الفرق بين المراجعتين لصفحة: «يزيد بن هارون بن زاذان»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢٣: سطر ٢٣:
|}
|}
</div>
</div>
'''يزيد بن هارون بن زاذان''' جدّه «زاذي» أو «زاذان» مولى «أُمّ عاصم» زوجة عُتبة بن فرقد من قبيلة بني سليم، ولذا قيل له: السُّلَمي، وأصله من بُخارى<ref>3487) تهذيب الكمال 32: 261، تاريخ بغداد 14: 338.</ref>، إلّا أنّه عاش في مدينة واسط <ref>3488) بُنيت هذه المدينة سنة 84 - 86 ه بأمر الحجّاج، وتبعد عن البصرة والكوفة والمدائن والأهواز أربعون فرسخاً، ولهذا سميت «واسط» (معجم البلدان 5: 347 -353).</ref> فعُرف بالواسطي.
'''يزيد بن هارون بن زاذان''' جدّه «زاذي» أو «زاذان» مولى «أُمّ عاصم» زوجة [[عُتبة بن فرقد]] من [[قبيلة بني سليم]]، ولذا قيل له: السُّلَمي، وأصله من بُخارى<ref>3487) تهذيب الكمال 32: 261، تاريخ بغداد 14: 338.</ref>، إلّا أنّه عاش في مدينة واسط <ref>3488) بُنيت هذه المدينة سنة 84 - 86 ه بأمر الحجّاج، وتبعد عن البصرة والكوفة والمدائن والأهواز أربعون فرسخاً، ولهذا سميت «واسط» (معجم البلدان 5: 347 -353).</ref> فعُرف بالواسطي.


=ترجمته=
=ترجمته=
وفضلاً عن منزلته العلمية فقد كان مشهوراً في زمانه بالعبادة وإحياء الليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر <ref>3489) سير أعلام النبلاء 9: 306، 361، تاريخ الإسلام 14: 457، تقريب التهذيب 2: 372.</ref>. يقول أحمد بن سنان: «ما رأيت عالماً أحسن صلاةً من يزيد بن هارون، يقوم كأنّه أسطوانة، وكان يصلّي بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، لم يكن يفتر في صلاة الليل والنهار، هو وهُشَيْم معروفان بطول صلاة الليل والنهار» <ref>3490) تهذيب الكمال 32: 268، تاريخ بغداد 14: 340.</ref>. وكان يقول: «أنام من الليل شيئاً؟! إذن لا أنام الله عيني» <ref>3491) سير أعلام النبلاء 9: 361.</ref>. وفي أواخر حياته أُصيب بالعمى، وعندما سأله حسن بن عرفة عن سبب ذلك، قال: ذهب بهما بكاء الأسحار <ref>3492) تاريخ بغداد 14: 342.</ref>. وكان يقول أيضاً: ما أحبّ أن أحفظ القرآن حتّى لا أُخطئ فيه شيئاً؛ لئلّا يدركني ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الخوارج: «يقرؤون القرآن لايجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة» <ref>3493) المصدر السابق: 341.</ref>.
وفضلاً عن منزلته العلمية فقد كان مشهوراً في زمانه بالعبادة وإحياء الليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر <ref>3489) سير أعلام النبلاء 9: 306، 361، تاريخ الإسلام 14: 457، تقريب التهذيب 2: 372.</ref>. يقول [[أحمد بن سنان]]: «ما رأيت عالماً أحسن صلاةً من يزيد بن هارون، يقوم كأنّه أسطوانة، وكان يصلّي بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، لم يكن يفتر في صلاة الليل والنهار، هو وهُشَيْم معروفان بطول صلاة الليل والنهار» <ref>3490) تهذيب الكمال 32: 268، تاريخ بغداد 14: 340.</ref>. وكان يقول: «أنام من الليل شيئاً؟! إذن لا أنام الله عيني» <ref>3491) سير أعلام النبلاء 9: 361.</ref>. وفي أواخر حياته أُصيب بالعمى، وعندما سأله [[حسن بن عرفة]] عن سبب ذلك، قال: ذهب بهما بكاء الأسحار <ref>3492) تاريخ بغداد 14: 342.</ref>. وكان يقول أيضاً: ما أحبّ أن أحفظ القرآن حتّى لا أُخطئ فيه شيئاً؛ لئلّا يدركني ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الخوارج: «يقرؤون القرآن لايجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة» <ref>3493) المصدر السابق: 341.</ref>.
وقد سافر إلى بغداد وحدّث بها، ثم عاد إلى واسط فمات بها <ref>3494) المصدر نفسه: 337.</ref>. وكانت له منزلة علمية واجتماعية كبيرة، حتّى إنّ المأمون قال: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت أنّ القرآن مخلوق، فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين! ومن يزيد هذا حتّى  يكون يُتَّقى؟! فقال: ويحك! إنّي لا أتّقيه لأنّ له سلطاناً أو سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته فيرد عليَّ، فيختلف الناس، وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة! وكان يزيد يحلف بالله الذي لا إله إلّا هو أنّ من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر <ref>3495) تاريخ بغداد 14: 342، سير أعلام النبلاء 9: 362.</ref>.
وقد سافر إلى بغداد وحدّث بها، ثم عاد إلى واسط فمات بها <ref>3494) المصدر نفسه: 337.</ref>. وكانت له منزلة علمية واجتماعية كبيرة، حتّى إنّ المأمون قال: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت أنّ القرآن مخلوق، فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين! ومن يزيد هذا حتّى  يكون يُتَّقى؟! فقال: ويحك! إنّي لا أتّقيه لأنّ له سلطاناً أو سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته فيرد عليَّ، فيختلف الناس، وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة! وكان يزيد يحلف بالله الذي لا إله إلّا هو أنّ من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر <ref>3495) تاريخ بغداد 14: 342، سير أعلام النبلاء 9: 362.</ref>.


سطر ٣٥: سطر ٣٥:
=من روى عنهم ومن رووا عنه <ref>3499) الكافي 5: 261، تهذيب الكمال 32: 262 - 265.</ref>=
=من روى عنهم ومن رووا عنه <ref>3499) الكافي 5: 261، تهذيب الكمال 32: 262 - 265.</ref>=
روى عن الإمام الصادق عليه السلام.
روى عن الإمام الصادق عليه السلام.
وروى أيضاً عن جماعةٍ، منهم: أبان بن أبي عياش، أبان بن يزيد العطَّار، إبراهيم بن سعد الزُهري، إسماعيل بن يحيى بن طَلْحة، الحجّاج بن أرطأة، أَصْبَغ بن زيد الورّاق، مالك، محمد بن إسحاق بن يسار.
وروى أيضاً عن جماعةٍ، منهم: [[أبان بن أبي عياش]]، [[أبان بن يزيد العطَّار]]، [[إبراهيم بن سعد الزُهري]]، [[إسماعيل بن يحيى بن طَلْحة]]، [[الحجّاج بن أرطأة]]، [[أَصْبَغ بن زيد الورّاق]]، مالك، [[محمد بن إسحاق بن يسار]].
وروى عنه جماعة، منهم: إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني، أحمدبن إبراهيم الدَوْرَقي، أحمد، الحسن بن علي بن راشد الواسطي، الحسن بن علي الخلّال، الحسين بن منصور النيشابوري، سُفيان بن وكيع بن الجرّاح. ووردت رواياته في المصادر الستّة لأهل السنّة وشواهد التنزيل <ref>3500) تهذيب التهذيب 11: 321، تهذيب الكمال 32: 270، شواهد التنزيل ح 6 و9 و10 و652 و653.</ref>، وفي بعض المصادر الشيعية <ref>3501) الكافي 5: 261، كتاب الخصال: 254، 312، 471، أمالي المفيد: 78.</ref>.
وروى عنه جماعة، منهم: [[إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني]]، [[أحمدبن إبراهيم الدَوْرَقي]]، أحمد، [[الحسن بن علي بن راشد الواسطي]]، [[الحسن بن علي الخلّال]]، [[الحسين بن منصور النيشابوري]]، [[سُفيان بن وكيع بن الجرّاح]]. ووردت رواياته في المصادر الستّة لأهل السنّة وشواهد التنزيل <ref>3500) تهذيب التهذيب 11: 321، تهذيب الكمال 32: 270، شواهد التنزيل ح 6 و9 و10 و652 و653.</ref>، وفي بعض المصادر الشيعية <ref>3501) الكافي 5: 261، كتاب الخصال: 254، 312، 471، أمالي المفيد: 78.</ref>.


=من رواياته=
=من رواياته=
سطر ٤٢: سطر ٤٢:


=وفاته=
=وفاته=
توفّي يزيد سنة 206 ه، بمدينة واسط، في خلافة المأمون العباسي عن 88 سنة <ref>3504) الطبقات الكبرى‏ 7 : 315 ، تاريخ خليفة : 388 ، كتاب الثقات 7 : 632 ، تهذيب الكمال 32 : 269 ،  شذرات الذهب 2 : 16 ، العبر في خبر من غبر 1 : 275 . وفي الكامل في التاريخ 6 : 362 : مات سنة 205 ه .</ref>.
توفّي يزيد سنة 206 ه، بمدينة واسط، في خلافة [[المأمون العباسي]] عن 88 سنة <ref>3504) الطبقات الكبرى‏ 7: 315، تاريخ خليفة: 388، كتاب الثقات 7: 632، تهذيب الكمال 32: 269، شذرات الذهب 2: 16، العبر في خبر من غبر 1: 275. وفي الكامل في التاريخ 6: 362: مات سنة 205 ه.</ref>.
 


=المراجع=
=المراجع=


[[تصنيف:الرواة المشتركون]]
[[تصنيف:الرواة المشتركون]]
٣٨٢

تعديل