الفرق بين المراجعتين لصفحة: «النعمان بن ثابت بن زوطى»

لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١٧: سطر ١٧:
|}
|}
</div>
</div>
'''النُعمان بن ثابت بن زُوطَى''' كان زُوطَى  - جدّ النعمان - مملوكاً لبني تَيْم اللَّه بن ثَعْلَبة، فأُعتِقَ، فولاؤه لبني تَيْم اللَّه بن ثَعْلَبة، والنسبة إليه تَيْمُلي أو تَيْمي <ref>تاريخ بغداد 13: 325، اللباب في تهذيب الأنساب 1: 232، 233، رجال الطوسي: 325، وروي عن إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة أ نّه قال: «نحن من أبناء فارس الأحرار (راجع: تاريخ أسماء الثقات: 450). وزُوطى  على  وزن مُوسى ، اسم نبطي، والنبطي أو النباطي قوم من العجم كانوا ينزلون بين العراقين: البصرة والكوفة، سمّوا نبطاً لاستنباطهم مايخرج من الأرضين، ثم استعمل في أخلاط الناس وعوامهم. وسفيان الثوري أيضاً لقّب أبا حنيفة بالنبطي (تهذيب الكمال 29: 422، وفيات الأعيان 5: 405، 414، أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 75).</ref>. والنُعمان بن المَرْزُبان أبو ثابت وجدّ النعمان، هو الذي أهدى  لعلي بن أبي طالب الفالوذَج في يوم النيروز، وروي: أنّ ثابت ذهب إلى  علي بن أبي طالب وهو صغير، فدعا له بالبركة فيه وفي ذرّيته <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 16، تاريخ أسماء الثقات: 450، تاريخ بغداد 13: 326.</ref>.
'''النُعمان بن ثابت بن زُوطَى''' كان زُوطَى  - جدّ النعمان - مملوكاً لبني تَيْم اللَّه بن ثَعْلَبة، فأُعتِقَ، فولاؤه لبني تَيْم اللَّه بن ثَعْلَبة، والنسبة إليه تَيْمُلي أو تَيْمي <ref>تاريخ بغداد 13: 325، اللباب في تهذيب الأنساب 1: 232، 233، رجال الطوسي: 325، وروي عن إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة أ نّه قال: «نحن من أبناء فارس الأحرار (راجع: تاريخ أسماء الثقات: 450). وزُوطى  على  وزن مُوسى ، اسم نبطي، والنبطي أو النباطي قوم من العجم كانوا ينزلون بين العراقين: البصرة والكوفة، سمّوا نبطاً لاستنباطهم مايخرج من الأرضين، ثم استعمل في أخلاط الناس وعوامهم. وسفيان الثوري أيضاً لقّب أبا حنيفة بالنبطي (تهذيب الكمال 29: 422، وفيات الأعيان 5: 405، 414، أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 75).</ref>. والنُعمان بن المَرْزُبان أبو ثابت وجدّ النعمان، هو الذي أهدى  لعلي بن أبي طالب الفالوذَج في يوم النيروز، وروي: أنّ ثابت ذهب إلى  [[علي بن أبي طالب]] وهو صغير، فدعا له بالبركة فيه وفي ذرّيته <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 16، تاريخ أسماء الثقات: 450، تاريخ بغداد 13: 326.</ref>.
==ترجمته==
==ترجمته==
وكان لأبي حنيفة ولد واحد اسمه حمّاد، وقد خلّف حمّاد أربعة أولاد، هم: إسماعيل وعثمان وعمر وأبو حيان <ref>وقال ابن عدي: وحمّاد بن أبي حنيفة لاأعرف له رواية مستوية فأذكرها. أنظر: الكامل في ضعفاء الرجال 2: 669، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 71، المعارف: 495.</ref>. وقد ذكروا له شمائل عديدة، فعن أبي نعيم قال: «كان أبو حنيفة حسن الوجه والثوب والنعل، والمواساة لكلّ من أطاف به». وعن تلميذه أبي يوسف: «كان أبو حنيفة يختم القرآن في كلّ ليلة». وذكروا أنّه كان يكسب رزقه ببيع الخزّ، ولم يقبل منصب القضاء الذي عُرض عليه فضُرب مائة وعشرة أسواط، في كلّ يوم عشرة أسواط، وهو على  الامتناع <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 16، 17،22،52،57، الغدير 5: 29، 30،33، الجواهر المضيئة 1: 57، تاريخ بغداد 13: 324، 326.</ref>. وقال يوماً: «ما ملكت أكثر من أربعة آلاف درهم منذ أكثر من أربعين سنة إلّا أخرجته، وإنّما أُمسكها لقول علي رضي اللَّه عنه: أربعة آلاف درهم فما دونها نفقة، ولولا أنّي أخاف أن ألجأ إلى  هؤلاء ماتركت منها درهماً واحداً» <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 61.</ref>.
وكان لأبي حنيفة ولد واحد اسمه حمّاد، وقد خلّف حمّاد أربعة أولاد، هم: إسماعيل وعثمان وعمر وأبو حيان <ref>وقال ابن عدي: وحمّاد بن أبي حنيفة لاأعرف له رواية مستوية فأذكرها. أنظر: الكامل في ضعفاء الرجال 2: 669، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 71، المعارف: 495.</ref>. وقد ذكروا له شمائل عديدة، فعن أبي نعيم قال: «كان أبو حنيفة حسن الوجه والثوب والنعل، والمواساة لكلّ من أطاف به». وعن تلميذه أبي يوسف: «كان أبو حنيفة يختم القرآن في كلّ ليلة». وذكروا أنّه كان يكسب رزقه ببيع الخزّ، ولم يقبل منصب القضاء الذي عُرض عليه فضُرب مائة وعشرة أسواط، في كلّ يوم عشرة أسواط، وهو على  الامتناع <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 16، 17،22،52،57، الغدير 5: 29، 30،33، الجواهر المضيئة 1: 57، تاريخ بغداد 13: 324، 326.</ref>. وقال يوماً: «ما ملكت أكثر من أربعة آلاف درهم منذ أكثر من أربعين سنة إلّا أخرجته، وإنّما أُمسكها لقول علي رضي اللَّه عنه: أربعة آلاف درهم فما دونها نفقة، ولولا أنّي أخاف أن ألجأ إلى  هؤلاء ماتركت منها درهماً واحداً» <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 61.</ref>.
سطر ٦٣: سطر ٦٣:
والثاني: أنّ أبا حنيفة كان في بداية الأمر يُحسن الظنّ بالعباسيّين، ولعلّ هذا ما حدا بأبي زهرة إلى  القول بأنّ المنصور تعامل مع عبداللَّه بن الحسن وأبنائه بخشونة، وأ نّه أرسلهم في الأغلال والسلاسل من المدينة إلى  الهاشمية <ref>الهاشمية: مدينة بناها أبو العباس السفّاح، وقد حُبس فيها عبداللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام وأسرته بأمر المنصور (معجم البلدان 5: 389).</ref>، وحبسهم فيها حتّى  مات أكثرهم في الحبس، ولمّا علم أبو حنيفة بذلك أخذ يبتعد عن العباسيّين، وصار من أشدّ معارضيهم؛ لأ نّه كان يحبّ العلويّين، ولاسيّما عبداللَّه وولده <ref>أبو حنيفة حياته وعصره: 36، 37.</ref>.
والثاني: أنّ أبا حنيفة كان في بداية الأمر يُحسن الظنّ بالعباسيّين، ولعلّ هذا ما حدا بأبي زهرة إلى  القول بأنّ المنصور تعامل مع عبداللَّه بن الحسن وأبنائه بخشونة، وأ نّه أرسلهم في الأغلال والسلاسل من المدينة إلى  الهاشمية <ref>الهاشمية: مدينة بناها أبو العباس السفّاح، وقد حُبس فيها عبداللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام وأسرته بأمر المنصور (معجم البلدان 5: 389).</ref>، وحبسهم فيها حتّى  مات أكثرهم في الحبس، ولمّا علم أبو حنيفة بذلك أخذ يبتعد عن العباسيّين، وصار من أشدّ معارضيهم؛ لأ نّه كان يحبّ العلويّين، ولاسيّما عبداللَّه وولده <ref>أبو حنيفة حياته وعصره: 36، 37.</ref>.


==أبو حنيفة وأهل البيت عليهم السلام==
==أبو حنيفة و[[أهل البيت]] عليهم السلام==
يبدو ضرورياً تسليط الضوء على  علاقة أبي حنيفة بأهل البيت عليهم السلام بشي ءٍ من التفصيل، لكنّنا سنتعرّض أولاً لبيان شخصيته في نظر أهل البيت عليهم السلام، ثم نتطرّق إلى  علاقته، وأحياناً رأيه حول أهل البيت عليهم السلام .
يبدو ضرورياً تسليط الضوء على  علاقة أبي حنيفة بأهل البيت عليهم السلام بشي ءٍ من التفصيل، لكنّنا سنتعرّض أولاً لبيان شخصيته في نظر أهل البيت عليهم السلام، ثم نتطرّق إلى  علاقته، وأحياناً رأيه حول أهل البيت عليهم السلام .