الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الهندي، أحمد بن محمد متقي خان»

لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
[[ملف:أحمد خان.jpeg|تصغير|مركز]]
[[ملف:أحمد خان.jpeg|250px|تصغير|مركز|أحمد بن محمّد متّقي خان]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم!! data-type="AuthorName" |أحمد خان‏
!الاسم!! data-type="AuthorName" |أحمد خان‏
سطر ٣٢: سطر ٣٢:
<br>يرجع نسبه إلى أُسرة أرستقراطية نبيلة، رحل أجداه من [[بلاد العرب]] إلى [[هراة]]، ومنها إلى [[دلهي]] في عهد [[أكبر شاه]].
<br>يرجع نسبه إلى أُسرة أرستقراطية نبيلة، رحل أجداه من [[بلاد العرب]] إلى [[هراة]]، ومنها إلى [[دلهي]] في عهد [[أكبر شاه]].
<br>وقد ولد السيّد أحمد سنة 1817 م، وتوفّي والده وهو في التاسعة من عمره بعد أن ثقّفه ثقافة دينية على عادة أهل زمنه وبلده. والتحق بخدمة الحكومة أميناً للسجلات في القلم الجنائي في دلهي، ثمّ عيّن قاضياً مدنياً في [[فاتح بور]] من [[إقليم أكرا]]، وفي [[بجنور]]. وفي أثناء وجوده في هذه المدينة اندلعت [[نار الثورة الهندية]] عام 1857 م ضدّ الإنجليز. غير أنّ السيّد أحمد لم يتحرّك ساكناً مخالفاً بذلك الرأي العامّ، إذ رأى أن لا فائدة من هذه الثورة وأنّها في النهاية ستسفر عن عودة السيطرة الإنجليزية مرّة ثانية، فعمل هو وأصدقاؤه على تخليص عدد كبير من الإنجليز. ولمّا هدأت الثورة كافأه الإنجليز على خدماته مادّياً وأدبياً، واستغلّ صلته بهم فيما وضع من خطّة إصلاح.
<br>وقد ولد السيّد أحمد سنة 1817 م، وتوفّي والده وهو في التاسعة من عمره بعد أن ثقّفه ثقافة دينية على عادة أهل زمنه وبلده. والتحق بخدمة الحكومة أميناً للسجلات في القلم الجنائي في دلهي، ثمّ عيّن قاضياً مدنياً في [[فاتح بور]] من [[إقليم أكرا]]، وفي [[بجنور]]. وفي أثناء وجوده في هذه المدينة اندلعت [[نار الثورة الهندية]] عام 1857 م ضدّ الإنجليز. غير أنّ السيّد أحمد لم يتحرّك ساكناً مخالفاً بذلك الرأي العامّ، إذ رأى أن لا فائدة من هذه الثورة وأنّها في النهاية ستسفر عن عودة السيطرة الإنجليزية مرّة ثانية، فعمل هو وأصدقاؤه على تخليص عدد كبير من الإنجليز. ولمّا هدأت الثورة كافأه الإنجليز على خدماته مادّياً وأدبياً، واستغلّ صلته بهم فيما وضع من خطّة إصلاح.
<br>ومن هنا رمي بالخيانة، غير أنّ بعض الكتّاب- ومنهم [[أحمد أمين]]- يرون '''السيّد أحمد''' في الهند هو أشبه شي‏ء ب[[محمّد عبده|الشيخ محمّد عبده]] في [[مصر]] بعد مفارقته [[السيّد جمال الدين]] وعودته من نفيه. الإصلاح عندهما إصلاح العقلية بالتثقيف والتهذيب، والنظر إلى الدين نظرة سماحة ويسر، والاستقلال يأتي بعد ذلك تبعاً، فلا استقلال لجاهل ولا مخرّف، إنّما عماد الاستقلال العلم، العلم بالدنيا والدين، العلم بكلّ شي‏ء جيّد أتت به المدنية الحديثة من طبيعة وكيمياء ورياضة وفلك ونفس واجتماع ونظام حكم وإدارة. ذلك كلّه إلى جنب دين يحيي القلب ولا يقيّد العقل ويغذّي النفس ولا يشلّ التفكير، والإسلام كفيل بذلك إذا فهم على أُصوله. وكان يرى المسالمة والمصالح مع المستعمر طالما لا مقاومة حتّى مع الاتّحاد، وكيف الاتّحاد مع تفشّي الجهل واختلاط الأهواء وضعف الخلق؟! وكان يرى أنّ المأخوذ من المستعمر يمكن استغلاله في خير الشعوب وثقافتها خير استغلال، والزمن بعد كفيل بإظهار النتائج.
<br>ومن هنا رمي بالخيانة، غير أنّ بعض الكتّاب- ومنهم [[أحمد أمين]]- يرون '''السيّد أحمد''' في الهند هو أشبه شي‏ء ب[[محمّد عبده|الشيخ محمّد عبده]] في [[مصر]] بعد مفارقته [[السيّد جمال الدين]] وعودته من نفيه. الإصلاح عندهما إصلاح العقلية بالتثقيف والتهذيب، والنظر إلى الدين نظرة سماحة ويسر، والاستقلال يأتي بعد ذلك تبعاً، فلا استقلال لجاهل ولا مخرّف، إنّما عماد الاستقلال العلم، العلم بالدنيا والدين، العلم بكلّ شي‏ء جيّد أتت به المدنية الحديثة من طبيعة وكيمياء ورياضة وفلك ونفس واجتماع ونظام حكم وإدارة. ذلك كلّه إلى جنب دين يحيي القلب ولا يقيّد العقل ويغذّي النفس ولا يشلّ التفكير، والإسلام كفيل بذلك إذا فهم على أُصوله. وكان يرى المسالمة والمصالح مع المستعمر طالما لا مقاومة حتّى مع الاتّحاد، <br>
وكيف الاتّحاد مع تفشّي الجهل واختلاط الأهواء وضعف الخلق؟! وكان يرى أنّ المأخوذ من المستعمر يمكن استغلاله في خير الشعوب وثقافتها خير استغلال، والزمن بعد كفيل بإظهار النتائج.
<br>غير أنّ هذا المنطق الذي اتّبعه أحمد خان فيه ما فيه.
<br>غير أنّ هذا المنطق الذي اتّبعه أحمد خان فيه ما فيه.
<br>وقد وضع رسالة في أسباب هذه الثورة الهندية باللغة الأُوردية، ردّ فيها على بعض الجرائد الإنجليزية فيما ذهبت إليه من أنّ سبب الثورة تهييج الأفغان أو الروس للهنود، معتبراً أنّ حركة الثورة حركة شعبية خالصة صادرة من صميم الشعب وأنّ سببها المآسي التي عاناها الهنود من السلطات الإنجليزية المحتلّة.
<br>وقد وضع رسالة في أسباب هذه الثورة الهندية باللغة الأُوردية، ردّ فيها على بعض الجرائد الإنجليزية فيما ذهبت إليه من أنّ سبب الثورة تهييج الأفغان أو الروس للهنود، معتبراً أنّ حركة الثورة حركة شعبية خالصة صادرة من صميم الشعب وأنّ سببها المآسي التي عاناها الهنود من السلطات الإنجليزية المحتلّة.