الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تعریف الإجماع»

من ویکي‌وحدت
(أنشأ الصفحة ب'المراد من '''الإجماع''' اتفاق المجتهدين والفقهاء في عصر من الأعصار على أمر شرعي. وهو علی فرض ثبو...')
 
 
(٦ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ٢: سطر ٢:


==تعريف الإجماع لغةً==
==تعريف الإجماع لغةً==
الإجماع في اللغة لفظ مشترك بين العزم والاتفاق؛ فيقال: «أجمع فلان على كذا» أي: عزم عليه، ومنه قوله تعالى: «فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ».<ref></ref> <ref></ref> ، ويقال: «أجمع القوم على كذا» أي: اتفقوا عليه. <ref></ref> .
الإجماع في اللغة لفظ مشترك بين العزم والاتفاق؛ فيقال: «أجمع فلان على كذا» أي: عزم عليه، ومنه قوله تعالى: «فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ».<ref> سورة يونس، الآیة71.</ref> <ref> لسان العرب 1 : 656 مادة «جمع».</ref>، ويقال: «أجمع القوم على كذا» أي: اتفقوا عليه. <ref> المصباح المنير : 109 مادة «جمع».</ref>


==تعاريف الإجماع إصطلاحاً==
==تعاريف الإجماع إصطلاحاً==
عرّفه أهل السنّة بتعاريف أهمها:
عرّفه أهل السنّة بتعاريف أهمها:
'''التعريف الأول:''' اتفاق المجتهدين أو العلماء من هذه الأمة في عصر من الأعصار على أمر شرعي أو غيره.
 
===التعريف الأول:===
[[اتفاق المجتهدين]] أو العلماء من هذه الأمة في عصر من الأعصار على أمر شرعي أو غيره. وقد أورد هذا التعريف وما بمعناه كلّ من: الشيرازي<ref> اللمع : 179.</ref>، والأسمندي<ref> بذل النظر : 520.</ref>، وابن قدامة<ref> روضة الناظر : 67.</ref>، وابن التلمساني<ref> شرح المعالم 2 : 54.</ref>، وابن الحاجب<ref> منتهى الوصول : 52.</ref>، والنسفي<ref> كشف الأسرار 2 : 180.</ref>، والطوفي<ref> شرح مختصر الروضة 3 : 6.</ref>، والصنعاني<ref> إجابة السائل : 142.</ref>، وعلاء الدين البخاري<ref> كشف الأسرار 3 : 424.</ref>، وصفيالدين البغدادي<ref> قواعد الأصول : 26.</ref>، وابن جزّي<ref> تقريب الوصول : 129.</ref>، والعضدي<ref> شرح مختصر المنتهى 2 : 312.</ref>، والسبكي<ref> جمع الجوامع 2 : 267.</ref>، وابن الهمام<ref> التحرير 3 : 106.</ref>، وملاجيون<ref> نور الأنوار 2 : 179 ـ 180.</ref>، وابن بدران<ref> المدخل إلى مذهب الإمام [[أحمد بن حنبل]] : 128.</ref>، والخضري<ref> أصول الفقه : 271.</ref> وابن المشاط. <ref> الجواهر الثمينة : 189.</ref>
 
===التعريف الثاني:===
اتفاق أهل الحلّ والعقد من أمة محمّد(ص) في عصر من الأعصار على أمر من الأمور.
وقد أورد هذا التعريف وما بمعناه كلّ من: الرازي<ref> المحصول 2 : 3.</ref>، والآمدي<ref> الإحكام 1 ـ 2 : 168.</ref>، والقرافي<ref> شرح تنقيح الفصول : 322.</ref>، والبيضاوي. <ref> منهاج الوصول : 81 .</ref>
وقد وقع البحث في المراد بـ «أهل الحلّ والعقد» هل هم «المجتهدون» أم غيرهم؟
فقد ذهب جماعة، كالرازي<ref> المحصول 2 : 3 ـ 4.</ref>، والقرافي<ref> شرح تنقيح الفصول : 322.</ref>، والسبكي<ref> الإبهاج في شرح المنهاج 2 : 349.</ref>، والبدخشي<ref> شرح البدخشي 2 : 378.</ref>، إلى أنّ المراد هم «المجتهدون»، بينما ذهب  ابن المشاط إلى أنّ «أهل الحلّ والعقد» أعمّ منهم. <ref> الجواهر الثمينة : 189.</ref>
 
===التعريف الثالث:===
اتفاق أمة محمّد  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خاصة على أمر من الأمور. وهو للغزالي. <ref> المستصفى 1 : 204.</ref>
وقد أشكل عليه كل من أتى بعده لأخذ الأمة في متعلّق الاتفاق. <ref> انظر : الإحكام الآمدي 1 ـ 2 : 167 ـ 168 ، كشف الأسرار  (البخاري) 3 : 424، نهاية الوصول (العلاّمة الحلّي) 3 :  126.</ref>
 
===التعريف الرابع:===
اتفاق خصوص الصحابة، وهو للظاهرية. <ref> الإحكام ابن حزم 1 ـ 4 : 47، 539.</ref>
أمّا الإمامية، فقد ذكر بعضهم تعريفات تشابه بعض تعريفات أهل السنّة، كتعريف [[المحقّق الحلّي]] له بأنّه: اتفاق من يعتبر قوله في [[الفتاوى الشرعية]] على أمر من الأمور الدينية قولاً كان أو فعلاً. <ref> معارج الأصول : 125.</ref>
وتعريف العلاّمة الحلّي له بأنّه: اتفاق أهل الحلّ والعقد من أمة محمّد(ص) على أمر من الأمور. <ref> تهذيب الوصول : 203.</ref>
وعرّفه الشهيد الثاني بأنّه: اتفاق المجتهدين من أمة النبيّ  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على حكم<ref> تمهيد القواعد : 251.</ref>، غير أنّ بعض متأخريهم حاولوا إعطاء تعريف فني له يتلاءم مع وجهة نظر الشيعة الإماميّة، التي تجعل ملاك اعتباره كونه كاشفا عن رأي المعصوم(ع)، فانتهت هذه المحاولة إلى بروز التعريفين التاليين:
التعريف الأول: اتفاق جماعة يكشف اتفاقهم عن رأي المعصوم(غ)، وهو للميرزا القمي. <ref> القوانين المحكمة : 169.</ref>
التعريف الثاني: اتفاق عدد كبير من أهل النظر والفتوى في الحكم، بدرجة توجب إحراز الحكم الشرعي، وهو للسيد الصدر. <ref> دروس في علم الأصول 1 : 278.</ref>


==المصادر==
==المصادر==
{{الهوامش|2}}


[[تصنيف: الإجماع]]
[[تصنيف: الإجماع]]
[[تصنيف: اصطلاحات الأصول]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٨:٣٣، ٩ أغسطس ٢٠٢١

المراد من الإجماع اتفاق المجتهدين والفقهاء في عصر من الأعصار على أمر شرعي. وهو علی فرض ثبوته دلیل شرعي یتمسک به في استنباط الأحکام الشرعية.

تعريف الإجماع لغةً

الإجماع في اللغة لفظ مشترك بين العزم والاتفاق؛ فيقال: «أجمع فلان على كذا» أي: عزم عليه، ومنه قوله تعالى: «فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ».[١] [٢]، ويقال: «أجمع القوم على كذا» أي: اتفقوا عليه. [٣]

تعاريف الإجماع إصطلاحاً

عرّفه أهل السنّة بتعاريف أهمها:

التعريف الأول:

اتفاق المجتهدين أو العلماء من هذه الأمة في عصر من الأعصار على أمر شرعي أو غيره. وقد أورد هذا التعريف وما بمعناه كلّ من: الشيرازي[٤]، والأسمندي[٥]، وابن قدامة[٦]، وابن التلمساني[٧]، وابن الحاجب[٨]، والنسفي[٩]، والطوفي[١٠]، والصنعاني[١١]، وعلاء الدين البخاري[١٢]، وصفيالدين البغدادي[١٣]، وابن جزّي[١٤]، والعضدي[١٥]، والسبكي[١٦]، وابن الهمام[١٧]، وملاجيون[١٨]، وابن بدران[١٩]، والخضري[٢٠] وابن المشاط. [٢١]

التعريف الثاني:

اتفاق أهل الحلّ والعقد من أمة محمّد(ص) في عصر من الأعصار على أمر من الأمور. وقد أورد هذا التعريف وما بمعناه كلّ من: الرازي[٢٢]، والآمدي[٢٣]، والقرافي[٢٤]، والبيضاوي. [٢٥] وقد وقع البحث في المراد بـ «أهل الحلّ والعقد» هل هم «المجتهدون» أم غيرهم؟ فقد ذهب جماعة، كالرازي[٢٦]، والقرافي[٢٧]، والسبكي[٢٨]، والبدخشي[٢٩]، إلى أنّ المراد هم «المجتهدون»، بينما ذهب ابن المشاط إلى أنّ «أهل الحلّ والعقد» أعمّ منهم. [٣٠]

التعريف الثالث:

اتفاق أمة محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خاصة على أمر من الأمور. وهو للغزالي. [٣١] وقد أشكل عليه كل من أتى بعده لأخذ الأمة في متعلّق الاتفاق. [٣٢]

التعريف الرابع:

اتفاق خصوص الصحابة، وهو للظاهرية. [٣٣] أمّا الإمامية، فقد ذكر بعضهم تعريفات تشابه بعض تعريفات أهل السنّة، كتعريف المحقّق الحلّي له بأنّه: اتفاق من يعتبر قوله في الفتاوى الشرعية على أمر من الأمور الدينية قولاً كان أو فعلاً. [٣٤] وتعريف العلاّمة الحلّي له بأنّه: اتفاق أهل الحلّ والعقد من أمة محمّد(ص) على أمر من الأمور. [٣٥] وعرّفه الشهيد الثاني بأنّه: اتفاق المجتهدين من أمة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على حكم[٣٦]، غير أنّ بعض متأخريهم حاولوا إعطاء تعريف فني له يتلاءم مع وجهة نظر الشيعة الإماميّة، التي تجعل ملاك اعتباره كونه كاشفا عن رأي المعصوم(ع)، فانتهت هذه المحاولة إلى بروز التعريفين التاليين: التعريف الأول: اتفاق جماعة يكشف اتفاقهم عن رأي المعصوم(غ)، وهو للميرزا القمي. [٣٧] التعريف الثاني: اتفاق عدد كبير من أهل النظر والفتوى في الحكم، بدرجة توجب إحراز الحكم الشرعي، وهو للسيد الصدر. [٣٨]

المصادر

  1. سورة يونس، الآیة71.
  2. لسان العرب 1 : 656 مادة «جمع».
  3. المصباح المنير : 109 مادة «جمع».
  4. اللمع : 179.
  5. بذل النظر : 520.
  6. روضة الناظر : 67.
  7. شرح المعالم 2 : 54.
  8. منتهى الوصول : 52.
  9. كشف الأسرار 2 : 180.
  10. شرح مختصر الروضة 3 : 6.
  11. إجابة السائل : 142.
  12. كشف الأسرار 3 : 424.
  13. قواعد الأصول : 26.
  14. تقريب الوصول : 129.
  15. شرح مختصر المنتهى 2 : 312.
  16. جمع الجوامع 2 : 267.
  17. التحرير 3 : 106.
  18. نور الأنوار 2 : 179 ـ 180.
  19. المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل : 128.
  20. أصول الفقه : 271.
  21. الجواهر الثمينة : 189.
  22. المحصول 2 : 3.
  23. الإحكام 1 ـ 2 : 168.
  24. شرح تنقيح الفصول : 322.
  25. منهاج الوصول : 81 .
  26. المحصول 2 : 3 ـ 4.
  27. شرح تنقيح الفصول : 322.
  28. الإبهاج في شرح المنهاج 2 : 349.
  29. شرح البدخشي 2 : 378.
  30. الجواهر الثمينة : 189.
  31. المستصفى 1 : 204.
  32. انظر : الإحكام الآمدي 1 ـ 2 : 167 ـ 168 ، كشف الأسرار (البخاري) 3 : 424، نهاية الوصول (العلاّمة الحلّي) 3 : 126.
  33. الإحكام ابن حزم 1 ـ 4 : 47، 539.
  34. معارج الأصول : 125.
  35. تهذيب الوصول : 203.
  36. تمهيد القواعد : 251.
  37. القوانين المحكمة : 169.
  38. دروس في علم الأصول 1 : 278.