الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد فريد وجدي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ٣٠: سطر ٣٠:
</div>
</div>
'''محمّد فريد بن مصطفى وجدي''': مفكّر إسلامي مصلح.
'''محمّد فريد بن مصطفى وجدي''': مفكّر إسلامي مصلح.
<br>وُلد في سنة 1295 ه (1877 م)، ونشأ بالإسكندرية، وتلقّى تعليمه الابتدائي بها، ثمّ التحق بمدرسة ثانوية بالقاهرة ولم يتمّ تعليمه بها؛ إذ رأى في كثرة المواد التي لا تهمّ الطالب المسلم ما زهّده فيها، فآثر الدراسة المستقلّة بعد أن أتقن الفرنسية إتقاناً جعله أحد المؤلّفين بها، <br>
=الولادة=
وُلد في سنة 1295 ه (1877 م)، ونشأ بالإسكندرية.
=الدراسة=
وتلقّى تعليمه الابتدائي بها، ثمّ التحق بمدرسة ثانوية [[القاهرة|بالقاهرة]] ولم يتمّ تعليمه بها؛ إذ رأى في كثرة المواد التي لا تهمّ الطالب المسلم ما زهّده فيها، فآثر الدراسة المستقلّة بعد أن أتقن الفرنسية إتقاناً جعله أحد المؤلّفين بها، <br>
بل إنّه أصدر قبل أن يبلغ العشرين كتاباً يشرح مبادئ الإسلام بهذه اللغة! ونال من تقدير المنصفين ما قوّى عزيمته على التعمّق في الدين الإسلامي وشرح حقائقه لغير المسلمين؛ كي يخفّفوا من حملاتهم التبشيرية التي كانت تجد من الاحتلال الإنجليزي لمصر أقوى نصير.
بل إنّه أصدر قبل أن يبلغ العشرين كتاباً يشرح مبادئ الإسلام بهذه اللغة! ونال من تقدير المنصفين ما قوّى عزيمته على التعمّق في الدين الإسلامي وشرح حقائقه لغير المسلمين؛ كي يخفّفوا من حملاتهم التبشيرية التي كانت تجد من الاحتلال الإنجليزي لمصر أقوى نصير.
<br>وكتاب «'''الإسلام والمدنية'''» الذي ابتدأ به حياته الفكرية كان مثار إعجاب المنصفين شرقاً وغرباً، وقد جعله بعضهم في مرتبة «'''رسالة التوحيد'''» لإمام العصر الشيخ [[محمّد عبده]]، وهو الباكورة في تأليف الأُستاذ.
<br>وكتاب «'''الإسلام والمدنية'''» الذي ابتدأ به حياته الفكرية كان مثار إعجاب المنصفين شرقاً وغرباً، وقد جعله بعضهم في مرتبة «'''رسالة التوحيد'''» لإمام العصر الشيخ [[محمّد عبده]]، وهو الباكورة في تأليف الأُستاذ.
سطر ٤٩: سطر ٥٢:
وحازت شهرة مستفيضة، أخذ الأُستاذ فريد وجدي ينقدها في دقّة وأمانة مع الترحيب كلّ الترحيب باتّجاها، ثمّ رأى أن يصدر كتاباً خاصّاً بالسيرة المحمّدية تحت ضوء العلم والفلسفة، فكان موضع التقدير إذ تحدّث عن الوحي السماوي حديثاً يقنع أصحاب الاتّجاه العلمي، وأيّد كلامه بنقول مستفيضة تثبت صدق الوحي، كما ردّ على الشبهات التي حبكت عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جهلًا أو سفهاً، فوضع الحقّ في نصابه، وكتابه في السيرة المحمّدية درّة غالية في عقد هذه الدراسات الخاصّة بنبي الإسلام، وقد نشره متفرّقاً، وقام الدكتور محمّد رجب البيّومي بجمعه، وأصدرته المؤسّسة اللبنانية- المصرية. <br>
وحازت شهرة مستفيضة، أخذ الأُستاذ فريد وجدي ينقدها في دقّة وأمانة مع الترحيب كلّ الترحيب باتّجاها، ثمّ رأى أن يصدر كتاباً خاصّاً بالسيرة المحمّدية تحت ضوء العلم والفلسفة، فكان موضع التقدير إذ تحدّث عن الوحي السماوي حديثاً يقنع أصحاب الاتّجاه العلمي، وأيّد كلامه بنقول مستفيضة تثبت صدق الوحي، كما ردّ على الشبهات التي حبكت عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جهلًا أو سفهاً، فوضع الحقّ في نصابه، وكتابه في السيرة المحمّدية درّة غالية في عقد هذه الدراسات الخاصّة بنبي الإسلام، وقد نشره متفرّقاً، وقام الدكتور محمّد رجب البيّومي بجمعه، وأصدرته المؤسّسة اللبنانية- المصرية. <br>
كما قد نقل كتابه «المرأة المسلمة» مترجماً إلى اللغات الإسلامية، كالتركية والفارسية والأُردية، وصادف ارتياح الكثيرين؛ إذ كشف هذا الكتاب عن عمق المؤلّف في دراساته الاجتماعية، وبصره باختلاف المنازع البشرية من الشرق والغرب، وإلماله بما تخوّف منه كثير من أساطين التشريع في أُوربّا حين رأوا المرأة تتبرّج وتغشى المواقف المريبة دون استنكار، وحين تمتهن في المعامل حاملة الأثقال، وواقفة أمام النيران المشتعلة في الأفران، وملطّخة بسواد الفحم في المناجم! وكلّ ذلك ممّا يخالف طبيعتها دون إنكار، مع الائتناس بآراء أئمّة الاجتماع في العصر الحديث.
كما قد نقل كتابه «المرأة المسلمة» مترجماً إلى اللغات الإسلامية، كالتركية والفارسية والأُردية، وصادف ارتياح الكثيرين؛ إذ كشف هذا الكتاب عن عمق المؤلّف في دراساته الاجتماعية، وبصره باختلاف المنازع البشرية من الشرق والغرب، وإلماله بما تخوّف منه كثير من أساطين التشريع في أُوربّا حين رأوا المرأة تتبرّج وتغشى المواقف المريبة دون استنكار، وحين تمتهن في المعامل حاملة الأثقال، وواقفة أمام النيران المشتعلة في الأفران، وملطّخة بسواد الفحم في المناجم! وكلّ ذلك ممّا يخالف طبيعتها دون إنكار، مع الائتناس بآراء أئمّة الاجتماع في العصر الحديث.
<br>وبالإضافة إلى ما ذكرنا من مؤلّفاته فإنّ له: مهمّة الإسلام في العالم، الإسلام دين عامّ خالد، معالم الإسلام، فصول من السيرة، الإسلام في عصر العلم، الوجديات، الحديقة الفكرية.
=التأليفات=
وبالإضافة إلى ما ذكرنا من مؤلّفاته فإنّ له: مهمّة الإسلام في العالم، الإسلام دين عامّ خالد، معالم الإسلام، فصول من السيرة، الإسلام في عصر العلم، الوجديات، الحديقة الفكرية.
<br>وقد توّج هذا كلّه كتاب «دائرة معارف القرن العشرين» في عشرة مجلّدات كبار، وقد طُبعت أخيراً في لبنان وتداوله القرّاء، حيث لم تذهب جدّتها العلمية بتوالي السنين، على حدّ تعبير الدكتور محمّد رجب البيّومي.
<br>وقد توّج هذا كلّه كتاب «دائرة معارف القرن العشرين» في عشرة مجلّدات كبار، وقد طُبعت أخيراً في لبنان وتداوله القرّاء، حيث لم تذهب جدّتها العلمية بتوالي السنين، على حدّ تعبير الدكتور محمّد رجب البيّومي.
<br>كان وجدي مترفّعاً عن غشيان المجالس العامّة، قلّما يرى في حفل أو مجتمع، وقلّ أن يزور أحداً أو يجيب دعوة.
<br>كان وجدي مترفّعاً عن غشيان المجالس العامّة، قلّما يرى في حفل أو مجتمع، وقلّ أن يزور أحداً أو يجيب دعوة.
<br>توفّي بالقاهرة سنة 1954 م.
<br>كانت له اهتمامات وحدوية، وقد نشرت له مجلّة «[[رسالة الإسلام]]» القاهرية مقالًا سنة 1949 م تحت عنوان «'''لا خلاف في الدين الحقّ'''»، جاء فيه: «قد شدّد اللَّه في الزجر عن الخلاف في الدين؛ لأنّ تفرّق الكلمة فيه يؤدّي إلى‏ شرّ ضروب الانقسام بين الجماعات، ويلد أنكأ الضغائن بينها.... من العجب العاجب أن يقع خلاف بين المسلمين، لا لأنّ اللَّه سبحانه وتعالى نهى عنه وشدّد في النهي فحسب، <br>
<br>كانت له اهتمامات وحدوية، وقد نشرت له مجلّة «[[رسالة الإسلام]]» القاهرية مقالًا سنة 1949 م تحت عنوان «'''لا خلاف في الدين الحقّ'''»، جاء فيه: «قد شدّد اللَّه في الزجر عن الخلاف في الدين؛ لأنّ تفرّق الكلمة فيه يؤدّي إلى‏ شرّ ضروب الانقسام بين الجماعات، ويلد أنكأ الضغائن بينها.... من العجب العاجب أن يقع خلاف بين المسلمين، لا لأنّ اللَّه سبحانه وتعالى نهى عنه وشدّد في النهي فحسب، <br>
ولكن لأنّ أُصول الإسلام جلية بيّنة لا تقبل التشكيكات، وقواعده قاطعة مانعة لا مجال معها لتعدّد الاحتمالات.... وإنّ ديناً هذا شأنه كان يجب أن لا توجد فيه فرق يخالف بعضها بعضاً، ولكن الطبيعة البشرية تتغلّب على جميع الحوائل الأدبية والمادّية، وتظهر وجودها قوية متشدّدة، ولكن لا يغيبنّ عنك أنّها في الإسلام لم تستطع أن تتغلّب على الحقائق الرئيسية، وهي ميزة لهذا الدين صان اللَّه بها كيانه سليماً من آثار التقلّبات إلى‏ اليوم».
ولكن لأنّ أُصول الإسلام جلية بيّنة لا تقبل التشكيكات، وقواعده قاطعة مانعة لا مجال معها لتعدّد الاحتمالات.... وإنّ ديناً هذا شأنه كان يجب أن لا توجد فيه فرق يخالف بعضها بعضاً، ولكن الطبيعة البشرية تتغلّب على جميع الحوائل الأدبية والمادّية، وتظهر وجودها قوية متشدّدة، ولكن لا يغيبنّ عنك أنّها في الإسلام لم تستطع أن تتغلّب على الحقائق الرئيسية، وهي ميزة لهذا الدين صان اللَّه بها كيانه سليماً من آثار التقلّبات إلى‏ اليوم».
 
=الوفاة=
== المراجع ==
توفّي بالقاهرة سنة 1954 م.
= المراجع =
(انظر ترجمته في: معجم المطبوعات العربية والمعرّبة 2: 1451، الأعلام للزركلي 6: 329، موسوعة السياسة 7: 259، موسوعة المورد 10: 114، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 1: 91- 106، الموسوعة العربية العالمية 17: 357، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 990- 993، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 141- 142).
(انظر ترجمته في: معجم المطبوعات العربية والمعرّبة 2: 1451، الأعلام للزركلي 6: 329، موسوعة السياسة 7: 259، موسوعة المورد 10: 114، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 1: 91- 106، الموسوعة العربية العالمية 17: 357، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 990- 993، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 141- 142).
<br>
<br>
٤٬٩٤١

تعديل