الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عوامل التحوّل من المذهبية إلى الطائفية»

من ویکي‌وحدت
(عوامل_التحوّل_من_المذهبية_إلى_الطائفية ایجاد شد)
 
لا ملخص تعديل
 
سطر ١: سطر ١:
العناصر الرئيسة التي تحدّد نوعية العلاقة بين المسلمين وغيرهم كآلية للتعايش. ومن أهمّ هذه العناصر :
'''عوامل التحوّل من المذهبية إلى الطائفية''' الأسباب التي تؤدّي إلى الانتقال من صفة [[المذهبية]] إلى صفة مقيتة هي الطائفية، فيحدث التعصّب الطائفي لدىٰ الفرد أو الجماعة.<br>
==1 - الأُمّة النموذج.==
ومن هذه الأسباب : الجهل الذي هو آفة الآفات، والتعصّب الأعمىٰ، والدوافع السياسية للحكّام المنحرفين، والمصالح الضيّقة لبعض المتصدّين، وتطفّل بعضهم على مائدة الاجتهاد ممّن لا يملك الأهلية الكافية، والعامل الخارجي المعادي.<br>
يصف القرآن الكريم الأُمّة الإسلامية بالوسطية، يريد به النموذج الأسمى، والأُمّة الشاهدة التي كانت خير أُمّة أُخرجت للناس، وهذا العنصر يدفع الأُمّة باتّجاه السمو والتكامل في كلّ المجالات، والاستفادة الأكمل من تجارب الآخرين، ويعني ذلك الانفتاح على مجالات الحياة وحمل رسالة إنسانية حضارية كبرى.
 
==2 - المبدئية.==
 
وتقضي بنوعين من التعايش : الأوّل بين المؤمنين، وهو تعايش أخوي، ويعني وحدة الأفراد في مجمل الشؤون، والنوع الثاني مع الآخرين، ويحدّد طبيعته مقدار قرب أو بعد هؤلاء عن المبدأ الإسلامي الذي يحدّد مضمون التعايش معهم، كأن يكون ودّياً أو حسناً أو يشوبه القلق.
[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]]
==3 - نفي السبيل على المؤمنين.==
ويعني أنّ أيّ تصرّف أو وضع معاهدة تؤدّي الى تفوّق الكافرين على المسلمين يعدّ ملغياً من أصله : (وَ لَنْ يَجْعَلَ اَللّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (سورة النساء : 141)، وهذه القاعدة تعدّ من القواعد الثانوية التي تستطيع الحكم على الأحكام الأوّلية بمجموعها. وهذا التوجّه لا يعبّر عن نوع من التكبّر ؛ إذ تعمل هذه القاعدة على أساس معايير إنسانية.
==4 - التوعية والدعوة.==
فالتعايش لا يعني تجاوز حقائق الإسلامية التي تؤكّد على استمرار التوعية والدعوة. ويقتضي التعايش المتوازن والعلاقات السلمية بين فئات المجتمع أن تركّز التوعية على أُسلوب الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن : (فَلِذلِكَ فَادْعُ وَ اِسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ...) (سورة الشورى : 15).
==5 - العدالة.==
يشكّل العدل أهمّ أُصول التصوّر الإسلامي للواقع، وأهمّ الأُسس عند التعامل الاجتماعي : (يا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلّهِ) (سورة النساء : 135)، ولعلّ الآية الكريمة : (وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلاّ تَعْدِلُوا اِعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) (سورة المائدة : 8) تعبّر بدقّة عن أهمّية العدل في معادلات التعايش، حتّى في حالات التوتّر التي يكاد أن ينسى فيها العدل. ومن خلال النظر إلى طبيعة تعامل دار الإسلام مع غير المسلمين ندرك البعد الإنساني في عنصر العدل، وهو ما يفسّر أيضاً وقوف الإسلام إلى جانب المستضعفين والمحرومين في كلّ مكان.
==6 - تأليف القلوب.==
في الأجواء التي يحكمها تأليف القلوب تنفتح النفوس على الحقيقة وتقترب إلى الواقع. ويعود هذا العنصر إلى تشريع سهم المؤلّفة قلوبهم في مصارف الزكاة، والذي فتح المجال للوقوف إلى جانب المستضعفين والدفاع عن قضاياهم واجتذابهم نحو الإسلام، والإنفاق عليهم بما يحقّق مصلحة الإسلام العليا وتعميق التعايش الإيجابي بين مختلف اتّجاهات المجتمع.
==7 - الوفاء بالعهد.==
ويقصد به الوفاء بكّل العهود والاتّفاقات التي تعقد بين المسلمين وغيرهم : ( وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ اَلْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً ) (سورة الإسراء : 34)، ومن هذه العقود ما صرّح به الإسلام وحدّد لها قوانينها العامّة، ومنها ما يرى ولي الأمر ضرورتها لتحقيق مصلحة إسلامية عليا. ومثال الأُولى : عقد الهدنة وعقد الأمان، ومثال الثانية : العقود الاقتصادية والعسكرية وغيرها.
==8 - التعامل بالمثل.==
مبدأ جزاء الإحسان بالإحسان ومبدأ القصاص مبدآن واقعيان يرتضيهما المنطق الإنساني والتعامل الفردي والاجتماعي. هدفهما ردع الاعتداء واستقطاب القلوب، يقول تعالى : (اَلشَّهْرُ اَلْحَرامُ بِالشَّهْرِ اَلْحَرامِ وَ اَلْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اِعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اِعْتَدى عَلَيْكُمْ وَ اِتَّقُوا اَللّهَ وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَللّهَ مَعَ اَلْمُتَّقِينَ ) (سورة البقرة : 194). وهو يعني باختصار التعامل مع الآخر بالمثل (لا يَنْهاكُمُ اَللّهُ عَنِ اَلَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي اَلدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ...) (سورة الممتحنة : 8).<br>

المراجعة الحالية بتاريخ ١١:٢٠، ٧ فبراير ٢٠٢١

عوامل التحوّل من المذهبية إلى الطائفية الأسباب التي تؤدّي إلى الانتقال من صفة المذهبية إلى صفة مقيتة هي الطائفية، فيحدث التعصّب الطائفي لدىٰ الفرد أو الجماعة.
ومن هذه الأسباب : الجهل الذي هو آفة الآفات، والتعصّب الأعمىٰ، والدوافع السياسية للحكّام المنحرفين، والمصالح الضيّقة لبعض المتصدّين، وتطفّل بعضهم على مائدة الاجتهاد ممّن لا يملك الأهلية الكافية، والعامل الخارجي المعادي.