الشيخ عباس القمي، دار الأُسوة للطباعة والنشر، قم، 1414 ه.</ref>.<br> | ||
2 - إنّ اللَّه تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنّة من صفاته<ref>سنن ابن ماجة: محمد بن يزيد القزويني، دار الفكر، بيروت.</ref>.<br> | 2 - إنّ اللَّه تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنّة من صفاته<ref>سنن ابن ماجة: محمد بن يزيد القزويني، دار الفكر، بيروت.</ref>.<br> | ||
سطر ٥١: | سطر ٥١: | ||
ونقل أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي عن أبيه قال: قلت لعيسى بن يونس: أيّهما أفضل: الأوزاعي أو سُفيان الثوري؟ فقال عيسى: وأين أنت من سُفيان؟! قلت: ذهبت بك العراقية، الأوزاعي: فقهه وفضله وعمله! فغضب عيسى، وقال: أتراني أؤثر على الحقّ شيئاً، سمعت الأوزاعي يقول: «ما أخذنا العطاء حتّى شهدنا على عليّ بالنفاق، وتبرّأنا منه! وأُخذ علينا بذلك الطلاق والعتاق وأيمان البيعة. قال: فلمّا عقلتُ أمري، سألت مكحولاً و [[يحيى بن أبي كثير]] و [[عطاء بن أبي كثير]] و [[عطاء بن أبي رباح]] و [[عبداللَّه بن عُبيد بن عُمير]]، فقال: ليس عليك شيء، إنّما أنت مُكره، فلم تقرّ عيني حتّى فارقت نسائي، واعتقتُ رقيقي، وخرجت من مالي، وكفّرت أيماني»<ref>شيخ المضيرة أبو هريرة: محمود أبو ريه، مؤسسة الأعلمي، بيروت.</ref>.<br> | ونقل أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي عن أبيه قال: قلت لعيسى بن يونس: أيّهما أفضل: الأوزاعي أو سُفيان الثوري؟ فقال عيسى: وأين أنت من سُفيان؟! قلت: ذهبت بك العراقية، الأوزاعي: فقهه وفضله وعمله! فغضب عيسى، وقال: أتراني أؤثر على الحقّ شيئاً، سمعت الأوزاعي يقول: «ما أخذنا العطاء حتّى شهدنا على عليّ بالنفاق، وتبرّأنا منه! وأُخذ علينا بذلك الطلاق والعتاق وأيمان البيعة. قال: فلمّا عقلتُ أمري، سألت مكحولاً و [[يحيى بن أبي كثير]] و [[عطاء بن أبي كثير]] و [[عطاء بن أبي رباح]] و [[عبداللَّه بن عُبيد بن عُمير]]، فقال: ليس عليك شيء، إنّما أنت مُكره، فلم تقرّ عيني حتّى فارقت نسائي، واعتقتُ رقيقي، وخرجت من مالي، وكفّرت أيماني»<ref>شيخ المضيرة أبو هريرة: محمود أبو ريه، مؤسسة الأعلمي، بيروت.</ref>.<br> | ||
=موقف الرجاليّين منه= | |||
اتّفق أكثر علماء أهل السنّة أو كلّهم تقريباً على إمامته في الفقه والحديث، وقد صرّحوا بوثاقته وصدقه وجلالته<ref>صحيح البخاري: محمد بن إسماعيل البخاري، عالم الكتب، بيروت، 1406 ه.</ref>. وأمّا في المصادر الرجالية للشيعة فلم يُشَر إلى منزلته وتوثيقه، مع أنّه قد نُقلت عنه روايات في الجوامع الروائية للشيعة؛ كالكافي والتهذيب<ref>صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، دار الفكر، بيروت.</ref>. وعلى كلّ حال فهو من الرواة الكبار للحديث. وما روي عنه في الجوامع الروائية وغير الروائية لأهل السنّة أكثر ممّا ورد في المصادر الشيعية. قال ابن سعد: «كان الأوزاعي مأموناً، كثير العلم والحديث والفقه»<ref>صفة الصفوة: عبدالرحمان بن علي بن محمد ابن الجوزي، دار المعرفة، بيروت، 1406 ه.</ref>.<br> | اتّفق أكثر علماء أهل السنّة أو كلّهم تقريباً على إمامته في الفقه والحديث، وقد صرّحوا بوثاقته وصدقه وجلالته<ref>صحيح البخاري: محمد بن إسماعيل البخاري، عالم الكتب، بيروت، 1406 ه.</ref>. وأمّا في المصادر الرجالية للشيعة فلم يُشَر إلى منزلته وتوثيقه، مع أنّه قد نُقلت عنه روايات في الجوامع الروائية للشيعة؛ كالكافي والتهذيب<ref>صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، دار الفكر، بيروت.</ref>. وعلى كلّ حال فهو من الرواة الكبار للحديث. وما روي عنه في الجوامع الروائية وغير الروائية لأهل السنّة أكثر ممّا ورد في المصادر الشيعية. قال ابن سعد: «كان الأوزاعي مأموناً، كثير العلم والحديث والفقه»<ref>صفة الصفوة: عبدالرحمان بن علي بن محمد ابن الجوزي، دار المعرفة، بيروت، 1406 ه.</ref>.<br> | ||
وبحسب بعض النقول عن أحمد، عندما سئل عن الأوزاعي قال: «حديث ضعيف، ورأي ضعيف». وعلّق الذهبي قائلاً: «يريد أنّ الأوزاعي حديثه ضعيف من كونه يحتجّ بالمقاطيع، وبمراسيل أهل الشام، وفي ذلك ضعف، لا أنّ الإمام في نفسه ضعيف»<ref>العبر في خبر مَن غبر: محمد بن احمد بن عثمان الذهبي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405 ه.</ref>.<br> | وبحسب بعض النقول عن أحمد، عندما سئل عن الأوزاعي قال: «حديث ضعيف، ورأي ضعيف». وعلّق الذهبي قائلاً: «يريد أنّ الأوزاعي حديثه ضعيف من كونه يحتجّ بالمقاطيع، وبمراسيل أهل الشام، وفي ذلك ضعف، لا أنّ الإمام في نفسه ضعيف»<ref>العبر في خبر مَن غبر: محمد بن احمد بن عثمان الذهبي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405 ه.</ref>.<br> | ||
=من روى عنهم ومن رووا عنه= | |||
روى عن [[الإمام الباقر]] و [[الإمام الصادق]] عليهما السلام<ref>العقد الفريد: أحمد بن محمد بن عبد ربّه الاندلسي، دار الكتاب العربي، بيروت، 1403 ه.</ref>.<br> | روى عن [[الإمام الباقر]] و [[الإمام الصادق]] عليهما السلام<ref>العقد الفريد: أحمد بن محمد بن عبد ربّه الاندلسي، دار الكتاب العربي، بيروت، 1403 ه.</ref>.<br> | ||
وروى أيضاً عن جماعة، منهم: [[إبراهيم بن طريف]]، [[إسحاق بن عبداللَّه بن أبي طلحة]]، [[الحَكَم بن عُتيبة]]، [[عطاء الخراساني]]، [[عَلْقمة بن مَرْثَد]]، [[ابن سِيرين]] <ref>العلل المتناهية: عبدالرحمان بن الجوزي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1403 ه.</ref>، [[محمد بن عباد بن جعفر المخزومي]]، [[الزُهْري]]، [[مطْعم بن المِقدام]]، [[موسى بن شَيْبة الحضرمي]].<br> | وروى أيضاً عن جماعة، منهم: [[إبراهيم بن طريف]]، [[إسحاق بن عبداللَّه بن أبي طلحة]]، [[الحَكَم بن عُتيبة]]، [[عطاء الخراساني]]، [[عَلْقمة بن مَرْثَد]]، [[ابن سِيرين]] <ref>العلل المتناهية: عبدالرحمان بن الجوزي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1403 ه.</ref>، [[محمد بن عباد بن جعفر المخزومي]]، [[الزُهْري]]، [[مطْعم بن المِقدام]]، [[موسى بن شَيْبة الحضرمي]].<br> | ||
وروى عنه جماعة، منهم: [[أبو إسحاق إبراهيم بن محمد]]، [[أبو عمران الخرّاط]]، [[الثوري]]، [[مالك]]، ابنه: [[محمد بن عبدالرحمان]]، [[عبداللَّه بن كثير الدمشقي]]، [[عبداللَّه بن مبارك]].<br> | وروى عنه جماعة، منهم: [[أبو إسحاق إبراهيم بن محمد]]، [[أبو عمران الخرّاط]]، [[الثوري]]، [[مالك]]، ابنه: [[محمد بن عبدالرحمان]]، [[عبداللَّه بن كثير الدمشقي]]، [[عبداللَّه بن مبارك]].<br> | ||
=من رواياته= | |||
روى الأوزاعي قال: قدمت المدينة فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عن قوله عزوجل: «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ» فقال: حدّثنيه أبي عن جدّه عن علي بن أبي طالب قال: سألت عنها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فقال: «لأُبشّرنّك بها يا علي، فبشِّرْ بها أُمتي من بعدي: الصدقة على وجهها، واصطناع المعروف، وبرّ الوالدين، وصلة الرحم تحوّل الشقاء سعادة، وتزيد في العمر، وتقي مصارع السوء»<ref>العلل ومعرفة الرجال: أحمد بن محمد بن حنبل، المكتب الإسلامي، بيروت، 1408 ه.</ref>.<br> | روى الأوزاعي قال: قدمت المدينة فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عن قوله عزوجل: «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ» فقال: حدّثنيه أبي عن جدّه عن علي بن أبي طالب قال: سألت عنها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فقال: «لأُبشّرنّك بها يا علي، فبشِّرْ بها أُمتي من بعدي: الصدقة على وجهها، واصطناع المعروف، وبرّ الوالدين، وصلة الرحم تحوّل الشقاء سعادة، وتزيد في العمر، وتقي مصارع السوء»<ref>العلل ومعرفة الرجال: أحمد بن محمد بن حنبل، المكتب الإسلامي، بيروت، 1408 ه.</ref>.<br> | ||
=وفاته= | |||
سكن الأوزاعي في آخر عمره بيروت مرابطاً، وبها توفّي<ref>العلل ومعرفة الرجال: أحمد بن محمد بن حنبل، المكتب الإسلامي، بيروت، 1408 ه.</ref>. فيذكر: أنّه مات في حمّامٍ ببيروت، دخل الحمّام فذهب الحمّامي في حاجته وأغلق عليه الباب، ثم جاء ففتح الباب فوجده ميّتاً<ref>عيون الأخبار: عبداللَّه بن مسلم، ابن قتيبة الدينوري، 1343 ه.</ref>. وقال أبو مسهر: بلغنا أنّ سبب موته: أنّ امرأته أغلقت عليه باب الحمّام فمات فيه، ولم تكن عامدة. وكانت وفاته سنة 157 ه<ref>عيون أخبار الرضا عليه السلام الشيخ الصدوق، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1404 ه.</ref>. وخرج في جنازته اليهود ناحيةً، والنصارى ناحيةً، والقبط<ref>طبقات أعلام الشيعة: أقا بزرك الطهراني، دار الكتاب العربي، بيروت، 1390 ه.</ref>.<br> | سكن الأوزاعي في آخر عمره بيروت مرابطاً، وبها توفّي<ref>العلل ومعرفة الرجال: أحمد بن محمد بن حنبل، المكتب الإسلامي، بيروت، 1408 ه.</ref>. فيذكر: أنّه مات في حمّامٍ ببيروت، دخل الحمّام فذهب الحمّامي في حاجته وأغلق عليه الباب، ثم جاء ففتح الباب فوجده ميّتاً<ref>عيون الأخبار: عبداللَّه بن مسلم، ابن قتيبة الدينوري، 1343 ه.</ref>. وقال أبو مسهر: بلغنا أنّ سبب موته: أنّ امرأته أغلقت عليه باب الحمّام فمات فيه، ولم تكن عامدة. وكانت وفاته سنة 157 ه<ref>عيون أخبار الرضا عليه السلام الشيخ الصدوق، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1404 ه.</ref>. وخرج في جنازته اليهود ناحيةً، والنصارى ناحيةً، والقبط<ref>طبقات أعلام الشيعة: أقا بزرك الطهراني، دار الكتاب العربي، بيروت، 1390 ه.</ref>.<br> | ||
= المراجع = | |||
[[تصنيف:الرواة المشتركون]] | [[تصنيف:الرواة المشتركون]] |