الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد محمد الطباطبائي»

لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٣٠: سطر ٣٠:
</div>
</div>
'''محمّد بن صادق الحسيني الطباطبائي''': عالم ومصلح إمامي.
'''محمّد بن صادق الحسيني الطباطبائي''': عالم ومصلح إمامي.
<br>كثيراً ما يقترن اسم هذا العالم المجاهد باسم رفيق دربه في الكفاح السيّد [[عبد اللَّه البهبهاني]]، حيث وسّع هذان العالمان المجاهدان من نشاطاتهما، ودخلوا في مراحل أكثر جدّية وتأثيراً في تاريخ إيران وحركة الدستور، فقد حضرا اجتماعاً شعبياً عظيماً في مسجد الشاه ليتحدّثا عن مضار الحكومة الدكتاتورية ومحاسن الحكومة الشعبية والدستورية، غير أنّ جماعة من عملاء الشاه وخدم البلاط تغلغلوا بين الناس- وذلك طبقاً لخطّة معدّة مسبقاً- من أجل تفريق هذا الاجتماع الهائل، وبدأوا بإيذائهم وإهانتهم، حتّى أنّهم أهانوا العالمين المجاهدين الجليلين، وتفاقم الحال في مسجد الشاه ذلك اليوم حتّى انتهى إلى المشاجرة والصِدام والجراح، فاضطرّ الناس إلى التفرّق للخلاص من هذه الفتنة.
=ملازمة السيد الطباطبائي والسيد عبد الله البهبهاني=
كثيراً ما يقترن اسم هذا العالم المجاهد باسم رفيق دربه في الكفاح السيّد [[عبد اللَّه البهبهاني]]، حيث وسّع هذان العالمان المجاهدان من نشاطاتهما، ودخلوا في مراحل أكثر جدّية وتأثيراً في تاريخ إيران وحركة الدستور، فقد حضرا اجتماعاً شعبياً عظيماً في مسجد الشاه ليتحدّثا عن مضار الحكومة الدكتاتورية ومحاسن الحكومة الشعبية والدستورية، غير أنّ جماعة من عملاء الشاه وخدم البلاط تغلغلوا بين الناس- وذلك طبقاً لخطّة معدّة مسبقاً- من أجل تفريق هذا الاجتماع الهائل، وبدأوا بإيذائهم وإهانتهم، حتّى أنّهم أهانوا العالمين المجاهدين الجليلين، وتفاقم الحال في مسجد الشاه ذلك اليوم حتّى انتهى إلى المشاجرة والصِدام والجراح، فاضطرّ الناس إلى التفرّق للخلاص من هذه الفتنة.
 
=الإعتصام في صحن السيّد عبد العظيم الحسني=
<br>وفي اليوم الثاني والعشرين من شهر آذر 1282 ه. ش اعتصم العالمان المجاهدان بمعيّة جماعة من العلماء والتجّار كالحاجّ الشيخ مرتضى متولّي مدرسة خان مروي، وصدر العلماء، والسيّد جمال الدين الأفجئي، والميرزا مصطفى ابن الحاجّ الميرزا [[محمّد حسن الآشتياني]]، والشيخ [[محمّد صادق الكاشاني]]، والشيخ محمّد رضا القمّي، وجماعة من تجّار طهران، في صحن السيّد عبد العظيم الحسني ليعلنوا بذلك احتجاجهم ومعارضتهم.
<br>وفي اليوم الثاني والعشرين من شهر آذر 1282 ه. ش اعتصم العالمان المجاهدان بمعيّة جماعة من العلماء والتجّار كالحاجّ الشيخ مرتضى متولّي مدرسة خان مروي، وصدر العلماء، والسيّد جمال الدين الأفجئي، والميرزا مصطفى ابن الحاجّ الميرزا [[محمّد حسن الآشتياني]]، والشيخ [[محمّد صادق الكاشاني]]، والشيخ محمّد رضا القمّي، وجماعة من تجّار طهران، في صحن السيّد عبد العظيم الحسني ليعلنوا بذلك احتجاجهم ومعارضتهم.
<br>وفي أثناء الطريق وقف جماعة من أزلام النظام بوجههم، وسعوا إلى صدّهم عن هذه الحركة، وبلغ الأمر حدّ المصادمات وإطلاق النار، ولكن نتيجة لإصرار التجّار وضغوطهم وإغلاقهم محالهم التجارية، واحتمال ازدياد الاضطراب أمر عين الدولة، <br>
<br>وفي أثناء الطريق وقف جماعة من أزلام النظام بوجههم، وسعوا إلى صدّهم عن هذه الحركة، وبلغ الأمر حدّ المصادمات وإطلاق النار، ولكن نتيجة لإصرار التجّار وضغوطهم وإغلاقهم محالهم التجارية، واحتمال ازدياد الاضطراب أمر عين الدولة، <br>
سطر ٣٨: سطر ٤١:
<br>وقد بلغ الأمر أن خالف بعض شباب العوائل الفخمة المتّصلة بالبلاط، بل وحتّى جماعة من رجال الدولة وأولاد الأُمراء القاجار، النظام الحاكم آنذاك، ولذلك غضب عليهم الملك المستبدّ وأعوانه الانتهازيّون، ففارقته تلك الطائفة وقصدوا الري والتحقوا بذلك الجمع.
<br>وقد بلغ الأمر أن خالف بعض شباب العوائل الفخمة المتّصلة بالبلاط، بل وحتّى جماعة من رجال الدولة وأولاد الأُمراء القاجار، النظام الحاكم آنذاك، ولذلك غضب عليهم الملك المستبدّ وأعوانه الانتهازيّون، ففارقته تلك الطائفة وقصدوا الري والتحقوا بذلك الجمع.
<br>وأدّى تزايد أعداد هذه الجماهير يوماً بعد آخر ولحظة بعد أُخرى، والتفافها حول قائديها المحبوبين إلى رعب الجهاز الحاكم وقلقه شيئاً فشيئاً، حتّى أنّ عين الدولة رئيس الوزراء الدكتاتور المستبدّ، ورجل بلاط القاجار المستميت الذي لم يأتِ أحداً من باب السلام والصلح أبداً، عندما رأى أنّه لا يقوى على مواجهة هذه الجماهير عن أيّ طريق كان قد فكر جدّياً بتهديد الشعب وإرعابه، فأرسل أحد عسكرييه القساة الذين كان يعتمد عليهم مع مئات الفرسان المسلّحين إلى الري للقيام بهذا التهديد والإرهاب. غير أنّ المقاتلين المسلمين الشجعان لم يخافوا من مواجهة الفرسان المسلّحين وأفراد الجيش الذي يعملون تحت إمرة الأجانب، فهم ضعفاء أمام القوى الأجنبية، وشجعان جلّادون أمام شعبهم المحروم المضطهد الأعزل وأبناء وطنهم الحفاة! وثبتوا بكلّ جرأة وصلابة أمام هذا الجحفل، وبيّنوا بقول صريح بليغ مشاكل الشعب وحرمانه، وعدّدوا مفاسد الحكومة الدكتاتورية واحدة فواحدة، وانتقدوا بشدّة إجحاف الدولة بحقوق الجماهير وتعدّيها عليها.
<br>وأدّى تزايد أعداد هذه الجماهير يوماً بعد آخر ولحظة بعد أُخرى، والتفافها حول قائديها المحبوبين إلى رعب الجهاز الحاكم وقلقه شيئاً فشيئاً، حتّى أنّ عين الدولة رئيس الوزراء الدكتاتور المستبدّ، ورجل بلاط القاجار المستميت الذي لم يأتِ أحداً من باب السلام والصلح أبداً، عندما رأى أنّه لا يقوى على مواجهة هذه الجماهير عن أيّ طريق كان قد فكر جدّياً بتهديد الشعب وإرعابه، فأرسل أحد عسكرييه القساة الذين كان يعتمد عليهم مع مئات الفرسان المسلّحين إلى الري للقيام بهذا التهديد والإرهاب. غير أنّ المقاتلين المسلمين الشجعان لم يخافوا من مواجهة الفرسان المسلّحين وأفراد الجيش الذي يعملون تحت إمرة الأجانب، فهم ضعفاء أمام القوى الأجنبية، وشجعان جلّادون أمام شعبهم المحروم المضطهد الأعزل وأبناء وطنهم الحفاة! وثبتوا بكلّ جرأة وصلابة أمام هذا الجحفل، وبيّنوا بقول صريح بليغ مشاكل الشعب وحرمانه، وعدّدوا مفاسد الحكومة الدكتاتورية واحدة فواحدة، وانتقدوا بشدّة إجحاف الدولة بحقوق الجماهير وتعدّيها عليها.
=أوّل طلب منظّم دقيق بقيام الحكومة الدستورية=
<br>وأخيراً نظّم هذا الجمع بياناً ذكروا فيه مطالبهم التي أشرف عليها وأيّدها العالمان المجاهدان، وأوردوها في ثماني موادّ وأرسلوها إلى الشاه بواسطة السفير العثماني. وكانت‏<br>هذه المواد التي ثبتت جزئيّاتها في التاريخ كأوّل مطالبة بالحقوق مدوّنة، وأوّل طلب منظّم دقيق بقيام الحكومة الدستورية، عبارة عن:<br>1- إيجاد (دار العدالة) في أنحاء إيران، سواء في المدن أم القرى.
<br>وأخيراً نظّم هذا الجمع بياناً ذكروا فيه مطالبهم التي أشرف عليها وأيّدها العالمان المجاهدان، وأوردوها في ثماني موادّ وأرسلوها إلى الشاه بواسطة السفير العثماني. وكانت‏<br>هذه المواد التي ثبتت جزئيّاتها في التاريخ كأوّل مطالبة بالحقوق مدوّنة، وأوّل طلب منظّم دقيق بقيام الحكومة الدستورية، عبارة عن:<br>1- إيجاد (دار العدالة) في أنحاء إيران، سواء في المدن أم القرى.
<br>2- عزل علاء الدولة من حكومة طهران.
<br>2- عزل علاء الدولة من حكومة طهران.
سطر ٦٥: سطر ٧٠:
<br>وفي جميع هذه المجابهات كان السيّد عبد اللَّه- رفيقه القريب والمجاهد إلى جانبه في مواضع الجهاد- ملازماً له، فلم يكتفِ باطّلاع الناس على مستوى واسع برسائل صديقه ورفيقه الكبير في الجهاد، بل كان هو أيضاً كالطباطبائي يخطو خطوات ثابتة في هذا الطريق، وكان يدعو الشعب المحروم كلّ يوم إلى أن يكون أكثر ثباتاً وقدرةً في مطالبته الحقّة بحقوقه المشروعة.
<br>وفي جميع هذه المجابهات كان السيّد عبد اللَّه- رفيقه القريب والمجاهد إلى جانبه في مواضع الجهاد- ملازماً له، فلم يكتفِ باطّلاع الناس على مستوى واسع برسائل صديقه ورفيقه الكبير في الجهاد، بل كان هو أيضاً كالطباطبائي يخطو خطوات ثابتة في هذا الطريق، وكان يدعو الشعب المحروم كلّ يوم إلى أن يكون أكثر ثباتاً وقدرةً في مطالبته الحقّة بحقوقه المشروعة.
<br>ومع أنّ السيّد عبد اللَّه البهبهاني كان أصغر من السيّد الطباطبائي بسنوات، لكنّه هو الآخر كان طاعناً في السن، مطّلعاً على العالَم، ذاق مرّ الحياة وحلوها، والأهمّ من ذلك أنّه‏<br>كان أحد مراجع الشيعة الكبار، وقد تصدّى لقيادة فئة عظيمة من الشعب المسلم المجاهد في ثورة الدستور، ويُعدّ أحد قادة ثورة الدستور العظماء الذين ضحّوا بأرواحهم في سبيل الجهاد ضدّ الظلم والظالمين، والعمل ضدّ الاستبداد وعمّال الاستعمار، والسعي من أجل تثبيت حكومة الدستور.
<br>ومع أنّ السيّد عبد اللَّه البهبهاني كان أصغر من السيّد الطباطبائي بسنوات، لكنّه هو الآخر كان طاعناً في السن، مطّلعاً على العالَم، ذاق مرّ الحياة وحلوها، والأهمّ من ذلك أنّه‏<br>كان أحد مراجع الشيعة الكبار، وقد تصدّى لقيادة فئة عظيمة من الشعب المسلم المجاهد في ثورة الدستور، ويُعدّ أحد قادة ثورة الدستور العظماء الذين ضحّوا بأرواحهم في سبيل الجهاد ضدّ الظلم والظالمين، والعمل ضدّ الاستبداد وعمّال الاستعمار، والسعي من أجل تثبيت حكومة الدستور.
=الوفاة=
<br>توفّي السيّد الطباطبائي سنة 1337 ه تاركاً بعض المؤلّفات، منها: منظومة في الحبوة، أُرجوزة في قاعدة لا ضرر (سمّاها ب «عقد الدرر في قاعدة لا ضرر»).
<br>توفّي السيّد الطباطبائي سنة 1337 ه تاركاً بعض المؤلّفات، منها: منظومة في الحبوة، أُرجوزة في قاعدة لا ضرر (سمّاها ب «عقد الدرر في قاعدة لا ضرر»).


سطر ٧٣: سطر ٧٩:
[[تصنيف: العلماء]]
[[تصنيف: العلماء]]


== المراجع ==
= المراجع =
(انظر ترجمته في: الذريعة 1: 492 و 23: 102، كفاح علماء الإسلام: 73- 86).
(انظر ترجمته في: الذريعة 1: 492 و 23: 102، كفاح علماء الإسلام: 73- 86).
<br>
<br>