الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد تقي القمّي»

لا ملخص تعديل
سطر ٤٥: سطر ٤٥:
<br>
<br>
=آرائه التقريبية=  
=آرائه التقريبية=  
والحديث عن تقريبيات العلّامة القمّي يطول كثيراً، غير أنّنا نقتصر هنا على إيراد بعض كلماته في هذا المجال، حيث يقول في مقالة له منشورة بمجلّة «رسالة الإسلام» القاهرية ما نصّه:<br>«جرى الحديث بيني وبين العلّامة الشهير المغفور له الإمام الشيخ المراغي شيخ الجامع الأزهر، وكأنّي أرى الحديث أمامي كما لو كان بالأمس القريب، والحال أنّه قد مرّ عليه زمان لا يقلّ عن عشرة أعوام. كان موضوع الحديث هو المشكل الخطير الذي على‏<br>المسلمين أن يعالجوه إذا أرادوا نهضة موحّدة تشمل جميع شعوبهم وبلادهم، وهو توحيد المسلمين ثقافياً. كان الكلام بيننا في أنّ المسلمين لا يعرف بعضهم البعض، وأنّ الصلة منقطعة بينهم، ولا بدّ من تقرّبهم ثقافياً؛ ليعرف كلّ ما عند الآخر، وبذلك يحصل التوحيد المنشود، وترتفع المنازعات والخلافات في كلّ المسائل أو في أكثرها، أو تقف على الأقلّ عند حدودها الحقيقية.... لسنا في هذا المقام بصدد بيان ما دار في هذه الجلسة أو في جلستنا الممتعة التي كنت اجتمع فيها بفضيلة الإمام المراغي، ولسنا أيضاً بصدد بيان ما وصلنا إليه في نفس تلك الجلسة من إقرار تدريس بعض اللغات الإسلامية كوسيلة للتفاهم بين البلاد الإسلامية المختلفة، كما أنّنا لسنا بصدد أن نقول: هل واصلنا السير إلى الأمام منذ ذلك الوقت أو رجعنا القهقرى؟ ومهما يكن من شي‏ء فإنّ أمامنا في اللجنة الثقافية لجماعة التقريب مشروعاً يرمي إلى توحيد المسلمين ثقافياً، أو إن شئت فقل: توحيد الثقافة الإسلامية بين المسلمين، فكرة ضخمة ومشروع جليل، ينظر إلى المسلمين كأُمّة واحدة، لغاتها محترمة عند الجميع، آدابها للجميع، رجالها للمسلمين عامّة. ليس أحد ينكر على المسلمين أن يعرف الأدب الغربي، لكن عليه في الوقت نفسه أن يعرف شيئاً عن أدب رجال نشأوا في الإسلام، ونبغوا في البلاد الإسلامية، لا مانع يمنع المسلمين أن يعرف اللغة الغربية، ولكن ممّا ينكر عليه ألّايعطي قسطاً من اهتمامه للّغات الإسلامية، ولعلّ منها ما يتكلّم به أكثر من مائة مليون من المسلمين، فتكون لغة التخاطب بين كثير من المسلمين بعضهم وبعض إحدى اللغات الغربية؛ لأنّ كلا الطرفين المسلمين لا يعرف من لغة الآخر شيئاً، ليس بمنكر على المسلم، بل المستحسن أن يعرف كثيراً عن القارّة الأُوروبّية أو الأمريكية أو غيرهما، غير أنّه بوصفه مسلماً عليه أن يعرف أكثر ممّا يعرفه الآن عن البلاد الإسلامية وأقطارها. إنّ توحيد المسلمين ثقافياً لا ينافي أن تعمل كلّ طائفة من الطوائف الإسلامية بما ثبت عندها واعتقدته ما دام هذا لا يمسّ العقائد الأساسية التي يجب الإيمان بها، ولكن من الواجب أن تعرف كلّ طائفة من المسلمين حقيقة عقائد الآخرين، لعلّها تجد فيها ما تستفيد منه أو على الأقلّ إذا أراد أحد باحثيها أن يكتب عنهم شيئاً أو ينقل بعض‏ فتاواهم فلا يكتب: (وأمّا ما سمعنا عنهم أنّهم يقولون كذا وكذا أو أنّه يقول عنهم كذا وكذا).
والحديث عن تقريبيات العلّامة القمّي يطول كثيراً، غير أنّنا نقتصر هنا على إيراد بعض كلماته في هذا المجال.
==نقل جريان كلام بينه وبين العلامة المراغي==
حيث يقول في مقالة له منشورة بمجلّة «رسالة الإسلام» القاهرية ما نصّه:<br>«جرى الحديث بيني وبين العلّامة الشهير المغفور له الإمام الشيخ المراغي شيخ الجامع الأزهر، وكأنّي أرى الحديث أمامي كما لو كان بالأمس القريب، والحال أنّه قد مرّ عليه زمان لا يقلّ عن عشرة أعوام. كان موضوع الحديث هو المشكل الخطير الذي على‏<br>المسلمين أن يعالجوه إذا أرادوا نهضة موحّدة تشمل جميع شعوبهم وبلادهم، وهو توحيد المسلمين ثقافياً.  
<br>
كان الكلام بيننا في أنّ المسلمين لا يعرف بعضهم البعض، وأنّ الصلة منقطعة بينهم، ولا بدّ من تقرّبهم ثقافياً؛ ليعرف كلّ ما عند الآخر، وبذلك يحصل التوحيد المنشود، وترتفع المنازعات والخلافات في كلّ المسائل أو في أكثرها، أو تقف على الأقلّ عند حدودها الحقيقية.... لسنا في هذا المقام بصدد بيان ما دار في هذه الجلسة أو في جلستنا الممتعة التي كنت اجتمع فيها بفضيلة الإمام المراغي، ولسنا أيضاً بصدد بيان ما وصلنا إليه في نفس تلك الجلسة من إقرار تدريس بعض اللغات الإسلامية كوسيلة للتفاهم بين البلاد الإسلامية المختلفة، كما أنّنا لسنا بصدد أن نقول: هل واصلنا السير إلى الأمام منذ ذلك الوقت أو رجعنا القهقرى؟  
==توحيد المسلمين ثقافيا==
ومهما يكن من شي‏ء فإنّ أمامنا في اللجنة الثقافية لجماعة التقريب مشروعاً يرمي إلى توحيد المسلمين ثقافياً، أو إن شئت فقل: توحيد الثقافة الإسلامية بين المسلمين، فكرة ضخمة ومشروع جليل، ينظر إلى المسلمين كأُمّة واحدة، لغاتها محترمة عند الجميع، آدابها للجميع، رجالها للمسلمين عامّة. ليس أحد ينكر على المسلمين أن يعرف الأدب الغربي، لكن عليه في الوقت نفسه أن يعرف شيئاً عن أدب رجال نشأوا في الإسلام، ونبغوا في البلاد الإسلامية، لا مانع يمنع المسلمين أن يعرف اللغة الغربية، ولكن ممّا ينكر عليه ألّايعطي قسطاً من اهتمامه للّغات الإسلامية، ولعلّ منها ما يتكلّم به أكثر من مائة مليون من المسلمين، فتكون لغة التخاطب بين كثير من المسلمين بعضهم وبعض إحدى اللغات الغربية؛ لأنّ كلا الطرفين المسلمين لا يعرف من لغة الآخر شيئاً، ليس بمنكر على المسلم، بل المستحسن أن يعرف كثيراً عن القارّة الأُوروبّية أو الأمريكية أو غيرهما، غير أنّه بوصفه مسلماً عليه أن يعرف أكثر ممّا يعرفه الآن عن البلاد الإسلامية وأقطارها.  
<br>
إنّ توحيد المسلمين ثقافياً لا ينافي أن تعمل كلّ طائفة من الطوائف الإسلامية بما ثبت عندها واعتقدته ما دام هذا لا يمسّ العقائد الأساسية التي يجب الإيمان بها، ولكن من الواجب أن تعرف كلّ طائفة من المسلمين حقيقة عقائد الآخرين، لعلّها تجد فيها ما تستفيد منه أو على الأقلّ إذا أراد أحد باحثيها أن يكتب عنهم شيئاً أو ينقل بعض‏ فتاواهم فلا يكتب: (وأمّا ما سمعنا عنهم أنّهم يقولون كذا وكذا أو أنّه يقول عنهم كذا وكذا).
<br>ولعمري إنّ هذا لسبّة في جبين العلم أن لا يتعب رجاله أنفسهم بالبحث عن كتاب يجدون فيه كلّ ما يبحثون عنه، من غير أن يسندوا أقوالهم إلى السماع، وكثيراً ما يجي‏ء هذا القول المسموع من ذوي الأغراض الخبيثة، وممّا هو واضح أنّه ليس معنى توحيد الثقافة توحيد اللغة، وليس هذا أمراً ممكناً، ولعلّه لا يفكّر في هذا ولا يفوه به إلّامن يرد أن يبعث التعصّب للّغات أيضاً، أو يريد أن يستعمر الآخرين. ولكن المهمّ هنا أن يفهم بعضنا بعضاً، وهذا ممكن جدّاً إذا وجد في البلاد العربية مثلًا رجال يعرفون لغات الآخرين، وعند الآخرين من يعرف اللغة العربية ويتحدّث بها، وهذا ما كان في العصر الذهبي للإسلام، شعوب لم يصطبغوا بالصبغة العربية، واحتفظوا بلغتهم القومية، إلّاأنّ رجالًا منهم- وهم علماؤهم عامّة- كتبوا ودوّنوا العلوم العربية، وخدموا اللغة العربية نفسها أيّة خدمة، من دون أيّ تعصّب أو أقلّ تحيّز. ألا وإنّ الترجمة ممّا لا بدّ أن يهتمّ بها، وكثيراً ما تترجم آثار من الغربيّين بأنواعها فنجد فيها ما يفيد ولا ننكره، ونجد فيها ما يفسد الأخلاق وينشر الخلاعة حيناً، والإلحاد والمادّية حيناً آخر، ولا يشكّ مسلم من خطر هذا النوع على الدين والآداب الإسلامية فنتجنّبه. ومادام عندنا هذا الاستعداد للترجمة، وليس لدينا مانع من أن نعطي لفكرة نشأت في بيئة مغايرة لبيئتنا وصبغت في جوّ تقاليدنا الدينية والقومية صورة مناسبة أو أقلّ بعداً، نقول: مادام عندنا هذا الاستعداد أليس من الخير أن نوجّه إلى الصحيح من الأدب الغربي وأفكار أهله، وإلى الآثار الإسلامية بما في ذلك ترجمة الكتب والدواوين والحكم والقصص وأخبار التاريخ السائرة بين الشعوب الإسلامية، وإنّ منها لكتباً لو كان أحدها هو الكتاب الوحيد في لغته ولم يكن سبيل لترجمته إلّابتعلّم اللغة لكان على الإنسان أن يتعلّم تلك اللغة ليعرف هذا أو ذاك الكتاب ويلتذّ بما فيه. إنّ في البلاد الإسلامية معادن وكنوزاً، وإنّ للمسلمين رجالًا نابغين وعلماء أكفّاء عاملين، وآباء قديرين، فهل يعرفهم العالم الإسلامي؟ وهل يعرف عنهم عشر ما يعرف عن بعض علماء المادّة وكتّاب السوء؟! وهل سمع عن آثارهم؟ وهل عرف أنّ منهم مؤلّفين خلّفوا مجلّدات من الكتب، يعدّ كل واحد منها<br>مرجعاً من المراجع قائماً بذاته لفكرة ناضجة عند المسلمين؟ إنّ للمسلمين جامعات علمية كبرى في مختلف البلدان، وإنّ فيها لما يجتمع به أكثر من ألفين من طلّاب العلوم الدينية، وإنّ النظام الدراسي فيها نظام حرّ، فهل عرفت الأغلبية بين المسلمين عنهم شيئاً؟! لو أنّ التعارف بين المسلمين تمّ على أساس توحيد الثقافة، بما في ذلك التبادل الثقافي، وتأليف كتب عن كلّ طائفة لإعطاء صورة صحيحة عنها، وتعليم اللغات الإسلامية في جامعاتهم، وترجمة آثارهم ورجالهم، لعرف المسلمون أنفسهم وعلموا قوّتهم، وأنّهم مسلمون قبل كلّ شي‏ء، مسلمون في كتابتهم وتآليفهم، مسلمون في قصصهم وأشعارهم، وأنّهم أُمناء فيما يكتبون».
<br>ولعمري إنّ هذا لسبّة في جبين العلم أن لا يتعب رجاله أنفسهم بالبحث عن كتاب يجدون فيه كلّ ما يبحثون عنه، من غير أن يسندوا أقوالهم إلى السماع، وكثيراً ما يجي‏ء هذا القول المسموع من ذوي الأغراض الخبيثة، وممّا هو واضح أنّه ليس معنى توحيد الثقافة توحيد اللغة، وليس هذا أمراً ممكناً، ولعلّه لا يفكّر في هذا ولا يفوه به إلّامن يرد أن يبعث التعصّب للّغات أيضاً، أو يريد أن يستعمر الآخرين. ولكن المهمّ هنا أن يفهم بعضنا بعضاً، وهذا ممكن جدّاً إذا وجد في البلاد العربية مثلًا رجال يعرفون لغات الآخرين، وعند الآخرين من يعرف اللغة العربية ويتحدّث بها، وهذا ما كان في العصر الذهبي للإسلام، شعوب لم يصطبغوا بالصبغة العربية، واحتفظوا بلغتهم القومية، إلّاأنّ رجالًا منهم- وهم علماؤهم عامّة- كتبوا ودوّنوا العلوم العربية، وخدموا اللغة العربية نفسها أيّة خدمة، من دون أيّ تعصّب أو أقلّ تحيّز. ألا وإنّ الترجمة ممّا لا بدّ أن يهتمّ بها، وكثيراً ما تترجم آثار من الغربيّين بأنواعها فنجد فيها ما يفيد ولا ننكره، ونجد فيها ما يفسد الأخلاق وينشر الخلاعة حيناً، والإلحاد والمادّية حيناً آخر، ولا يشكّ مسلم من خطر هذا النوع على الدين والآداب الإسلامية فنتجنّبه. ومادام عندنا هذا الاستعداد للترجمة، وليس لدينا مانع من أن نعطي لفكرة نشأت في بيئة مغايرة لبيئتنا وصبغت في جوّ تقاليدنا الدينية والقومية صورة مناسبة أو أقلّ بعداً، نقول: مادام عندنا هذا الاستعداد أليس من الخير أن نوجّه إلى الصحيح من الأدب الغربي وأفكار أهله، وإلى الآثار الإسلامية بما في ذلك ترجمة الكتب والدواوين والحكم والقصص وأخبار التاريخ السائرة بين الشعوب الإسلامية، وإنّ منها لكتباً لو كان أحدها هو الكتاب الوحيد في لغته ولم يكن سبيل لترجمته إلّابتعلّم اللغة لكان على الإنسان أن يتعلّم تلك اللغة ليعرف هذا أو ذاك الكتاب ويلتذّ بما فيه. إنّ في البلاد الإسلامية معادن وكنوزاً، وإنّ للمسلمين رجالًا نابغين وعلماء أكفّاء عاملين، وآباء قديرين، فهل يعرفهم العالم الإسلامي؟ وهل يعرف عنهم عشر ما يعرف عن بعض علماء المادّة وكتّاب السوء؟! وهل سمع عن آثارهم؟ وهل عرف أنّ منهم مؤلّفين خلّفوا مجلّدات من الكتب، يعدّ كل واحد منها<br>مرجعاً من المراجع قائماً بذاته لفكرة ناضجة عند المسلمين؟ إنّ للمسلمين جامعات علمية كبرى في مختلف البلدان، وإنّ فيها لما يجتمع به أكثر من ألفين من طلّاب العلوم الدينية، وإنّ النظام الدراسي فيها نظام حرّ، فهل عرفت الأغلبية بين المسلمين عنهم شيئاً؟! لو أنّ التعارف بين المسلمين تمّ على أساس توحيد الثقافة، بما في ذلك التبادل الثقافي، وتأليف كتب عن كلّ طائفة لإعطاء صورة صحيحة عنها، وتعليم اللغات الإسلامية في جامعاتهم، وترجمة آثارهم ورجالهم، لعرف المسلمون أنفسهم وعلموا قوّتهم، وأنّهم مسلمون قبل كلّ شي‏ء، مسلمون في كتابتهم وتآليفهم، مسلمون في قصصهم وأشعارهم، وأنّهم أُمناء فيما يكتبون».
<br>هذا، وإذا كانت المذاهب الإسلامية نشأت في ظلّ الاجتهاد وتأسّست في ضوء القرآن والسنّة فلا دعوة لدمجها؛ إذ في التعدّد المذهبي ثراء معرفي وتراثي للحضارة الإسلامية... لذلك ينعى الشيخ القمّي على الذين يفهمون غير ذلك: «.... ممّن لا يعرف مهمّة التقريب على حقيقتها، ولم يدرس برامجها، بل غاب عنه مدلول الاسم فحسب، إنّ التقريب توحيد.... ليست جماعة التقريب تريد القضاء على كلّ خلاف، ولا تفكّر في ذلك، ولا تبتغي أن يتشيّع السنّي، أو يتسنّن الشيعي.... إنّ التقريب لأسمى من هذا وأجلّ شأناً، إنّه- على العكس ممّا يتخيّلون أو يريدون أن يخيّلوا للناس- ينادي بوجوب أن تبقى المذاهب وأن يحتفظ المسلمون بها، فهي ثروة علمية وفكرية وفقهية لا مصلحة في إهمالها ولا في إدماجها».
<br>هذا، وإذا كانت المذاهب الإسلامية نشأت في ظلّ الاجتهاد وتأسّست في ضوء القرآن والسنّة فلا دعوة لدمجها؛ إذ في التعدّد المذهبي ثراء معرفي وتراثي للحضارة الإسلامية... لذلك ينعى الشيخ القمّي على الذين يفهمون غير ذلك: «.... ممّن لا يعرف مهمّة التقريب على حقيقتها، ولم يدرس برامجها، بل غاب عنه مدلول الاسم فحسب، إنّ التقريب توحيد.... ليست جماعة التقريب تريد القضاء على كلّ خلاف، ولا تفكّر في ذلك، ولا تبتغي أن يتشيّع السنّي، أو يتسنّن الشيعي.... إنّ التقريب لأسمى من هذا وأجلّ شأناً، إنّه- على العكس ممّا يتخيّلون أو يريدون أن يخيّلوا للناس- ينادي بوجوب أن تبقى المذاهب وأن يحتفظ المسلمون بها، فهي ثروة علمية وفكرية وفقهية لا مصلحة في إهمالها ولا في إدماجها».