الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد محمد الطباطبائي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
[[ملف:2محمد طباطبایی.jpg|تصغير|يسار]]
[[ملف:2محمد طباطبایی.jpg|250px|تصغير|مركز|محمد الطباطبائي]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم!! data-type="AuthorName" |محمّد الطباطبائي‏
!الاسم!! data-type="AuthorName" |محمّد الطباطبائي‏
سطر ٤٠: سطر ٤٠:
<br>وقد هزّت إقامة المجاهدين الشجاعين بالري معربين عن اعتراضهما ومخالفتهما للحكومة أعماق الجماهير؛ نظراً لامتلاكهما قلوب الناس ولمكانتهما الخاصّة فيها، ومنذ<br>اليوم الأوّل الذي اتّجه فيه هذان العالمان نحو الري رافقهما جماعة من أنصارهما، أمّا بعد استقرارهما بالري فقد بدأت مجموعات جديدة من الجماهير تتّجه إلى الري كلّ يوم، وقاموا يلتحقون بالعالمين المجاهدين وأنصارهما، وبذلك كانت أعدادهم تزداد يوماً بعد يوم، واستمرّت بالازياد لتكوّن سيلًا جارفاً يقوى على تحطيم جدران الخصم والمخالف في ساعة الصفر.
<br>وقد هزّت إقامة المجاهدين الشجاعين بالري معربين عن اعتراضهما ومخالفتهما للحكومة أعماق الجماهير؛ نظراً لامتلاكهما قلوب الناس ولمكانتهما الخاصّة فيها، ومنذ<br>اليوم الأوّل الذي اتّجه فيه هذان العالمان نحو الري رافقهما جماعة من أنصارهما، أمّا بعد استقرارهما بالري فقد بدأت مجموعات جديدة من الجماهير تتّجه إلى الري كلّ يوم، وقاموا يلتحقون بالعالمين المجاهدين وأنصارهما، وبذلك كانت أعدادهم تزداد يوماً بعد يوم، واستمرّت بالازياد لتكوّن سيلًا جارفاً يقوى على تحطيم جدران الخصم والمخالف في ساعة الصفر.
<br>وقد بلغ الأمر أن خالف بعض شباب العوائل الفخمة المتّصلة بالبلاط، بل وحتّى جماعة من رجال الدولة وأولاد الأُمراء القاجار، النظام الحاكم آنذاك، ولذلك غضب عليهم الملك المستبدّ وأعوانه الانتهازيّون، ففارقته تلك الطائفة وقصدوا الري والتحقوا بذلك الجمع.
<br>وقد بلغ الأمر أن خالف بعض شباب العوائل الفخمة المتّصلة بالبلاط، بل وحتّى جماعة من رجال الدولة وأولاد الأُمراء القاجار، النظام الحاكم آنذاك، ولذلك غضب عليهم الملك المستبدّ وأعوانه الانتهازيّون، ففارقته تلك الطائفة وقصدوا الري والتحقوا بذلك الجمع.
<br>وأدّى تزايد أعداد هذه الجماهير يوماً بعد آخر ولحظة بعد أُخرى، والتفافها حول قائديها المحبوبين إلى رعب الجهاز الحاكم وقلقه شيئاً فشيئاً، حتّى أنّ عين الدولة رئيس الوزراء الدكتاتور المستبدّ، ورجل بلاط القاجار المستميت الذي لم يأتِ أحداً من باب السلام والصلح أبداً، عندما رأى أنّه لا يقوى على مواجهة هذه الجماهير عن أيّ طريق كان قد فكر جدّياً بتهديد الشعب وإرعابه، فأرسل أحد عسكرييه القساة الذين كان يعتمد عليهم مع مئات الفرسان المسلّحين إلى الري للقيام بهذا التهديد والإرهاب. غير أنّ المقاتلين المسلمين الشجعان لم يخافوا من مواجهة الفرسان المسلّحين وأفراد الجيش الذي يعملون تحت إمرة الأجانب، فهم ضعفاء أمام القوى الأجنبية، وشجعان جلّادون أمام شعبهم المحروم المضطهد الأعزل وأبناء وطنهم الحفاة! وثبتوا بكلّ جرأة وصلابة أمام هذا الجحفل، وبيّنوا بقول صريح بليغ مشاكل الشعب وحرمانه، وعدّدوا مفاسد الحكومة الدكتاتورية واحدة فواحدة، وانتقدوا بشدّة إجحاف الدولة بحقوق الجماهير وتعدّيها عليها.
<br>وأدّى تزايد أعداد هذه الجماهير يوماً بعد آخر ولحظة بعد أُخرى، والتفافها حول قائديها المحبوبين إلى رعب الجهاز الحاكم وقلقه شيئاً فشيئاً، حتّى أنّ عين الدولة رئيس الوزراء الدكتاتور المستبدّ، ورجل بلاط القاجار المستميت الذي لم يأتِ أحداً من باب السلام والصلح أبداً، عندما رأى أنّه لا يقوى على مواجهة هذه الجماهير عن أيّ طريق كان قد فكر جدّياً بتهديد الشعب وإرعابه، فأرسل أحد عسكرييه القساة الذين كان يعتمد عليهم مع مئات الفرسان المسلّحين إلى الري للقيام بهذا التهديد والإرهاب. <br>
غير أنّ المقاتلين المسلمين الشجعان لم يخافوا من مواجهة الفرسان المسلّحين وأفراد الجيش الذي يعملون تحت إمرة الأجانب، فهم ضعفاء أمام القوى الأجنبية، وشجعان جلّادون أمام شعبهم المحروم المضطهد الأعزل وأبناء وطنهم الحفاة! وثبتوا بكلّ جرأة وصلابة أمام هذا الجحفل، <br>
وبيّنوا بقول صريح بليغ مشاكل الشعب وحرمانه، وعدّدوا مفاسد الحكومة الدكتاتورية واحدة فواحدة، وانتقدوا بشدّة إجحاف الدولة بحقوق الجماهير وتعدّيها عليها.
=أوّل طلب منظّم دقيق بقيام الحكومة الدستورية=
=أوّل طلب منظّم دقيق بقيام الحكومة الدستورية=


سطر ٥٣: سطر ٥٥:
<br>أخذ السفير العثماني مطاليب العلماء التي أصدرها ووافق عليها المئات من المتحصّنين بالري، وذهب بها إلى البلاط وسلّمها بيد الشاه، غير أنّ الشاه- وكعادته- رماها جانباً ولم يعرها أدنى اهتمام! لكن مقاومة المعتصمين في صحن السيّد عبد العظيم وطول مكوث العلماء بينهم أثار القلق لدى الشاه؛ لأنّه أُبلغ بتأزّم أوضاع هذا الاعتصام، وبأنّ جماعات جديدة تلتحق كلّ يوم بالمعتصمين، حتّى أنّ الكثير منهم قد جاؤوا من مدن بعيدة للاشتراك في هذه النهضة، وليقفوا إلى جانب المجاهدين، فخاف الشاه من ذلك وفكّر<br>بطريق خلاص، فأشار عليه مشاوروه ومن حوله بالموافقة على مطاليب الثائرين فوراً.
<br>أخذ السفير العثماني مطاليب العلماء التي أصدرها ووافق عليها المئات من المتحصّنين بالري، وذهب بها إلى البلاط وسلّمها بيد الشاه، غير أنّ الشاه- وكعادته- رماها جانباً ولم يعرها أدنى اهتمام! لكن مقاومة المعتصمين في صحن السيّد عبد العظيم وطول مكوث العلماء بينهم أثار القلق لدى الشاه؛ لأنّه أُبلغ بتأزّم أوضاع هذا الاعتصام، وبأنّ جماعات جديدة تلتحق كلّ يوم بالمعتصمين، حتّى أنّ الكثير منهم قد جاؤوا من مدن بعيدة للاشتراك في هذه النهضة، وليقفوا إلى جانب المجاهدين، فخاف الشاه من ذلك وفكّر<br>بطريق خلاص، فأشار عليه مشاوروه ومن حوله بالموافقة على مطاليب الثائرين فوراً.
<br>وهذا ما فعله الشاه، بل وأرسل عربته الخاصّة إلى الري لتأتي بالسيّدين المجاهدين ومرافقيهما إلى طهران بكلّ حفاوة وتكريم. بل وطلب مشاوروا الشاه منه أن يكتب رسالة يعد فيها بتأسيس دار العدل وتطبيق أحكام الإسلام.
<br>وهذا ما فعله الشاه، بل وأرسل عربته الخاصّة إلى الري لتأتي بالسيّدين المجاهدين ومرافقيهما إلى طهران بكلّ حفاوة وتكريم. بل وطلب مشاوروا الشاه منه أن يكتب رسالة يعد فيها بتأسيس دار العدل وتطبيق أحكام الإسلام.
<br>وبهذا أنهى العلماء، وعلى رأسهم السيّد محمّد الطباطبائي والسيّد عبد اللَّه البهبهاني، اعتصامهم واتّجهوا إلى طهران، وتبعهم على ذلك من كان معهم.
<br>وبهذا أنهى العلماء، وعلى رأسهم السيّد محمّد الطباطبائي والسيّد [[عبد اللَّه البهبهاني]]، اعتصامهم واتّجهوا إلى طهران، وتبعهم على ذلك من كان معهم.
<br>أمّا العلماء فإنّهم انتظروا كثيراً بعد رجوعهم إلى طهران أن يفي الشاه بوعوده، ولكن لم يتمّ ذلك، ولذلك كتب السيّد محمّد الطباطبائي بعد مدّة رسالة إلى عين الدولة رئيس الوزراء المخالف للحكومة الدستورية في إيران يتجلّى من مضمونها ومحتواها طلب استقلال البلاد ومحبّة الشعب وعشقهم للحرّية وشموخ الشعب وافتخار الوطن وعمرانه... ومن جملة ما كتب السيّد في رسالته:<br>«أين تلك العهود والمواثيق؟ إنّكم تعلمون جيّداً بدمار هذا الوطن واستئصال هذا الشعب والأخطار التي تحيط به، وتعلمون جيّداً أنّ إصلاح كلّ ذلك لا يمكن إلّابتأسيس المجلس واتّحاد الحكومة والشعب ورجال الدولة والعلماء، والعجب من أنّ المرض معلوم وطريق علاجه معلوم، ثمّ لا تقدمون على ذلك!<br>إنّ هذه الإصلاحات التي يطالب بها الشعب ستقع عن قريب، لكنّنا نريدها أن تتمّ على يد ملكنا ورئيسنا، لا على يد الروس والإنجليز والعثمانيّين! نحن لا نريد أن يكتب التاريخ أنّ الدولة قد انقرضت مع مظفّر الدين شاه، وأنّ إيران في عهده قد ذهبت أدراج الرياح... الخطر قريب والوقت ضيّق، والآن وقد أشرف هذا المريض على الموت أيحسن تأخير العلاج؟<br>أُقسم باللَّه وجميع أنبيائه وأوليائه بأنّ إيران ستفنى بأدنى تهاون ومهادنة. وإذا كنت قد تعدّيت الحدّ أو سأتعدّاه فإنّي معذور؛ لأنّ إيران وطني، وكلّ اعتباري بهذا الوطن خدمتي للإسلام في هذا الوطن، وعزّتي مرتبطة تماماً بهذه الدولة.
<br>أمّا العلماء فإنّهم انتظروا كثيراً بعد رجوعهم إلى طهران أن يفي الشاه بوعوده، ولكن لم يتمّ ذلك، ولذلك كتب السيّد محمّد الطباطبائي بعد مدّة رسالة إلى عين الدولة رئيس الوزراء المخالف للحكومة الدستورية في إيران يتجلّى من مضمونها ومحتواها طلب استقلال البلاد ومحبّة الشعب وعشقهم للحرّية وشموخ الشعب وافتخار الوطن وعمرانه... ومن جملة ما كتب السيّد في رسالته:<br>«أين تلك العهود والمواثيق؟ إنّكم تعلمون جيّداً بدمار هذا الوطن واستئصال هذا الشعب والأخطار التي تحيط به، وتعلمون جيّداً أنّ إصلاح كلّ ذلك لا يمكن إلّابتأسيس المجلس واتّحاد الحكومة والشعب ورجال الدولة والعلماء، والعجب من أنّ المرض معلوم وطريق علاجه معلوم، ثمّ لا تقدمون على ذلك!<br>إنّ هذه الإصلاحات التي يطالب بها الشعب ستقع عن قريب، لكنّنا نريدها أن تتمّ على يد ملكنا ورئيسنا، لا على يد الروس والإنجليز والعثمانيّين! نحن لا نريد أن يكتب التاريخ أنّ الدولة قد انقرضت مع مظفّر الدين شاه، وأنّ إيران في عهده قد ذهبت أدراج الرياح... الخطر قريب والوقت ضيّق، والآن وقد أشرف هذا المريض على الموت أيحسن تأخير العلاج؟<br>أُقسم باللَّه وجميع أنبيائه وأوليائه بأنّ إيران ستفنى بأدنى تهاون ومهادنة. <br>
وإذا كنت قد تعدّيت الحدّ أو سأتعدّاه فإنّي معذور؛ لأنّ إيران وطني، وكلّ اعتباري بهذا الوطن خدمتي للإسلام في هذا الوطن، وعزّتي مرتبطة تماماً بهذه الدولة.
<br>إنّي أرى هذه الدولة تسقط بيد الأجانب فتذهب كلّ شؤوني واعتباراتي! وسأبقى محافظاً على هذه الدولة ما دام فيَّ عرق ينبض ونفس يصعد، بل وسأُقدّم نفسي قرباناً في هذا السبيل إن اقتضى الأمر.
<br>إنّي أرى هذه الدولة تسقط بيد الأجانب فتذهب كلّ شؤوني واعتباراتي! وسأبقى محافظاً على هذه الدولة ما دام فيَّ عرق ينبض ونفس يصعد، بل وسأُقدّم نفسي قرباناً في هذا السبيل إن اقتضى الأمر.
<br>اليوم يجب أن تلقى الأغراض الشخصية جانباً، التضحية للَّه‏وحده، فلِمَ هذه الأعمال باسم فلان وفلان؟!<br>الوقت قصير، والمطلب مهمّ، ولات حين أوهام وخيال. إنّي مستعدّ أن أتجاوز كلّ شي‏ء، وأضع شأني واعتباري جانباً، وإذا توقّف القيام بهذا العمل على أن أكون مرتّباً للأحذية في بيتكم، أو أكون بوّاباً لداركم، فإنّي مستعدّ لذلك!<br>أُقسم عليكم باللَّه ورسول اللَّه أن لا تجعلوا أبناء هذا الشعب أسرى بيد الروس والإنجليز والعثمانيّين، فأين العهد؟ وأين القرآن؟ لقد كان عهدنا تأسيس المجلس.
<br>اليوم يجب أن تلقى الأغراض الشخصية جانباً، التضحية للَّه‏وحده، فلِمَ هذه الأعمال باسم فلان وفلان؟!<br>الوقت قصير، والمطلب مهمّ، ولات حين أوهام وخيال. <br>
إنّي مستعدّ أن أتجاوز كلّ شي‏ء، وأضع شأني واعتباري جانباً، وإذا توقّف القيام بهذا العمل على أن أكون مرتّباً للأحذية في بيتكم، أو أكون بوّاباً لداركم، فإنّي مستعدّ لذلك!<br>أُقسم عليكم باللَّه ورسول اللَّه أن لا تجعلوا أبناء هذا الشعب أسرى بيد الروس والإنجليز والعثمانيّين، فأين العهد؟ وأين القرآن؟ لقد كان عهدنا تأسيس المجلس.
<br>لم يبق من عمري إلّااليسير، ولا أحظى بشي‏ء، فحظّي في هذا العمر هو الإقدام على هذا العمل، ومنتهى أملي هو تحقيق هذا الأمر، فإمّا أن أبذل نفسي في هذا السبيل- وهو مبعث عفو وافتخار لي ولأبنائي- وإلّا فإنّ هذا الأمر إن لم يتمّ فسوف تلعننا أجيالنا القادمة، كما أنّنا لم نرضَ عن آبائنا ولا نمدحهم.
<br>لم يبق من عمري إلّااليسير، ولا أحظى بشي‏ء، فحظّي في هذا العمر هو الإقدام على هذا العمل، ومنتهى أملي هو تحقيق هذا الأمر، فإمّا أن أبذل نفسي في هذا السبيل- وهو مبعث عفو وافتخار لي ولأبنائي- وإلّا فإنّ هذا الأمر إن لم يتمّ فسوف تلعننا أجيالنا القادمة، كما أنّنا لم نرضَ عن آبائنا ولا نمدحهم.
<br>أطلب منكم بتواضع أن تقدموا على هذا الأمر- يعني تأسيس المجلس- فإنّ لتأخيره- ولو ليوم واحد- أثراً قاتلًا. لا يمكن الآن اتّقاء شرّ العثمانيّين إلّابتأسيس هذا المجلس واتّحاد الشعب والحكومة ورجال الدولة والعلماء. ولا أُطيل عليكم أكثر من هذا».
<br>أطلب منكم بتواضع أن تقدموا على هذا الأمر- يعني تأسيس المجلس- فإنّ لتأخيره- ولو ليوم واحد- أثراً قاتلًا. لا يمكن الآن اتّقاء شرّ العثمانيّين إلّابتأسيس هذا المجلس واتّحاد الشعب والحكومة ورجال الدولة والعلماء. ولا أُطيل عليكم أكثر من هذا».
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦

تعديل